مذكرات [ بــحّـــار ]
|
|
|
لم يكن للبحر يومآ من اشتياق كما هو يومي هذا . هو اشتياق بحّار آلف ( عنوة ) البر زمنا . وربي وربي , أن من يسمع الموج بعينيه , أنه في جنّةٍ من أرض . ألا ليت عيني تكون ألا ليت عيني تكون . |
ولم تعد بعد تنهيدة الموج الأخير
عكّاز يمتطيه الأرق يقلق ليلتي لم أزل أسمع طرقها في مخيلتي الباردة تلك الليلة وصور مملخة تتهافت بعنق الحلم الرمادي نقطة هي متتالية القدوم |
حورية من أعمق محيط تتهادى على موجة ليست بالبعيدة عن سفينتي أطرب لها والموج يأتي بها ويروح . لم أزل أتأملها حتى أن المجداف من مركبي الصغير بجانب سفينتي سقط , لم يكن سقوطه سهوا مني أو سرحان [ بــحّــار ] بل سقط يتبع الحورية سبيلا طويلا . عاد لي مجدافي وأنا مازلت على تأملي المتواصل لنظرة بعيدة للحورية . أكاد فقط أرى منها جنبات الماء الباقية من سكة رحيلها . ستعود غدآ أو بعد غد , لن أبرح مكاني , فأنا مازلت اتنفس عبق تلك الباقية من سكتها تلك . |
لم تزل تلك الموجة تتراقص في مخيلتي .
وكأنني على شاطئ أرقب قدومها بين يدي . لست مدركا بعد لماهية هذه اللحظة من حنين للبحر , ولكن هو ليس حنينا عاديا كحنين بــحّـــار وكفى . لا بل هو أكبر من هذا . هو حنين من غاص البحر لِـ ( دهليزهـ ) ورأى ياقوتة خضراء بحجم الأمل , وعاد إلى سفينته وغاص مرة أخرى إليها ولم يجدها , وبحث عنها وإذا هي تتفتت أمام عينيه . لم يكن تفتتها مبهما , بل هو انصهار أمنيات تتالت بالمضي بعيدا عن جوف بـحّـــار . |
عادت تراتيل الزمان الرديئة وبات منها الهزل وفقط وهناك حيث تواجد الآخر يبقى الوهج ليس الوهج وتبقى زهرة وتموت وردة وتسيل دمعة وترقد الأهداب وتنوح معها الحروف بسعادة بلى هي سعادة عودة التواجد معزوفتي هي كذلك هنا بين حروفي المارقة والمعاني الخفية بين دهليز القلم وطرف أصابعي لها لن أرثي ماضي قد رقد ولن أحكي قليله أو بعضه الأقل فقط هي رواية اجبرني القلم بها أو كان له نصيب من طوعي له هزلية الماضي لم تعد كالندى لم تعد كثيرآ كما قد مضى تعود بخجل وتذهب بخجل وتبقى روحها تماري الحرف والحرف الساحق قد ( قُتِل ) وبين رصاصية القلم والممحاة كان صرير الباب يؤرق حبري يُزعج بياض الصفحة التالية وهنا قد كان لي أن أفيق بأنه حرفآ قد كان سقيمآ وعاد الى صفحته الأولى هنا فهنا بداية القلم وهنا بدايتي |
الساعة الآن 02:44 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.