منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   كلهم كانوا هنــــــا ... (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38990)

ضوء خافت 03-22-2018 09:47 PM

منذ زمن لم يركض حرفي بهذا الاندفاع ... هوّن عليك يا قلمي .. الطريق طويل هنا ..
فلنسترخي فوق عشب المساء .. على لحن معزوفة الأمان التي يتسلل صداها من أمسنا الصاخب ..
نَم يا قلب .. على وعد لن يخلَف ..
سأوقظك فجراً ... لنعجن من الحلم رغيفاً يكفينا لأيام لا عدّ لها ..
و ليكن دمع الحنين ماءً نُصلح به شأن الحظ الذي مال مع رياح المسافر ..
و لندعو القوم الذين تلوا دعاء السفر و فاتهم قطار العودة إلى الغد ..
لن أُكثرَ من ملح الشعور .. كي لا نهيض خاطر نفس كسيرة ...
و لنطلق عصفور الحزن ليغرد مرة أخيرة قبل أن أحرّره من صدري ...
محاولة أخرى ... لأعود أنا الأخرى للغد الذي انتظرني طويلاً ...

ضوء خافت 03-23-2018 10:30 AM

لا أدري ...
صباح آخر ..
يوم آخر .. جمعة أخرى .. حنين لا يخجل من صبري !
و استيقظت فجراً ..
و لم أفعل أكثر من معتادي ... و كوب الشاي يسأل : إلى متى أُحرم من قطعة سكر يا مُرّة ؟!
أنا مُرّة ؟ أعطيته طرف لساني ... فارتشف مني كلمة حلوة ..
أصابه فتور ... احتسيته ..
أصاب مزاجي رغبة .. لمغازلة الورق
لكن ورقي اليوم أسود ناصع .. و أذكر فيما مضى أني خبأت حبراً أبيض لهذا الورق الأسود ...
فتحت حقيبة ذكرياتي ..
يا للهول .. الصناديق كثيرة و لأني فوضوية قد أجد الحبر في زجاجة عطر أفرغتها على جسمي من أجل لحظة عابرة ... يومها كانت فرحتي غامرة ..
أو ربما حبري انسكب على أوراقه .. عندما أربكني بسؤاله : هل تقبلينني صديقا ، طبيباً ، زوجاً أخاً معالجاً شعبياً مريضاً نفسياً ساحراً فاشلاً طفلاً شقياً ... بأي صفة تعجبكِ !!
كل الخيارات كانت مقبولة .. لكن هل يعرف أنني أنا ؟؟ هل يقبل بي ؟
آه .. الحبر .. الأبيض !! لم يكن هناك فرصة للرفض ..
سأحاول فتح هذه العلبة المختومة بالشمع ... حتما ادخرت فيها ما أنا بحاجته ..
أنيق ختم إبهامه .. لن أفرط بهذه البصمة .. لن أفتح العلبة
ربما هذه السجادة المطوية .. فأنا و غالبا أرتب الأشياء بفوضى غريبة ..
صليت في ليلة الرحيل .. و طال سجودي أسأل الرحيم أن يمنحني صبراً فوق صبري ..
كانت ليلة بيضاء جداً رغم كل الحزن الذي اكتنفها .. و البكاء الذي أفزع النائمين في صدري ...
ربما جمعت في خرقة بالية بعض الدمع .. ظنّاً مني أنه سيجف سريعاً ...
و دائما يصيبني القلق إذا ما اضطررت للبحث عن مفقوداتي في حقيبة الذكرى !!
يعود مسرح الأحداث ليعرض فيلماً وثائقياً طويل جداً ... رشحه عقلي لنيل أوسكار العمر .. كأفضل مرحلة من العمر ..
و أفضل قصة و أفضل بطل بلا منازع يمارس دوره بعفوية إنسان لا يملك موهبة إلا أن يكون صادقا مع نفسه و معي ...
الفترة الماسيّة ... ببريقها الذي لن يخبو ..
آه .. الشاي .. الورق الأسود !
مضى النهار و عليّ أن أمضي لما أُمِرت ... ألا أحزن أكثر ..
إنها الجمعة .. إنه يوم أمي ..
صباح الخير يا أمي .. و قطعتي الأولى من السكّر ..

ضوء خافت 03-23-2018 11:07 AM

و قد يجبرنا القدر على أن نغادر بيتاً ألفناه و أرضاً أنبتتنا نباتاً حسناً ...
نحمل ما خف وزنه و تعاظمت قيمته في النفس .. نحزم أمتعة العمر و الذكرى .. نغادر و قلوبنا عالقة هناك ..
متشبثة بمسكنها ..
و يهيّئ لنا ذات القدر مقاماً كريماً ... ربما تفتقد فيه ما ألفناه كالمرآة و الوسادة و الباب و صوت الريح كلما عصفت بنا لتغادر من النافذة بهدوء مخلفة قناعة .. أن الحل لا يمكن بإغلاق الباب في وجه الريح ..
بل ندعها تمر .. دون أن تهزم ثباتنا ..
لذلك .. ما قد افتقدناه بعد الرحيل .. ليس إلا ضرورة تجعل للوفاء قيمة أكبر .. و أن تلك الأيام لا تستبدل و تلك الأرواح لم ترحل ..
لكننا و الفقراء إلى رحمة الله .. نسأل الله أن يمدنا بالرضا و القناعة بما يجود به علينا ..
ما تذوقناه ربما أثار شهية النفس لأن تكون الحياة بتلك النكهة و المذاق لآخر العمر ... لكن للقدر تصاريف و لله حكمة ..
فشكراً لأني هنا ... أقرأ و أكتب و أشعر ... و أمارس الوفاء على طريقتي ... و على طبيعتي المتغيرة ..
ما بين غضب او غيرة او اشتياق أو ثورة أو هدوء أو برود ... أو كل إحساس يغمرني بين لحظة و لحظة ..
إنها منظومتي الخاصة به .. و التي سيفوته الكثير منها .. ليظن أنني قد نسيت كل شيء ..
أنا لا أنسى .. أنا أحاول أن أبتسم بعيداً عنه ..

ضوء خافت 03-25-2018 08:57 PM

رواية عزازيل
 
بعض الكتب نقرأها فتحولنا إلى رواية ... و الآخر يقرأنا
كنت أقرأ على مسامعه ( عزازيل ) ... و لكنه كان ينصت لأشيائي الأخرى ..
لأصوات خافتة .. تكاد تصرخ ... أنقِذ ( هيباتيا ) من أيديهم ..
و كلما اشتعل حماسي مع أحداث ( عزازيل ) و تسارع الأحداث ... كان قلبه يخفق بشدة .. لم يعهدها عقله من قبل ..
وصلنا إلى محطة الفراق الأولى ... سألته : كيف وجدت القصة ؟
قال : لم أنتهي من قراءتها بعد ... سأخبركِ ذات يوم و أحكيها لك على رواية أخرى !
لقد قرأت ( عزازيل ) يوسف زيدان .. التي حولتني إلى قصة انتهت قبل أن تبدأ ...

ضوء خافت 03-25-2018 09:28 PM

"بالأمس.. كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي.. فكان علي أن أخترع سيناريو.. فقلت... لا تخافوا.. هذا الجسد كقميص رثّ.. لا يدوم.. حين أخلعه.. سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق.. وأترك الجنازة وخراريف العزاء عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام... مراقبة الأخريات الداخلات.. والروائح المحتقنة".
وأضافت: "سأجري كغزالة إلى بيتي... سأطهو وجبة عشاء طيبة.. سأرتب البيت وأشعل الشموع... وأنتظر عودتكم في الشرفة كالعادة.. أجلس مع فنجان الميرمية.. أرقب مرج ابن عامر.. وأقول.. هذه الحياة جميلة.. والموت كالتاريخ.. فصل مزيّف"


ريم بنّا
صوت آخر للمقاومة الفلسطينية ... يرحل ..

ضوء خافت 03-26-2018 06:12 AM

هذا الصباح ساخر جدا ....
تتضاحك الشمس إشراقاً على قلوب لم تغفو ساعة ...

ضوء خافت 03-26-2018 06:24 AM

فانقبَض و ما انبسط ....
لا زال خوفه القديم أعمى ...
يهز وتر الوتين .. يتخبط في لحن حزين ..
و تتهاوى مدناً من عينيه .. ينهار العرق من الجبين ..
بأي منديل أجفف هذا العار ؟!
و بأي قميص أستر تضخم قلق القلب ..
يا لهذا الصبح البخيل ... لم يمسح عني أوهام الليل ..
لم يقطع حبل الجفاء .. و لم يأمر رفيق الأمس أن رفقاً بي ..
لا زال منقبضاً ... ينتظر تفسيراً يرخي قبضة هذا العليل ..

ضوء خافت 03-26-2018 06:28 AM

مقعد الأمس لم يعد شاغراً ...
كانت الكلمات ...
ثم الفراشات ...
ثم الأوتار ...
لكل مجتهدة نصيب منه ...


الساعة الآن 03:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.