منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النقد (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ◄███▓▒ صَبَاحٌ مُخَضّبٌ بِالدَّم ▒▓███► (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=18964)

عَبـَق الشَّـريف 07-16-2009 08:51 PM

◄███▓▒ صَبَاحٌ مُخَضّبٌ بِالدَّم ▒▓███►
 

هِيَ كَلِمَاتٌ تَجَشَّمَتْ مِحْبَرَتِي عَنَاءَ أَخْذِهَا مِنْ وَاقِعٍ أَلِيمْ ..
عِشْتَهُ وَعَايَشْتَهُ بِكُلِّ مَا اكْتَنَفَهُ مِنْ أحْزَانْ ..
رُؤيَتِي لأُمِهُمَا وَهِيَ تُصَارِع سَكَرَاتِ الفَاجِعَةِ
وَمُشَاهَدَتِي لِوَجْهِهَا وَالأَسَى يَنْخُرهُ ..
حَبَّلَتْ أقْلاَمِي بِهَذِهِ الحُروف
التِّي قَدْ حَانَ مَخَاضَهَا الآنْ هُنَا عََلى أكُفِ قُلوبِكُم ..
http://www.3baq.com/vb/images/smilies/rozesa.gif

عَبـَق الشَّـريف 07-16-2009 08:52 PM


أيْهَمُ وَ مُلْهَم
ارْتَدَيَا رَوْعَةَ الشَّفَقِ
التَحَفَا رَحَابَةَ الأُفُقِ
لَبِسَا هُدوُءَ الغَسَقِ

اسْتَلفَا مِنْ الشُّمُوسِ شُروقَهَا
اسْتَعَارَا مِنْ الزُّهُورِ عَبيِرَهَا
اقْتَبَسَا مِنْ الحُقولِ جَمَالها
وأخذا مِنْ الطُّيُورِ رِقَّتَهَا

كَعَادَتِهمَا كُلَّ صَبَاحٍ
حَمَلا حَقِيبَتَهُمَا المَدْرَسِيَّة
وَبَيْنَ الكُتُبِ دَسَّا جِدَّهُمَا
فِي الأَقْلاَمِ حَشَرَا اجْتِهَادَهُمَا
وَعَلى الدَّفَاتِرِ حَفَرَا نَشَاطَهُمَا
يَدْفَعُهمَا إصْرَارُهمَا عَلى النَّجَاحِ
يَزُجُّ بِهُمَا طُمُوحُهمَا للعَليَاءِ ..


كَانَ ذَاكَ الصَّبَاحُ مُخْتَلِفَاً
عَنْ كُلِّ الصَّبَاحَاتِ السَّابِقَة
فَقَدْ بَدَا غَرِيْبَاً مُنْذُ بُزُوغِ فَجْرَهِ

تَخَضَّبَ بِالدَّم
تَعَطَّرَ بِالمَوْت
تَسَرْبَلَ بِالبُكَاء
وَتَزَيَّنَ بِالبُؤس
الأشْجَارُ وَقَفَتْ مُتَخَاذِلَة
وَالأطْيَارُ سَكَنَتْ خَائِفَة
وَالفَرَاشَاتُ اخْتَبَأتْ وَجِلَة
حَتَّى الشَّمْسِ أرْسَلَتْ خُيُوطَهَا عَلَى اسْتِحيَاء
فَقَدْ جَاءَتْ مُمَزَّقَة
تَخَلَّى عَنْهَا النُّور
وفَرَّ مِنْهَا الدِّف ءْ
لَمْ تَتًمَايَلْ الوُروُدُ فِي ذَاكَ الصَّبَاح
فَالرُّعْبُ سَلَبهُ الأَلَقْ
وَلمْ يَنْشُرْ النَّسِيمُ عَبِيرَهُ فِي الأجْوَاءِ كَعَادَتَهُ
فَالمَصَابُ أفْقَدَهُ العَبَقْ
بَلْ لَمْ تَبْتَسِمْ السَّمَاءُ
فَالعُبُوسُ انْغَرَسَ فِي خَاصِرَتِهَا
والتَّجَاعِيدُ انْتَشَرَتْ عَلَى حَافَتِّي شَفَتَيْهَا
حَتَّى المَارَّةِ ارْتَدُوا ذَاكَ الصَّبَاح
رِدَاءَاتِ الحُزْنِ
وَتَدَثَّرَوا بِمَعَاطِفِ الأَلَمِ

فَالأَشْيَاءُ إذَِنْ تُنْذِرُ بِحُدوُثِ أَمْرٍ جَلَلْ
وَتُحَذِّرُ بِوُقوُعِ خَطْبٍ فَادِحْ

صَعَدَا السَّيَّارَةَ تُسْبِقُهُمَا ابْتِسَامَةُ البَرَاءَةِ
وَتَفُوحُ مِنْهُمَا رَائِحَةُ اليَاسَمِينْ
رَكِبَ أيْهَمُ ذُو العَشْرِ سَنَوَاتٍ .. بِجِوَارِ السَّائِقْ ..
أمَّا مُلْهَمْ ذُو الثَّمَانِي سَنَوَاتٍ .. فَرَكِبَ وَرَائَهِمَا فِي المِقْعَدِ الخَلّفِيّ ..

سَارَ بِهِمَا السَّائِقُ مُعْتَدِلاً فِي سُرْعَتِهِ
وَسَطَ ضَجِيجِ السَّيَارَاتِ وَازْدِحَامِهَا ..
وَفَجْأَةٌ .. كَسُرْعَةِ البَرْقِ ظَهَرَ لَهُمْ شَبَحُ المَوْتِ مِن الخَلْفِ
لَمْ يَصْطَدِمْ بِهِم فَحَسبْ .. بَلْ .. اصْطَدَمَ بِحَيَاتِهِم أيْضَاً وَمَزَّقَهَا أشْلاَء ..
تُوفّيَ السَّائِقُ فِي مَكَانِهِ .. وَطَارَ رَأسُ أيْهَم للجَانِبِ الآَخَرْ ..
وَغَرِقَ مُلهَمُ بِدِمَائِهِ وَلكِنَّهُ لَمْ يَمُتْ ..
هُنَاَكَ إِذَنْ فُسْحَةٌ مِنْ أمْلٍ أسْرَعَتْ بِرِجَالِ الإسْعَافِ
وُلوُجَاً بِهِ للمُسْتَشَفَى فِي مُحَاوَلَةٍ فَاشِلَةٍ لإنْقَاذِهِ ..
وَبَعْدَ عِدَّةِ عَمَليَّاتٍ دَقَيْقَةٍ غَابَتْ رُوحَهُ بِمَغِيبِ شَمْسِ ذَاكَ الصَّبَاحْ ..

وَجُنَّ الليّلُ مُسْدِلاً سَتَائِرَ الحُزْنِ
عَلى نَافِذَةِ حُجْرَتِهِمَا ..
وَمُعْلِنَاً عَنْ هُطُولِ أمْطَارٍ مِنْ البُكَاءِ ..
وَمُعْتَذِرَاً عَنْ غدٍ سَيَجِيءُ يَتِيمَاً .. ألِيْمَاً .. عَقِيْمَا ..
فَغَدَاً سَيَصْهلُ الوَجَعُ .. وَ سَيَعْوي الأَلَمُ
عِنْدَمَا تُطِيلُ السَّيَارَةُ وُقوفَاً بِجِوارِ رَصِيفِ الانْتِظَارْ ..
تَرَقُبَاً لِرَاكِبيهَا ..
وَلاَ شَيءَ يَسْكنُهَا غَيْرَ خِوَاءِ المَوتْ ..

عَبـَق الشَّـريف 07-16-2009 08:53 PM


إنَّهُ المَوْتُ سَادَتِي ..
ذَلِكَ القَدَرُ الذِّي يَجْتَثُّ كُلَّ حُزَمِ الفَرَحِ النَّابِتَةُ فِي أرْوَاحِنَا ..
وَيُحِيْلُهَا إلَى وَرَقٍ يَابِسٍ هَشِيمْ ..
وَيَنْزَعُُ كُلَّ أمْوَاجِ البَسْمَةِ المُمْتَدَةِ عَلى شِفَاهِنَا ..
وَيَسْتَبْدِلُهَا بِهَدِيرِ بُكَاءٍ سَقِيمْ ..
أفَاضِلِي الكِرَام ..
هَذَا الحَدَثُ مَضَى عَليْهِ سَنَتَيْنِ وَنيْف ..
فَمَطَايَا اعْتِذارِي أُسَيّرُهَا نَحوَكمْ
لوْ فُهِمَتْ الأُطْرُوحَةَ كَأنَّهَا تَعْزِيَة .. فَمَاهِي بِتعَزيةٍ وخَالِقِي
إنَّمَا هِي خَلَجَاتٌ وُلِدَتْ ذاتَ صَبَاحٍ مُخَضَّبٍ بِالدَّمْ ..
وأيْضَاً أعْتَذرُ لوْ جَاءَ حَرْفِي مُكَللاً بالنُّقْصَانِ
هِيَ لكم لِتَنْقدوهَا .. وَلكِن لا تَنْسَوا أنَّ اللّحمَ لكم والعَظمَ لي http://www.ab33ad.com/vb/images/icons/icon10.gif ..

إبراهيم الشتوي 07-17-2009 03:42 PM

القديرة .... عَبـَق الشَّـريف

حضورك هنا حبور ..

وطرحكِ وعي وثقة بملامسة الأفق ..

شاكرا لكِ فتح نوافذ النص للنور ومساربه ..

تقديري .

عبدالعزيز رشيد 07-18-2009 10:44 PM

مجانس النثر بالسجع والترانيم المموسقة هو ماجعل النطق كالعزف المشكلة أنّ ذلك يجعلنا بين نارين حلاوة المعنى أو اللفظ والتوفيق فيما بينهما صعبٌ وأجمل ممم قد لانحتاج للكثير من التعقيد للدمج بينهما فمثلا مفردة صنعت ذلك كلّه في جملتك:
"وبين الكتب دسّا جدّهما
وفي الأقلام حشرا اجتهادهما"
الدسّ ناسب الجدّ لغلاضته والحشر ناسب الأقلام لما يعطينا صورة أقرب لمحفظة الأقلام الممتلئة

ربمّا كانت نكهتة الموت فجائيّة كونها أتت على طاولة الدراسة الصباحيّة

"اصطدم بحياتهم"
روعة بل بالغة الروعة تلك الجملة فعلا كان المعنى أبلغ بتأكيدك ان الاصطدام كان للحياة أيضا


ممممم لماذا نأتي على اللحم ف النصّ كان مؤلما لم يترك لنا لالحم ولاعظم (":

ومع ذلك كانت الروعة جميلة عدى لو كانت الأمور أكثر تدرّجا ربّما كان النصّ أجمل _وجهة نظر_

تقبّلي مروري أختي

عبدالله العويمر 07-19-2009 03:28 AM

لكِ من اسمُك نصِيب

جَمِيلة ٌ وأكْثَر

عَبـَق الشَّـريف 07-22-2009 10:47 AM

الشّتَوي إبْرَاهِيم
سَليلُ الوَردْ

تَعَتَّقَ هَذا الصَّبَاحُ بِروحِ حَرْفِكَ
شَذَاهُ يَعْبَقُ بِأرجَاءِ السُّطور ..


عَبـَق الشَّـريف 07-24-2009 10:32 PM

الرَّشيد عبدالعزيز
سَليلُ الشِّيَم

سَأنْسَكبُ بينَ ثنَايَا هَذا الصَّباحُ
العَابقُ بكِ ..
وأرددُ منْ خَلفِ السُّطورِ تَرَاتيلُ شكرٍ لا تنتَهي ..



الساعة الآن 11:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.