منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   وجوه بتوقيت الأرصفة (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=29116)

عبدالرحيم فرغلي 01-06-2012 12:12 PM

وجوه بتوقيت الأرصفة
 
حياة المدن .. لم تترك لي غير سيارتي .. أخلو فيها لنفسي ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شقيٌ من ابتدر يومه بأمل .. من تصدق بالنهار لينال ثواب المساء .. قد تحسو قهوتك برائحة فيروز .. لكنّ التشوهات تشربك ، ولعلك تشنق الوقت على أكتاف الأصدقاء ولا تنتبه للخراب الذي يسكنك ، متى تتخلى عن أمانيك .. لتعيش حراً ، المستقبل كلمة اخترعناها لنواري فيها خيباتنا .. لنثرثر على موائدنا أطول ، متأخراً أدركت أن الحياة كأس فارغ .. وكلٌ منا يملؤه بوهم مختلف .

البنايات أشباح محنطة .. عيونها تدبر لك مكيدة .. أبوابها حديث يبطنه الوعيد .. تتعالى لتريك كم أنت قزمٌ صغير ، هي سرقت ترابنا .. حرمتني رائحة المطر .. والأعشاب التي تزهر كفاكهة في مرمى النظر ، تلك البناية تشبه سامي .. بغدره ولؤمه .. بالنقوش الناعمة في لسانه .. بالستائر التي يقنع بها وجهه البغيض .. والبناية في آخر الشارع تنتصب كتمثال .. تريد منا أن نقدسها .. نتذلل لها بعيوننا .. هذه البنايات نحن صنعناها .. تشبه قراراتنا الخائبة .. نرتبها خطوة بعد خطوة .. لتهزمنا عواقبها .

الصباح يلد الأشجار المنهكة .. الطيور العاطلة .. وحظي منه طريق أسود ، عرفتُ المساء في السماء بقمر يغرد .. لكن هنا ممدود على الأرض بلا قمر .. بلا ذاكرة مسكوبة في كوب الشاي .. بلا كتاب يجعل من قلبي برتقالة لذيذة ، خطوطه البيضاء نجوم ميتة .. استطالت من هول الاصطدام .. والعربات تقضي يومها تدهس الجثث .. لا تُراعي حرمتها .. هكذا هم الأموات .. يتنازلون لنا عن أجسادهم .. ولا يتسامحون في أرواحهم .

الظلام ضاع في مدينتي .. خطفته جنيات واقفة على شط الأرصفة ، كبيراً كان في طفولتي .. يندس وراء جدار بيتنا .. يلبس طاقية الشبح ويخيفنا في الأزقة الضيقة .. يعرقلنا في الممرات ويضحك .. وأظنني قبلته كثيراً في رحم أمي ، الآن ألتقيه في حجرة النوم .. أصبح صغيراً .. اقرأ آية الكرسي .. وأتركه يثرثر مع الذكريات .. هو صديقها الحبيب منذ زمن بعيد .. والذكريات تتضح أكثر في حضرة الظلام .

عند الإشارات تظهر سلمى .. بضحكتها الممتدة لآخر الطريق .. بذكرياتنا التي تتقافز على الشجر كالعصافير .. ، ولأني غاضب منها .. أتركها معلقة على الإشارة وأمضي .. تسترضيني عند البناية القادمة .. لكنّ شاحنة تمر تشوش صورتها .. أقول لها ( أحسن .. تستاهلي ) .. هي خذلتني في آخر حديث لنا .. جعلتني كعشبة مهملة على ضفاف الطريق .. كإعلان سخيف في آخر الجريدة .. الحياة قاسية.. لكنّ أقسى ما فيها أن يخذلنا من نحب .

مريم السيابية 01-06-2012 01:31 PM

يَــ الله يا عبدالرحيم
أورقتَ بهاءً هُنا ..
كم أنتَ وفيٌّ لِرائحةِ الريفِ والقُرى !
حرفُكَ السامقُ يُعلمني كيفَ أني في حضرتِ
هذا العُلوِ .. صغيرةٌ تتعلّم أبجديةَ الحرفِ
من شخصكَ !

تقبّل ألطفُ الود .. وأُمنياتٌ ممتدةٌ لروحكَ :)

بدرية البدري 01-06-2012 08:13 PM

أتعلم ..
كنتُ أحب حياة القرية بألفتها ..
كنتُ أراها اليفة مثلي ..
حتى تلونت القرى بالضباب ..
فبتُّ أرى ىالمدينة تشبهني كثيراً بخصوصيتها التي لا يباغتك فيها أحد ..

أشعر بالكونِ أنقى هذا المساء ..
ربما لأن قلبي ممتلئ بالرضا :15:

فرغلي ..
تجبرنا أن نقرأك حتى آخر حرف


فرحَة النجدي 01-06-2012 09:50 PM



استطال المدى في عيني ّ بإستطالة الأشباح المحنطة !
حاولتُ الجري لما خلفها و اصطدمت بــ ، بـ ، آه
حسنٌ بلا ذكر أسماء دعني أقل بأوجهٍ لم أحبها يوماً لا لقبحها ،
بل لحسن مظهرها و قبح جوهرها !

إنني أفتقد ما تفتقده يا عبدالرحيم ،
و صدقني حتى السماء !
فالسماء في المدينة لا تشبه السماء هنـــاك !
حيث لا أعلم ما إن إذا عدنا إليه هل سنحيَا أم لا !

لأن أنفس البشر تاقت للمدنية و التطوّر السافر ؛
عوقبت بالحلكة الممتزجَة بكل شيء كل شيء !


القراءة لك تكشط التعب ، و أي سلوى أن تجد مُتْعَباً كأنت .؟!
و وجه سلمى كما تكتبُها في كل مرة يُعطي للبسمة نفوذاً أكبر فتتمدد !


حَسنٌ ، سُبقت بالثناء فرحَة و أيُّ ثناء يؤدي حقك أستاذي !
ألف تحية و تقدير .

صالح الحريري 01-06-2012 10:20 PM

تتسكع على الأرصفة ملامح الخيبة ...!
ينتعل أحدهم وجعه ... آخر يصرخ بملء حنجرته أن افيضوا علينا من ماء ذكرياتكم ..!
يُرى على حافة رصيف الخذلان أحدهم وقد بدأ بتمزيق كومة رسائله الممزوجة بحبر النكران ...!


والحقيقة ...
أن رائحة القرية وبيوت الطين ..
تظل عابقة في أعماقنا حتى لو تلونا بلون المدنية ...!
كالحب وحكايات القلوب المشنوقة على أرصفة الخيانة والجرح ...!


يــ أخي ...
من يقرأ لك يزداد خيالاً وثقافة ..
فلا تحرمنا مورد القراءة من نهر فكرك ولغتك ...!

عبدالإله المالك 01-07-2012 12:20 AM

وعلى متاهات الأرصفة تقف سلمى
تتماهى وتمد ذراع الأخيلة سقما وألما
ونحن لا مناد لنا إلى أين أنتم ذاهبون ياتائهين
ومن يرتب التاريخ في الأحداق
وقد بكت الجراح وكسرت الأعذاق
وتقاصرت عن طولها تلكم الأعناق
وقد إلتفت الساق بالساق
فلا درب لها ولا مساق

أستاذ عبدالرحيم
كم أنت رائع وكم هو رائع بوحك وحرفك
ويالها من لعة ثرية عطرت المكان والزمان
فدمت على ود وخير ومودة ومحبة

فاتن حسين 01-07-2012 04:37 AM

كإعلان سخيف في آخر الجريدة .. الحياة قاسية.. لكنّ أقسى ما فيها أن يخذلنا من نحب .

أو هكذا نراها حين يخذلنا من نحب..
ما ألذ التنفس على أرصفتك يـ عبدالرحيم..
لقلمك..لفكرك..باقات ياسمين..!

همس الحنين 01-07-2012 05:52 AM



للحرف بين يديك حكايا نبض مختلف
حين أقرأك بجميع حالاتي تصيبني
عدوى الوجع ~
حرفك المتشكل بسلمى المعجون بك يتمخض
بنصوص لا نمل الابحار بعمقها وترديد
عباراتها فثمالتها شهيه


فائق التقدير ياقدير


الساعة الآن 08:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.