منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   قطع الشطرنج (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=6443)

عبدالله الدوسري 08-04-2007 07:59 AM

قطع الشطرنج
 
نظرت إلى لوحة " ممنوع التدخين داخل المطار" بحنق وأنا أمشي مع الجموع واضعا حقيبتي على كتفي ،، بحثت عن وجه ابن أخي في صالة الاستقبال فلم أجده ،، تابعت سيري نحو الخارج فرأيت أخي الأكبر بنفسه يعبر البوابة مسرعا ،، عانقته بحرارة وقبّلت وجنتيه وجبينه متحسرا على تأجيل التدخين حتى وصولنا إلى البيت ،،


وقال : لماذا تأخرت ؟! ،، الجميع هنا ومنهم من سيغادر غدا ،،


فقلت في نفسي : لا شئ هنا سوى الحنين والحزن ،،




الجميع هنا فعلا ،، أمي وأشقائي وشقيقاتي ،،، والصغار من حولي يشدون حقيبتي ،، هذا يقول : عمي تعال العب معنا ،، وهذه تقول : خالي ماذا أحضرت لي ،،



لمثل هذه الحياة في الأوطان المثالية خلقت ،، أما مشاركتها في الطبائع البشرية فعبث من الأقدار التي عبثت بشتى مقدساتي ،، انتهى تاريخ فترة من الزمن وربما انتهى قلب ،، وفي تضاعيف هذا الجو ترقد ذكريات وعواطف ومشاعر وانفعالات لو تتركها يد العبث يوما ً لأحيت الصحراء ونضرت وجهها ،، إنما نستعدي الشمس والقمر على خط الزمان ،، لتعود إلينا الذكريات الضائعة ،، ولكن لا شئ يعود أبدا ً ،، فذب في الدموع أو تسل بالابتسام ،،


أمسكت أمي بمعصمي وهي تقول : في كل مرة تزداد نحولا ،، ألا تأكل ؟! ،،


ضحكتُ وقبلت يدها ،، والجميع من حولي لا يمل الحديث ،، كل منهم قد اختار أبعد الجالسين إليه وراح في حوار معه ،، فأصبحت الصالة كشبكة صوت عنكبوتية معقدة ،، أرد على سؤال أخ وأسأل عن أحوال أخت ،، ولكن رائحة أمي المخدرة تعيدني للصمت ،، أفق أيها القلب الذي شفه الحزن وبرح به الألم وتركت فيه الأيام ندوبا ً باقية ،، هب أني شمعة مجالس الطرب فما جدواي حين أهمد ،، وأنني قضيب من الفولاذ فما فائدة تكسري ،،



وفي لحظات قد أضبط عين إحدى شقيقاتي تتفحصني فأقابلها بابتسامة مرحة ،، وقد نغرق في حديث طويل صامت لا يقطعه إلا صوت أحد إخوتي أو صراخ أحد الصغار ،،


كل ما عاهدته في نفسي تغير في أسرع من تقليب الكف وارتداد الطرف ،، ولم يبق من عهد السرور غير بصيص خافت يلمع في جوانب النفس من حين إلى حين ،، ولكنه سرعان ما يخبو ،، ليترك القلب ظلاما ً والهم لزاما ً ،، وتبقى الذكرى ,, فالذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان ،،


في الطائرة كنت أتخيل هذه الجلسة بضحكاتي المترعة وآخر الأخبار ونوادر العمل ،، واستمتاعي بالإنصات لأحوالهم واشتياقي لأحاديثهم ،، فقد يصل بنا خيط الزمن للحديث عن أبي الذي لا تكاد ذاكرتي تحتفظ منه شيئا إلا كما أرى الآن صورته المهيبة على الحائط وهي تشرف على الجلسة ،، لقد طفت بموانئ شطر العالم لرعونة مراهقتي وظني بأني سأجد العزاء ،، فلم أتخل عن الماضي ساعة ،، ولكنه يتبعني كظل من العذاب ،، فوقعت في أحابيل زمان عجيب



قبلت للمرة العاشرة يد أمي ونهضت قائلا : سأصعد لأضع حقيبتي ،،


وكنت أريد حقيقة أن أدخن ولكنني فوجئت بالصمت الذي خيم على الجميع لحظة إنهائي لجملتي الأخيرة ،، ولكنني لم أبال فتناولت حقيبتي ووضعتها على كتفي ،، النسيان ،، لعله مهمة قديس !! ،، ولكن عليه أن يقنع بقداسته قبل ذلك ،،


هل تـُقبل الحياة بدون ذكرياتي ؟! ،، ومن كان يتصور أن الآمال الكبيرة يمكن أن تتلاشى كقبضة من غبار ،،


لم أخط خطوة إلا وجدت أثرا ً باقيا ً ،، أو تذكارا ً ساميا ً ،، يملك القلب ويصبي المشاعر




دخلت الغرفة ،، ووضعت حقيبتي على الأرض بهدوء وكأنني أخشى إيقاظ نائما ،، كل شئ في مكانه لا يجرؤ أحد على تغييره ،، أغمضت عيني قليلا فسمعت أصوات متداخلة من ضحكات ونقاشات وشتائم وأسرار ،، وضعت يدي على خزانة الملابس وأخذت أمشي ببطء أتابع النقوش ،، إتكأت على طرف المكتب وأجلت بنظري في أركان الغرفة وأمعنت النظر في السريرين المتجاورين ،، رفعت كرسيا ووضعته أمام المكتبة العريقة التي لم أجد وقتا لإعادة ترتيبها منذ انتقال الأسرة من جدة ،، اعتليت الكرسي حتى أصل لأعلى المكتبة ،، وسحبت برفق وبحذر شطرنج زجاجي رُصت عليه خمسة وعشرون قطعة من الكريستال ،، وضعت حملي الثمين على المكتب وأخرجت من أحد الأدراج صندوقا من الخشب الفاخر يحتوي على باقي المجموعة ،،


فتحت درجا آخر وأخرجت منه قارورة عطرية كانت مهداة لم يبق بها إلا القليل ،، لعل هذه القارورة هي الذكرى الوحيدة التي تجمعنا معا ،، ومن السخرية أني بقيت أعانق آثارهم ،،


أخذت أنظف بالمنديل قطع الشطرنج بعد أن أبللها برشات خفيفة من العطر بتركيز عجيب وبعناية فائقة ،،


أنهيت طقوسي عندما وصلت إلى آخر مرحلة ،، وهي وضع القطع كل في مكانه فهو محفور في ذاكرتي ،، نهضت وأنا أتفحص المنظر العام ،، فقلت في نفسي ربما تمكنت من النوم هنا هذه المرة ،،



استمر الحديث الضاحك على مائدة العشاء ،، ليست قطرات الندى مثل ذوب الشمع المحترق ،، ويصرفني اليأس فأتعزى بالزهد ،، أمضي مصمما ً على النسيان ،، وكلما لاحت ذكرى وقف لها الصخب من حولي بالمرصاد ،،


وأمي تقول : هيا كـُل ،، تناول هذه البرتقالة ،،


فأصر على اقتسامها معها ،، وا أسفاه أيها الماضي ،، ها أنت تمعن في البعد وها أنا أستمتع بحياة لا أعرفها



في المجلس أخذ ابن أخي يبحث عن قناة رياضية ،، والآخر رأيته ينساب بخفة للخارج ،، أما أبيهم فجلس كعادته ينهي قراءة الجريدة ومن حين لآخر يسألني عن أحوال الأقارب ومعارفه في جدة ،، وبجانبي تناثر الصغار وكل يقاطع أخيه أو أخته بحكاية يخبروني بها ،،


صبرت حتى انقلب الصبر رذيلة والتمني عاهة ،، وترف على شفتي ابتسامة ،، من أي مكان في الغيب وردت هذه الابتسامة الضالة في غابة الأحزان ،، مقتحمة الجدران ندية بالأنفاس والعرق ،، من محراب الحب ،، أو من طيف قرينه ؟!،،


ضحكات تطير في الفضاء البعيد لم تظفر بعد بجهاز استقبال يعيدها إلى الأرض



طوى الجريدة بعناية فأخذت أناقشه في الوضع السياسي للمنطقة ثم استمعت لتحليله الرائع وأبعاده المستقبلية ،،


ثم قال : ما رأيك بأن أكسر رأسك في الشطرنج ،،


فقال ابنه : هل أحضره يا أبي ؟! ،،


فقلت : أجل أحضره ريثما أعود ،،



صعدت إلى الغرفة مرة أخرى فتدخين السيجارة أصبح الآن أكثر إلزاما ،، ابتسمت للتمثال الغريب المتشابك الذي يأخذ عند التدقيق شكل بوذا ويقتعد أحد رفرف المكتبة ،، فكم سلى أرقي وآنس وحشتي وبدد مخاوفي ،، لا يغير الليل منه إلا أن يغشى ما يحيط به من أحياء بالصمت العميق فيهيئ لأصواته الغامضة جوا ً تعلو فيه وتوضح ،، كأنه الظلال التي تملأ أركان اللوحة فتضفي على الصورة عمقا ً وجلاء ،،


أخرجت سيجارة وجلست على المكتب ،،


الساعة يرف القلب وتحلق الروح في أجواء من الراحة ،،


الساعة أشرف على الدنيا من ذروة رفيعة تبدو منها المعالم في هالة من الشفافية كأنها أطياف دنيا الملائكة ،،


الساعة يضطرم الوجدان بنشاط الحيوية ونشوة الحبور وسكرة الطرب ،،


الساعة يطوف بي طائف الألم الذي يلازم مسرة الحب ملازمة الصدى للصوت ،،


ولذلك وضعت السيجارة التي لم أشعلها جانبا وقمت بجمع كل القطع ووضعتها في الصندوق ،،




بدا أخي متحمسا للعب فها هو يرتب القطع على اللوحة الخشبية ولكنه توقف عندما رآني أضع بجانبه حملي الثمين ،،


لم أرد أن أسمع أي تعليق منه فأسرعت بفتح الصندوق وإخراج محتوياته بحذر شديد ،،


فقال ابنه : عمي ما هذه الرائحة الرائعة ؟! ،،


تبادلت وأبيه النظر قليلا ،،


فقال مجددا : أظن بأنك ستفوز على أبي ،، فهو لم يلعب منذ وقت طويل ،،



جاء أحد إخوتي وهو يقول : ها هو صراع الأجيال ،، أكبرنا وأصغرنا ،، اسمع يا عبادي عليك أن تتناسى احترامنا له ،، ولكن مهلا مهلا ،، ما هذا الشطرنج الفاخر لم أره من قبل ؟! ،،


فتحت فمي لأجيبه ولكن أخي الأكبر قال بإيجاز : كنت قد أهديته له منذ زمن ،،



في رأسي حماس وفي قلبي نذير نشوة البراعم قبل أن تتفتح ،، ها هو الماضي يعانق الحاضر فيكونان معا ً كلا ً لا يتجزأ ،،



حرك أخي قطعته الأولى بعد أن بدأت أنا اللعب ،، وبدون شعور مني نظرت بجانبي وابتسمت ،، وقلت لنفسي سننهي أخيرا اللعبة التي بدأناها نحن الثلاثة ،،


واصلنا تحريك القطع بكل هدوء ،، ومن حين لآخر أتبادل وأخي النظرات التي لا يعلم سرها سوانا ،، حوار طويل لم يجر على الألسن ولكنه يتربص في زاوية ما ،،


أيها النسيان ،، هل أنت خرافة أيضا ً ؟!



انتهت اللعبة فاستأذنت وخرجت مسرعا ،، وقفت في الشارع وأشعلت أخيرا سيجارتي ،، رحت أدخن بعمق شديد وبلذة غريبة ،، سيغشى النسيان أي شئ إلا سالف الذكريات ،، فليس في العالم كله ما يجعل الإنسان ضروريا ً لأخيه الإنسان إلا المودة ،،


ترى هل بلغ الطوفان مرقدة ؟!



عدت إلى الداخل فوجدت أخي وحيدا بالمجلس يعيد ترتيب قطع الشطرنج بصمت غريب ،، ولكنه لا يضع إلا خمسا وعشرون قطعة بنفس الهيئة التي تركناها نحن الثلاثة .


صُبـــح 08-04-2007 06:02 PM


عبد الله ...


كالعادة تمد جذور الروح ...

تسكن زمان المد ...

قوافل الحرف فيك لا تنتهي !!

لا تفنى ... !

لا تبلى ... !

قلت لك ذات ابجدية مضت بأنك تشبه الفضاء ... !

مملوء بالهواء .... فراغاتك تعادل اللافراغات ..... حرفك بأبجدية كاملة !!

تقول للحرف كن فيكون ... !

أنت قادراً على تهيئة الحياة للحياة ، قادراً على لسع الأحياء بنار الذكرى المترمدة والتي تجنبوا مرارتها غباءً وهباء !

قادراً على تلاوة الذكرى كوحياً رحيم ومتعقل ولولا ضجيج النواح هنا لستبحت آخر فراغات الكلام ولكن بعض العبرة اختناق ياسيدي !

أستاذي ...

دعني أمارس طقوس العرفان في أحداق حرفك ..

واغفر لي تقصير حرفي في حضرتك .. فمن هو في مثل قامتك تنهمر الأجرام له وتنتثر النجوم وتتهجأ له الفكرة تحت ملاءة الحلم ...!
ويُنسج له من حرير الضوء كلمـــــــة ..
نخطو خلفها جميعاً كموكب نهر خفي المنبع !!


كن بخير ياذا الجود ...


صُبــح


صالح الحريري 08-04-2007 06:47 PM



هنا يــ عبد الله ..
لغة تهتف بالضوء بأحداث أقل ما يقال عنها عيد ..!

قرأتُك بهدوء ...

وما زال بصندوق الرسائل نداء ..!

وكش ملك ..
للحزن بمراسم عودة لقلعة الجمال ..!


تحياتي

خالد صالح الحربي 08-04-2007 07:01 PM

:

وأنتَ أخذتنا من شاشة الكمبيوتر ،
إلى حيثُ رقعة الشطرنج / وقبل ذلك أجواءُ المطار .
للروح التي تكتب بها ما يُحيلنا لأجواء الرواية ..
حيثُ التفاصيل الصغيرة تحتلّ جزءاً كبيراً من المشهد .
_ شُكراً ، طويلة التيلة لك _

العـنود ناصر بن حميد 08-04-2007 08:34 PM




قرأتها في الصباح

وخرجت منها بمتعة كبيرة

الآن

أعيد القراءة

ونفس الوهج الأول

كنت تحركنا كقطع الشطرنج

نتوحد من تفاصيل حروفك

لنصل للنهاية

عبدالله الدوسري

أسلوب مختلف

رائع

لك السلام

عائشه المعمري 08-04-2007 11:04 PM

عبدالله الدوسري ..


|||
||
|
.




كلما قرأت جملة من ها النص .. أخذت نفساً عميقاً
وزفرت بـ ( يااه ) مغلفة بـ إبتسامة للماضي ..!!

|||
||
|
.



كم أعجبتني طريقتك في سرد التفاصيل ..
وكـأن مسلسل من الماضي والذكريات .. يُعرض أمامي ..
صَورّتَ كل كائن كان حينها .. بـ حرفنه .. وإبداع يشد القارىء على المُتابعه ..


|||
||
|
.


لا زالت تلك الأحداث تعرض أمامي ..
كم تمنيت إستطرادك فيها أكثر ..
كم تمنيت ان تكون بـ شكل أكبر ..
رواية مثلاً ..

|||
||
|
.



ولكن لماذا البداية والنهاية : ( سيجارة ) .. !!
لماذا نعتقد بأنها محلول سحري باعث للسعادة .. بعد الألم !! ..

|||
||
|
.



وقطع الشطرنج ....... !!!!!!

|||
||
|
.




رائع يا أنت .. !!

منى الصفار 08-07-2007 02:41 PM

بعضُ كلماتْ
كثيرٌ من دخانْ ،


وبينَ هامتينِ وظلّ

نأتي دائماً متذرعينَ بالنسيانْ
ونعودُ أدراجنا خائبي المسعى،


فكلما همَمنا بهِ فرحاً
عدنّا مكبلينَ بهِ مسعىً خائبَ الخاتمةْ



.


.


أمتعتنا بقلمكَ وشعوركْ




دمتَ بودْ

عبدالله الدوسري 08-08-2007 05:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صُبـــح (المشاركة 111456)
عبد الله ...


كالعادة تمد جذور الروح ...

تسكن زمان المد ...

قوافل الحرف فيك لا تنتهي !!

لا تفنى ... !

لا تبلى ... !

قلت لك ذات ابجدية مضت بأنك تشبه الفضاء ... !

مملوء بالهواء .... فراغاتك تعادل اللافراغات ..... حرفك بأبجدية كاملة !!

تقول للحرف كن فيكون ... !

أنت قادراً على تهيئة الحياة للحياة ، قادراً على لسع الأحياء بنار الذكرى المترمدة والتي تجنبوا مرارتها غباءً وهباء !

قادراً على تلاوة الذكرى كوحياً رحيم ومتعقل ولولا ضجيج النواح هنا لستبحت آخر فراغات الكلام ولكن بعض العبرة اختناق ياسيدي !

أستاذي ...

دعني أمارس طقوس العرفان في أحداق حرفك ..

واغفر لي تقصير حرفي في حضرتك .. فمن هو في مثل قامتك تنهمر الأجرام له وتنتثر النجوم وتتهجأ له الفكرة تحت ملاءة الحلم ...!
ويُنسج له من حرير الضوء كلمـــــــة ..
نخطو خلفها جميعاً كموكب نهر خفي المنبع !!


كن بخير ياذا الجود ...


صُبــح






صبح ، ، ،



رفقا بي يا عزيزتي ،، فالقلب بات كقطعة شطرنج كريستالية ،،


لن يحتمل حتى التواضع لأمطارك



فما الحروف هنا إلا أشواق طائر حلق لعشه ،،


وغمس شباة قلمه في مداد الحنين ،،


ثم أوى إلى سكونه فألمت به ذكرى دامعة ،،



ولكن مصافحتك له بعثت في صدره ربيعا لا يتقنه إلا أنت



أشكر لك تواجدك السابغ أختي ،،


دامت لك الدنيا كما تحبين


الساعة الآن 10:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.