منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   عندما تعانقت عقارب الساعة !! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37367)

حسام الدين ريشو 10-27-2016 06:48 PM

عندما تعانقت عقارب الساعة !!
 

عندما تعانقت عقارب الساعة !!
==============
حسام الدين بهى الدين ريشو
=========
بوتقة من أحزان كانت تعصف بي
حتى جسدي كان موجوعا
وساقيَّ تؤلماني بشدة وهي تئن من وقع الخطى في ردهات القلق .
تلك الساعة التي توقف عندها الزمن ؛ ربما لديَّ على الأقل ؛ عندما أغلقوا عليها باب حجرة الجراحة !!
لم أكن أتصور أن تغيب عني أو يفصلني عنها حاجز ما !!
أو لحظة ما !
حتى تلك اللحظة التي تكون فيها بين الحياة والموت ؛ ويكون القدر هو صاحب القرار الوحيد ؛ بينما نحن جميعا مصلوبون على كلمته التي لم يقُلْها بعد .
ثنتا عشرة ساعة هي زمن الانتظار الذي بدا كمقصلة تشتعل تحتها نيران الترقب والقلق .
أغمضتُ عينيَّ ومارست الزحف في أرض الأحلام لعلها تخبرني بشيء
لا .. بل بما أتمناه !!
كانت بالنسبة لي نورسا جميلا .. أنيقا .. يتوشح بألوان الطيف .. فاتنة .. شجاعة !!
تحتويك مقلتاها فتذوب مع نظرتها كل تعاسات الحياة ..ماضيها وحاضرها !
أتذكر همساتها الندية ..
بي رغبةٌ أن أحتويك ... أو تحتويني .. المهم أن نكون رقما واحدا ... غير معقول أن يري الناس ذلك ولا نراه نحن !!
الناس يسألوننى كلما تجولوا في حدائق مقلتي ... من هذا الذي كلما نظرنا في عينيك نراه ؟؟

كنتُ أضحك على إيقاع رقصة القلب وهي تخبرني بذلك .
تنقطع خيوط الحلم عندما يخرج أحدهم من حجرة الجراحة .. صمته قاتل .. يقتلني معه ألف مرة
أخلو من جديد الى صلوات .. وابتهالات .. ودعوات .. تعبرني نسمة هواء محملة برائحة المخدر والمطهرات
أنظر في الساعة ... مازالت عقاربها تتباطأ .. كمرهقة أعياها السير في الطرقات بحثا عن ابنها التائه !!
حاولت أن أفتعل هدوءا يتواري شجن القلب ونبضه المتوتر خلف ستائره ؛ وأنا أرى ابناءها الثلاثة ينظرون الي والدموع تترقرق في عيونهم !!
أحاول سرقة ابتسامة كاذبة .. فلا تخدعهم الحيلة .
اعاود من جديد الزحف في أروقة الذكريات .. يعانق أذني صدى صوتها وهي تغنى ل " درويش " الذي احببناه معا :

( يداكَ خمائل
لكنني لا أغنى
ككل البلابل
فأن السلاسل
تعلمني أن أقاتل ... أقاتل .. أقاتل
لأني أحبك أكثر )
تزداد ارتعاشة القلب .. فتجود العينان بفيض العبرات غير عابئة بنظرات القلق واللهفة والخشية ممن حولي .
كان الممر أمام غرفة الجراحة صامتا .. توقفت فيه الحياة إلاّ من أنين عقارب ساعة الحائط على أحد جدرانه !!
في غفلة
تعانقت عقارب الساعة
وجاءت صرختها كمخاض لميلاد ساعة جديدة
وأوشك القلق أن يفيض بفيضانه الجديد .. لولا أن فُتِحِ الباب .. وخرج الطبيب بوجه شاحب .. حاولت ابتسامة من أعماقه أن تغطي شحوب الوجه وهو يقول بكلمات محددة بدت كلحن طال مخاضه :
الحمد لله .. نجحنا .. هي بخير !!


رشا عرابي 10-27-2016 09:11 PM

مربِك هو القلق
يرتكب جُرم الشتات دون رأفة
ويجعل الدقائق تتعملق في عين الآن لِتغدو
كما الدهر الكسول!


توصيف يحمل الموقف في أطرٍ محكية
ويلملم التفاصيل بحفنة شعور تلبّستها

الرائع طرحًا وسردًا وحضورًا
أستاذ حسام الدين ريشو

مبدعٌ أنت أينما تولّت وُجهة يراعك

لك التّحايا جوري

سيرين 10-27-2016 11:35 PM

دقات الساعة ودقات القلب ارتبطا مع لحظات القلق
وكان السرد القصصي هنا غاية الاتقان والابداع بدقة التفاصيل بدءاََ من العنوان
الذي كان بليغ المعنى والمغزى " تعانقت عقارب الساعة "
دلالة علي عدم حركتهم كما لو توقف الزمن لا يمضي
اديبنا وشاعرنا القدير " حسام الدين ريشو "
كل ما هو مفعم بالعشق له اجران
وكل السلام لحرف غزل من الألم نور الحكايا
مودتي والياسمين


\..:icon20:

حسام الدين ريشو 10-28-2016 03:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عرابي (المشاركة 975690)
مربِك هو القلق
يرتكب جُرم الشتات دون رأفة
ويجعل الدقائق تتعملق في عين الآن لِتغدو
كما الدهر الكسول!


توصيف يحمل الموقف في أطرٍ محكية
ويلملم التفاصيل بحفنة شعور تلبّستها

الرائع طرحًا وسردًا وحضورًا
أستاذ حسام الدين ريشو

مبدعٌ أنت أينما تولّت وُجهة يراعك

لك التّحايا جوري


نعم
أستاذتى / رشا
مربك هو القلق
وقاتل أحيانا
في مثل هذه اللحظات الثقيلة
التى لاتتحرك الا بصعوبة
ممتن لهذا الحضور الطاغي
وهذه القراءة متعددة الأبعاد
وشكرا جزيلا
مع تقديري

فاضل العباس 10-29-2016 09:59 PM

للخوف خيوط من الاوهام تتشابك نرسم فيها صور متعدده ربما الخوف من الفقدان او النتائج الغير محسوبه
اصغت الزمن في وصف جميل للعقارب
تمنياتي الى الامام

نادرة عبدالحي 11-08-2016 10:20 PM

أوقات مرعبة مرت في رواق الانتظار

الخوف من الفقد ..........الخوف من الخذلان ....نبضات متسارعة

وذكريات من الماضي تطوف بالمكان تتقافز في حينها لتمنح الإنسان بعض السكون .

قصة عندما تعانقت عقارب الساعة إختصرت الوقت

الكاتب حسام الدين ريشو تمتلكُ فرعا متميزا في طرح الأدب .

دُمتَ ذخرا للأدب العربي الحديث يا أمين الكلمة وصادق المشاعر .

عَلاَمَ 11-19-2016 06:07 PM

ماأوهننا بني آدم عند سويعات إنتظار ! مُبهمة المعالم !!
جزيل الشُكر لك سيد حسام الدين ،،

حسام الدين ريشو 10-27-2017 06:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 975697)
دقات الساعة ودقات القلب ارتبطا مع لحظات القلق
وكان السرد القصصي هنا غاية الاتقان والابداع بدقة التفاصيل بدءاََ من العنوان
الذي كان بليغ المعنى والمغزى " تعانقت عقارب الساعة "
دلالة علي عدم حركتهم كما لو توقف الزمن لا يمضي
اديبنا وشاعرنا القدير " حسام الدين ريشو "
كل ما هو مفعم بالعشق له اجران
وكل السلام لحرف غزل من الألم نور الحكايا
مودتي والياسمين


\..:icon20:


تحيات تليق
بهذا البهاء
في القراءة
والتعليق
ممتن غاية الامتنان
أستاذتنا / سيرين
لقلبك سعادة لا تنتهي


الساعة الآن 08:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.