المتعلم الجاهل .
 

كم نرى في حياتنا من أناس يزهون متبخترين كشياطين إنس لم يبتعدوا عن صفات شياطين الجن ، فتجدهم يختزنون كراهية ، ولؤما ، ويعيشون الحياة وكأنهم يقاتلون فإما يَقتلون أو يُقتلون .
وهؤلاء تجدهم أينما توجهت فمتعلمهم كجاهلهم ، بنفس الأفكار ، ونفس التوجهات ، وهذا مايثبت أن التعليم لدينا لايصنع العقول بقدر مايصنع حفظة ، وإلا فكيف بتعليم لايغير المتعلم عن الجاهل في أفكاره بأن تكون للأفضل ، كيف لمتعلم أن يحارب النور ، والخير ، وينتصر للظلمة ، كيف لمتعلم أن يتبنى ، ويعتنق معتقدات كأي جاهل لم يعرف كيف يخط بالقلم حرفا ؟!
كيف لمتعلم أن ينتصر لخرافة ، أو يساهم في التجهيل والتضليل ؟! كيف لمتعلم أن يجعل دفاعاته الأولى عن نفسه هي نفس دفاعات الشيطان الرجيم أمام الله سبحانه وتعالى ؟! فالبعض يتلبس بالشيطان مهما وصل تعليمه فتراه يقف صلفا ضد من يخالفه فيترك الفكرة والموضوع لينبري رافضا الشخص وكيانه وليس الفكرة ولسان حاله يردد ما حكاه القرآن الكريم عن قدوته ومثله الأعلى عندما قال لله عز وجل : " أأسجد لمن خلقت طينا " ، " أنا خير منه خلقتني من نار ، وخلقته من طين " فماذا غيّر التعليم في أمثال هذا ؟! لاشيء ! بل ستجده يبرر موقفه بمبررات شتى .
لن يتم بناء الإنسان ، ولن يكون هناك مجتمعا حقيقيا مادام التعليم لايغير فكرا جاهلا ، فالمجتمع كيان يحضن مجموعة من البشر باختلافاتهم على أمور ، وتجمعهم قواسم مشتركة .
المجتمع يجب أن تجعله تلك القواسم المشتركة قريبا من بعضه ، لا أن تكون هناك حرب مستعرة إما ظاهرة أحيانا ، أو مختبئة بين أبنائه ليقصي طرف طرفا ، أو يعتبره هامشيا ، وأنه هو الأساس ، هذا ليس تكوينا مجتمعيا ، عدا أنه ليس إسلاميا ، ولا إنسانيا .
فهل مالدينا تعليم يصنع الفكر والإنسان ، أم تعليب للحصول على شهادة إما للتوظيف ، أو زيادة في " البرستيج"؟!

كم نعاني من أمية المتعلمين وأشباه المثقفين وما يُعلي قيمة العلم " الأخلاق "
التي تصقل العلم بداخل العقل وتوظفه في رفعة شأن الفرد والمجتمع
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
ولأننا نجهل تعاليم ديننا الحنيف
كانت تلك النظرة الحمقاء للآخرين بعدما تفشى قانون الغابة
طرح مضيء يقرع نواقيس الخطر لنتدارك البقية الباقية من اسلامنا وانسانيتنا
كل التحية والتقدير كاتبنا الالق


\..:icon20:

قال جان جاك روسو أحد، وأبرز فلاسفة التنوير إبان النهضة الأوربية : ((ما يبدو لك صحيحا هو صحيحا بالنسبة لك، وما يبدو لك خطأً هو خطأً بالنسبة لك)) ولذلك تلعب المناهج - التي هي في أساسها مخرجا سياسيا - دورا بارزا في هذا الجانب، إذ يجري توظيف كل شيء، وأي شيء بما يخدم التوجه السياسي لهذا الطرف، أو لذاك، ومثل ذلك هو ما جعلنا نشهد الكثير من الإختلالات القيمية، والمعرفية، بل إن ذلك هو ما أوصلنا إلى بداية الطريق نحو الإندثار، كأمة، وثقافة، وإنسانية، وإلا ما معنى ما يجري في الوطن العربي بأسرة من حروب طائفية، وعرقية، وقومية إلى آخر المسميات التي يجد فيها الأعداء ضالتهم "فرق تسد".

طرح يستحق التقدير.

ود يليق.

مقال جدي واقعي ومثل هذه التوعية نحتاجها ،
وهذه المقولة رائعة جدا وهي لب الموضوع لان بناء الإنسان والمجتمع يحتاج لعقول نيرة
لديها القدرة على البناء والتغيير للأفضل