عبدالناصر الأسلمي |
09-22-2011 01:16 PM |
بغداد- نرجس
في الثلاثين من نيسان عام 1973 فقدت الساحة الفنية في العراق والوطن العربي والعالم الإسلامي علما من أعلامها الأفذاذ ومعجزة في مجال الخط العربي متمثلة بشخصية الخطاط المرحوم هاشم محمد البغدادي الذي كان أكثر من كونه رائدا من رواد الحركة الفنية خلال تلك المدة الزمنية من تاريخ العراق المعاصر لأنه آثر ان يضع للحرف العربي وتشكيلاته التي توارثناها عبر مراحل زمنية مختلفة اسلوبا خاصا به وطريقة تميز بها عن غيره ممن عاصروه. وهي الطريقة البغدادية التي كان له الفضل الكبير في إعادتها الى أصولها الأولى محققا بذلك انجازا لم يسبق له مثيل ولعل ما قاله شيخ الخطاطين حامد الامدي بحقه هو دليل اعتراف للمكانة والإمكانيات التي يتمتع بها الخطاط هاشم البغدادي حيث قال : (( لقد نشأ الخط في بغداد وانتهى فيها)) أي بدأ بابن البواب وانتهى بهاشم. ولد خطاطنا الكبير في عام 1917 في محلة من محلات بغداد القديمة هي (خان لاوند) ولم تكد تنقضي سنواته الأولى حتى انتسب الى المدرسة الاحمدية التي كان صاحبها الملا عارف الشيخلي ثم انتسب فيما بعد الى مدرسة الملا علي الفضلي الذي كان له الفضل الكبير في تطور امكانيات هاشم ونبوغه في مجال الخط مما مكنه من الحصول على إجازة الملا علي في الخط عام 1943 أي بعد مسيرة امتدت اكثر من عشرين عاما وفي عام 1944 اجازه الخطاطان المصريان المعروفان سيد ابراهيم وحسني( والد الفنانتين سعاد حسني ونجاة الصغيرة) اما الخطاط التركي الشهير حامد الامدي فقد اجازه لمرتين المرة اولى كانت عام 1950 والثانية عام 1952 كما انه حاز دبلوم الامتياز في الخط من مدرسة تحسين الخطوط في القاهرة. عمل الخطاط هاشم البغدادي في العديد من الدوائر الرسمية في عام 1937 عين في مديرية المساحة العامة حيث سبق له العمل ضمن احد معامل وزارة الدفاع وفي عام 1960 عين استاذا للخط العربي في معهد الفنون الجميلة واستمر في وظيفته حتى وافاه الآجل في عام 1973. ومن انجازاته الفريدة في مجال الخط اصداره لكراسة الخط العربي لعام 1961 وإشرافه المباشر على طبع القران الكريم في المانيا. كما انه استطاع ان يتحف بروائعه الخطية والزخرفية واجهات الجوامع في بغداد والمحافظات ليكون بحد ذاته مدرسة ابداعية و؛ظاهرة فنية قل نظيرها.
|