منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النقد (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أدب الخلاف والإختلاف (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=35005)

عبدالله باسودان 03-17-2015 10:23 PM

أدب الخلاف والإختلاف
 
أدب الخلاف والإختلاف

كانت أخلاق المؤمنين مضرب المثل في كل زمان ومكان لم يكن بينهم أحزاب ولا تحزبات ولا سباب ولا شتائم ولاعصبيات كانوا يختلفون والخلاف وارد ولكنهم كانوا يقولون: الخلاف لا يفسد للود قضية. اختلف عبد الرحمن ابن عوف مع خالد ابن الوليد في رأي والخلاف في الرأي وارد والدين لايجبر أحد على رأي غير ما يرضاه ما دام هذا الرأي ليس في شرع الله ولا في دين الله فله حرية اختيار الرأي الذي يراه بغير إكراه من أحد من خلق الله فذهب رجل إلىخالد ابن الوليد وقال: أما سمعت ما قال في شأنك عبد الرحمن؟ قال: وما قال؟ قال: قال في شأنك كذا وكذا قال: لا إن ما ذكرت لا يوجد بيننا فقد ربانا رسول الله صلي اللهعليه وسلم أن لا تتطاول الألسنة فيما بيننا على بعضنا

يختلفون لكن لا يتسابون ولا يتشاتمون ولايشنعون على إخوانهم بما ليس فيهم ولا يحاولون أن يظهرونهم بالوجه القبيح لأنه مؤمن وأنت مؤمن وهل مؤمن يقبح وجه أخيه المؤمن؟ وهل مؤمن يباح له أن يتعالى بالسباب أو الشتائم أو المخازي نحو أخيه المؤمن؟ إذا كان المؤمن يقول فيه النبي الكريم {لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ}[1] من يرى من أهل الغرب فضائياتنا ومن هم منسوبون إلى العلم بيننا وقد تعالت أصواتهم بالسباب والشتائم والتكفير لإخوانهم المسلمين أتراهم بعد ذلك يشكرون في هذا الدين ويثنون على أهله؟

من ينزل منهم إلى سوق من أسواق المسلمين وينظر إلى ما فيه من الأيمان الكاذبة والكذب في الأقوال والغش في البضاعة والغش في الكيل والوزن ماذا يقول؟ أهذه سوق للمسلمين أم سوق للمنافقين؟ إن أسواق المسلمين أسست على التقوى والورع وأصحابها كلهم ورعون عنوانهم {خَيْرُدِينِكُمُ الْوَرَعُ}[2] وكان تجارهم على هذه الشاكلة قد يدافع المؤمنون عن قضيتهم ويقولون كان في العدالة عمر بن الخطاب وكان في القيادة خالد بن الوليد وكان في التجارة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وأرضاهم وكان في كذا فلان وفلان أين هؤلاء الآن؟ أين أمثالهم يا أمة القرآن؟ أين الذين يسيرون على هديهم؟ أين الذين يمشون على أخلاقهم؟ أهؤلاء طالبهم الله بالالتزام بهذا الدين وتركنا نمشي على هوانا كما نحب ونبغي ونحن ننتسب إلى دين الله ونسمى عند الله مسلمين؟

هذه هي المهمة التي قصَّرنا فيها أجمعين أخذنا الإسلام من باب واحد العبادات الصلاة والصيام والزكاة والحج وليتنا نقوم في هذا الباب كما ينبغي فلو قمنا بالصلاة فقط كما يحب الله ويرضى فإن الصلاة يقول فيها الله { إنَّ الصَلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِوَالْمُنْكَرِ} ونحن ندعو الله في كل ركعة ونقول {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَعَلَيهِمْ} ندعو الله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم فإذا خرجنا من الصلاة فلا بأس من الكذب وهل الكذب من الصراط المستقيم؟ ولا بأس من الغيبة ولا بأس من النميمة ولا بأس من السب والشتم واللعن وغيرها من أخلاق الجاهلية التي نوه عنها وحذر منها خير البرية صلوات ربي وتسليماته عليه

إن هذه الثنائية التي وقعت في مجتمعنا هي التي أساءت إلى ديننا فالمسلم ملتزم بدين الله في كل أحواله في كل شئونه في كل حركاته في كل سكناته ملتزم بدين الله في بيعه وشرائه كما هو ملتزم به في صلاته وصيامه ملتزم بالصدق والأمانة لأنه لا إيمان لمن لا أمانة له فإذا فقدت الأمانة فقد الإيمان وإن كان يصلي مع المسلمين ويتظاهر بالعمل لكن الدين التزام بكل ما جاء به الحبيب المصطفى من عند الملك العلام

فإذا كان المسلم على هذه الشاكلة وكان يبتغي الله والدار الآخرة فإنه يكون صورة مثلى تقدم الإسلام إلى الأنام ولو سارت قرية واحدة أو شارع واحد من بلدان المسلمين على هذه الحالة الفريدة لدخل الناس فيدين الله أفواجا فإن المسلمين الأولين لم يفتحوا البلدان بالسيوف ولا بالخطب ولابالكتب ولا بالمحادثات وإنما بالأمانة في البيع والشراء والصدق في الأقوال والعمل بتشريع الله في كل الأحوال فرأى منهم الناس نماذج فريدة لأخلاق إلهية كريمة فرأوهم فاهتدوا بهديهم ومشوا على دربهم ودخلوا في دين الله أفواجا كما فعل الحضارمة في إندونوسيا وجنوب شرق آسيا. قال صلي الله عليه وسلم {مَاشَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَالْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ}[3]
[1] سنن الترمذي ومسندالإمام أحمد
[2] المستدرك وسنن البيهقي
[3] سنن الترمذي وأبي داود ومسند الإمام أحمد
منقول للفائدة

عبدالإله المالك 03-19-2015 03:19 PM

موضوع يسجل بماء الذهب
سلمت يا عزيزي عبد الله
:)

رشا عرابي 05-13-2015 08:40 AM

بارك الله فيك أيها القدير
ونَفع الله بعِلمك وفكرك الضياء

حفظك الله

نادرة عبدالحي 07-09-2015 08:49 PM

اقتباس:

فإن المسلمين الأولين لم يفتحوا البلدان بالسيوف ولا بالخطب ولابالكتب ولا بالمحادثات وإنما بالأمانة في البيع والشراء والصدق في الأقوال والعمل بتشريع الله في كل الأحوال
كلمات مؤثرة من إنسان مُسلم حريص كل الحرص على دينه وأبناء أمته
حييت وبارك الله فيك على هذه المقالة الثمينة

عبدالله باسودان 07-11-2015 04:56 PM

أخي العزيز الماجد

شكراً لك على عبورك الكريم
جزاك الله خيراً

عبدالله باسودان 07-11-2015 04:58 PM

الشاعرة والأديبة القديرة رشا
أشكرك على عبورك الكريم
جزاك الله خيراً

عبدالله باسودان 07-11-2015 05:11 PM

أديبتنا القديرة نادرة عبدالحي.
لقد أثلجتي صدري بردك الرائع. وهذا مصداقاً لقول الله عز وجل في محكم تنزيله.
" ولو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا ".
المسلمون اليوم في هذا الزمان بكل أسف غثاء كغثاء السيل.
ما نراه الآن في جميع البلدان الإسلامية ، وخاصة في جميع وسائل الإعلام
إلا الكذب والنفاق والخيانة و العيوب
الشرعية والإنسانية حتى من كبار علمائنا المشهورين باعوا الله وباعوا رسوله، حيث لارسول بعده
صلى الله عليه وآله وسلم
وصدق الله " وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمون ".
الله يعين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم على شفاعة أمته، أمة هذا الزمان.
بارك الله فيك وكثر من امثالك.

سيرين 09-23-2015 05:11 AM

قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ:
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )ويجب علي كل مسلم ان
يكون صورة ناطقة لبعض فضائل الاسلام التي لا تحصى
قدوة صالحة في جميع معاملاته
وكم نفتقد ثقافة الاختلاف
طرح مضيء جزاك ربي خيرا كاتبنا القدير
مودتي والياسمين





\\\


الساعة الآن 04:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.