منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   أنْ تعي .. أكثر مما ينبغي (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=39091)

إبراهيم يحيى 04-14-2018 02:54 PM

أنْ تعي .. أكثر مما ينبغي
 

لا أثق بالكلمات ...
أو بمعنى أكثر انصافًا : لا أثق بشيءٍ يكتسبُ وجوده بفضل اللغة .
رغم ذلك أكتب من قبيل : أنا هنا ... مثل إضافةٍ قابلةٍ للمحو .
( الفكرة ) لزجةٌ تفوق قدرتي على الإمساك ، و ( المشاعر ) لها في كل اضطرابٍ شأن ،
و بينهما مكانٌ ملائمٌ لارتكابِ حماقة .

لتفادي بعض الأذى سآخذ من أيدي الكادحين خشونةً أدعك بها مساءات أبريل ،
تلك التي تأتي بحشدٍ من السوانح على شكل نسمةٍ رقيقة .. تهدد ثباتي و تخلّفني آيلاً للسقوط .
أظنني بلغتُ من الوهن حدًا تتعذر معه محاولات الصمود ، طالما هنالك :
أوغادٌ يثيرون الإعجاب ، ينسجون من خيوط الشك حُلّةَ يقينٍ أنيقة .. تُغري بالارتداء ،
و آخرون رحلوا ، تاركين أمتعتهم .. كـ خدعةٍ مفادها : سنعود حتمًا .

بالأمس القريب - البعيد بالنسبة لذاكرة كائنٍ حقير و مُنهك - خرجتُ من مأزق " كافكا " ،
لأجدني متعاطفًا مع ما كنتُ أمقته ، منحازًا لكل مبدأ يرفض الحياد .
فـ كلما فرغتُ من : قراءة كتابٍ عميق ، أو مشاهدة فيلمٍ جيد ،
أو حتى مجادلةِ امرأةٍ ذكية ، و غيرها من صنوف الجمال اللئيم ..،
.. تغدو القناعات مجرد هباءٍ يدّعي الصلابة .

ذاك يجعلني أعيد تقييم ذاتي - باعتداد مَن تجاوز خيبةً صغيرة - : ألا تُعدّ حاويةً لهراء الآخرين؟
أم لعلها كيانٌ يمتلئ باللاشيء؟
اللاشيء الذي يبدو في ذروة مجده : إداركٌ يوحي بانتفاخٍ ما ، يُستخدم للتباهي أحيانًا ،
لكنه يتلاشى في غضون حقيقة .

رُوح 04-14-2018 03:49 PM

" لا شيء ثابت سوى التغيير " هي حِكمتي الأرسطيّة المفضّلة، ما نكون عليه قبل الاحتكاك بصنوف الجمال اللئيم على حدّ وصفك، يختلف تماما عمّا نكون عليه بعد الاحتكاك، امتلاؤنا اليوم بلا شيء نظنّه غدا،هو أرقى ما يمكن الوصول إليه من نكران الذّات وتقبّل كلّ جديد والانفتاح على كلّ الخيارات التي نراها وتأتينا، أنت حين تظنّ امتلاءك هو انتفاخ للتباهي مجرّد محرّك داخلي يدفعك للتنازل عن فكرة كنت تظنّها صحيحة وظهر لك اليوم عدم صحّتها، ربما كانت كذلك فعلا، في ذلك الوقت وعند تلك المعطيات، اليوم أنت نضجت أكثر، وتوسّعت دائرة إدراكك، لذا تجدك تعيد النّظر في مواقفك وأفكارك، تدرس كلّ جوانبها، تترك البالي منها وتعتنق الأنسب، أنت بهذا تحقق نضجك الفكريّ، والعقلانية المبتغاة في القدرة على التكيّف مع كلّ جديد.

رشاد العسال 04-14-2018 03:53 PM

أن تعي أكثر مما ينبغي ( في الينبغيات )
يعني أن تردد بيتين من الشعر لإثنين منهما :

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخ الجهالة في الشقاوة ينعم.

من لي بعيش الأغبياء فإنه
لا عيش إلا عيش من لم يعلمِ

/

الرائع / إبراهيم يحيى..

الحكمة ما أن تسكن الرأس حتى تحعل صاحبها من الغرباء.

ود لا يبور.

إبراهيم بن نزّال 04-14-2018 04:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم يحيى (المشاركة 1050642)



اللاشيء الذي يبدو في ذروة مجده : إداركٌ يوحي بانتفاخٍ ما ، يُستخدم للتباهي أحيانًا ،
لكنه يتلاشى في غضون حقيقة .


اختصار باختتام،
هنا التفوق الرائع للكاتب، للأمانة أعجبني جدا أسلوبك المُجيز للجمل،
هنا النص الأول بهذا التفوق، أرفع لك القبعة أستاذ : إبراهيم،
كن بخير، تحياتي

رشا عرابي 04-14-2018 04:36 PM

الكلمة لم تكون كلمة ما لم تُنفخ بها روح الكاتب / الشاعر
وإلا ستولد جوفاء وستموت سريعاً كما فقاعةٍ مُحشوّةٍ بالهواء

طريقتك متفردة
وفلسفتك مائزة
تجعلني من اللحظة بالقرب من بوحك
أومئ
وأستقصي خُطاك


أهلاً بك تترى

إبراهيم يحيى 04-14-2018 04:55 PM



آهٍ .. من كرمٍ مؤلم ، أيها السادة ...
لو أن النصّ لم يُصلب على هذا النحو الجميل
لو أنه يُترك حُرًا ... تتقاذفه الآراء ليستقر حيث يليق به

أعلم أنها طريقتكم الراقية لـ قول " أهلاً "
و أعلم - أيضًا - أن " شكرًا " التي في صدري .. لن تُلفظ كاملة مهما اجتهدت

إبراهيم يحيى 04-14-2018 05:01 PM


تميمة أو تتمّة معنى :

في هذا الويل الطويل ... شاردٌ عمّا أنا
مُنغمسٌ في التوافه ، في الرتيب المُحتقر ، وما لا يثير الانتباه عادةً .
صوتُ ساعة الحائط - للتوّ تعرّفتُ عليه - : لعناتُ عجوزٍ حانقة .
أرافق الأرق في رحلة شكٍٍ بين مقعدٍ و شبّاك ،
و أفكر في حبيبةٍ تخونني مع كتاب .
ما أشد الخيانة!

لمَ هذا التحاشي؟
و أنا المأمون جانبه - بعد انكسار - كـ عود ثقابٍ مبلول .

ما الجدوى فيما أفعله ، في حزنٍ أزخرفه بالكلمات؟
ويكأني أجتهد مليّاً لأبدو أنيقاً بثياب رثة .
لقد رحلوا ... أولئك الأوغاد ،
بعدما تركوا في رأسي أفكاراً مشبوهة ، و في كأسي مرارةُ حقيقةٍ مُشوهة .
إنه الصداع ، العصف ، و ذهنٌ غدا موئلاً .. تمارس فيه الأشياء عاداتها السيئة .

يا حبيبةً في الشمال ..
إني أرهف السمع لهذي الرياح ، لحفيف الأشجان ، لثمرةٍ تنوس في طور السقوط ، لكل ما يشبه صوتك ،
ثم أغلق الشباك لتواتيني الشجاعة كي أتحدث بلهجةٍ تجهلينها ... عن شاردٍ يخونكِ مع التوافه .

إيمان محمد ديب طهماز 04-14-2018 06:35 PM

من بداية الأمر استوقفني عنوان الموضوع فهو بخدّ ذاته

يحتاج لوقفة مطولة و تفكير عميق

و ما إن ولجت عباب النّص حتى علمت أنّي أمام كاتب يملك فكراً

جميلا جداً و فلسفة تملأ روحه بألف فضاء

النصّ يستحق التأمل و التعمّق به

و قراءته لمرات و مرات

مدهش والله

سلمت الأنامل


الساعة الآن 03:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.