منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   قصيدة النثر بين الرفض والقبول (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=40677)

زكريا عليو 04-21-2019 03:51 PM

قصيدة النثر بين الرفض والقبول
 
قصيدة النثر بين الرفض والقبول

نشأتها :
بعد الحرب العالمية الثانية ، نشط فن الترجمة ، فأصبح الأدب العالمي في متناول الكثيرين ، وظهرت أصوات تنادي بالتجديد والتحديث ، فكان الشعر الحر / التفعيلة / وأول من طرق هذا الباب الشاعر العراق السياب .
غير أنّ الكاتبة والأديبة نازك الملائكة، سبقته في نشر قصيدتها الشهيرة / الكوليرا / استخدمت تفعيلة واحدة بنصها وتخلت عن القافية ، وقد لاقت الكثير من المعارضة والإنتقاد ، وكأنها ﻻمست كتاباً مقدساً أرادت تحويره ، إلى أن لاقت صدى تجربتها ، وأبدع الكثير من الشعراء بهذا المجال .
وفي عام ١٩٥٧ قدمت اطروحتها الأديبة الفرنسية سوزان برنارد ، عن الشعر الحديث ونالت رسالة الدكتوراه بذلك ، وظهرت بعدها قصيدة النثر .
فكان من روادها الأوائل الشاعران السوريان
أدونيس ، محمد الماغوط ، والشاعر المصري أمل دنقل وغيرهم… ..
وأستشهد هنا بنص للشاعر محمد الماغوط

دموعي زرقاء
من كثرة ما نظرت إلى السماء
وبكيت
دموعي صفراء
من طول ما حلمت بالسنابل الذهبية
وبكيت
فليذهب القادة إلى حروبهم
والعشاق إلى الغابات
والعلماء إلى المختبرات
وأنا سأبحث عن مسبحة
وكرسي عتيق
وأعود كما أتيت
جابيا قديما على باب الحزن

ونقول قصيدة نثرية ، وحالة ادبية رائدة ، فللشعر شروطه وهي البحر الشعري ، والقافية ، والغاية
( والغاية هنا .. هجاء ، مديح ، رثاء ،… الخ )
ومن ثم أبدع في هذا المجال كل من أنسي الحاج ، وشوقي ابو شقرا… ..وغيرهم .
وقد عرّفت قصيدة النثر الأديبة سوزان على النحو التالي :
هي : قطعة نثر ، موجزة ، بما فيه الكفاية ، موحدة مضغوطة، كقطعة من بلور ، خلق حر ليس له من ضرورة ، مجانية / مفردة مجانية تعني هنا لا غرض لها مديح أو هجاء أو غيره /
فهي تبنى حسب رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كل تحديد وقيد ، شيء مضطرب ، وإيحاءات ﻻ نهانئية .
ويقول الكاتب أنسي الحاج :
شروط القصيدة النثرية
ــ الإيجاز
ــ التوهج
ــ المجانية
.. يضيف الأستاذ والشاعر السوري محمد الدمشقي
ــ الرمزية
ــ التكثيف
ــ الموسيقا… ولا يقصد بها ( الموسيقا العروضية ) إنما الحالة الحركية التكثيفية التي تجعل القارئ يشعر بالإيقاع وحالة إنسيابية في الجملة الشعرية
ــ إستخدام مفردات حداثية تتوافق وقصيدة النثر ، والعصر الحديث .
وأضيف هنا
للرمزية حضور جميل وجلي في قصيدة النثر ، وكثيراً ما تتكئ على الأسطورة والإقتباس مما يزيدها جمالاً .
ويقول الاستاذ عز الدين مناصرة :
هي نص شعري تهجيني ،مفتوح على الشعر المنثور ، والنثر الفني عابر للأنواع
ويعرفها الشاعر السوري أدونيس بقوله :
( الكثافة الموجزة ، أو الكثافة المختصرة )
بعد أن دعا إلى عدم إغراق القصيدة النثرية ،(بالإطالة والشروحات والإيضاحات ).

لنقف هنا قليلاً
ان تحققت هذه الشروط نقول إنه نص نثري بامتياز
وكما يقول الأستاذ محمد الدمشقي :
عدا ذلك فهو خاطرة جميلة ، وأوافقه القول بذلك .
أيضاً
ﻻ بأس إن ظهر بالنص النثري نوع من التفعيلة ممايزيد النص موسيقا شعرية رائعة وهذا رأي الأستاذ محمد الدمشقي أيضا ، وقد أشار إلى ذلك الكاتب والناقد عبد العزيز العسيري ، وظهر ذلك في قصائد شعراء حديث الياسمين
أيضاً
أضحى لقصيدة النثر غاياتها من خلال شعراء حديث الياسمين وأدبائه ،
ــ الإشارة إلى هموم وهواجس المواطن العربي
ــ كسر الحدود الغيبية( الوهمية ) ، التي تعيق التلاقح الفكري والأدبي
ــ الإنفتاح على الثقافة العالمية ونشر ثقافة المحبة
ــ الإرتقاء بالفكر والأدب ، بما يتناسب مع تطور العلم ، والخروج من العباءات والقوالب الضيقة ، إلى العالم الفسيح
… . مما أضفى عليها صفة الشمولية ، وأنها قصيدة شعرية رائدة ، في مصافي الشعر العربي .
من هُم أعداء قصيدة النثر ؟
ــ العدو الأول والأخطر كاتبها…
لعدم إلمام الكاتب بقواعد وشروط القصيدة النثرية .
فيندرج نصه تحت إسم خاطرة ، وهذا ما نوه عنه كثيراً الإستاذ محمد الدمشقي .
( ليكن الكاتب نفسه هو الناقد قبل الآخرين)
ــ من شروط القصيدة النثرية ( التوهج )
وهذا يجب أن يرافق النص كاملا ، وليس في محطات متفرقة من النص .
ــ اعتماد قسم من كتاب قصيدة النثر على الإطالة لظنّهم أن هذا يدرجها تحت عنوان قصيدة ، ولعلّي أستشهد هنا بنصوص الأستاذ أحمد أمين زمام ، نصوصه متوهجة مبتكرة ، صور قصيرة ، مفتوحة التأويل ، وبهكذا فنيّة تندرج تحت عنوان القصيدة النثرية ،رغم قصرها ،( كل سطر ثلاث او أربع مفردات وهكذا )
ــ غزارة الكتابة ، وعدم نضوج فكرة النص .
ــ شهادات الدكتوراه الفخرية ، والأوسمة الخلبية ، التي تمنحها جهات غير مسؤولة .
ــ اعتلاء المنابر الشعرية ، ممن ﻻ صلة لهم بالشعر
ــ أيضا دور النشر المنتشرة وتغيّب الرقابة الأدبية وطباعة كتيبات ، وتسميتها دواوين شعرية ، لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به.
ــ إشادة بعض المجلات بلا دراية ، ببعض الكتابات البعيدة كلّ البعد عن قصيدة النثر
ولا تحقق أي شرط من شروطها .

اختم وأقول :
للقصيدة النثرية ميزانها ، وشروطها
يجب الإلمام بهما قبل بناء اي نص نثري ،
فالأدب أمانة في أعناق رواده ، وهو رسالة للأجيال القادمة ، فلنصن هذه الأمانة

ملحوظة :
ممن عارض القصيدة النثرية الكاتبة نازك الملائكة ، كونها تمردت على التفعيلة ، فهي من رواد ( الشعر الحر ، أي التفعيلة ، واعتيرت القصيدة النثرية ﻻ موسيقا شعرية لها )

بقلم : زكريا أحمد عليو
سوريا ــــ اللاذقية
٢٠١٩/٤/١٦

أنس المصري 04-21-2019 04:41 PM

أشكرك أ.زكريا
على هذا التعريف الوافي
بالقصيدة النثرية
لاعدمنا إسهاماتك القيمة
التحايا أعطرها

رشا عرابي 04-21-2019 04:50 PM

لا يمكننا إلصاق سِمة قصيدة إلا على الكلام الموزون
وقصيدة التفعيلة إن لم تعدم الوزن فهي قصيدة
قائمة بوزنها وموسيقاها
ولا يمكننا إطلاق صفة النثر إلا على الكلام المُرسل

ونازك الملائكة مدرسة في العمق والشاعرية
والكثافة التصويرية


طرح مائز السكب
مبهر الأدلة
مُنصف لأبعاد الرؤى

دمت والإبداع يا طيب

زكريا عليو 04-21-2019 09:06 PM

الاستاذة رشا عرابي
يسعد مساك
ــ لنقول عن اي نص انه شعر يحب ان يحقق
الوزن ومن ثم القافية
ــ الغاية وكنا ذكرتها
هجاء مديح رثاء… .الخ
… .
والنثر نقول عنه قصيدة نثر وليس قصيدة شعر نثر ، ويحب ان تحقق شروطها أيضا
والأديبة الرائدة نازك الملائكة اول من تمرد على البحور ورسمت لون خاص جميل
جدا الشعر الحر / التفعيلة / ولها باع بالرمزية ولا ننكر
… فقط انا عندما ذكرت قصيدة النثر ابدت اعتراضها ولم تعترف بها شعرا وانا ايضا لم اقل عنها شعرا
انما هي لون ادبي مستقل له كيانه ووجوده ، وجماله
كما لبقية الالوان الاخرى
شكرا وجدا لمداخلتك الجميلة

زكريا عليو 04-21-2019 10:20 PM

الأستاذ : أنس المصري
شكرا لهذا الحضور ، وشكرا لتحاياك
… .
هي مقالة مختصرة حاولت جاهدا ، تخفبف اللغط الدائر حولها

وشخصيا ﻻ أقول آنها شعرا ،
بل قصيدة نثرية
.. وانا من روادها وأعشقها
… واكتب احيانا موزونا وتفعيلة
… . يسعد مساك بكل طيب

نادرة عبدالحي 04-22-2019 01:08 AM


النثر لون أدبي جميل يمكن فيه أن تصور ابلغ العبارات والكلمات بأقل التركيبات اللفظية ،

ويمكنك أيضا أن تستعين بالصور الفنية والمشاهد والرمزية . دون التقيد بغرض محدد

ويمكنك أن تكتب ما تشاء والحكم يبقى على من يتذوق . أعتبرها مساحة حرة

الفن بكافة أشكاله لغة عالمية ، ونحن نشهد الآن كيف أن كل العالم اصبح يتذوق الفنون والثقافات المختلفة ويدرسها

برائي كل عمل أدبي يحمل قضية أو فكرة عميقة هو ينتمي لعالم الأدب . ويبقى الإختلاف بين

رواد الشعر والنثر على المسمى القصيدة . هذا الإختلاف لا يضر من جماليات الإبداع والأدب الجميل

الأتي من روح الكاتب ... الكاتب الفاضل زكريا عليو طرحتَ موضوع قيم يمنحنا إرادة البحث والتنقيب

عن وجهات النظر التي أمن بها الكتّاب والشعراء , والطرق الطيبة التي دافع كل منهم عن ما يحب ويؤمن في طريقه,

دامت محبرتكم عامرة بالخيرات كاتبنا الفاضل .

إبراهيم امين مؤمن 04-22-2019 07:26 AM

هذا المقال ممتاز .
اراء خاصة بي ..
-العالم العربي يضج بالشعراء ، وغالبية الهواة يقدمون كلاماً اصفه انا بالشخبطة.
اما المحترفون فلم يقدموا موضوعات جديدة عما قدمه الشعر العربي.
-الشعر ليس علماً بل مجرد خواطر تنبثق من القلب وغالبا ما تفتقد للعقلانية .
نعم .. انا لى شعر يفتقد الى العقلانية مثل ملحمتى بعنوان "فضائية " لكنى حاولت ان اخرج خارج هذا الاطار واقدم شعرا عقلانيا مشوب بالعاطفة الجياشة مثل " الحب الاعظم -العجوز والفتاة "
==================
الكُتّاب..
والشعراء اقل الكتّاب علماً على الاطلاق واكثرهم علماً هم الروائيون ولاسيما لو كانوا روائيىّ خيال علمى
والروائى يحتاج الى دراسة عدة علوم لكى يتقن رواياته.
==================
الخاطرة وقصيدة النثر والقصيدة العروضية
الخاطرة : فيها نوع من الاسهاب الذى يخرجها عن شكل القصيدة النثرية بالقدر الذى لا يدخلها فى سمات القصة القصيرة .
قصيدة النثر : خرجنا من اثقال الشعر العمودى لننغمس فى مشاكل اكبر وهى الرمز ، وانا لا امانع فى استخدام الرمز ولكنى امانع فى ابهامه حتى انه يصل الى درجة الكلمة المشيفرة ، وانى ارى ان يحاذر الشاعر من استخدام الرمز الا اذا كان بارعا لان معظم الذين يستخدمون الرمز تفتقد قصائدهم الى الوحدة العضوية او على الاقل تشعب فى معانى الرمز ، ولقد حاولتُ معالجة مشكلة الرمز فى قصيدتىّ " من انا - من يدحرج عن قلبي الضجر "
===================
مدرسة شعرية جديدة ..
لقد اعلنت عنها ولكن لا يسعفنى الوقت لوضع سماتها ومبادئها لانشغالى بما هو اهم وهو وضع مبادئ جديدة لفن القصة القصيرة .
فالمدرسة الشعرية الجديدة التى اقصدها كان من اهم بنودها استخدام كلمات او جمل رمزية سهلة مترابطة مع بعض ثم مخاطبة القارئ بسؤال فى نهاية القصيدة وهو "هل تستطيع ان تستخرج من القصيدة التجربة الشعرية "
اما القصة القصيرة فسوف "ان شاء الله " اضع لها قواعد جديدة تجعل من فن القصة القصيرة علما لا يقل عن علوم النفس والاجتماع والفلسفة.
سوف اجعل لها شكلا جديدا ، هذا النثق يفيد القارئ ويعمل على توسعة افاقه العلمية والتربوية.
===================

زكريا عليو 04-22-2019 08:55 PM

الاستاذة نادرة عبد الحي
… شكرا لهذا الحضور ، وشكرا لرأيك السديد ،
اللغط حول النص النثري ، ( القصيدة النثرية ) فعلا هو ﻻ يعبيها بالقدر
الذي يجعل لـٍهآ مكانا أدبيا مرموقا ان أحسن كتابتها
اشكرك وجدا


الساعة الآن 09:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.