منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   الدين أفيون الشعوب (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=16281)

هاني النجار 02-19-2009 03:46 AM

الدين أفيون الشعوب
 
الدين أفيون الشعوب



هكذا قال ماركس متحللاً بمقولته تلك من كل القيم الروحية وكل المبادئ السماوية؛ لتقوم قائمة المسلمين علي هذا الكافر الذي ادعى وأقرانه الوجوديون أنه لا وجود خلف الوجود المادي، فأنكروا بذلك وجود كل ما لا تستطيع الحواس إدراكه، ليصبح العقل عندهم هو المرجع الوحيد، والفيصل الأكيد في كل المسائل والأمور التي تتعلق بالغيبيات.
لكني هنا لست للإغراق في جدال هؤلاء لأنه سيكون أشبه بالجدال حول مسألة هل الشمس تشرق من المشرق أم من المغرب؟ بل إني هنا أحاول فض ستار الانطباع الأول عن هذه المقولة التاريخية.. والتي نالت حظاً وفيراً من الشهرة، لكنها مُنيت بإخفاق شديد حين تم تأويلها وفق مرجعيات وأيدلوجيات ناءت بها بعيداً عن مدلولها العميق.
من هنا جاءت هذه الوقفة انطلاقاً من مبدأ مالا يؤخذ كله لا يُترك كله، فليس معني أن ماركس شيوعي علماني كافر بكل المعتقدات الدينية، والقيم الروحية أن نرفضه رفضاً قاطعاً بحجة أنه لا يأتي من الغرب شيء يسر القلب، ولكن علينا أولا إعمال العقل - أمانة الله فوق أجسادناً – لفك الغموض من حول هذا المصطلح، وأعني مصطلح الدين وكل ما يرتبط به من قيم عقائدية، والمدخل هو مقولة ماركس،
لذا دعونا نتأمل الأمر برمته بشيء من التأني. ثم نسأل أنفسنا..

هل الدين هو تلك المجموعة من القواعد والأصول والتشريعات؟ أم أن له مدلول أعمق؟
هل فكر أحدنا في معني العبادات؟ والغرض منها؟
هل فكر أحدنا في أوامر الله ونواهيه؟ ولمَ أمرنا سبحانه وتعالي بأمر، ونهانا عن آخر؟
حقاً هناك أمور لا يجب إعمال العقل فيها؛ ليس لقصور بها ولكن لوهن عقولنا وضعفها وإفلاسها، لكن هناك أمور كثيرة لابد أن تمر علي مُرشح اسمه العقل، فإما أن يقبلها أو يرفضها، والقبول والرفض هنا شيء نسبي وليس مطلقاً، يعود في المقام الأول علي مرجعية العقل نفسه وفطنته وانفتاحه، فنحن أمام مقولة لا يعنينا صدرت عن شيطان أم ملاك، فالحكمة تقتضي أن نأخذها ولو من أفواه المجانين.


لقد عقد ماركس بمقولته مقارنة بسيطة بين الأفيون ودوره في تغييب العقل، وبين الدين ودوره في تثبيط همم الشعوب، وتغييبها عن القيام بواجبها في مواجهة الظلم والاستبداد، فهل أصاب أم جانبه الصواب؟
قبل الإجابة لابد أن نتعرف علي هذا الرجل، فهو كارل ماركس، ألماني الجنسية، أحد أشهر فلاسفة العالم ليس لأنه فيلسوف لا يشق له غبار، ولكن لأنه قدم للعالم كُتيب أسماه المنهاج الشيوعي كان له بالغ الأثر في بلورة عقول رجال أشعلوا ثورتهم البلشفية في أواخر العقد الثاني من القرن العشرين فغيروا مجرى التاريخ وأطاحوا بالإمبراطورية الروسية وأسسوا الاتحاد السوفيتي الذي انهار فيما بعد بين ليلة وضحاها على يد رجل البيروسترويكا والجلاسنوست.. جورباتشوف،
فهل يصلح أن يكون هذا السقوط أو الاستمرار في الصين وكوبا.. هل يصلح أن يكون معياراً على صدق الفكرة؟ أم أن الخلل كان في القصور بين النظرية والتطبيق، بعيداً عن الدين أو أي معتقدات سماوية؟،
فحين نقول أن الصبر مفتاح الفرج فنحن أشبه بمن يتعاطي أفيوناً يُغّيب عقله، ويُذهب همته لمواجهة الفساد وتصحيح الأوضاع المقلوبة، هذا ما كان يعنيه ماركس، والسؤال مرة أخرى هل أصاب أم جانبه الصواب؟

قبل التسرع بالحكم، والتمسح بالصبرلابد أن نواجه أنفسنا بحقيقة ماذا لو كان المفتاح موجوداً منذ الأزل..
بينما باب الفرج.. يحتاج أكثر من مفتاح الصبر؟

حسين الحوالي 02-19-2009 06:50 AM



بـ إختصار .. وكـ رد أولي لـ إنعدام الوقت .. حال قراءة المتصفح .. هذا
أقول :

الدين ليس آفيون الشعوب إطلاقا ً ..
وأنا اعني الدين .. ذااااااك
المطبّق بـ حذافيره ..
والدين الحاوي .. لـ كل العلوم الدنيويه .. قبل التشريعات .. والعبادات ..
الدين الذي شرّع العلم كاملا ً ..
بـ كافة أنواعه ..
العلم الذي حين إحتوته فئة ٌ ما .. وإمبراطورية ٌ .. ما
قامت الجامعات .. وخلدّت النظريات ..
وتم تسطير أسماء علمائها .. حتى يومنا هذا .. وبـ أسماء يونانيه ..
قبل العربية .. ومـ الأسماء العربية هنا بـ [ معدومه ] بل الحصر .. هنا
هو العدم بـ عينه ..

أقول إن ماركس .. مجرد ملحّد .. وكان ذو نظريه .. تستفز الحاوي ..
وتجذب الفارغ .. لـ ذلك أثرّت .. وذاعت ..
وإلا فـ إن الإنكار .. وتحديد العقل فيصلا ً لـ الدين .. بـ ( تعميم ٍ ) غبي ..
كان قمة الغباء .. والذكاء .. في آن ٍ واحد ..
غبّي لأنه عاجز ..
وذكي لأنه .. حافز
لـ الغبي أن يصدق .. أو لايسوءه أن يجعل التفكير .. ( واردا ً ) ..!
ولـ الذكي .. أو المؤمن تحديدا ً .. أن يجد مايثبت له أن الحق .. ( مرعب ) ..!
لذلك يزيده الأمر .. إيمانا ً .. وتمسكا ً ..

أما الفرج والصبر .. فـ ما هي إلا حكمة ..
والحكمة في غير موضعها .. تصبح ( طُرفه ) .. أو ( سخافة ) في أحايين أخرى ..
إن كان ماركوس .. لايؤمن إلا بـ الملموس .. من الأشياء ..
والإيمان والمعتقدات .. لاوجود لها في نظرياته ..
فـ فكره .. ومبدأه .. أصغر من أن يدار النقاش حولها ..
فضلا ً عن الإقناع .. أو الإفحام ..

هو مجرد .. عقلية إلحادية .. حاله كـ حال غيره ..
يخرج في كل زمن منهم .. ثلّة ..
يخسرون الـ يقين ..
ويربحون الحيّز ..
حيّز الإختلاف .. أو التشكيك .. او على أسوء الأمور .. التفكّر ..
وهذا أكبر مكاسبهم .. وأحد خسائر المنطق ..
لذا ..
يبقى الأخير .. ويرحلون ..
ولاأجد أن الخاسر هنا .. خاسر بـ الأساس ..
إنما قد يخسر وقت أحد المؤمنين .. او المقتنعين ..
إن أراد التنظير ..
أو الرد على مباديء دنيويه .. وإعتقادات زائلة ..
إنما خلقت لـ أهداف أخرى .. تُعنى بـ الموجود .. و .. الموجودين ..
ولايبقى هناك إلا دليل .. واحد .. وأصدق .. وأبقى ..
بين الموجود .. والمتواجدين على طرف الحوار ..
إنه الـ [ وجود ] ..
وإيمان .. كامل .. بعضه بـ إقتناع .. وبعضه بـ ( تسليم ) ..

وإلا لو كان الأمر كذلك .. لـ كان الدين ( عـِلما ً ) .. تُدّرس معانيه وأهدافه وقيـّـمُه ..
في جامعات .. كبرى .. يحتويها الجميع .. ويعقلها الكل ..
وتصبح الأرض ومن عليها .. ( دين ٌ ) واحد ..

أليس كذلك ..؟






هاني النجار ..



إمتنان كبير .. وإحترام أكبر .. لـ متصفحك الرائع .. وفكرك الأروع ..

إقبل مروري المتواضع .. وفسحة الوقت الضيّقة ..
بـ جزيل ٍ من العذر ..

دمت بخير ,,

























ح . ح . ح





د. منال عبدالرحمن 02-19-2009 11:32 AM

أستاذ هاني النّجار , أهلاً بكَ في المقال ,

لما أتى ماركس بفِكرهِ الشّيوعي كانَت أوروبا تعيشُ في ظلِّ مناحراتٍ سياسيّة تباينت بينَ النظام الملكي , و من ثمّ مجيء نابليون و قضائهِ على المملكة الجرمانية و تحريره ثمانين مدينة و من ثمّ قيام الاتحاد البروسي و الحرب الألمانية الألمانية و ما تبع ذلكَ فيما بعد , كما كانت أوروبا آنذاك لا تزالُ تعيشُ في شبحِ سيطرةِ الكنيسة الكاثوليكيّة الّتي كانت تستغلُّ الدّينَ المسيحيّ لتكونَ هي القوّةَ الكبرى المسيطرة على أوروبا , و رغمَ أنَّ الكنيسة البروتستانتية انشقّت عنها في القرن السّادس عشر بعدما قام مارتن لوثر بنشر الفكر البروتستاني معارضةً للبابويّة و سيطرتها , إلّا أنَّ الفكرَ الأوروبيّ ظلَّ يعاني من ذلكَ التّعتيم على تطوير الفكر الذّاتي لكلِّ انسانٍ على حدى , و النّظام الملكي في فرنسا مثلاً كان خير شاهدٍ على ذلك .

كلُّ ما سبق يدفعني إلى القول أنَّ منشأ الفكر الماركسي أو الشّيوعيّ كان محاطاً بظروفٍ دفعتهُ إلى التطوّر ليُصبحَ منهجاً فكرياً في أوروبا و هو كانَ مناسباً جدّاً للوضع السّائد آنذاك .

الجملة بحدِّ ذاتِها ليسَت المُشكلة و المُشكلة برأيي طريقة التعاطي معها و تفسيرها , و هنا سأضربُ مثالاً أرجو أن يكونَ موفّقاً , إذا سألكَ أحدهم : لماذا سقطت التفاحة على رأس نيوتن ؟ ستجيبه بسبب جاذبية الأرض , و قد يسألك و ما سبب جاذبية الأرض تقول دوارنها حول نفسها و حول الشمس . فيسألك و لماذا تدور حول نفسها و حول الشمس فتقول بفعل جاذبيّة الشّمس لها و محورها المائل على مدارها , يسألك و ما سبب جاذبية الشمس فتجيب بسبب الحمم المنصهرة و المعادنِ السائلة في كتلة الشمس فيسألك و ما سبب انصهارها فتقول درجة الحرارة العالية فيسألك و ما سبب درجة الحرارة العالية .. اذا استمريت إلى هذا الحد من الاجابة تكونُ قد أنجزتَ انجازاً كبيراً , إذ أنَّ العقلَ لا يقبلُ بالمسلّماتِ فعلاً لكنّهُ يتوقّفُ عندَ حدٍّ معيّنٍ باقتناعٍ ذاتيّ .
بالنّسبة للدّين الاسلاميّ , فهناكَ تفسيرٌ لكلِّ تعاليمه , حتّى أنَّ وجودَ الذّاتِ الإلهيّةِ قابلٌ للاستنتاجِ و التأكد منهُ ببعضِ تفكّرٍ و تأمّل .

أكتفي بهذا مع أنَّ الموضوع شيّقٌ للغاية , و أعتذرُ عن الإطالة .

شُكراً لفكركَ أستاذ هاني .

هاني النجار 02-19-2009 01:17 PM


حسين الحوالى..

لا أختلف معك قيد أنملة في كل ما ذكرتَ، لكني لست أدري لمَ انتابني شعور وأنت تنقش هذا التعقيب الرائع في عجالة؛ أنك ظننتَ أني إدافع عن هذا الرجل !!
هو شعور فقط انتابني ويعلم الله أنه ربما يكون على غير صواب

لقد كان المقصود أن يكون المقال هكذا في البداية، فذكر الأضداء دائما يبرز المعنى قبل الفصل بينهم، وهو ما يعمل عليه النقاش، ولا سيما مداخلتك التي ألقت بمزيد من الضوء على الصورة. ونعم لقد صدقت لأننا أصبحنا نأخذ من الدين غلافه البراق ونغفل عن جوهره العميق، ليصبح الرياء والنفاق فضائل في هذا الزمن الرديء.
لكن الله تعالى قال في مُحكم تنزيله : " ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين "

لقد ذهب البعض بظنونه بأن هذه القضية قد تم حسمها من زمن بعيد، فأصبح النقاش حولها نبش في مقابر التاريخ. غالباً مت يذهب سدى،
لكن المشكلة أنه مازال هناك من ينادي من تحت أنقاض الماركسية؛ بأن ماركس كان على حق. وقد تندهش إذا علمت أني كنت واحداً من هؤلاء.. في سن مبكر؛ ربما دون العشرين.

لهذا دائماً ما تكون نصائحي للشباب ألا ينجرف وراء أفكار واردة من الغرب قبل أن يتفقه في دينه الحنيف أولاً حتى يستطيع الحكم بإنصاف على كل ما يرد إلينا من نظريات وضعية؛ ظاهرها مصلحة الإنسان، وصلاح البشرية، وباطنها دمار الإنسانية جمعاء.
وهذا هو الفرق الجوهري بين الدين الإسلامي من ناحية، وكل الأديان والنظريات والأفكار من ناحية أخرى، الإسلام لا يعمد إلى صلاح الإنسان فقط، وإنما إلا رقي ورفعة الجنس البشري على السواء .. قال المصطفى صلى الله عليه وسلم
:" إنما بعثت لأتمم الأخلاق "

وأكرر.. وسأضل أكرر.. أن التاريخ والعلم على السواء قد شهدا برفعة هذا الدين، وبالخطأ الفادح الذي وقع فيه ماركس ورفاقه وأتباعه.
قد تكون اليهودية أفيونا بضلالها وتلمودها الخبيث، وقد تكون المسيحية أفيوناً بعد تحريف انجيلها الذي شط شططا بعيداً بفكرة الوساطة وصكوك الغفران، فجنح بهم إلى اتكالية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً، لكن الإسلام ليس أفيوناً.. بشهادة التاريخ والعلم أيضاً.
نسينا الله فأنسانا أنفسنا، هذا هو حالنا الآن.. وهذه هى شهادة التاريخ، أما العلم فحدث ولا حرج.. أهل هذا الدين هم من علموا الدنيا معنى العلم، ولا يوجد على ظهر هذا الكوكب كتاب معجز يحوي الزمان والمكان بين دفتيه إلا القرآن الكريم.. وهذا هو دليل العلم.. " واتقوا الله ويعلمكم الله "
وأعود إلى الجملة الأولى بأني لست هنا للإغراق في جدال هؤلاء لأنه سيكون أشبه بالجدال حول مسألة هل الشمس تشرق من المشرق أم من المغرب؟.. فهى قضية محسومة.
ولكن بالنسبة لنا، لكن هناك عقول هشة ليست على ذات المنوال.


أرجو أن أكون قد جاوبت سؤالك الذي تذيل به تعقيبك الثري،
ولك خالص مودتي وامتناني لهذه الإضافة القيّمة.


هاني النجار 02-19-2009 01:35 PM


الأستاذة منال عبد الرحمن

شاكر لكِ في المقام الأول ترحيبكِ بشخص الضعيف، لكني كنت أتمنى منكِ مزيداً من الإسهاب والإطاله لا أعتذار عنها.

أما بخصوص الموضوع:

فالدين - بمفهومه العميق - إذا تحول إلى مجموعة من التشريعات والفتاوى الجوفاء، فلا شك أن فعله قد يتعدى ما يفعله الأفيون من تغييب للعقول. وإذا كان ماركس قد استند في نظريته على تلسط الكنيسة والحكم البابوي إبان تلك الحقبة المظلمة من تاريخ أوروبا؛ فلأنه لم يعرف الدين الحنيف، ولم يعي على وجه التحديد أن البون شاسع بين تعاليم وتشريعات سماوية، وبين رسائل الرسل وتفسيرات يوحنا ومرقس ولوقا ومتى، وغيرهم ممن اجتهدوا في تبيان ماهية المسيحية فضلوا وأضلوا .

كلمات ماركس اكتسبت شهرتها الواسعة من النجاح الذي حققه لينين ورفاقه في روسيا، فأثبتوا للعالم أجمع أن التخلص من ثقل الدين هو سبيل النجاح في الحياة، نفس ما فعله ماوتسي تونج في الصين، وتبناه كاسترو ورفاقه في كوبا .
لكن التاريخ دائماً خير شاهد..
فالاتحاد السوفيتي الذي قام على أسنه الرماح الحمراء يشحذ الآن مصيره، ورومانيا التي عانت الأمرين من استبداد شاوشسكوا.. قال مذيع الراديو عند إعدام هذا الطاغية: " مات عدو المسيح "، وأطفال كوباً يتضورون جوعاً، حفاة عراة وهم يصنعون أفخر أنواع السيجار.
لقد أثبت التاريخ بالدليل القاطع، الذي لا يدع مجالاً للشك أن الدين هو الذي يهب تلك الحياة نجاحها، فحتى الرأسمالية أثبتت فشلها الذريع، ويكفينا دليلاً أن أكبر نسبة انتحار في العالم تقع في سويسرا - بلد النقود والبنوك -، وتلك الأزمة المالية الطاحنة التي تحتاج الولايات المتحدة.. معقل الرأسمالية.
وفي تلك الظروف تتجمع عندهم الجماعات الدينية..
وها هم الآن يعودون إلى جذورهم الدينية باعتباره الملجأ الوحيد .

السؤال الذي طرحه المقال هو " هل أصاب أم جانبه الصواب؟ "
والجواب بكل تأكيد.. لقد جانبه الصواب، لقد سقط ماركس في خطأ تاريخي لا يُغفر عندما أقر بأن الدين أفيون الشعوب، بل وذهب لما هو أبعد من ذلك فأقر بأنه لا وجود خلف الوجود المادي.
كذبه التاريخ.. وكذبه العلم أيضاً.. وها هم أتباعه يقبعون في زوايا التاريخ كالجيف التي ينطق بعفونتها كل حجر كان قائماً في سور برلين .

ولكن........ ماذا عنا نحن؟ لماذا تحول الدين من مفهومه الشامل الذي سيَّد أصحابه على الدنيا إلى هذا المفهوم الضيق؟ إما نجعل أيدينا مغلولة إلى أعناقنا، وإما نبسطها كل البسط؟
لماذا نركن إلى الصبر وحده؟ ألم يقل الحق تعالى " وقل اعملوا فسيرى الله أعمالكم ورسوله والمؤمنون " ؟
بيد أن حالة الخمول والاتكالية، والتواكل.. جميعها دفعتنا لنستقى الدين من أفواه من لا يفقهون فيه شيئاً إلا حلاوة اللسان، فيقدمون لنا دينا جديداً.. على الموضة.. وأخر صيحة .

لقد أمرنا تعالى بالعلم والعمل، بالجد والاجتهاد، كلٌ حسب طاقته لأن كلٌ مُيسر لما خلق له. أما الصبر.. فإن له مفهوم آخر غير ذلك الذي يقبع في عقولنا.. " اصبر على جار السوء.. يا يموت، يا تيجي له مصيبة"
هذا هو مفهوم الصبر عندنا.. تواكل واتكالية ليس أكثر.. ويظنون أنهم سيدخلون الجنة من باب الصابرين.. والله هيهات.. فالصبر لا يكون إلا على ابتلاء الله الذي لا يد لنا فيه.. " لا شفاعة في الموت ، ولا حيلة في الرزق "، لكن الصبر على منكر من فعل بشر ليس صبراً.. وإنما ذل.
تغيير المنكر بالقلب ليس صبراً.. وإنما هو أضعف الإيمان .

إذن كم هى المسافة التي تفصل بيننا وبين باب الصابرين؟؟.. أعتقد أنها شاسعة

شاكر لكِ من أعماقي هذه الإضافة الثرية، التي استطاعت أن تفصل بين الأضداء، وتمنحنى فرصة لإثبات وجهة نظري في القضية التي آثرت أن أضعها في البداية مشوشة.. وغائمة ،
وأخيراً.. ليس الدين أفيوناً ولا مورفيناً كما ادعى هذا الملحد فكذبه التاريخ والعلم، ولكنه هو سبيل النجاة الوحيد .
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.


عبدالعزيز رشيد 02-20-2009 08:14 PM

الدين أبدا ليس أفيونا بل إنّ الخطابات الدينيّة هي الأفيون وهي من صنع البشر فالدين تعاليم يتيح للبشر سنّ قوانينهم للعيش وفقا لزمانهم ومتطلّباته لكن هنالك رجال الدين _المستغلّين منهم_ يلفّون الدين بلفافاتٍ تشبه الأفيون ويروّجونها,كار ماركس عدوّ الأديان ماذا قدّم؟ قدّم اكبر كارثة بشريّة متمثّلة بالشيوعيّة الحمقاء والتي خلّفت دولا لاتزال تعاني إلى يومنا هذا, نظريّة الإلحاد تساند العقلانيّة من قبل أناس طالبوا بالاعتماد عليه لكن هل لنا أن نتساءل مامدى سعة عقولهم كي تحكم بمايرونه الحقّ؟هل ماركس وغيره أعظم من العلماء اللذين يعتنقون الدين؟؟ طبعا لا لكنّه قصورٌ وانتقام بشكل] غير مباشر واستياءً من خطابات الدين ورجالها والتي كانت كالأفيون لكنّ ماركس لم يميّز بين الإثنين فقد كان تحت تأثير هيروين العقْل

تحيّتي لك

هاني النجار 03-27-2009 12:12 AM

الأخ عبد العزيز رشيد

لا فُض فوك..
سلم قلمك، وما سطرت،
فإن من يتحكم في مسرى الخطاب الديني إما جاهل، أو في أحسن تقدير ضحل العلم.
يقولون على الله مالا يعلمون
وكما تفضلت وأوضحت، لقت صنع ماركس ورفاقة دولاً تشحذ الآن مصيرها
تحت أدني خطوط الفقر
على عكس ما فعله المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته حين تسيدوا على الدنيا بهذا الدين الذي ظنه هذا الجاهل - ماركس - أفيوناً

ولك شكري، وتحياتي، وودي

مي العتيبي 03-29-2009 07:11 AM

لست مع .. أو ضد ..
لأن الحقيقه اصبحت " غيّبيه " ، لن نعلم سرها الا بعد الممات ..
مقالك شدني اخي هاني ..
حين أشرت الى نقطة الصبر مفتاح الفرج ..
فهي كـ من يتنازل عن حقوقه لـ مجرد أن هذا العالـِم او ذاك طلب ذلك بإسم الدين !
نعم .. حين يكن كذلك هو بلا شك " أفيون " وحسب ..
لخدمة مصالح من لهم مصالح في ذلك ..
ويبقى العيب الأكبر في عقول من يصدقون هذا ويسيرون عليه حتى الممات ..
ولا اعلم ان كانوا حصلوا على تعويض عن صبرهم حينها :)


المطالبة بالحقوق الـ بعيده عن الإضرار بالغير ..
واجب ..
حسب ما اظن عزيزي ..



لـ قلمك المسهب الواعي ..
تحية إكبار ..
وشكر ....


الساعة الآن 03:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.