هلوسة !
أنَّك مَريضٌ ب لَعنَة الشِّعر : ذاتُه وُقوفُكَ ساريَة في تَلاحُمِ النَّزواتْ ! أحُبُّ أن أدفِنَ اللُّغَة في جَحيمٍ يَستَهوِ العَبث حتّى وإن فُكَّ زِندُ الغَباء وأُطلِقَ سَراحُ السِفساف مِن على ورديّ الإباحَة كيَ تُجهِضَ اللُّغَة أتراحَ البَقاء وتَغور في هَناءِ المَفرّ تَقهقَر فعِندَنا مُيولٌ لإراقَة الحِبرٍ كنَوازِل الشِّتاء المُبصَرة أدخنَة الأرصِفة ولَملم حاجيّاتِكَ المُغبرَّة , وقٌل إنَّ رثاءَ الجَسَدِ شَديد علَّك تَتمثّل دَواءً لعلَّة سَبيلِك ويلَفِظُكَ الكَون غَريبَ أوانه أنَّهُ يا صَهيلَ الغَيثِ العابِر تَفتِكُ بفواصِدَك العَبرات وقَلقَلةُ نَوائِبِكَ زَنيمَة تُعيذُكَ مِن استِقطابِ الجُنونِ قَيدَ لَعنة ولا تَترُكُكَ المآتِم إلا مُحاطَا ً بطَيشِ الأمكنَة النّازِفَة لَن يُزاوِرَك تِشرينُ بمَضَضِ غَلَبته ورُفوفُ عَظَمَتكِ كَثيفَة لا تُدركُ ايُّ الغَلبَة للفَراغ يَستَحضِرُك ولن يَليقَ بِكَ عَتيقُ الخُبز حينَ تَجشُرُ بانفِتاحِ شَهيَّة إناؤكَ مُرمَزٌ لـتَهويَة الغمام بنَفخٍ مُستمرّ ما إن تَضعُ قَدَمكَ فيه حتّى يشرئبَّ الجُنون وتَغشاكَ الأرواحُ الطاهِرَة بجَناحِ التَّخمين فتَكن سَقفا ً وتَخرُّ كَرنفالا ً يُمطِر تَحضُرهُ الأشعارُ وأقاويلُ قَوسِ القُزَح وغاباتُ الوَعي وحتّى آفة الإنخراطِ في لُجّ الأكاذيب تَقهقر يا شَهيَّ السُّبات حينَ تَغفو بأريحيَّة العاذلين وتَشقُّ نُزُلَ الفَجر لتَضمَحلّ جُيوبُ المساءات يَقذِفُكَ الحُلم وتُناوِشُه برؤى غيبيَّة فيَسقُطُ قِناعُ أزمَتكِ ميِّتا ً ولا جَوابٌ يا قَدريّ في غَفوةِ القَمر فيك ! ضَع جِسرا ً عابِرا ً في رأسِكْ تَتخلَّلُه الطّيورُ والأنسِجَة العَنكبوتيَّة ورُشَّ على قَوالِبِ المَمرّ تَعاويذَ الليل وفِتنَة الأزمانِ الثَّكلى برائحَة أسطُرِك وتمرَّد بجُرأة سيأتيكَ بابٌ يَحقِنُ ضوءَك ويُلبِسُكَ عُقودَ سَطوةَ الخُروج وافرَح بكُنه غَباشَتِك طَيفا ً في طَريق ! أتعَلمُ يا مَرَضَ الخَريف أنَّ السَّماءَ تُنجِبُ أطفالا ً دونَ القَصفِ مُضغَة تَحيكُ لَهمُ تُرابا ً آخر بصلصالِ القِوامْ وَتَحنيتِ الجَبهاتِ تَعنونا ً تَدعُوهم بَعد الإحياءِ إلى رَسمِ وَجهٍ آخر للكَون, كُلُّه فيهِم ظَلامْ وكُلُّهم فيه مُناجون ف بَسطُ الكَفّ في ضَمائِرِهم يَطولُ غَثيانُه والحائِلُ بِهم صَوتُ القَرار .؟ يا غَيَّ الوَرَع ونَصيبَ الماء حين يجفّ مجدك فلا أسورةٌ تَقيكَ مَنافِذَك المَغزولَة مِن وَبرِ الحَتفِ الآسر ولا ألوان في حَرِّ رَكضِك فبَردُ اللامَفهومِ غناؤك وعَقيدَةُ النَّجاء مؤصَدة تَغلِبُكَ صَمتا ً والقَتلُ فيها أسرَعُ تَفسير . |
المواسِم الإنتِقالية تلك التي تحملُ الكثير ممّا كان
والقليل من القليلِ المأمول .. هنا سبكٌ من رصيدِ لُغَةٍ مُكتَنِزة سبائِكُها روح المعنى وما أعيننا القارِئات سوى أنامِلُ صغيرات تُحاوِلُ لملمةَ التفاصيل كي تَحظى بوجبةٍ شهيّةٍ دَسِمة من بساتين أبجَدِك ملامِحُ الخريفِ واضحة وأصواتُ الشّجوِ مسموعةٌ وبائنة غيرَ أن السرّ الأعظم لتوليفة السحر هذه (بين الفواصل)... باختصار، حرفُكَ مدرسة ~ |
... ... هُناكَ مطرٌ مِن نُور وحَرفُكَ مطرٌ مِن نَار يَستعرُّ بِهِ الحُزنَ فيُخلِّفُهُ دُخانًا يُعتمُ عَليهِ إِصباح الحُلم ! عميقٌ حبرُكَ ياأ.عبدالله كدائِمًا تأتِي بِالعجائِب مِن الكلمِ والمُفردات المُدهشة . حماك الله . http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif |
تملي على أحداقنا أوامر التحديق وحق لك علينا اذا الإنصات قريبا من الهلوسة افتح لنا ذراعي نصك لنتقاسم نفحة الحرف أما آن لنا إرتشاف المساء على شواطئ منهلك عبدالله لله أنت ؛؛ |
هلوسة ..
مما قدرت على فهمه ونسجه .. هو نص برغم صعوبة حرفه .. وتعقيد سلاسته .. وعنيف وصفه .. إلا انه يخدم المراد .. ويحقق غاية النص باتقان .. هذا ما تقرره الفجوات بين القطع النثرية للنص .. ولعل الإنغماس في تلك الهلوسة .. يثير العدوى .. بحق .. فكرة النص ممتازة .. كل التوفيق .. |
العرابي رشا : المفضالة
وجودكم التخمة الأدبية والإراقة المثلى ، شكراً لحصيف ما تأتين به دائماً ، تقديري الجمّ. |
بلقيس الرشيدي : المفضالة
نورٌ يسطع من بين جنبات فهمكم ما تسطرون بجميل الحضور ، شكراً مددا |
سعد العامدي : الاريب
نورت الساح وهوس الكلمات برقيّ إمتثالك عبقاً ، ذيّاك نهر الحديث تجتمع عنده خصوم الإراقات فامنن علينا برشفٍ يا طيّب. |
الساعة الآن 05:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.