منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   محاولة أخرى ... للنجاة (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=39073)

ضوء خافت 04-09-2018 09:36 AM

محاولة أخرى ... للنجاة
 
سأغلق الصبح في وجهي ...
و أبني بيني و بينه سد امتناع عن قطف زهور النهار جنباً إلى جنب الذكرى ...
و سأقبع في ليلي الحالك... و أشرع طاقة النسيان على مشهد متهالك ... حيث مكبّ نفايات المتخمين عشقاً ...
سأفرغ محتوى الروح و أستفرغ قلبي ...
و إن أصابني جفاف هرعت إلى بئر أحزاني ... أدلّي رأسي و أملأ فراغاته بمجون الكآبة ..
حتى تذوب ملامحي التي كان أحدٌ ما ... يظنها الشمس تطلع في كل آن ...
عفا على النهار زمن الوحدة و ما عاد في النفس نفس لشيء ...
حتى العتمة ما عادت تلقي بظلالها على فضائح لهفتي ...
عارية لا يسترني إلا ثوب ممزق النوايا من نسج أوهامي ... خاطه لي قلبي حين وقعت من شاهق أحلامي ...
كأني بنفسي تضمّد نفسي و تداهنها بالمناجاة ... تحاول إقناعي أن الأفق ما زال يعجُّ بالآمال ..
والأمل مفقود لا أصل له عندي ولا منبت له في صدري ...
ماذا عليَّ أن أفعل ؟؟
هذا السؤال الذي يصفعني في كل ذهاب ومجيء ما بين الحائط والحائط، وما بين السقف والأرض ...
كالتائهة في الوضوح و الضالة في اليقين ...
أنظر إلى يدي الممتلئة به ...
و صدري الملطَّخ بآثاره ... و فمي المطبق على بقايا قبله المجنونة ...
أحاول أن أجد لي طريقاً ... لا يصلني به ..
كيف ذلك و هو الطريق و السبيل و شراييني ما هي إلا امتداد لشجرته المعمّرة ...
أنتقل ببصري إلى أقدامي ... ما بالها تحجّرت في المسافة ...
بل صارت حجر النرد الذي كلما دفعتها لخطوة ... ظهر لي وجه الفراغ الموحش ...
و كأني أخطو بي لمكان يعرفني جيداً و يفهم تجاعيدي ... و لكني فيه كالغريب الذي يخشى فتح الأبواب فتلعنه الغرف المأهولة بالنسيان ...
و رأسي ...
أرجوك دقق النظر في رأسي ككيان لا يستريح .. تعلوه هالة التعب ...
بعد أن كانت الوجنتان غيمتين ..
صارتا واديين تتجمع فيهما أمطار الحنين ...
و ينحدر منهما جدولان ضيقان قيل إنهما الحديث الذي كان سُقيا لشفاه متشققة ...
لا تمل الإنصات بلسان يلعق اللهفة مرتشفاً كل الكلمات التي لا تجد لها سبيلاً إلا من قلب إلى قلب ...
ماذا أفعل ؟؟
لا شيء يجدي ... و نصفي عالق في نفسه ..
و كلي عالق بنصفي ... و لا أحد يفكر بحل العقدة من أصلها ... فحلها هو موت محقق ...
قيل : أنت بحاجة لإجازة من هذا الصخب !!
فأجبت : إذا أطيحوا برأسي و قلبي و احجزوا لي غرفة مطلة على واقع أجمل ..
أعدكم سأضع في الحسبان ارتداء ثياب النسيان الملونة ... و أجلب كاميرا احترافية و ألتقط صوراً مثيرة لما يجري حولي ...
على أن تمتنعوا عن فحص عيني و فمي و صدري ...
حتى شَعري لا تبحثوا عن اتجاه الريح من خلاله ...لأنه يتطاير عكس الهوى و يتبع رياح الماضي ... بإصرار وفيّ
إجازة أخرى !! لن تغيّر من أمري شيئاً ...
ما زالت الأخبار تثير غثياني كإنسان ... و ما زالت الرغبات السخيفة تملك عـنقاً طويلاً يشرئب رغم الأحزان ...
وما زلت أكتب !!
اكسروا قلمي ... أو قطّعوا أصابعي ...
ضعوا على عقلي حارساً و على عقلي سرية كاملة مسلحة ...
ربما خفت من نظرات أفرادها ...
أو ربما أوقعت رئيسهم في هوى عيني ... فيُسرّح السرية طالباً خلوة .. سأفقأ قلبه بقلمي ..
إذن لا تكسروا قلمي ... به أحتمي مني و منه ...
ترى هل تنفع معي غواية الألوان ؟
فلتغروني بالألوان ... و أكثر الألوان غواية لي .. ما اسودّ منها و ما ابيضّ .. النقيضان
النقيضان .. أنت و أنت ..
ليتك تفسر لي .. كيف اتفق نقيضاك و أسقطانا في الهوى ؟!
..
و كالمعتاد ... ليس كل علامة استفهام سؤالاً يتلهف للجواب ..
إنها مجرد محاولة أخرى فاشلة ..

حسام الدين ريشو 04-09-2018 11:18 AM

للسرد غواية
تفعل بالمتلقي ماتفعلُ الخمر
حين يكون هسيسا
أو حفيفا
كاجنحة فراشات
اسكرها الضوء

هنا كان ذلك
تحياتي وتقديري
استاذتنا
مع أمنيات بدوام الابداع

سليمان عباس 04-09-2018 07:33 PM

ياااه أيها الضوء
هذه الرحلة وهذا البحث عن الضوء بعيدا عن الشمس
وكيف يبحث الضوء عن ضوء
والطريق للنجاة مهما بحثنا
فلن يكون سوى طريق واحد
قد لاح لي ذات يوم كنت فيه لا أستطيع حتى الشهيق
اختناق وتحت ظلمات ثلاث
عندما ازداد الظلام حلكة وجدت النور
فكانت الفاصل بين الموت والحياة زفرة واحدة فقط
وعادت الحياة افضل مما كانت

اخذني هذا الهطول لنفسي ذات يوم يا ضوء
ولا تتوقف هذه المحاولات
ولن ينتهي هذا الابداع والسرد الماطر اللذي تجودين به علينا
ممتنين لهذا الابداع
سلم النبض والقلم

إيمان محمد ديب طهماز 04-09-2018 08:58 PM

ياضوء .. كلّ ماقرأته هنا هو نقل حالة كآبة مضطربة في خانات الحزن
و تمثيلها للعيان كلوحة تتمزق الوانها تباعا

لطالما تخلق بنا الآلام ما لا يُفسر و لا تترجمه الكلمات
و أنتِ بحدارة و اقتدار مذهل جعلتي من الباطن الغامض المضطرب
صورة مقروءة منظورة

أجدت و صف ذات تتهالك بين اليأس و الحيرة
مبدعتنا : سلمت أناملك

نوال الشمراني 04-11-2018 02:10 AM






صباحك زيزفون

يالضوء

وما قيمة قلمى وحرفي

أمامك يا شمس المعرفة والثقافة-

ياضوء
لديكِ اسلوب
جميل ومختلف
يجمع بين
البساطة والامتاع
ومزيجاً من إلابداع —-

ياغناتي
سلم النبض _رغم الآه_..

ود و ود
@جاهله@

يوسف الأنصاري 04-13-2018 03:56 AM

الأحزان تنتج عن عدم الرضا ..
بعد تكاتل خيبات الأمل يصيح القلب نابضاً للحياة ..
الليل مظلوم أمره اذ هو اكثر اثارة وجمال وهدوء من صخب النهار ..
فلما لا نرى منه سوا انعكاس القمر .. وكل مافيه يضيء لنا الأفكار والأسئلة والتآملات ..

الوحدة مظومة هي الأخرى .. او ليست الوحدة ما تصنع لنا اتزان الأمور ..
واعادة رجاحة العقل ومحاسبة النفس والصراحة والراحة ..

الحزن مظلوم .. أو ليس انزياح الحزن والبكاء يشعرنا بالراحة ..
وبالكثير من الطاقة والتجديد ..

انت لست في حاجة لأي شيء ..
لا اجازة ولا ألوان ..
وكل شيء لديك طبيعي وجيد لأبعد حد ..
انت في حاجة لتجاهل كل شيء ...
وان تتقبلي ذلك ..
واجمل ما فعلت دليلاً على اخذك بالنصيحة ..
هذا النص البديع ..

رشاد العسال 04-13-2018 10:19 AM

عندما يشب الحريق في الغابات يلجأون لإطفاء الحريق بالحريق، وهكذا هو الجنون لا يذهب به إلا جنون آخر.. ألفظي الأطياف من ذاكرتكِ، وتقيئي آثار القبلات.. أستبدلي كل شيء بآخر.. إننا دائماً نتوارى خلف إدعاءات ليس لها من حقائق الأشياء إلا إدعاءاتها، ونحن أولئك العراه تحت الثياب.

/

أيها الضوء الخافت في طقوس الأمسيات.

إننا نغسل ثيابنا مما علق بها من العطر والعسل كي لا يبقى عليها أي لون من أثرهما.

جمعتكِ مباركة،
وود لا يبور.

عبدالرحيم فرغلي 04-14-2018 11:27 AM

بل صارت حجر النرد الذي كلما دفعتها لخطوة ... ظهر لي وجه الفراغ الموحش ...
و ينحدر منهما جدولان ضيقان قيل أنهما الحديث الذي كان سُقيا لشفاه متشققة ...
===========
هذا النص يستحق الإحتفاء به .. يستحق القراءة أكثر من مرة ، إنه
يخالط النفس باحترافية عالية ، إنه موجع حد الجمال ، إنه ينسكب
كما الدهشة في جدول النفوس ومآقيها ، محظوطة هي أبعاد ، لا يغيب
عنها الأقلام الرائعة والنفوس الكبيرة ، ألف تحية وتقدير


الساعة الآن 01:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.