منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   والبَردُ في عِزِّهِ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=42330)

م.رضوان السباعي 07-22-2020 05:18 PM

والبَردُ في عِزِّهِ
 






والبَرْدُ في عِزِّهِ

مِنَ الليلِ والبَرْدُ في عِزِّهِ
سـَرُوفٌ
أَيـــَذوِيْ ورِيحٌ أجاءَتـْهُ تـَسـْعَىْ
لـِكَيلِ الصُّوَاعِ
الذي في يَدَيْهِ
لـِهافا ؟
على أنْ تَكَونَ لِكَفَّيْه ِ قُوْتاً وبـُرْدَا
ً ولِلعُمْر مـُدَّا
وإنْ حَلَّ في أيِّ شَطرٍ ،رَوِيَّا
له خَلَصَا ثانيَ اثنينِ - إذْ لَمْ
يَكُنْ ثَمَّ غارٌ لها حِينَ قَرَّبَها
الزَّمْهَريرُ إليهِ نِجِيَّا
يَنالُ بِها مُبْتَغاهُ عِتِيَّا
فَيُزْجِيْ لها الكَيْلَ
فوقَ الذي اْعْتادَتِ الرِّيحُ غَرْفا
ويُضْمِرُ بينَ أيادِيْهِ كَيْداً خَفِيَّا
وما كانَ رَبَّا لِيَغْدُوْ حَفِيَّا
تَقُولُ لَهُ الرِّيحُ مِن قَبْلُ هذا
أَلَمْ تَكُ في الوزنِ تُخْسِرُ كَيْلِيْ
تَعُبُّ سِلالِيْ
رَغِيفاً رَغِيفا;
فَلَمْ يكُ حتماً
لِما في يَدَيها الصَّقِيعُ عَفِيْفا
وفي رَحْلِها كان يُضْمِرُ مَكْراً
يقولُ شَرِيفا
دَمُ الذِّئْبِ مِنهُ بَرَاءٌ
وَشِبْرَاً تَحُومُ -بِما أَضْمَرَتْهُ يَداهُ- الثَّعالِبُ
شِبْرَا
وما كُنَّ نَزْرا
يُخَبِئْنَ أَمْرَا
ومِن حيثُ أَوْما لهُ سَمـْعُه ُوَشْوَشاتٍ
كَمِثْلِ السَّوَاقِيْ
يـَؤُمُّ رَسِيْسُ المياهِ إليها
انتباهَ الرُّعاةِ
أَجَاءَ كَمَشْيِ حُفَاةٍ على الرَّمْلِ
في البِيْد ِ، يَسْعَى حَفِيْفَا
إلى حيثُ كان مُقَامِيْ مُـقِيْما
وَلَمْ يَتَنَاهَ وقد مَدَّ ساقَيْهِ قَدْرا
على قَدْرِ ذاك المَـقامِ المُنيفِ
تَوافَدَ صوتِيْ إليهِ زِحَاماً
كَرَعْدٍ أجَشٍّ '
على حاجِبَيْهِ اْنْعَقَدْنَ خُيُولٌ
قَدَحْنَ سَنابِكَها
يُثِرْنَ لِنَقْعِ السَّماءِ دُخَانا
أُشَنـِّفُ جفْـنـِيْ إليهِ
حَذارِ
فبِالعُرْفِ أنتَ بِحُكْمِ الغَرِيبِ ،
عليك يقومُ المُقامُ كضَيفِ
أراكَ تأبطْتَ فِي ماءِ عَيْنَيكَ غِرَّا
وما كُلُّ مُسْتأسِدٍ سوفَ يُبْدِي
لنا نابَهُ صارَ لَيثاً إذا كانَ فِي الأَصْلِ هِرَّا
ومَنْ يَمْلِكِ الدَّارَ بالشِّعْبِ أَدْرى

أجئتَ لتـُحْصِيْ السِّنِيْنَ الْ تَوَالَت
عَلَيْكَ عِجَافا؟
أنَا فيكَ أدْرَى
فلَم تَكُ مَعْجُونَ صـَبـْرٍ
لِمِثْلِ الصُّرُوفِ التي إنْ تَوالتْ
عليكَ
عَلَيهِنَّ ما لكَ بَأسُ
ولو فيكَ لانَتْ
فَمَا بينَ كَفَّيكَ ليسَ بِكَافٍ

لِكَيْمَا يَكُونَ بِأَيـْدٍ على شَظِفِ العَيشِ
بأساً
لِقـَحطِ الصُّـرُوفِ شَدِيدَاً
كـَفأسٍ لِتَقْسُو
وإنِّيْ أراكَ تَوَشَّحَتا
شَفَتَاكَ الجَفَافَ حـَشـِيْفا
كَثَوبٍ تَقَشَّفَ ظِلَّاً
وعنهُ تـَولَّى
تُشَظِّيْ ملامِحَهُ الشَّمْسُ
فالعُمـْرُ يـَبْلـَى
وتلكَ التـَّجاعيْدُ إذ
بالأخَادِيْدِ أَفْسـَدْنَ وجْهَهْ
وأَوغَلـْنَ حتى تـَهـَتـَّكْنَ
مِنهُ الضُلوعُ
فأنـَّى على بـِضْعِهِ يَسْتَقِيمُ
لـِيَجـْمَعَ بَعْضَهْ
وما كانَ يَوماً عليها حـَصِيْفا
وقَد زادَ شاكُوكَ
بالطَّوْلِ طُهْرَا
وإذ كادَ يَنْهَدُّ مِنكَ جِدَارٌ
فأولَوهُ سـَبـْرا
وَلـَتخـَذُنَّ عليهِ
لمـَّا أقَامُوهُ أَجْرَا
وقَلبُكَ دوماً
لهُمْ ما تَصَافَى
وأنتَ تَعُبُّ يداكَ الصُّرُوفا
تُعـِدُّ لَهُم لِحَصَادِ الرَّبِيْعِ
انْحِناءَ الخَرِيفِ
وما جِئتَ يَوماً بِرَكْبٍ عَفِيْفا
وتأتِي على كُلِّ شيءٍ ورَيفِ
فَيَذْوِي كـَنَجْمٍ
مَقامُكَ مِن أعْيُنِ النَّاسِ
لَمْ تَدَّخِرْ لَكَ فِيْهِنَّ
كِسْرَةَ شـُكْرٍ وعـُذْراً
بِوَجْهٍ أسِيْفِ
يُقِمْنَ مِنَ الرَّوْعِِ
صُلْبَ فُؤادِكَ ذُخْرَا
فَعِشْتَ كِفَافا
مَهِيْضَ الجَنَاحِ
تـَزُمُّ إلَيْكَ خُطَاكَ جِزَافا
وعَنْكَ لـِوهْنٍ تَنُوءُ
وقَد غالبَ الجِسْمُ
مِنها ارْتِجافا زُعَافا
كَشَيْخٍ كَفِيْفِ
يَكادُ بهِ العُمْرُ يـُغْفـِي
وما مِن قَرِيبٍ
يمُدُّ يديهِ لهُ كاللَّهِيفِ
فَتَجْفُو عَصَاكَ
فَتَكبو وليست تَرُسُّ خُطَاكَ
فَظَلْتَ عليها
افْتَرَشْتَ الرَّصِيفَ فكان لِحَافا
وإنِّي بَقِيْتُ كَجُلْمُودِ صَخْرٍ
كَسَيْفِ .
وأنفُرُ شِعْرَاً ثِقَالاً كَزَحْفِ
كَوَدْقٍ تَجَافَى
فيَهْمِيْ -إذا ما أتاكَ -عـُبَاباً
كَسَيْلٍ كَثِيْفِ
وما أجْدَبَتْ أرضُهُ
أو بِصَيِّبِهِ يَتَنَاهَى
يَجِيءُ
اْخْضِرارَاً
- على قَدْرِ ذاكَ المَكانِ المُخِيفِ -
ِ لِنَهْرٍ جَفِيفِ
وإنَّ من الشِّعْرِ قـَيْظاً
كَرَمْضَى الفَلاةِ
وَوَجْهاً كَضَـيْمِ المَنَافِيْ
ويزدادُ بِالعـَزْمِ مِنِّي اصْطِفافا
وإذْ بالقَصائِدِ لِلشـِّعْرِ حَوْلِيْ
اسْتَطَارَتْ
نَفَضْنَ غُبَارَ المَكانِ
وَصَيَّرْنَهُ مارِدَاً ،
صَدْرُهُ مِن شُوَاظٍ ونارِ
يُقـِيْمُ المَواقـِدَ بالجـَمـْرِ سـَجـْرَا
وقدْ أوْتـِيـَتْ زُبــَـرَاً
مِن حَدِيدٍ يَداهُ
وتـُفْرِغُ قِطْرا
فـَتـَشـْتَمُّ مِنها
السِّمَاكُ، بُطُونُ السحابِ
دُخَاناً غـَفِيراً ،
كما لِاْشْتِهاءٍ
أُنُوْفُ الجِيَاعِ
تـُفيقُ شـَمِيْماً
لـِنُضـْجِ الرَّغيفِ
يُـصـَبُّ عليكَ حُمَامٌ
تَمَلَّكَهُ الجُوْعُ
جـَمَّا
وقَبْرُكَ قَبْرٌ بِقَفْرٍ
أضاعَتْ إليهِ الدُّرُوبُ الأثـَرْ
ولـَمَّا أَدَرْنَ السِّراجَ مُصِيْخَاً
على عـَقِبـَيهِ اْنْكَفَا
فأَغْفَى
فـَعـُدْنَ ثـُكَالَى
وما من لفيفِ
وإنْ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنهُ
يأتِكَ عن مَوعِدٍ مُجْفِلاً
بَرَّ بِالْوَعْدِ لا يَتَمارَى
وليسَتْ تـَفـُلُّ السُّيُوفُ الرِّهافُ
إذا تَتَبَارَى
فَقالَ بِصَوتٍ
تُكَتِّفُهُ لَثْغَةٌ فِي اللِّسانِ
رُوَيْدَا
ولمَّا يُصِبْكَ هُنالِكَ حِينَ أعُوْدُ المَشِيْبُ؟
وقد شاخ عُوْدُكْ
وماعُدْتَ تَقْوَى

فَقُلتُ أُعـِدُّ لِذُلِّكَ قلباً هَـيـُوفا
يُقِيْمُ بِبَابِيْ لأجْلكَ صَيـْفا
وما لِامْرِئ ٍجَعَلَ اللهُ قَلْبَينِ فِي جَوْفِهِ،
لمْ يَكُنْ قَطُّ دَلَّتْ عليهِ
كَمَا قِيْلَ نُوْنُ النِّساءِ
وَلَسْتَ بِأُنْثَى
ولو قُلتَ جِئنا
فَقَد جِئتَ إمْرَا
تَعُود ُبـِوازِرَةٍ وِزْرَ أُخرى
بـِخـُفَّيْ مَصَوْعٍ
تـَفلَّتَ بالوَعـْي هـَرْفـَا
كَمـَنْ باغَـتَـتـْهُ الرِّياحُ بِيومٍ
شديدِ الغـُبارِ
فـَأعـْمـَتـْهُ قـَسـْراً بلوغَ المـَرافِيْ
ولَم يَلْقَ مـَرفاْ
فكَيفَ إذاما أضاعَتْ
لهُ الرِّيحُ خُفَّيْهِ
في أرضِ شَوكٍ
بِرَبِكَ! ماذا سَيَصْنعُ حـافِ؟

يَصُوْعُ ذِرَاعَيْكَ أَصـْلَفُ صَيفِ
بِكُلِّ عفاريتِ شِعْرِي يـَنـِطُّ
أزاميرُهُ مِلْءَ صَدْرِي تـَئِطُّ
كَمِثْلِ الجُمُوحِ العَنِيفِ
فـَتـِيـَّا غليظَ اليدينِ
يَجُـشُّ كَـرِيـــْفـــِيْ
م.رضوان السباعي
17 يوليو 2020






قايـد الحربي 07-22-2020 10:24 PM

:
:

الله الله الله الله
؛
الميم قبل اسمك : مجنون
الميم قبل اسمك : مهندس ..
مهندس للشعر لا تغادره صغيرةً ولا كبيرةً إلا وضعها
في مكانها - ليس الملائم- بل الغائم / الممطر حدّ الشعر .
؛
موسيقى النص "خياليّة" وهذا أقل وصف عنها ،
أما المُسهب عنها فيلزمه نوتة ، وعصافير ، ونايات ، وفيروز.
؛
التضمين في النص : ساحرٌ ماهرٌ ..
لا يأتي طوعاً بل طواعية ، يتهادى باستحياء ، فما يلبث
إلا أن يكون المَلِك .
؛
يا رضوان
هذا أشبه بقصيدة العمر
فهنيئاً لك بها و لنا بك .
؛
الشكر لك يا عذْب

سيرين 07-23-2020 01:54 AM

تبارك الله .. ما اجمل الشعر
حين يرتسم به المدى رهبة ويتجلى ابداعه حرث ممتع للذائقة
شكرا شاعرنا وما تأتينا به من لغة الماء
مبهر حد الدهشة .. دمت باذخ الالق ودام الشعر حيث أنت
مودتي والياسمين

\..:icon20:

خالد صالح الحربي 07-25-2020 06:01 AM

:
رضي الله عليك يارضوان .. ورضي الشعر أيضًا .
هذا النص متعوبٌ عليه .. وشُغل خبيرٍ دون شك .
قرأته مرّة .. وحتمًا هذه المرّة ليست بكافية .
🌹

م.رضوان السباعي 07-28-2020 03:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي (المشاركة 1173576)
:
:

الله الله الله الله
؛
الميم قبل اسمك : مجنون
الميم قبل اسمك : مهندس ..
مهندس للشعر لا تغادره صغيرةً ولا كبيرةً إلا وضعها
في مكانها - ليس الملائم- بل الغائم / الممطر حدّ الشعر .
؛
موسيقى النص "خياليّة" وهذا أقل وصف عنها ،
أما المُسهب عنها فيلزمه نوتة ، وعصافير ، ونايات ، وفيروز.
؛
التضمين في النص : ساحرٌ ماهرٌ ..
لا يأتي طوعاً بل طواعية ، يتهادى باستحياء ، فما يلبث
إلا أن يكون المَلِك .
؛
يا رضوان
هذا أشبه بقصيدة العمر
فهنيئاً لك بها و لنا بك .
؛
الشكر لك يا عذْب

قايد الحربي

إذا اودقت السماء فلا يأتي ما تجود به إلا باذخا
فكنت أنت هنا كالمطر الذي يهمي لينبت الزرع
أثملت تواضعي بهذا التماهي الأنيق

فشكرا لهكذا عطر يثمل الأنفاس
دمت باذخا كأنت أيها العطر الممطر

م.رضوان السباعي 07-28-2020 04:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 1173580)
تبارك الله .. ما اجمل الشعر
حين يرتسم به المدى رهبة ويتجلى ابداعه حرث ممتع للذائقة
شكرا شاعرنا وما تأتينا به من لغة الماء
مبهر حد الدهشة .. دمت باذخ الالق ودام الشعر حيث أنت
مودتي والياسمين

\..:icon20:

سيرين
ترتسم ابتسامة على محيا القصيدة بك
لروحك الغيم لما تأتين به من سخاء الظل

دمت بابتسامة لا تبور

م.رضوان السباعي 07-29-2020 07:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م.رضوان السباعي (المشاركة 1173824)
قايد الحربي

إذا اودقت السماء فلا يأتي ما تجود به إلا باذخا
فكنت أنت هنا كالمطر الذي يهمي لينبت الزرع
أثملت تواضعي بهذا التماهي الأنيق

فشكرا لهكذا عطر يثمل الأنفاس
دمت باذخا كأنت أيها العطر الممطر


نسيت أن أنوه إلى الجنون

فما الشعر إلا جنون يا صديقي

م.رضوان السباعي 07-29-2020 07:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد صالح الحربي (المشاركة 1173672)
:
رضي الله عليك يارضوان .. ورضي الشعر أيضًا .
هذا النص متعوبٌ عليه .. وشُغل خبيرٍ دون شك .
قرأته مرّة .. وحتمًا هذه المرّة ليست بكافية .
🌹

خالد صالح الحربي

زادك الله رضوانا أيها السمو
عد أنى شئت فعودك محمود

دمت كما تشتهي


الساعة الآن 09:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.