مشاداة عند منتصف الليل
حدثني الليل ليلة اختفاء القمر، عن زمني الرديء، عن أحلامي المنكسرة، رجوته بابتهال أن يغير نغمته القاسية، تجاهل ضعفي، تغاضى عن رقة إحساسي، خاطبني دون أن يعبأ بتوسلاتي: الحياة كفاح، الحياة عمل، الحياة معاناة، قلت: أعرف، ذلك بالنسبة لأولئك الذين خلقوا من جبلة غير جبلتي، أما أنا أيها الليل فقد تشربت روحي الهزيمة من طول ما ذقت من احباط.
ابتسم في وجهي دون أن يغير ذلك من حزمه وهدوئه وقال: انظر أمامك، افتح عينيك عما حولك لكي تعرف، فأنت تعيش بدون بصيرة. قلت: ما الذي تريد أن أنظر إليه؟ فليس من حولي إلا ظلال أشباح تتحرك في اتجاه واحد، الرذيلة...المغامرة...المراوغة، كلها يجمع بينها رداء الرياء. عبس في وجهي قليلا ثم انبسطت أساريره، ثم لزم الصمت هنيهة، ثم قال: لا أنكر عليك ما تقول، إنما ما أدعوك إليه يوجد وراء الستار، وراء جبال الرمل الواهية، انظر إلى النجوم فوقك حين تتحدى الحلكة القاتمة والمسافة البعيدة لتشع نورا يضفي رونقا على السماء الكئيبة، أي نعم، خذ لك منها قبسا ينير لك الطريق، صرخت بقوة: النجوم فوق الظلمة لهذا فهي تتحدى، أما أنا فتحتها، أتفهم ما معنى تحتها....؟ فجاة، انفجرت السماء، وإذا بوابل من المطر يكسر السكون المخيم، تسربت الرعشة إلى عظامي، وتراقص ضوء الشمعة أمام عيني، لينطفئ بعد لحظة، لم أجد بدا من الاندساس تحت لحاف فراشي مستسلما لقدري، لأروح في سبات عميق..عميق..عميـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــق. توقيع: حسن قرى (مراكش - المغرب) 1986 |
تعب هذه الحياة
ولقد خلقنا الإنسان في كبد .. منذ بدء الخليقة وكواهلنا تئن تعب العبء والارهاق لك التحية يا حسن |
هي مشاداة عند منتصف الليل وبعده
هذا الليل الذي ينتظر الكثير من الاسرار والتأملات من بني البشر ويجعلنا نغفو ونحنُ نحلم بغد جديد سلمت يداكَ أيها الكاتب المراكشي |
جميل هذا التوحد مع الليل وما يحيط به من طبيعة
وما يكتنفه من أسرار وما يستظل به من أسرار لكأني بك وقد أصبحت جزء من كل ذلك.. لك التحية والتقدير |
جميل اطلالتكما سيدتي نادرة، سيدي صالح، شكرا على كلماتكما التي منحتني دفئا أبهجني ومنحني أملا في مواصلة مشوار الشوك هذا. دمتما متألقين مبدعين.
|
الهاجس القصصي يسكنك يا حسن ..
حتى في مقطوعاتك النثرية .. سعدت كثيرا بهذا الحوار وصبغته التي كستها العاطفة رداء جميلا . ألف تحية وتقدير |
هذا البوح هو مايسمى ببوح اللحظة، وهو الأقرب إلى حبكة القصة، بيد أنه يتفوق عليه بنصيبٍ وافر من الحقيقة. اقتباس:
النصيب الأول: أن النجوم هي فوق الظلمة ( العُتمة ) والكاتب حتما تحتها. النصيب الآخر: أن الكاتب ينعم بالمطر وانهماله، بعكس النجوم فهي لاتنعم من المطر بشيء. • نص حقيقي جدا وجاذب للقراءة على نحو ممتع. الكاتب الرائع: حسن قرى شكرا لك على هذا النص المميز بحق، فشكرا لك، تحياتي |
هو الليل مرآة الروح تنعكس فيه الهموم وتتجلى للنفس
لابد من مشاددة بين الوعي واللاوعي على ضوء التجليات أجدت المشاددة وسردها أخي الكريم أبدعت بحق تقديري |
الساعة الآن 01:32 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.