منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   وَعْكَةُ الإنتِظَار (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=39008)

نازك 03-25-2018 08:05 AM

وَعْكَةُ الإنتِظَار
 
؛
؛
رغبةُ الكتابةِ لك؛ أشبهُ بتوقِ الروحِ لنزهةٍ بحرية في نهايةِ أسبوعٍ مُمِلّ
أكتبُ لكَ لِأُوهِمني وكعادتي بالتنفُّس العميق
هي سبيلي الوحيدُ؛كما تعلم
وهي الأداةُ الصامتة التي تجعلُني أستمتِعُ كثيراً بإحساس العدمِ المُطلق !
لأفعلَ وأقول وأستمِع بلا تكبُّدِ عناء التفكير المُسبق، حينها فقط أشعرُ بروحي خفيفة
وتخطو قدمي بلا ثِقل، منذ أعوام غابرة لم أشعُر بهذه الخِفّة الطاغية على حواسّي، وليكتمل مثلّثُ الراحةِ، أبحثُ عنك لأحكي لك، ولأعتذر لك عن كذبي إزاء تطبيق نصائحك الدائمة ووصاياك، لأنام بعمقٍ وأخلع ذاكرتي قبل أن أغُطّ في حضن النسيان
أشتاقُك جداً،وأنتظرك على ساريةِ الماوراء،
هي اسطوانتي المعهودة عند كل لقاء،وكأنني أريدُ إخباركَ وبطريقةٍ ما كم باتت تلك الوُحشةِ تُسيطِرُ على كل لحظاتي دونك، وكيف استطعتَ أن تستقِرّ في قلبِ جُلِّ التفاصيل والأماكن والأشخاص، بل كم تراميتَ خالقاً لروحي بوصلة جذبٍ وسكون
بي توقٌ لكل هنيهةٍ غابرة، الخفقات،العبرات، اختلاجُ الكلام وفرطُ الوجع، كل ماكان في ذاك الميلاد،هو ما أمارِسُ العيشَ ليحيا في قلب ذاكرتي،
كيما يبقى شراعُ سفينتي صامداً في وجهِ نفثِ أعاصيرِ الأيام.
أستحضِرُها ملامحك،رائحتك التي تفتح مسامّ رئتي المختنقة بأبخرةِ البشر، فأبتسِمُ تلقائيا
وبِحُنوِّ الأمومةِ يهْمَى دمعي وأنا أُربِّتُ على شعرك وأتلُوعلى مسمعك تهويدة الحياة الخفيّة خلف أكداس هذه الجُدُر المُصمتة !
أرومُ الإمساك بكل لحظة لا أريدُ فقدها بل لا أريدُها تفارقُ حدقة عيني
كالمطرِ يُباغِتُني صوتك؛حتّى قليلُك يبعثُ في نبضيَ الحياة
أتأمَّلُك رؤيا العين؛ تنامُ كهاربٍ مِن وجهِ الخارِطة
،تختبي في عزلتك وحولك هالةٌ مِن دخانٍ رماديّ، يتسللُ طيفي رُغماً عنّي
أَرومُ هدهدتك لتنام طويلاً بعيداً عن كل ما يحيطُك مِن شرور، ولِتُصبحَ على عالمٍ يُشبهُ قلبك !

وهذا الصمتُ المُدقَعِ يُشبهُ موجةً ضخمة أراها تقتربُ مني، ترومُ ابتلاعي ولا أَجسُرُ على مدِّ يدي !
وها أنا ذا؛ أعودُ لأجترَّ نفس الإحساس المُميتِ، المُتجدَّدِ كلّ ليلةٍ
أقعُ في كمينِ التّعامي وعيونُ الّـ ليت مُنسكِبة
لا تعلمُ مدى قساوة تلك اللحظات التي أُغلِقُ فيها الباب، وأتركُ خلفي نظراتك عالقةً بانعكاس وجهي الشاحبِ على سقف غرفتك وعلى تكوُّمِ الدخان المتصاعد مِن زفرات سيجارتك
وأنا لا أنفكُّ في تخليد اللحظةِ والهمسة،
توجُّسٌ قديم يرافقني دوماً حين أُدرِكُ يقين شعوري، فوبيا الفقد تجعلُني في تفكُّرٍ مستمر، كيف السبيلُ للإحتفاظ بأكبرِ قدرٍ مِن المشاهد الحيّة!؟
كيف لي صُنع إكسير الخلود لهذه الرواية التي أحببتُها كما لم أُحِبّ شيئاً كماها؟
فقدتُ الكثير حتى وصولي إليك، تخلَّصتُ من كِلّ ماكان يجذِبُني للأرض،
تَوعّكَتْ علاقتي بأشباهِ الجمادات،إزداد إصراري حول قناعاتي، وازددتُ زُهداً في الرغبات الحياتية ،
وربما أصبحتُ أنانية بشكلٍ ما،ولم أعُد أُشغِلُ تفكيري في قيمةِ الأشياء.

ذاتُ الإستفهامات يانبضي تدور في فلكي،متى نُداوي أنفُسنا مِن عِلّة الإنتظار،
هل خُلقنا لنحترِف شغف الحنينِ
هل خُلقنا لنبقى دوماًفي تلك الحافةِ المزويةِ المنسية ؛ الإنتظارُ ثم الإنتظار ، تلك اللعنةُ التي تستنزِفُنا، وتعتصِرُ رمقَ عيوننا، وتتركنا مُنتشين بفكرة الوصولِ يوماً ما، لتلك اللحظة التي ستتنهَّدُ فيها آلةُ الزمن تاركتاً العنانَ لعقولنا لتهُمَّ بصُنعِ مشهدٍ يخطِفُنا حيثُ تلك المنطقة الخفيَّة المندسَّةِ في أقصى الكون .



نازك
2018/3

رشاد العسال 03-25-2018 08:50 AM

نعم يا نازك هو الانتظار الذي يأخذنا بعيداً في العلو،
ويضعنا عند شفير الهاوية،
فإما أن نهوي تقدماً نحو وديانه العميقة،
أو نسحل ذواتنا تراجعاً على المنحدر،
وعندما نكون عاجزين على إتخاذ القرار
نعود لنبش الذاكرة حتى الوصول إلى قعرها
لنعيد ترتيب ما لذ لنا من الذكريات من ماض لا يود فراقتا.

/

نازك يا سماء..

لا يوجد ما هو أجمل من الأخيلة التي تجعلنا نستشعر كما نريد أن نشعر.

لعينيكِ أحلامها،
وود يليق.

د. فريد ابراهيم 03-25-2018 09:37 AM

بمنتهى اليسر و السلاسة تسلل النص لقلبي..
بلغة خفيفة و صورٍ حية بديعة جاء سهلا ممتنعا
يقنع القاريء ان كل ما جاء فيه حقيقي..
احسست بالوجع في النص يترنح بين الامومة و العشق
مما اضاف لوجع فراق الحبيب وجعا بفقد فلذة الكبد
لا توجد كلمة في النص مكتوبة للحشو.. كل كلمة لها معناها
و احساسها و وجعها ايضا
لا أحب شخصنة النصوص.. و لكن في نظري
أن الانتظار ليس الا مضيعة للوقت.. و بكاء علي لبن مسكوب
من الافضل التكيف و البدء من جديد.. فبعض العلاقات تنسيك
الماضي و كأن ما كان لم يكن حبا اصلا و ان هذا هو الحب الحقيقي
فتفاءل و أمضي قدما ولا تبقى قيد الانتظار.. لو كان نصيبك كان يصيبك.. لو كان مقدرا لك ان تأخذه لـ كان معك
نص كالعادة مذهل.. و ابداع يتشرف بالاقتران باسمك
نازك
لا حرمنا من غيث محبرتك
و كوني بخير

عبدالله مصالحة 03-26-2018 09:58 AM



يالِ هذا الإحساس العذب المهمل كالماء الصَّحيح في وضوحة وشدّة انسيابيَّته المرئيَّة في بواطن الحال , كانت وعكة مستميتة في دواخل الدّواخل , تستنجد بجميع صيغ الهروب إلى منفى أصيل يعقد السَّلام مع الإنتظار والحنين , ويكبكب فجيعته سادح سماء تلفّ هذا الحزن إلى غياهب رجاء مدروسة الايصال , وتبقى أعنّة الأسئلة تنخر حافر اليقين بذات الصَّمت المولع بالأمل الجسور .

حين وثبت على هذه الجمل:
وهي الأداةُ الصامتة التي تجعلُني أستمتِعُ كثيراً بإحساس العدمِ المُطلق !
متى نُداوي أنفُسنا مِن عِلّة الإنتظار
،

كان لفتاتها حرز من الصَّمت الطّويل الممعن في نجمٍ قد يجيء !
شُكرا ً للأدب الذي حملك على ترداد جوّانيتك بهذا الكم الزاخر من الجمال الحزين , تقديري .

جليله ماجد 03-26-2018 12:04 PM



لقلمك سماوات لا نهائية ...
و لروحك محبة خالصة ..

نازك ..
للحظة عبرت رسالتك قلبي ..
و مر طيفك جواري و هو يبسم..
يبسم و هو طفل صغير لا يريد الحلوى ..
و لا اللعب ..
و لا حتى الدنيا ..
يريد الحب الصادق ..
منهجا و حياة ..




محمّد الوايلي 03-26-2018 08:29 PM

قلمٌ لاتُخطِئهُ العينُ حِينَ ترى مُفرداتهِ ويصرخُ بِصوتٍ لايُسمعُ أن ياأنا إنِّي هُنَا
قرأتُكِ هُنا وأقرأكِ دوماً سيدةَ الحرفِ وأَجِدُنِي قريباً دوماً مِنْ هذهِ الرُوح المُحلِّقة
لقلبكِ نازِك السعادة والهَنَآء

سلام الحربي 03-26-2018 11:04 PM

فوبيا الفقد ورزمةمن وجع الإنتظار والحنين تجعلنا نعيش ولا نعيش
العزيزة :نازك
قد لا الحق بكل ماكتبتي سابقا لاقول إن هذه هي رائعتك ألتى تقلدتي فيها وسام الدقة والجمال
ولكنها كذلك
قراتك بكل ذرة إحساس أمتلكها ثم قرأت الردود فوجدت أن كل ما سبق اريد ان اقوله لك
تمتلكي نوته موسيقية رائعة و تدرج وانسياب مبهر
سددت سهمك نحو قلوبنا وأجزم أنك قلت مانشعر به بأسلوب فاتن
شكرا لك الف لأنك هنا

رشا عرابي 03-26-2018 11:34 PM

شجوٌ يحملُ من شجون النفس ما لا تمسّه أنامل المشيب
تلك الأخيِلة وعلامات الإستفهام ذاتها التي تطوف بـ حرفنةِ تكرارٍ عجيبة
لا هي تشعر بالدوار ولا تنزعُ منّا حمّى الإصرار


نازِكي
يا بعض هذه الروح
التَقِطي من براثِن الوقت ما تبقّى من أمل
ثمَّ
ارسمي على مُحيّاك الحبيب تلك الإبتسامة التي أحب
ثم، لا ضير إن كتبتِ بماء المآقي المالح :)

( أحبك أنا )


الساعة الآن 05:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.