(] بَحر الوصَل [)
[] بَحرُ الوَصْل [] " جسمك لا يكذب " أنيس منصور يَعجبُ المرءُ في أحيان كثيرةٍ ما يحدثُ من تواصُلٍ بينَه و بين أطرافٍ أُخرى ، لم يَكنْ في حُسْبانه أن تكون تلك الصِّلَة ، ليس لنقصٍ في طرفٍ مَّا ، و إنما لعدم ظنيةِ ذلك ، و هذا التواصُل المفاجيءُ ليس آتياً دون ترتيبٍ مُسْبَقٍ من دواخل النفوس ، فإنه آتٍ من توافُقٍ بين الطرفين في شيءٍ أوقَع ذاك التواصل ، و سِرُّ التواصلِ في معرفة نقطته التي هي بِذرةٌ . عبد الله العُتَيِّقيتبايَن الناسُ في مداخلِ التواصُلِ ، و معرفة المداخلِ ضمان صحة الدخول ، فمن الناسِ مَن يأخذُ بخُلُقٍ امتازَ به فصار جذاباً إلى ذاته به ، كمن يمتاز بابتسامةٍ ترتسم على مُحَيَّا وجهه تبعثُ سروراً في عين ناظره ، أو يكون ممتازاً عن غيرِه بنظرةِ العينِ ، فللعينِ رسالاتٌ تُدركها العيونُ ، و كلُّ شيءٍ له لغةٌ يُدركها شبيهه ، و آخرُ يمتازُ بفكرٍ يسلُبُ لُبَّ آخرَ في مباحثاته و ثقافاته ، فيكونان متنقلَيْن بين أزهار بساتين المعارفِ لا يَلويان على شيءٍ ، فمعرفةُ المدخلِ حِرفةٌ و ذوقٌ ، و تميُّزُ أصحاب العلائقِ الواسعة في إتقان مهارة التواصل . يتنكَّبُ كثيرون طريق التواصل مع الآخرين ، لغياب الدراية في المدخل المُوْلِجِ إليه ، و لو دُرِيَ قليلاً لكان الكسْبُ وفيراً ، و التوفيق للتحقيق مبني على التصديق ، التواصلُ قانونٌ له إشاراته العامةُ في الحياة ، و الإشاراتُ إيحاءاتٌ تنتثرُ في دروبها ، تصديقُ كونها مدخلاً ينقُلُ إلى تحقيق التواصل . مواكبةُ حالِ الطرفِ الآخرِ عند التواصُلِ مدخلٌ بديعٌ لتحصيل تمام التواصل ، كما أن المُناكبة قَطعٌ له ، فلا يكون التواصل قائماً على ساقِ الإتقانِ عند المعارضاتِ في الجزئيات ، كما أنه لن يتحقق عند الموافقةُ في الأساسيات المتعارضات ، إذ ليس من شأن التواصُلِ التنازلُ و لا المنازلة و لا المماثلة ، و هنا كان الخللُ في نُقاط التواصلِ و اخترامِ بنائها . عدمُ مواكبةُ حال الطرفِ الآخر نوعٌ من استعلاء الذاتِ بِزَيْفِ اللذات ، حيث كان رؤيةً لحال النفسِ منحازةً نحوَ امتيازٍ عن الغيرِ مخصوصةً به ، فيَئِدُ التواصُلَ في مهده ، و الجسد لا يكذبُ في تعبيراته ، و لصِدقه كان مُسْتَشْهَداً به ، فالعفويةُ في التواصل صِلةٌ المعافاة ، و تعبيراتُ الجسدِ منطلقة من تفاعلات الروح ، نبرةُ الصوتِ رسالةٌ في نغمتها لأُذن السامع يُدركُ منها مدخلاً للتواصلِ مع المتكلم ، مَلْمَسُ اليدِ عند المصافحةِ تنقلُ حرارَة الصدق في اللقاءِ و التواصل ، العينُ تحكي ما يحكيه اللسان ، و العينُ تعكسُ الروح ، و الأُذنُ تسترقُ حديث النفسِ قبل همس الحرفِ به ، فالجسد كله لغة تتكلم بالتواصلِ و عدمه ، و هُنَّ إشاراتٌ مُرْسلاتٌ و منثورات ، يُدركها حصيفُ العقلِ ، و يغفلُ عنها خفيف الفِطنة ، و هي من أسرار علائق الخلائق بعضها ببعضٍ ، فليست بين بني الإنسان فقط ، و واقعنا يَحكي صوراً ، لو تأملنا أدركنا . فلا تكون الروح لطيفة في معشرِها إلا مع من تآلفتْ معه فتكون حاكمة على الجسدِ ، فيرى الحَسَنَ و القبيحَ سواءً ، فالمحبوبُ مغفورُ الذنوب مستور العيوب . فتعبيراتُ الجسد تتكوَّنُ من تلك التفاعلات الروحية ، و غالباً ما تكون خارجَ مقدور المرءِ ، فلا يُمكنه أن يكون مُتحكِّماً بتعابير الجسد ، و ربما مُكِّنَ من التصنُّعِ ، و التصنُّعُ بَدلٌ ، و البَدلُ أعورُ ، و في تصنُّعِ تعبيراتِ التكميلِ في التواصل بلوغٌ لكماله ، فالتصنُّعُ بالكمالات كمالٌ ، و عند التصنُّعِ يعتمد المرءُ على ما يَعْضُدُ مسيرته ، فالمُصانعةُ مُجهِدَةٌ ، و الإجهادُ مُمِلٌّ ، و المللُ خللٌ ، و الخللًُ زلل . تبدأُ عملية التواصلِ من بذلِ الروحِ تفاعلاتها على مظهر الجسد لتَتمَّ على سُوقِ الكمال ، فيبدأ الجسدُ برَدِّ الجميلِ في وصل الروحِ بالروحِ ، و العاطفة بالعاطفة ، و المشاعر بالمشاعر ، فتندمجَ النفسان ، و تتعانق الروحان ، فتُدركان من بعضهما عن بعضهما دون وسيطٍ ظاهرٍ ، و تدوم وظيفة الترابط و لو بَعُدَت الأجساد ، و تفارقت الأعينُ ، فجوارح الروحِ تحكم جوارح الجسد ، و تلك غايةُ التواصل و سر المصاحبة ، و الإثراءُ بثراءِ التنمية ارتقاءٌ لثَرى ثُريا المصاحبة ، و ليس فوقَ المصاحبة إلا مخاللةُ الأرواحِ ، و نِعْم الفوقية . |
عبدالله العتيق
ــــــــــــــ * * * و بحرُ العقل : أنت . : لا موصِلَ للآخر إلاّ [ العفويّة ] في التعامل ، تلك الفِطرة آسرةٌ للمقابلِ ، و ساحرتُه فيك .. و حده التكلّف الماثل و التمثيل المتكلّف مَن ينفّر التواصل و التقاء الأرواح لأنّه و في يومٍ ما ستظهر حقيقتك و لن يتحقّق ظهورك - بعدها - . : عبدالله العتيق كونٌ من الشكر لك . |
رائع يااخي عبدالله
في طرحك وتناولك للمواضيع وصياغتها بفكر واسلوب جميلين .. هناك مايسمى بالسّر والسر هو قانون الجذب: والجذب يعني أن كل ما حدث أو يحدث في حياتنا ، فنحن قد جذبناه إلينا عن طريق أفكارنا . وهذا ينطبق أيضاً على مانفكر فيه الآن فهو ماسوف نجذبه لنا في المستقبل . وللتوضيح أكثر ، أعتبر نفسك مغناطيساً بشرياً وأفكارك هي الموجات المغناطيسية وكل ما تفكر فيه ، سوف تجذبه إليك . لذا تتآآلف الارواح مع ماتحب فكرا وخلقا وايمانا وسبحان الله |
: بعضُ الأرواحِ قادرةٌ فعلاً على بناءِ جسورِ التّواصل , رغمَ كونِ التّوافقِ الرّوحي مع الآخرين مرتبطٌ بثقافاتهم و توافقِ أرواحهم و تفكيرهم , إلّا أنّه من المدهشِ بحقِّ قدرةُ بعضِ الأرواحِ رغم مخالفتنا لها على اختراقِ ذلكَ الحاجزِ بينَ ذواتنا و العالم الخارجيّ , فينتجُ الاتّفاقُ مع الاختلاف , لا الخلاف ! الأستاذ عبد الله العتيّق : عندما أقرأُ مقالاً يحملُ اسمك , أدركُ انّ عقلي على موعدٍ مع الفكرِ الحصيفِ و البلاغةِ اللّغويّةِ و ترابطِ المعنى بالمبنى .. نورٌ فكركَ , نرقبه دائماً . |
اقتباس:
الراقي / قايد الحربي . العفوية و البساطة و اللطافة صفاتُ روحٍ تجسَّدتْ في الجسد و ما كان من الروحِ فهو مثلها نجدُ التكلُّفَ في صداقة الجسد ، في البلاغةِ اللسانية ، و الهندمة الشكلية ، و الحساسية المشاعرية . و تلك شدة ، و الشدة سريعة الاشتعالِ سريعة الانطفاء . مُثول أثر الروحِ فيك كامنٌ ، فلك لآليءُ من صدفِ بحر الوصل __ عبد الله |
اقتباس:
الراقية / ريم علي قانون الجذب في الشبيه و المثيل ، يقول المتنبي : شبيه الشيءِ مُنجذِبٌ إليه و التشابُه باطنيٌّ ، و الظاهرُ بُرهانٌ الباطن . تنزَّهتُ في بُستانِ إضافاتك فلك مني الشكرُ بصدق التقدير __ عبد الله |
اقتباس:
الراقية / منال عبد الرحمن . الترابط الروحي يُسَيِّرُ الجسد و يُحكمه ، و إن كانت الثقافات مختلفة ، فهي اختلافٌ ترجعُ إلى نظام الظواهر ، و أما البواطنُ فلا تصل الاختلافات إلى زعزعتها ، لأن البواطن لا تقف إلا على جواهرِ الأشياء لا على ظواهرها . إنما أنا بقرائي العظماء ، فهم مصدرُ الإلهامِ ، فلكلٍّ منهم مودةً و قُربة أجللُ بالشكرِ ختاما ، و أثتمِّمُ الختمَ سلاما __ عبد الله |
مازالت النفس البشرية طلسما
ولغزا مفاتيح حلوله وفكه بيد الله والمثال هنا فكل ماذكر موضوعي ويتقبله العقل لكن ألست معي أن السبب مازال على درجة من درجات الغموض ؟؟ |
الساعة الآن 07:27 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.