منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   مريم (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=42438)

لطيفة معزوزي 09-01-2020 10:35 PM

مريم
 
الخضرة... المياه... فضاء رحب واسع...
نسيت في هذا المكان أوجاعي...
نسيت المدينة ودروبها الضيقة...
هنا لا مكان لضوضاء...

...



أمشي بين الحقول والامل الجميل يعانق قلبي...
يمدني بروح متجددة...
بين حفيف الاوراق أمشي
يهتف بي صوت بعيد
يملأ جنبات المكان.
وأتلمس حفيف أجنحة لا مرئية...
وروح تسري في تلك الشرايين النابضة بالحياة
والممتدة في عمق الارض..

...


حطت السيارة بالقرب من الخيمة،
وانفرجت أساريري عن ضحكة صافية
وأنا أعانق الهواء العذب العليل
للوهلة الاولى نزلت من السيارة،
ولم أخط خطوة واحدة،، ظللت متسمرة في مكاني وملأ الفضاء الواسع حواسي...
خرجت زوجة عمي من خيمتها هاشة باشة
والفرح يملأ عينيها..
ورحت أتأمل جوانب الخيمة
مأخوذة بسحر البساطة...
نظرت الى مريم... كنتها الصغيرة المتفانية في خدمة زوجها...
بدت جميلة بعينيها السوداوين
وفمها الذي لا تغادره الابتسامة كأنها الرضا والتسليم..
ولباسها الأبيض الذي انسدل حتى
أخمص قدميها
والشال الابيض على رأسها.
و...
ويداها لا تكفان عن الحركة..
لم تشاركنا الجلسة الدافئة فقد انصرفت الى أشغالها راضية مطمئنة...

...



هنا تعيش مريم في منأى عن أوجاع المدينة..
تعيش في صفاء وامتزاج مع الطبيعة..
وتستمد من الاشجار والهواء والماء االعذب وعنزاتها القوة والصدق والعطاء ..
رغم التعب الذي تكابده فهي لا تشتكي
تعطي مثل الاشجار
مثل الشمس
مثل الارض التي امتزجت بها فصارت جزءا منها..


سيرين 09-02-2020 02:55 AM

تسكننا البيئة بالكثير من مفرداتها
وكم اغتالت المدنية الكثير من فطرة الطبيعة الجميلة
محظوظة هي مريم بإحتفاظها بثوب البهاء
كما نحن محظوظين بمعانقة هذا الجمال
سرد سلس يدعو الى التأمل فيمن تكمن السعادة علنا نعي
رائعة مبدعتنا \ لطيفة معزوزي
باقات الود والامتنان

\..:34:

عَلاَمَ 09-03-2020 12:18 AM

.

هي الطبيعه تُعيد الإنسان إلى حقيقته
سواءً في صورة نفسه، أو في الآخرين..


،

قصه جميله



نادرة عبدالحي 09-03-2020 04:54 AM

انها القناعة التي تمتلكها مريم لتعيش هانئة غير شاكية .
هو الإنسان يا كاتبتنا يستطيع إيجاد السعادة أينما
قُدرَ لهُ أن يكونَ . أسلوبك في السرد منحنا الفرصة
لنكون هناكَ على أرض الواقع ونرى ونلمس المشهد
وكأنه أمامنا ، وهذا ما يدل على أن الكاتبة لطيفة معزوزي
تمتلك الوسائل الإبداعية الواعية لربط القارئ بالمشهد القصصي
الذي صنعته من لب الفكر النير ، دام إبداعكِ كاتبتنا .


الساعة الآن 02:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.