منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   محاولة أخرى (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=31572)

صالح بحرق 11-11-2012 08:31 PM

محاولة أخرى
 
غائصة احلام الشوق تلك التي تناديه من أمد \ مفجعة بحنين الامس\ متشاغبة فيه بطيوف الغياب\ يستقله الدرب كل يوم اليها\ينتظر رجوعها من المدرسة \ يتعمد ان يرتكن في اطراف الشارع حيث برودة المساء تلفحه \ عندما تقبل تكون كل الطرقات قد نست وعدها الا وعده \قال في سره وهو يغدو الى كشك السجائر\ لن اخسرها مرة اخرى\كان جبينه ينز بعرق خفيف\وكان رمشاه يخفقان\ أخرج نظارته التي تغطي نصف وجهه \ واسلم قيادة لمهاترة فاترة داخلة \قذفت حافلة المعلمات بفوج من المدرسات\انتفضت فيه ثورة الحنين اليها \قال: لم يكن احد بالبيت \ لقد اعددت كل شيء\ سار خلف شابين \تلفت للخلف\استكان ألمه \ وقفت امام مخبز الرغيف \دعت حقيبتها تنزل برفق حتى لامست الرصيف \شهق \تمنى لو انه يلتقطها\ اقترب \نظر في عينيها \كان ثمة غروب ملحوظ يطوي اهدابها\ اناملها ماتزال مبللة بالطباشير\ كلما وقفت على رصيف تحلم برجل يحمل عنها عناء الدرس\تأملته امامها هذا اليوم امام مخبز الفرن \وجنتيه تنضحان بروجلة بائسة وجيبه ممتل بالتبغ\بحثت عن قلم مدسوس في معطفه فلم تجد شيئا\نظرت الى النار داخل الفرن \كانت تستعر\وكان ثمة نار اخرى تستعر في قلبيهما \لكن براري بعيدة نائية ..

صالح بحرق 11-12-2012 09:12 PM

هديل
 
رمى بالجريدة واطل على الشارع \ يتناغش في باله دوائر وهمهمات \ انتزع هاتفه الخلوي \ تصفح بعض الصور \ ذرع الغرفة جيئة وذهابا \ تناول قلما \ سطر بعض الكلمات \كانت آخر كلمة كتبها \هديل \ راح يتأملها مليا \ تناول الجريدة وطفق يقرأ العناوين البارزة \ استفاق على اعلان عمل \توسط الشارع
البنايات تكاد تدخل فيه \ الشجن القديم يسحقه وهو يقطع احد الطرق الفرعية \ بدأت تلك الكلمة التي كتبها تفترش داخله \ حين قابل موظفة الاستعلام \ كانت المفردات التي حفظها للاستعانة بها في تقديم هويته قد اكتملت \ كانت موظفة الاستعلامات حسناء \راحت تتفرس في وجهه \ حين امضى العقد \ احس بهديل ما يملأ المكان \ انصرف وقبل ان تقع قدمه على عتبة الباب سمع النادل يهمس : هديل المدير قادم ..
التفت اليها \ فكر هل ثمة مصادفة ما \ فرك عينيه \ حاول ان يبتسم \ لكن موظفة الاستعلام كانت تنبهه الى ان باب الخروج ليس ذاك..
فانهمر فيه هديل لاينتهي..

صالح بحرق 11-21-2012 11:39 AM

عبور
 
في المنافي البعيدة لشجنه \ يمتد الحنين كل ليلة يطوي مسافة الطريق اليها\تتنصل الاوقات من دقائقها\ وروحه يتعامد فيها الحزن البليغ\يقف تحت عمود نور\يفكر في انهاء هذا العناء الهابط عليه من سماوات بعيدة\يخرج لفافة التبغ\يحشرها في فيه\ويمضي فيه لاهبا الحنين ذاته\ثمة اغنية تصعد على حنجرته\يحاول تبديد الملل والعبور الى نواحي اخرى لاتتواجد فيها\اقترب من المشفى التي تعمل بها فكر في زيارتها او التظاهر بانه مريض\حين كان في الردهة استفاق فيه الشعور بالحنين اليها بشكل كبير
\اخرج لفافة تبغ جديدة وراح يدخن \نبهه الممرض بان هذا السلوك في المستشفيات ممنوع
تقابل معها وجها لوجه تعانقت الفرحة فيه\صمتت \سحبت السيجارة بعناية من بين انامله \اخذت معطفها\في الخارج كان يحدثها باستمرار عن الزهور وكانت تحدثه عن عبور جديد اليها \واذ ذاك كا يمشيان في درب واحد ذي عبور مختلف.





ز

صالح بحرق 12-06-2012 06:01 AM

قصة \ غياب
 
في الغياب يلملم ذاته على رصيف الاماني الغابرة . ويتفيأ ظلال الذكرى التمطر فيه . وهناك فقط ثمة متسع لمعانقة حلمه \ يتكرر ذلك كل ليلة \وعندما تفيض الاشجان \ ويغلي مرجلها \ ليس امامه من بد الا ان يستلقي على وجه الدرب تاركا حشرات الغياب تعبث فيه \ تهاجم فرحه المتبقي في الليل.
وتشتعل عتابا في ليل الغياب .
وعندما يطل وجهها من سدف الغياب يكون كل شيء فيه قد نام \ إلا شجنا يلازمه \ وعدها المسكوب في اوردته \ والدعاء \ فينهض \يسير على غير هدى .
يصارع الامنيات الشاردة من فجر الغياب .

صالح بحرق 01-08-2013 06:53 AM

قصة قصيرة \ فجاج
 
في الفجاج البعيدة ينمو وعد الطريق الجديد \ لاول مرة يكون حرا من شبحها \يكون وحيدا من شجنها فيه. هذه اكوام الرمال التي جلس عليها ذات يوم في انتظارها تبدو الآن فجاج جديد .تسرب الالم الى جهة لايعلمها شوقه \ حفر بيديه القذرتين في الرمل \نبش طويلا \كان وجهه ينز بالعرق وكانت تواتيه رسائلها غبر فجاج الغياب \ فيستمر في النبش \ حتى يشعر انه وارى همه في الرمال \ ينهض سريعا \يتطلع إلى الافق \مازال وجهها الذي يود الفرار منه ناصعا \ما زالت كلماتها على جبين الافق \مازال اسمه على كفيها \ يبحث عن فجاج اخرى \ عن رياح جديدة يطمر بها القها فيه \ يمشي في صحراء التيه \ يمر على اشلاء الماضي \ يمر على حزنه الموارب \ ولا يجد له غير فجاج وحيد يسلكه في المساء إليها كلما داهمته من فجاج الشوق رياح الحب العتيق..

علي آل علي 01-10-2013 05:45 PM

يبحثُ عن حبٍ في هذا التيه الذي هو فيه ، أو يكاد أن يعود إلى حنين مضى ، ما زالت لفافة التبغ في فمه ، وما زال يطوف الأفق بعينيه لعلّه يجد طريقًا ..

استمتعتُ حقًا وأنا أقرأ هنا ...
تحية تليق

نادرة عبدالحي 01-15-2013 01:42 AM

الكاتب القاص صالح بحرق
دوما كان إلهامكم الهادئ الرزين يحتل مساحة شاسعه في فكري
وكثير ما وجدتهُ كالجداول التي تصب في الاوردة لتسقي الاخرين وتعيد النبض
وتبعث في نفس قارئك الطمئنينة ......
أعذرني يا سيدي لاتأخري في الرد
قصة محاولة أخرى
الاحلام حين تُنادينا لا يكف صوتها عن ملاحقة أهدافنا وطموحنا
ولسنوات طويلة يبقى الإنسان أسيرها ....ولكني هنا وجدتها

اقتباس:

مفجعة بحنين الامس

فكم من حلم إنسان ولا أعني بالإنسان العربي فقط
عندما إستفاق وجد الحلم مفجع بحنين الأمس .

اقتباس:

كلما وقفت على رصيف تحلم برجل يحمل عنها عناء الدرس

الكاتب وضع أمامنا قضية تشتكي منها المرأة في غالبية المجتمعات
لانها تصبو للراحة ولمن يحمل عنها عناء الحياة وصعوباتها ..

اقتباس:

وقفت امام مخبز الرغيف

أن يلتقا بمكان هو رمز للقمة العيش ما دل على التقارب الإجتماعي
والبساطة في طريقة العيش ....
تقديري وإحترامي لحضرتكَ

صالح بحرق 01-20-2013 06:27 AM

قصة قصيرة : شتاء آخر
 
اجتاز الممر المؤدي الى مكتبه بصعوية \كانت اعطافه ترتعش من شدة البرد \وضع براد الشاي على السخان الكهربائي وانتظر.. كان الشتاء يتساقط من النافذة ويضفي على الوجود ثورة عارمة بقساوة الطبيعة وحنوها في آن.
لكن ثمة شتاء آخر بدأ ينخر فيه ، شتاء لايعلم من اين يسقط بالضبط .. من اين يجيء.. من اين يندفع .. بيد انه يهمي فيه من ادغال مجهولة .. مسكونة بالحنين. فتح درج المكتب.. بحث عن بعض الملفات.. لم يكترث بالعمل.. نهض .. ارتشف الشاي.. احس بالدفء.. ألتفت الى الخلف.. واجهته صورتها على جدار المكتب.. انزاح فيه شتاء مغروس من سنين.. واشتعلت حمم الثلج فيه .. بكى.. لم يعد يطيق البقاء.. تساءل: انا السبب لقد فرطت فيها.. وناهت دمعتان على الموكيت.
في الشارع كان كل كل شيء باردا \لكنه لا يوازي البرودة داخله\اكترى سيارة اجره وذهب اليها .. كانت السماء وحدها تهطل عليه بغيم مباغت .. ووعود الامس تجري في فيافي الغياب وهي تقف هناك تراوح بين اشنهاءاته وتفتح له شتاء جديدا..


الساعة الآن 09:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.