|
( رغيف الشاعر ) و ( إلقاء الخباز )
( رغيف الشاعر ) و ( إلقاء الخباز )
إن كان للخباز وظيفة هامة في أي زمن بوصفه المنتج الرئيسي (للخبز) ، فإن للشاعر دور بارز بوصفه منتج معتمد (للشعر) غيرَ أنَّ (الحرفنة) والخبرة تعطي هذا المُنتَج أو ذاك .. سوقاً .. تحدد القيمة والجدوى والطلب ، وبالطبع .. يخسر الشعراء .. وإنْ كانوا يحاولون دائماً تنشيط بضاعتهم بالمخيِّلة تكمن الصعوبة في جدوى القصيدة هذه أو تلك في كيفية إلقاء القصيدة أمام الجمهور ،لا شك أنَّ بعض الشعراء لا يتقن فن الإلقاء .. وهذه مشكلة يجب أن يتغلب عليها الشاعر وتوجد لديه الثقة في النفس لكي يخرج قصيدته بإلقاء جميل تصل بسرعة لجمهوره فكم من قصيدة كان (لفن الإلقاء) دورا في نجاح شاعرها ومحبة الجمهور لكاتبها وفي الرديف كم من شاعر نظم قصيدة رديئة تميز لدى الجمهور بإلقائها ، وإنْ أخذنا الصورةَ كلها على محمل البساطة ، فإنَّ جدوى الشعراء في عصرنا الحالي هو مدى تقبل الجمهور لإلقاء الشاعر .. ومدى تلميع (الشلة ) لصاحبهم وعلى أي حال.. قصيدة بلا فن إلقاء تسقط في هذا العصر انتم تتفقون معي إذاً .. أن أبرز أسباب ارتفاع جمهور الشاعر في الآونة الأخيرة على مستوى إلقاء الشاعر لقصيدته وزادت المنافسة بين الشعراء في كيفية الإلقاء ونتفق أيضا أنه من المعقول ظهور قصائد رديئة بكيفية الإلقاء إذاً الإلقاء هو ما يفضله الجمهور وهو من ينجح القصيدة لكن هناك نوع من الإلقاء يتحول فيه الشاعر إلي (كوميدي) أو ( أرجوز ) على خشبة المنصة في أمسية لا تحمل من اسمها ألا القافية والوزن ومن هو حفلة المنصة .. أنا مع الشعر الملقي وتعلم فن الإلقاء وضد قصيدة يظهرها شاعرها بإلقاء وهي لا تستحق الإشادة فتخيل عزيزي القاري أن نجد قصيدة تحمل فكرة وقضية ولا تجد ملقي متمكن أليس من الظلم أن تنسى هذه القصيدة .. مما لا شك فيه إن من برزوا في هذا الجانب شاعر الوطن خلف بن هذال ويعتبر نموذجا مثاليا فقد أظهرت قدرته الإلقائية والشعرية في تطويع الشعر النبطي أو العامي على تصوير الأحداث المهمة عبر جمل شعرية ، تصوير يتقصد الكلمات القريبة للأذن ، دون ابتذال أو صعوبة، وبقدرة فذة على الإدهاش والمضي بين حكاوي العامة وحديث الخاصة. ولعل خلف باعتباره أنموذجا لنا هنا يتمتع بعدة أمور في الإلقاء منها : - لديه تصور عن الجمهور الذي يستمع إليه - تحضيره الجيد للقصيدة قبل وقوفه للجمهور - ثقته الكبيرة بنفسه - تأنيه في الكلام وإعادة البيوت المشوقة للجمهور - موازنته للصوت وتدرج نبرات الصوت من موقف لموقف - حركات اليدين - انتهاج أسلوب القصة في معظم قصائده - انتهاج أسلوب الحوار - انتهاج أسلوب التعليم بالقدوة .. واختياره الحكم - انتهاج أسلوب المداعبة وليست المفرطة .. - عدم تكرار الكلمات في كل بيت شعر وأخيرا .. حتى يبدع الشاعر أو الشاعرة لابد أن يؤثر في المتلقي بطرحه وقضيته التي يسعى للدفاع عنها وحتى يكون الشعر مؤثراً لابد أن تكون متمكن في الإلقاء ومفوهاً فانظر إلى أولئك الذين غيروا التاريخ بكلماتهم التي هزت أفئدة الرجال وحركت مشاعر الفرسان كم أُشعل وأُخمد من فتنة بسبب خطيبٍ ملهم أو ملقٍ متمكن أحلام الغامدي |
اخت أحلام.. أنا معك في كل ماذكرتيــه..عن الشعر والالقاء أو مايسميه البعض ..(حضور) وهناك من ينسبها..الى هبة الاهية .. وهذا لايمنع أن للألقاء أصول.. كما ذكرتي... : لكِ..الشكر |
أحلام الغامدي
ـــــــــــــــــ * * * لأرحبَ بكِ أولاً . وأُعقّب : بأنّنا متفقون على أنّ [ الإلقاء ] لا يصنع شعراً وإلاّ مات شعرُ من مات ولم نسمعُ إلقاءه . لا أنكرُ أنّ الإلقاء [ تمثيلُ ] يجب إتقناه لا سيما وأنّ الشاعر لحظة الإلقاء يكون أشبه بالممثل في وقوفه على خشبة المسرح .. لذلك ليس كلّ ممثلٍ ناجح كما أنّه ليس كل ملقٍ ناجح . أذكر إجابة للشاعر فهد عافت حينما اتُهمَ بانفعاله - الزائد - عن إلقاء قصيدته بـ : " لحظة إلقاء القصيدة هي محاولة من الشاعر لإعادة لحظة كتابتها " وفي لحظة كتابة القصيدة لا شيء يبقى على حاله . شكراً لكِ . |
اقتباس:
أخي الفاضل ذو الحضور الجميل زايد الشليمي .. نعم يجب أن يجتمع مع الالقاء قصيدة تستحق الاشادة أما ما أصاب ساحتنا الشعبية من حضور بعض القصائد التي أقول أن الالقاء خدمها أكثر من مقوماتها الاصلية التي وضعت لاجلها فهنا لنا وقفة يجب علينا التصدي لها بشي من النقد الهادف البعيد كلياً عن الاساءة لصاحبها تخيل اخي الفاضل تحول بعض مسارح امسياتنا الشعرية الي حلبة ( لارجوز) يجعل المتلقي يضحك فقط للحظتها بمسانده من بعض الاصحاب الذين يرفعون من قدر القصيدة وهي في الاصل لا تستحق تلك الاشادة والفبركة السخيفة شكرا مجددا لك اخي زايد |
الإلقاء مهمّ لاشكّ في ذلك رغم انه ليس كلّ شيء
المشكلة أن الصراخ بات كالابرة التي تثقب العقول لـ تنفخ الشعر أيّا كان فيه فيصفّق الحضور جرّاء النفخ وربّما جرّاء مشهدٍ ما ! عبدالرحمن عادل الشمّري مثال جميل للالقاء من دون صراخ وبـ هدووؤ البعض يوزّع الخبز \ الشعر بالدرّاجات الناريّة وهي الأسرع لكنها تلوّث الخبز \ الشعر والبعض بالدرّاجات الهوائيّة بطيئة لكنّها أقل تلوّث أحلام ألف تحيّة وشكر لك |
اقتباس:
اخي الفاضل واستاذي الكريم قائد الحربي شاكرة لك ترحيبك تحدثت عن تجربة فهد عافت الالقائية .. لاشك أن فهد عافت اسطوره ومدرسة شعرية مستقله .. وهو ركن اساسي من من اركان ساحتنا الشعبية والادبية من وجهة نظري الشخصية وليس مدحا وإطراء لهذا الشخص .. فهو بلا شك غني عن إطرائي وشهادتي له هنا العافت .. وضع لنا قصائد متميزة وأجاد ايضا أن يكون ممثلاً بارعاً على كراسي الامسيات وانا أعلم جيداً أنه كان يتصنع الالقاء كما يفعل الاغلبية أثناء عملية دبلجة مونتاج القصيد مالمانع اذن أن يقوم الشاعر بعملية مونتاج لقصيدته إذا كانت في الأصل مميزة وتحمل الفكر والادب دعني اخي الفاضل استقط نص من نصوص فهد عافت هنا واستمع أنت فيما بعد لطريقة القاء فهد في هذه القصيدة انت لمجرد قراءت هذا النص ستجبرك ذائقتك الفنية والشعرية لاكمال بقية النص وعند الاستماع لها لا شك أنك ستعيد القاءها اكثر من مرة ولربما تحفظها من جمال مافيها من معاني وحكم ودروس .. واحد.. طرد من جنّــة الخلد.. حَـــــالَهْ وواحد طَردْهْ اللي على الجود راهـي فِكْرَهْ.. سِعَةْ صَدْرَه.. كلامه.. فْــعالَه وجود حكت به غفلتي لا نتبـــــاهي لطف اختيار المفردات.. ف.. جِدَالَــــهْ وعِفْة لسانه في الطريف الفكــاهي هذا ماكنت اعنيه فيما ذكرت أنفاً .. |
وبيت من النصّ الذي اوردتي منه بعض الأبيات
علّ الخيال لي تخيّل خياله __________يجيب لي أوصافهم مثل ماهي بيت جميل ومن ابرع ماقيل في المدح لايحتاج لـ صراخ ليأسر الأذهان تحيّاتي |
أحلام الغامدي ... أهلاً بكِ أختي الكريمة ... طبيعة العصر هي التي فرضت عنصر (الإلقاء ) وجعلته من مقومات النجاح لأي شاعر وحتى مستشعر .. لأن الإعلام المرئي بات هو المستحوذ على بقية وسائل الإعلام الأخرى ... لو عُدنا للوراء كثيراً لوجدنا أن الزمن يحفظ لنا قصائد عملاقة لشعراء لم يتكلفوا عناء الإلقاء أصلاً ... لذا يجب أن يحتاط كل شاعر ويبحث عن أسباب النجاح - الوصول السريع -ويتماشى مع متطلبات عصره ... مودتي ... |
| الساعة الآن 01:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.