مُذَكّرَاتُ أمَةٍ مَقْهُورَةٍ فِي بِلاَدِ الحُرِيّة .
إلى منى ، . . أعاني الربو و أخشى أن تنقطع أنفاسي، فالأحاديث طويلة . لذا سأعصر القيد حبرا، علّ الذاكرة تتحرّر . رفيقة النصف الأجمل من الغربة، هاكِ نصفها الموجع . أعلم جيّدا أنّك لن تصلي إلى هذا الركن القصيّ، و لهذا أنا مطمئنة . إذ لا أرضى لذاكرتي أن ترمي بحملها على أخرى . استنزفت جرأتي في وقت سابق، لا أدري متى ستعود . و متى سأعود ! |
"كارولين فورِست" : - هل يسمح للمحجبات ارتياد المسابح المختلطة ؟ - هل يسمح للمحجبات ارتياد المسابح المختلطة ؟ - هل يسمح للمحجبات ارتياد المسابح المختلطة ؟ كرّرتِ السؤال ثلاث مرات، و مرة واحدة كانت كافية لإدماء قلوب المسلمات صدّقيني، فهنيئا لك . أنتِ عزيزتي تمتلكين حرّية بحجم السماء، أما الشوك فلا ينبت إلا في الرقعة التي نقف عليها نحن . حرّية مكّنتك من بث حقدك و ضغينتك صوتا و صورة، على برنامج نقاشي من الدرجة الأولى، في قناة يشاهدها العالم . أما نحن، فلن تحلّق أصواتنا إلا بين أربعة جدران، و لن يرتدّ الصدى إلا إلينا، في ركن قصيّ . وددت فقط أن أُذكّركِ بسؤال أعمق : - هل يسمح لهن بارتياد المدارس في بلاد الحريّة ؟ |
بواتيي /
هنا لفظنا النفس الأخير ، لست أدري أ كان غاليا و الصمت حداد ، أم أبخس من أن يهزّ ذوينا.. هنا نلنا شرف الموت ، و ربما عاره .. لا آبه كثيرا ، فهنا اخترت التنفس مرة أخرى ، و لم آبه للثمن كذلك .. |
- Gare de Lussac Les Chateaux, gare de Poitiers لا زالت هاته الجملة تتردد في ذهني ليومنا هذا. بذات الصوت و ذات النبرة. كانت كأذكار الصباح، أو تعويذة تقيني شرّ أعينهم. فنظرة كره أشد من عين حاسد ! أتذكر البرد، و السادسة صباحا، و القطارات و المحطات الخالية إلا منهم، و مني. أتذكر صوت لارا فابيان و هو يخرق الصمت بأغنية أكاد أجزم أني كاتبتها. أغنية تشبهني جدا ! أتذكر أني أركب القطار قبل أن تنتهي لارا و روحي من ترتيل نشيدهما الصباحي، الأغنية لم تكتمل أبدا، فكانت بشكل أو بآخر ( أو بهما معا ) مكملة للمشهد ! و أتذكر أني كنت أردد الجملة أعلاه، لا لشيء إلا لأشغل نفسي و أتجاهل نظراتهم . |
باريس صيفا أشبه بكذبة صدّقناها . الأضواء و العطور و حتى المشاعر يغسلها المطر ببساطة . باريس هي مدينة الأرواح الخالية ، بالرغم من صخب أصواتنا حين تتغنى بالشانزيليزيه ، مراوغة للحزن لا أكثر . برج ايفل مكتظ للدرجة التي تشعرك بوحدة قاتلة ، حمام " لاكونكورد" ينبهك دائما إلى أنك مقيّد ، حبيس الأرض و الذكريات ، أنفاق الميترو تذكرك بأحلامك التي عشت عمرا تنتظرها ، ثم تعدّتك ، مرّت دون أن تلقي التحية حتى . |
تذكّرت للتو أن الحرية كذلك تذيبها قطرات المطر ، أو ربما تصبح موحلة ، مشوهة ، مطموسة الملامح . ليّنة للدرجة التي تمكّننا ، عفوا : تمكّنهم ، من تشكيلها حسب الهوى . في بلاد الحريّة ، كان الحجاب القيد و كنت الأمة المقهورة . و كان عليهم تحريري . ممتنة لهم . |
رتّب حقائبه بصمت . جلس أمامي ، و بعد النظرة الأولى ، حملها مرة أخرى و مضى . المحطة شاهدة ، و دمي أبرد من أن " أنفجر" . |
تذكّرتك ، بعد ستة عشر شهرا بالظبط ، و بصيغة أكثر بساطة : اليوم . سأمزّق رزنامتي . و أحتفل ، أنا و لارا .. و مدفأة تحترق في صمت ، و صمت يحرقني ، و الغياب ، و أنت . |
الساعة الآن 03:23 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.