تَدَحرجَتِ الأَحْلامُ مِنْ قِمّةِ الوهم فَسَمِعتُ لِسقُوطِها دَويَاً أَزعَجَ الرُوح |
لَمْ يَعُدْ لِلصَّوتِ صَدىً والْجِبالُ تُحِيطُ بِي مِنْ كُلِّ إتّجَاه ولَمْ يَشفَع هُدُوءُ المكَانِ لِرَجعِ الصدى |
قَالَ لِي : لَقَدْ صُلِبَ على خشَبَةِ الصَلَب قُلْتُ وهل كان حِينَ صُلِبَ حَياً أمْ مَات حِينَ صُلِب ! قالَ تَقْصُدُ السيدَ المسيح .... نَعَم قُلتُ ولِمَا تَرَكَهُ أباهُ السماوي للبشرِ وأينَ كَانَ حِينَ وَشى بهِ يهوذا عِندمَا صَاح الديكِ ثلاثاً قَال تِلكَ عقيدةُ الفِدآءُ ! قلتُ كي يحمل خطايا البشر قَالَ من آمنَ بهِ نَعَم قُلتُ حَسن فأجبني أينَ ذَهبوا بهِ حِينَ قُتِل ! قالَ وضعوه في المغارةِ وبعد ثلاثٍ قام من بينِ الأمواتِ وتدحرج الحجرُ عنْ بابِ المغارة حَيثُ وضِعَ الجَسَد !! قُلتُ عجبٌ عجَب ! قَالَ وفيمَا العجب ! قُلتُ ألم يكُنْ المسيحُ هو الناسوتُ الذي تجسدَ مِنَ اللآهوتِ كي يحمل خطئية البشر قَالَ نَعَم قُلتُ إذاً هو إلهٌ كانَ فِي جسدِ البشر ألآبُ والإبنُ والرُوحُ القُدس ثلاثةُ أقانيمَ في إقنومٍ واحِد اللآهُوتُ والناسُوتُ والرُوحُ القُدس الثالوثُ المُقدّسُ ! قال نَعَم قُلتُ فإنْ كَان إلهاً فأخبرني يامُحِبّ هل يمُوتُ إلآلهُ ومن دبّرَ الكون العظيمَ فِي غِيابِ الأبن وإن كانَ هُنَاكَ إلهٌ آخرٌ دبّر الكون فما الحاجةُ إلى الإبن ألا تَظنُ أنّ السيدَ كان أقربُ أن يكون بشراً مِن بشر أم ترى أنّ هذا الخلق العظيمُ بسمآءهِ وأرضهِ وكواكبهِ ومجرّاتهِ بحاجةٍ إلى أثنين وأضف إن شِئتَ الرُوحُ القُدسِ كَي يستقيمَ الأمر وأنتَ ياهذا أيهم خلقَكَ ورعَاكَ فِي ظُلماتِ الرحم ؟ فإن قُلتَ الأبُ السماوي فأنتَ تقصِدُ مَن لهُ الخلقُ والأمر فَهو أولى بأن يكونَ لَكَ ربَّا وإلهاً ذاكَ الذي خَلقَ وأوجَدَ كُلَّ شئٍ بِقَدَر ثُمّ أقْبِلْ ولا تَخَفْ وتسآءلْ أنتَ نفسك ألم يكُنْ ذاكَ الإبنُ يأكُلُ الطعامَ فهل رأيت رباً وإلهاً يأكلُ الطعَامَ ويمشي فِي الأسواقِ ويصحُو ويَنَمْ ! ويُحْمَلُ طِفلاً ويشربُ صغيراً كأي طِفِل ! ويمَشِي فِي الأسواقِ ويُحذِّر ويُبشِّرُ ويَعِظ ويَصْرُخُ على خَشبةِ الصّلِب مُنادي إلَهِي لِمَا شَبقتنِي ( تركتني ) كَمَا ورَد عِندكُم فِي الأثَر فَمَنَ دعَى واللآهوتُ قَدْ حَلَّ فِي الناسُوتِ !! فَهَلْ دعَى نفسهُ ياتُرى أمْ دعَى غيرهُ فَهَل مِنْ مُعتِبَرْ تهَافُتُ أكذُوبة وخيالٌ أعجُوبة فاصّمُت فإنّ فِي الصّمتِ تَفكّرٌ وفِكَر |
حينَ تشعر بقشعريرة البرد ووحشة المكان فأعلم أن هُناك من غادر وأخذَ روحاً معه وأن ذاك الجسد يفتقد روحاً بها يحيا |
أخبرتهُ بأنّ أصيصَ الوردِ ستذبُلُ ورودهُ يوماً وتموت فقالَ إنْ يُسقى بِمآء الوفآءِ يبْقَى عِطرهُ ولا يَفنى أثره |
مَساكِين هُم أولئكَ الحالِمُون |
عَظِّمِ الْخَالِقَ فِي قلْبِك يُعظِّمُكَ خَلْقُهُ وإتَقِهِ يجعَل لَكَ مِنْ ضَيقِ المسالِكِ مَخْرجَاً وارفعْ ذِكرهُ يرتفعُ ذِكْرُكَ وفِي كُلِّ ذِلكَ لِيكُنْ قآئدُكَ ثلاثة : الخوفُ مِنهُ ورجآؤهُ ومحبتهُ وبِها تَصِلُ إلى جنّتِهِ وتنالُ محبتهُ ولا تنشَغِل بالخَلْقِ فقدْ كُفيت فرِزقُكَ مُقَدّرٌ وأجَلُكَ محتومٌ ورِضَآؤهُم لايُدرك واعلَمْ عِلم يَقِين بأنّهُ لنْ تموتَ نفسٌ حتّى تستكمِلَ رِزقها وأجلُها فعِشْ فِي هذهِ الدُّنيا مُطْمئناً ونَمْ قريرَ العينِ فاللهُ الواحِدُ الأحَد مَعَك وهُو أرحمُ بِك مِنَ ألأمُ بِولدِها |
يُقَالُ بكت عينِي وأَظنُ أنْ منْ يبكِي هُوَ القلبُ وإنْ كَانَ بُكَآؤهُ لايُرَى ولاَ يُسْمَع وأمّا دَمْعُ العينِ وبُكَآؤها فَهُو الأثَرُ لِمَا يَخْتَلِجُ فِي النفس وأَكرهُ أنْ يُسمع مالا يُرى أو أن يظهر الأثر |
الساعة الآن 05:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.