منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   الحقيقة بين الوجود والعدم !! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=31975)

سماح عادل 03-09-2013 07:14 PM

الحقيقة بين الوجود والعدم !!
 
الحقيقة بين الوجود والعدم !!
يقول فكر معي ..الحقيقة هي كذا وكذا ..أنت تخالف بكلامك هذا المنطق .والحقيقة أنه لا وجود للحقيقة !! فكلاً يتكلم من خلال منظاره الشخصي ومن خلال زاوية نظره ..تتحكم في ذلك ثقافته , أفكاره , ميوله , ذائقته , بل حتى بيئته واقتصاده .. أعني ظروفه المادية سواء في المحيط الأسري أو الدولة ككل نحن نجادل ونزبد ونرعد بحثا عن شيء لا وجود مادي له ..كلنا متعصبون حول
رأي ندين به اليوم وقد يأتي الغد وقد تغير رأينا تجاهه .. بتغيير مزاجنا أو نفسيتنا أو حتى ثقافتنا .. في زمن مضى اتهم الناس كل من يأتي بجديد على أنه جنون أوشعوذة أو سحر وأطلقوا قذائف ألسنتهم بلا هدى ولا بصيرة .. فقط لأن ما سمعوه لا تستوعبه عقولهم ولا مداركهم ..تعصب وتحيز لفكرة موجودة في اذهانهم
لا يريدون ان يميلوا عنها ميلا قليلا ... لكن بعد أن تم الامر ووقع أدركوا أن ما كان بالأمس مستحيلا ..أصبح اليوم واقعا ملموسا ...نكاد لا نستطيع العيش بدونه..ولا حتى التفكير عن الاستغناء عنه . البروفيسور تيت حين سمع عن اختراع التليفون قال : ( إن كل ما في الامر هو طنين ذلك أن اختراع مثل هذا الشيء مستحيل فيزيائيا !! ) . يا ترى ماذا سيكون ردة فعله لو كان حاضرا اليوم ليجد هذه
الثورة التكنولوجية العظيمة ؟ !! هل سيبقى على رأيه متعصباً..كما هو حال كثيرين اليوم حتى بعد ورود الأدلة أمام أعينهم مازالت كلمة ( مستحيل ) حجر عثرة تعيقهم عن التقدم خطوة واحدة للأمام ..وهذا ما يجعلنا نرفع لجام التحيز في أعماقنا.لأن حقائق اليوم أحلام الامس وأحلام اليوم حقائق الغد ..هكذا يجب أن يكون.
كل ذلك نجده اليوم على كافة الأصعدة ..حتى الدينية منها فما نشئت المذاهب المتعددة إلا لاختلاف في اجتهاد بعض الأئمة في المسائل الشرعيه واختلافهم لا يعني تناقضهم في ذلك .. وليس مدار حديثي عنهم هنا فالعلماء في ذلك أعلم والله من هؤلاء أعلم تبارك شأنه ..والغرور فيمن نال طرف من علم على أنه من عداد العلماء حيث لا يأتيه الباطل من قوله هذا اثباتا لصاحبه بجهله ..وتأييدا منه
على محدودية ما سمعه وقرأه .. العلم بحر والبحر لا مدى له ..حين سئل أحد الفلاسفة العظام عند موته : ( ماذا تعلمت ؟ فأجاب : ان خير ما تعلمته في حياتي هو أني لا أعلم شيئا ) . ونحن اليوم بمجرد قراءة كتاب أو كتابة مقال أو نيل شهادة ربما تكون ( مجرد ورقة دفعناها من جيبنا !) تشدقنا بألقاب لا حصر لها كذلك الأمثال نجد أنها قيلت لمناسبة معينة .أخذناها كحكم عام نسقطها على كل موضوع أو حدث وربما هذا ما يناسب هذا ولكننا تبرمجنا نسقط على كل شيء
يتبين لنا أنه شبيه له وربما تكون التفاصيل دقيقة جدا ولكنها تفرق كثير..االحقيقة كامنة يذاتها لا وجه لها ولازمان ولا مكان ولا رائحة ..فما تراه أنت مستساغا يرفضه الاخر .ويعاديه أخر ..لهذا كان من الواجب حين نتحدث عنها أن نتجرد من التعصب في القول والعمل...لا أن نطبع الحقيقة بمنظورنا الشخصي ليس ثمة شيء ثابت ..كلنا نزين الأشياء ان كنا نريدها ونضع لها الأدلة والبراهين كي تكون أجمل ..وفي النقيض حين نريد أن نستهجن أمرا ما ليس لشيء سوى لانه لا يتفق مع رغباتنا او احاسيسنا او اتجاهاتنا فنخلق الحجج لدحضها او التنديد بها او محاربتها تجتمع في ذلك رغباتنا النفسية الخاصة والاجتماعية وكذلك القيود الحضارية التي تنشأ وتتحكم في نظرتنا وتفاعلنا مع ما يحدث فيها ..ولن ابعد بعيدا حين اشير لمسالة البداوة والحضر او ( القبائل وما فيها من تعصب وتحيز وتفاخر ) وكل قبيلة تسلك سلوكا اجتماعيا أو تدين باعتقاد ما تظن ان هكذا يجب ان يكون
و اخيرا اذا كنا نؤمن بان كل شيء ما حولنا في حالة حركة مستمرة بدء من البشر والحيوانات والكواكب بل حتى الجمادات والكون اجمع ..هل ستكون الحقيقة ثابتة ؟!
الإجابة لديكم

وعين الرضى عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا








سماح عادل

27 /4/ 1434

نوف سعود 03-11-2013 04:34 PM

الحقيقة هي ما أتفق عليها العقلاء إتفاقاً دائماً لا يتبدل ولا يتغيّر ..!
وما غير ذلك سِوى آراء ووجهات نظر تخرج من إنعكاس شخصي لا أكثر ..
لذا كُل شيء ( ثابت ) و ( متفق عليه ) فهو حقيقة ..!!
وأما ( الستحيل ) فهو ليس إلا شمّاعة علّقوا عليها خذلانهم ..!

شكراً كبيرة للنور / سماح عادل ..
ومرحباً بعد غياب .. :) :34:

سماح عادل 03-11-2013 08:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف سعود (المشاركة 833277)
الحقيقة هي ما أتفق عليها العقلاء إتفاقاً دائماً لا يتبدل ولا يتغيّر ..!
وما غير ذلك سِوى آراء ووجهات نظر تخرج من إنعكاس شخصي لا أكثر ..
لذا كُل شيء ( ثابت ) و ( متفق عليه ) فهو حقيقة ..!!
وأما ( الستحيل ) فهو ليس إلا شمّاعة علّقوا عليها خذلانهم ..!

شكراً كبيرة للنور / سماح عادل ..
ومرحباً بعد غياب .. :) :34:


ربما !!
شكرا لك

عبدالإله المالك 03-17-2013 01:23 PM

مرحى باطلالتك سماح

ومن قال لا أعلم فقد أفتى

تقبلي الود

ضجيج الصمت 03-20-2013 03:48 AM

لو إن كل فرد منا طبق مقولة الشافعي رحمه الله: (رأيي خطأ يحتمل الصواب ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ)لتجلت الحقائق للجميع لأننا سننتظر للأمر بزوايا أخرى مختلفة عن زاوية نظراتنا ونتلمس في تلك الجوانب حقائق غابت عن أذهاننا بسبب أو لأخر
وأما اختلاف العلماء في المسائل الدينية فهو رحمة كما يقال..
الفاضلة سماح عادل مقال أحرفه تشع حكمة وإبداع براق
وفقكِ الله..

سُلاف 04-06-2013 04:16 AM

الحقيقة ان ما سطرتيه حضرتك بمقالك هو حقيقة مطلقة تقول ان كل شيء نسبي، لذلك قيل ان اطلاق النسبية هدم لها.. و الحقيقة انه موضوع شائك و مفهوم خطر، مفهوم التغير و الثبات و النسبي و المطلق.. لمست جانبًا منه في احدى كتاباتي و كاد ان يزهق روحي =)
بقي انه علينا عندما نتحدث بأمور كهذه ان نفرق بين الكوني و الشخصي، المادي و المعنوي، الاخلاقي و الراجع للتقاليد و الاعتياد.. فكون الزنا امرًا مستحبًا بالغرب لا علاقة له بكون الهاتف كان اختراعًا مستحيلاً، و اخيرًا كما استشعرت حضرتك بأن الحقائق لا علاقة لها باراءنا الشخصية و تربيتنا و ميولنا و ما اشبه.. موضوعية تمامًا، المشكلة فقط اننا لسنا موضوعين.. و كذبة ان الانسان يمكن ان يكون موضوعي لا اوافق عليها في مواضيع شخصية و قريبة منه لدرجة ان موضوعيته تصبح مشكوكًا بها، لكن لا تنسي الموضوعية ليست الا جانبًا واحدًا، هناك العلم بالشيء و حقيقته و الادوات المعرفية المستخدمة بفحصه و اطلاق حكم عليه، ثم هناك الجانب الشخصي الذي لا انفكاك لنا عنه ابدًا.. و كما ترين، بقدر ما يبدو الامر معقدًا بقدر ما هو بسيط: هناك مطلقات و هناك نسبيات =)
اعتذر على تشوش افكاري و لعلك تعذريني، ان احببتِ و كانت لي عودة لعلي ادردش معك و نستفيد من اراء بعضنا.

إيمان محمد ديب طهماز 04-07-2013 06:31 PM

الحقيقة واحدة والأفكار متشعبة
واكبر الحقائق وجود الله و كتبه ورسله
أما عن النسبية في التصديق أو عدمه فهو تعدد الطرق والمتاهات بين الشك واليقين لا أكثر
جعلنا الله ممن يعرفون الحق ويتبعونه
جزاك الله خيرا يا سماح

سماح عادل 04-12-2013 04:01 AM

أعود من جديد ..وأعتذر على الغياب
أشكر كل من مر هنا وترك تعقيباً على ماكتب , وكل من مر وقرأ بصمت
سواء أكان موافقاً أم لأ

عبدالإلة المالك ..
صدقت , ونحن هنا على مائدة حوار واحدة , لاندعي الكمال
ضجيج الصمت :

ملاحظة : اللون الذي أخترتيه لتنسيق خطك حال دون قرأتي لماكتبتِ
ولاأستطيع التركيز لمشكلة لدي .. لكن أثق أني معك بوركت

الرائعة سلاف :
هونا على نفسك ..نعم الموضوع جدا شائك , وأحدهم حين أرسلت له مقالي رد علي برابطين
يتحدث فيهم الكاتب عن الحقيقة بوجهة نظر الدين وكلام يطول شرحه ,وأحسبه في ذلك أخطئ فهم الرسالة
التي وددت إيصالها , أو لعل حرفي خانني هذه المرة .. لاأعلم

إيمان محمد ..
نعم صدقت ..اللهم آمين

تحيتي لك وللجميع ...


الساعة الآن 11:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.