منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   شرفة العطر (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=42257)

ياسر خطاب 06-30-2020 01:42 AM

شرفة العطر
 
من أجل ذلك .. كنّا نحيّد جوقة الأطفال الذين لمسنا باندفاعهم فشل السنين الآبهة , كنا فريقاً واحداً : أنا و أفكاري وكل تجاربي , بينما الأصدقاء الناجحون ينثرون على الرصيف بهاء الحديث ويلقون التحية بثقة على المارة يضيئون في سواد الليل ويطفئون قلبي بأفواههم لينفوني من الأرض , نمضي إلى الباب الحديدي لندخل ..
.
.
.
يضغطون على قلبي بعنفٍ فأصرخ ليبوء الجرس بإثمه ويرتاح , وأنا اصرخ عالياً ، الطيور على غصن شجرة البيت تفتعل فزعاً ما , لتفرّ إلى مثيلاتها وتثبت انتماءها إلى الفصيل الذي يعد أضعف فؤاداً .. الزغب ينمو على كتفي وأنا أقنع نفسي بأني مثلها بجناحين للهرب عند اللزوم وقبل النوم
.
.
.
المهم ....صعدنا نِدّا لنِدْ على الدرج المكسور ظهره من كثرة الجيران وثقل الأمتعة , نحمل انتباهنا بكيسٍ من بائع السجائر وهي تحمل حقيبة نسائية منتفخةً بفضولنا, حذرين.. صعدنا نستلين المشي ليأخذ الجيران فكرة حسنة تختلف عن نية القصد الذي نريد , نؤجل الحديث إلى حيث الطابق الرابع لنستكمل بعض الحجج بعد أن نعدد مساوئ السكن في المباني العالية .. الفناء ضيقٌ لا يكفي لأن نرتّب أحذيتنا جنباً إلى جنب وحده حذائي الذي كان خجولاً وتأخر في الدخول فقضى الليلة خارج فرص الضيافة , أذكر حين اشتريته أن وجهي كان ينعكس على الزجاج حيث يعرضه البائع أدركت شيئاً فظيعاً وقتها : أن للفشل أناقة ولمعة تشبه شمس السابعة ..
.
.
.
الثامنة صباحاً موعد استحمام الشرفة ، الشرفة التي باغتناها بالقهوة فاستحت ولبست صوت الباعة النشاز , سرقنا النظر إلى عورة النور فيها , وفي الشارع الذي كنا نحدّق فيه من الأعلى إلى الأسفل قذفنا الرؤى على الإسفلت ليمضي الوقت سريعاً أو بطيئاً وتحين الساعة القادمة
في الحقيقة..!! لم يكن شيئا مهماً أن يمضي الوقت مسرعاً في ركض أطفال المدارس ولا مستبطئاً بنوم المحرومين من رضا الآباء والأمهات كل ذلك كنّا نراه من الشرفة العالية
الغريب في الموضوع أن البرد كان يقرصنا رغم أنّه الصيف , وعلى سيرة الصيف سرد لنا أحد الأصدقاء قصةً عن التي أحبها ومضت , يؤكد فكرة البرد في الفصل المغاير نسينا التفاصيل يومها و ظل يروي ويلحّ على استدراجنا إلى نتيجة فهمناها جيداً قبل أن يكمل حديثه مفادها : أن في الحب فصولٌ أيضاً ....
.
.
.
كنّا نحبها و ندرس تفاصيل الأنوثة فيها وهي تفيض نحو نبات الزينة فقررنا أن لا نطفئ سجائرنا في ترابه الرطب مرةً أخرى وفهمنا أيضاً عدم حاجتهِ للسقاية كل يوم
كنّا نهابُها وهي تنتقل بعينيها إلى مفاصل أحاديثنا المريضة بالروماتيزم وتستريح مع لهاث الكلام ..
تلك الساحرة ترصفنا في طابور الانتظار ونحن نكره أن ننتظر لكننا لا نستطيع التحدث عن الكره في حضرتها , تدوّن على أكفّنا أرقاماً وطلاسم ونحن ندوخ ولا نفهم ؟
لا وجود لها في الملاحم والفتن ولا في القصائد ما يشير إلى شيء واضح عنها, رغم أنها جليّة مثل شمس الثامنة..
تلك الساحرة , حركت الجوع فينا وهي تأكل ضعفنا وتهدر الماء الذي يجري في عروقنا . فرشنا المائدة ..سكبنا الشاي الباهت على أرواحنا المريضة بالسكري , روينا حديثا نبوياً ليأكل كل مما يليه
.
.
.
ثرثر الجميع عن أمجادهم وصفاتهم
وحدي ... كنت أهندم صبري بالسكوت طيلة الوقت
وأنا أجثو على ركبتي , أنظر في عينيها وأستغيث
مرةً , أماطل في النظر أرضاً لأستمر ولا أموت
ومرةً أنظر في عينيها وأستغيث
عن يمني خابية للعطر
في شمالي سلك كهربائي موصول إلى الداخل مني
الآن سيأتي التيار
ويلمع قلبي
فهل ستدرك هذي الأناقة ؟

د. لينا شيخو 06-30-2020 02:11 AM



نصٌّ برتبة غيم !
يرش مباخر الليل
على عتبات ادراجٍ ، أرهقتها ثقة الوصول .
مادامت قارورة العطر تنسكب على شكل لمعة ضوء
فـ صباح الخير أيتها الدهشات القادمات ..
شكراً لأنك تكتب .


عَلاَمَ 06-30-2020 03:22 AM

.


كَثيرٌ هَذا الصَدع !
وَما أصبر القَلب على شَق كَهذا !
هذا الصَدر..
وإن جَرّه البؤس للإنحناء
وإن لا ثمة كلمة دافئة يقبض بها على شفتيه وينام

لا زال، يستطيع التحليق قبل الموت
يرمي الأغنيات وهو صامت
يقفزعلى كُل صوت، وعَيناه مُغمضتان
تَمُر أيامه ولم يخشى شيئ !
لإن الصفراء منها قد أكلت أشيائه التي كان يَشتهيها.


,


شكرًا لحضرتك


إغفاءة حلم 06-30-2020 09:35 AM

في أوج ربيعه وعبيره هذا الحرف كعادته
وسماء الدهشة كلها في متناول رفرفته
منذ أن شرع شروقه شرفة الشمس ..
طبت وطاب هذا الحرف الذي لا تجف نبرته العطر في الذاكرة ...

سيرين 06-30-2020 12:43 PM

قلم ادبي متفرد سخي الغيث
والغرق بين طيات مداده تحليق ينشد الخلود في محرابه
شرفة تقاسمتها الرؤيا وصارت للخلم اكثر رحابة
العطر نطفتها الاولى الذي آمن بسخاء مائها وسنابلها المكتظة بها
تقرؤنا الكثير من آيات الدهشة والانصات لأدباء الماء
اديبنا المبدع \ ياسر خطاب
لا تطيل انتظارنا لجديدك وجداول الماء التي انبتها مدادك الباهي
نعم انه لم يخلق عبثا بل ليحدث طفرة في ممالك اللغة
شكراََ مرصعة بالورود

\..:icon20:

نادرة عبدالحي 06-30-2020 02:40 PM


قرأتها في عدة مقالات ان الكاتب الناجح هو من يستطيع منح القارئ المساحة والأجواء

والتفاصيل ليجعله يشعر شعور كامل بالتفاصيل وكأنه يراها أمامه او يدخل بكامل

وعيه وذهنه إلى المكان ، وهكذا تم ، نجح الكاتب الخطاب في إدخالنا للمكان والشعور
بكامل التفاصيل وسماع ما تم وصفه ، سرد يمتلك خاصية مميزة بجماليات فنية
محببة لذائقة القارئ،

الكاتب الفاضل ياسر خطاب كما قالت زميلتي سيرين قلم ادبي متفرد
سخي الغيث ، واضيف سخي جدا ،

قايـد الحربي 06-30-2020 09:57 PM

:
:

ملك التفاصيل / ملك الدهشة ..
أزهر المكان بأخضرك ، فكل الترحيب بك يطيب .
؛
مازال سحرك في الدهشة المركبة والصورة المتحركة
يغري الكتابة أن تسيل عذوبة بين أصابعك ..
ونحن المنتظروك طويلاً ، استسقيناك فجئت غيثاً أحيانا .
:
طاب بك المكان ،
وطبنا بحضورك ، فكن دائماً بيننا .

ياسر خطاب 07-02-2020 06:41 PM

ذات طيب ...
اللقاء في أبعاد مرة أخرى بعد ما كان من أزمات له طعم نستذكر فيه أياماً عزيزة ليس مثلها أيام ورغم ما حل بنا إلا انا الأصول ما زالت ثابتة في القلب والروح ..
شكراً لهذا لكلماتك التي طالما كانت سنداً وحافزاً لكل نص كتبته


الساعة الآن 07:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.