منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   على أهبةِ رَحيل ... (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=11687)

د. منال عبدالرحمن 06-20-2008 02:17 PM

على أهبةِ رَحيل ...
 
ربّما كانت أغنية أو طفلةً تائهة أو رسالة , كتبتها على أجنحةِ غيمةٍ , حملت في فمها غصنَ زيتونٍ و ورقةً صغيرةَ , و أمنية :


إليك ..

أيّها الواقفُ هناك , بعيداً حيثُ كنتُ يوماً أركضُ باتّجاهِ الأملِ الضّائعِ المجهول ,

أيّها المارُّ بأنثى عابرةٍِ في صمتِ الجليد, في احتضاراتِ اللقاءاتِ الأولى و في سَكناتِ الجسدِ الواقفِ على شفا موتٍ محتّم .

أيّها الواقفُ بين حنجرتي و رئتي , ترقبُ صوتيَ المشدودَ بك , و تلامسُ شُعبي الهوائيةِ , كطفلةٍ حزينةٍ ضلّت طريقَها في يومٍ ماطرٍ , و استكانت إليك .

أيّها المتشكّل على هيئةِ أحلامي جميعاً , المُشرقُ على وجهي كصراخِ الفجر , كقطراتِ الخجلِ على جبينِ الأزمنةِ العذراء , كشراعِ النّورِ في رحيلِ الأصيل ..

هاكَ أنا , كشبحِ ورقةِ قصيدةٍ هاربة , كتبتَها للرّحيل و منحتَها أغصانَ الزّيتون و أفواهَ العشب .


التقطني هناكَ من فوقِ رمالِ ذاكَ السّجنِ الممتلئِ بأنفاسِ الخطيئةِ الأولى , يومَ كانَ الرّحيلُ آخر بوّاباتِ العبورِ إلى الوطن , ثمّ امنحني لخلايا الوقت , لارتعاشاتِ اللغة , لأرقِ الليالي الوحيدة , هبَني ضلعاً من صدرِ دميةٍ مكسورة , أو خيطاً من ستارة نافذةٍ قديمة , و اترك عنكَ ندمَ الطّفولةِ و تعبَ الحرفِ الأوّل و استغفارَ الأمطارِ الرّاحلة , و حزنكَ على رعشةِ القلمِ إذ يمارسُ عثراتهِ بينَ يدي .

دعني أمسكُ بأكمامِ معطفكَ و أتشبّثُ بأزرارِ صوتكَ , و ألثمُ ثغرَكَ ببراءةِ القُبلةِ الأولى و أجرّبُ أن ألامسَ جبهتكَ بأطرافِ وجهي , ثمّ ضعني هناكَ في جيبك , كقصاصةِ نصٍّ مقهورٍ ارتكبهُ قلمكَ ذاتَ وجع , أو اتركني على مكتبكَ كصورةٍ قديمةٍ أو كدفترٍ لا زالَ يلهجُ بأنفاسِ رغبتكَ الأولى , خبأني تحتَ قميصك , أو بالقربِ من وسادتك , لتمرّ الأزمنةُ على قلبي و نبضكَ يرقيني من تداعياتِ الألم .


لا تنسَ ان تقصّ على مقعدنا في الحديقةِ البعيدة , حكايةَ فرحنا القديم , و رغباتنا المبتورة , و غيابكَ عنّي مُذ تركتُ طفولتي على أرجوحتي , و تقمّصَّني بكاءُ الرّمالِ المتحرّكةِ تحتَ أقدامِ حلمي الأول .

لا تسأل نفسكَ أين كانت بدايتنا , نحنُ بدأنا على حافّةِ جبلٍ شاهقٍ و بدأنا نتسابقُ باكتشافِ مغاراتهِ السّرية و أنفاقه المجهولة , و كنتَ انت , ذاكَ الممسكُ بحبلِ الغياب , تشدّهُ إليكَ كلّما حانت فرصةُ لقائنا , و تقصُّ من أطرافهِ كلّ مرّةٍ فراقاً حتميّاً .

و إذا أتيتَ تسألني عن النّهاية , فسأردُّ عليكَ بصمتيَ الّذي تكرهه , بإشارةٍ مبلّلةٍ تشي لكَ بأنّ الغيمَ نالَ ذاتَ العقابِ الّذي نالتهُ الدّهشة , حينَ ارتطمّت بعمودِ الوفاءِ المكسور .

ربّما تدركُ أنّك منحتني الاغتراب و الوطن , ثمّ عالجتني ببعضِ أحلامٍِ لاجئة , و ملاجئَ حالمة بقطعةِ خبز !

أو ربّما تعلمُ أنّني حينَ انتهي من كتابةِ هذهِ الرّسالة , قد أكونُ اكتملتُ كحبلٍ وثيقٍ من الأرقِ و الجروحِ و الطعناتِ الباردة , و أنّني سأمضي إلى أمّي أدفنُ رأسي في صدرها و أقولُ بجهلِ الطّفولةِ الأوّل , سامحيني لأنّي قتلتُني .

ثمّ ألتفتُ إلى النّوارس الّتي تغطّي سماءَ قلبكَ و أتساءل :

ماذا يحدثُ لو اقتحمتُ الأميالَ الصّامتةَ بيننا و ارتكبتُ عن قصدٍ اثمَ استبدالِ الوطنِ برجلٍ , و اللجوءَ إلى صدرهِ كمنفى , ثمّ الرّحيلَ إلى عينيهِ , حتّى لو كانت ستودعُ آخرَ أمنياتي مثواها الأخير ؟

ماذا سيحدثُ لو أنّي تركتُ أنفاسي معلّقةً على أغصانِ صدفة , و استبدلتُ مسكّناتِ الألمِ الهشّة , برقصةٍ أخيرةٍ ستفهمها وحدك , و ستبتسمُ و أنتَ تراني سعيدةً و تبتلعَ غصّة فراقيَ الأخير ؟

لماذا أردّدُ الأخيرَ كلّما تذّكرتُ لقاءَنا الأوّل ؟

لماذا أقنعُ نفسي بأنّ شجاعةَ الرّحيلِ يجبُ أن تعادل شجاعةَ الحضورِ الأوّل ؟

و لماذا أقفُ على بوّابةِ المنفى و أمنحني عذاباً لا يُحتمل , لمجرّدّ أن أتابعَ كتابةَ أبجدّيّتي البدائيّة المكلومةَ بالفقد ؟

لا عليك ... الشّمسُ تقارعُ هضبةً ما , لتخرجَ من أعماقِ البحر .
و في منتصفِ النّهار تنتصبُ بشعاعٍ قاتلٍ لتُحرقَ كلّ قطراتِ الماء , الّتي قرّرت اعتزال سجون الغيم و الموتَ بسلام .
و في المساء تعودُ بذاتِ الحنينِ الأوّل لتعانقَ الأرضَ و تبكي و تمنحني وجعَ الليالي المقفرة .


كنتُ دائماً ذاكَ الشيء الّذي يبقى و ترحل عنهُ الأشياءُ الأخرى , وحدي كنتُ هناك , أداوي جرحَ الطّرقِ المتآكلة و أقيمُ شعائرَ ولادةِ أوردةٍ جديدة , تقتفي أثرَ العابرين .

سأحبّكَ رغم ذلك .. رغمَ أنّ الحبّ لم يعد ممكنا

رغمَ أن الأمنياتِ اختفت من أحلامِ الفقراء , و أنّ الأصدقاءَ تداولوا آخرَ عملاتِ الخيانة , و باركوا أنفسهم بها ..

سأحبّكَ , رغمَ أنّ اللغةَ كفرت بأيديهم و بأقلامهم , و بكلّ أبجديّةٍ استمرأت المغفرة .

سأحبكَ , رغمَ رئتي الصّدئة , و صوتيَ المخنوق , و أرقيَ المتنامي في عيني ..

سأحبّكَ و أنا معك , و لستُ معك , و أنتَ معي , و لستَ معك ..


و ....

/


آخرُ شيءٍ كنتُ أردّدهُ قبلَ الهذيانِ بصوتٍ و شهقتين ...

كنتُ يوماً , جريدتَك و معطفكَ و فنجان قهوتك .. و ذاكرتك !

هند الفهيد 06-20-2008 02:44 PM





دعني أمسكُ بأكمامِ معطفكَ و أتشبّثُ بأزرارِ صوتكَ , و ألثمُ ثغرَكَ ببراءةِ القُبلةِ الأولى و أجرّبُ أن ألامسَ جبهتكَ بأطرافِ وجهي , ثمّ ضعني هناكَ في جيبك , كقصاصةِ نصٍّ مقهورٍ ارتكبهُ قلمكَ ذاتَ وجع , أو اتركني على مكتبكَ كصورةٍ قديمةٍ أو كدفترٍ لا زالَ يلهجُ بأنفاسِ رغبتكَ الأولى , خبأني تحتَ قميصك , أو بالقربِ من وسادتك , لتمرّ الأزمنةُ على قلبي و نبضكَ يرقيني من تداعياتِ الألم .


رغبه تقتحم الاستحاله وتمنحها مسحةً من ممكن ..
وتوطـّن الروح رغم الغربه ..
تزيل عنها أدران وعثاء الفراق ..
وتـُلـجـِم ساعات الفـَقـْد لـتـشيخ على أعتاب أملٍ يستـنشق لهفة حرف..




لا تنسَ ان تقصّ على مقعدنا في الحديقةِ البعيدة , حكايةَ فرحنا القديم , و رغباتنا المبتورة , و غيابكَ عنّي مُذ تركتُ طفولتي على أرجوحتي , و تقمّصَّني بكاءُ الرّمالِ المتحرّكةِ تحتَ أقدامِ حلمي الأول .


غيمه لستِ أنتِ من تكتب
إنـّها أرواحنا المتـشـّبثه بعوالق الذكرى قسراً ..
العالقه على أهداب الشـّوق كبندول ساعه يهتف بحان الموعد..
ولا مـوعـِد يـُنـتـظر ..
هي فقط أطلال طفله تمخر عباب الماضي وتصرخ استجداءاً للحظاتٍ لاتعود ..!



الغاليه منال عبدالرحمن

ليتكِ تعلمين مابقلبي من ودّ واحترام لكِ





http://www.mrkzy.com/uploads/8eec4ce25b.gif




دعواتي

/

سلطان ربيع 06-20-2008 02:54 PM

البكاء بهذه الطريقة مُتعب يا منال
البكاء بهذه الطريقة لا يقي البرد
البكاء بهذه الطريقة لا يعود بِهم / إلا بالهم .

دمتِ بخير يا منال .

ياسر خطاب 06-20-2008 08:04 PM

.
.
.
يا طول عنقي حين أهتفك الرجوع , استشرف البعد

في ظلل من غمام يثقـّبها سهم التعقل ,

فتمطرني الحقائق ,

ادّارك الفقد بما أراه من عجب المكان لهجرك , وشخوص أوصال الزمان وضياعها

في " سوف ارحل "

أي محصول سينبته انتظاري حين هجر ..؟

يا قصر روحي حينما تشمرين , تلوحين في

ارتخاء : إلى اللقاء .... أنا لن أعود

لمَ التعقل انك لن تعودي عالق في فكرتي , لمَ

التعقل غائبٌ عنكِ ....أني أموت إذا رحلتِ , ما

باله إدراكنا يتبادل الأدوار , لمَ القلوب لا

تهاجرْ ....منك إليّ /مني إليكِ

إن لم أمت :

فوق الأثافي سوف أفرد مرقدي ,

وأدس أقمار الليالي جيبَ وهم ,

أراجع النسيان كل فجر

واحتسي شاي الرجوع في المساء

مع خشاش الأرض انثر الكلام

لاتذهبي ...

كصوت مظلوم يدعو بها الإله

لاتذهبي ...

كسيف حق حازم في عنق قاتل

لاتذهبي ...

هديلُ حمامة تفقد ما لديها من صغار

قلوب الطير لا تقوى الفراق

فلا تذهبي

منال عبد الرحمن

قليلة هي النصوص التي تحرك كاتباً كسولاً

لن أقول سوى أنك هنا اجمل واجمل بكثير

دمت ياسيمنة الشام التي ادمتنا وادمناها
.

.

.

العـنود ناصر بن حميد 06-20-2008 10:00 PM



نعم .. ياغيمة
دعيني أردد معكِ
(لماذا أقنعُ نفسي بأنّ شجاعةَ الرّحيلِ يجبُ أن تعادل شجاعةَ الحضورِ الأوّل ؟)

هذه المرة
موجعة
وموجعة
وموجعة
فقط الدمع كان كفيل بكل حرف هنا
لقلبكِ السلام




حنان عسيري 06-21-2008 02:10 AM





,


,


الرحيل

يقتل الروح التي في قلوبنا


الـ ـغـ ـيـ ـمـ ـة مـ ـنـ ـال

بوحكِ مؤلم ولا أدري لما

دمتِ بــ ... حب

أصيله المعمري 06-21-2008 07:11 AM

مؤلمة هنا يا منال
رسالتك : غيمة تمطر بـ مطراً بارد جداً هنا



النص هذا : مرحلة عمر



تقديري لك
ولـ العابر بين طيات المجهول منتهياً بالرحيل مع سبق الترصد


نص : كـ الغيوم المحلقه في الذاكرة الحيه
نص / يصلنا
كـ النصل

محمود هرموش 06-21-2008 08:26 AM



في أولى خطوات الرحيل
يذبل ُ غصنٌ
تأكسدت على براعمه جهات انتظارٍ يشتهي مرور سحابة شردت عن طابور الشتاء المسائي لترش الظلام على وسائد الوقت
لقد أطفأنا جرح أسطورة ضفائر غارقة في سباتٍ تهادت عنه وشوشات اللحاف
تُعلقُ الأسرار على نوافذ لغة ٍ تهشّمت فواصلها تحت مطرقة من صمتِ همهمات ٍ شقية الزفير

تقضم أصابع التأجج
وتثقب زعانف الموال قبل أن تغص النوارس في اختصار هجرتها برفقة أصداف الروح
مثل هديل
يكسر كأسه بين شفاه أصابع النوارس
فتتوقف عقارب الموج
وتشتعل أسئلة شتى في رأس الجواب القابع تحت سراط الكلام





بوركتِ

تحيتي
ومودتي


الساعة الآن 11:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.