منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   أُوارُ التّذَكُّر...! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38446)

رشا عرابي 08-26-2017 08:32 PM

أُوارُ التّذَكُّر...!
 


http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...2bb946fe5.jpeg

الشّارعُ الخلفيّ والضّوء المتسَلّل يَنعى بَقايا النّهار، ويَلعَنُ ألف مرّةٍ ما تبقّى من نَهارات،
والرّصيفُ المُتيَبّس يَحتَضِنُ الخُطى بـ لهفَةِ عمرٍ من انتِظار ،
أنينُهُ يَستَنهِضُ الشّفقة _ وليس ثمّةَ شَفوق _ !!

تلك التّفاصيلُ العَينِيّة تَتَواطَأُ على بُؤرَة العين بـ هجمَةِ تأمّلٍ لا يمكن ردّها،
كما الموت حين يَلوي بِـ قبضَتِهِ عنقَ الحياة فلا يُبقي لها فرصةً سوى ابتلاع الشهيق الأخير .

" لم أهرَم بعد وإن شَاخَ منّي القلب فلا زِلتُ أحتفِظُ بِذاكرةٍ فَتِيّة " .....

هذه الجملة التي لَطالَما تَسلّحَتْ بها جدّتي حين كانت تَسرُدُ لي ( ما كان ) في حين تَغفِلُ تماماً عمّا هو ( كائن ) ...!
هي تَتَحدّث وتُعيدُ وتُكرّر ، وأنا أتأمّل وأَفرُطُ عقد التفاصيل لألملمَ تناثرها بـ طريقتي ...
المُدُن والجُدران والنّاس والحِكايات جُزيئات قابلة للعَجن، وقابلةٌ للتّشكيل على هَيئةٍ تُرضي لَحظتي ..
هل سـَ تستاءُ المَدينة إن جعلتُ من جُدرانِها بروازاً..؟!
وما الذي سَـ يُضيرُ المَصابيح إن جَعلتُها مُفرَغَة من الضّوء، مُشبَعة أطرافها بأنينِ الشّفَق ..؟!
وتلكَ السماءُ العَصيّة المَساس المُتَراميَة الفراغ سَـ أُزَركِشُ حواشيها اللّامرئيّة ببَعض نِقاطٍ مُستعارةٍ من بنات أبجد، كَيما أكون مُتجرّدةً من هَيبَةِ حرف...
تلك الزرقاء الوَهميّة تَستَنهِضُني مُستفِزّةً منّي جَناحاي، وحين أرومُ التّحليق تُمسِكُني من وهن جناحاي، فـ أتأرجح
وأكتُمُ وجعي ..!

وبين تمرّدٍ لَحظيٍّ وترقّبٍ للآتي بِنظرَةِ توجّس، أُبقيني قيدَ خطوةٍ تُباشرُ المِضيّ،
ترومُ القفزَ أكثر .. وتتوقُ للهرب دون
( فركش ) تُعرقلُ سعيها ....
ثمّ...
بغتةً أمارسُ الفرملة القسريّة، إذ أن تلابيبَ الخطو تُمسك بلحظَة السّكون الأولى وتَستَوقفني في برزخٍ من حيرةٍ ليست تملكُ لِنفسها عافية الإيضاح .

وأعودُ أدراجي إلى نفس الشارع الخَلفيّ وتلك الجدران الغارِقَة في فوضى صمتِها ،
أُسنِدُ كتفي المُتعَب وأتذكّر حديث جدّتي ....
وأُتمتم :
( سأُحاوِلُ أن أرعى الدّقائق القادمة، كي لا يَكبُرَ في عيني جَدبُ سنينِها ) ....!


الريشة :
الحبيبة الأبعادية
ليلكية

ليلكية 08-26-2017 08:53 PM

.....
ولكي لاتذبل تلك البلاد التي زرعنا بذورنا فيها ، وإذ أعشبت سممتنا بحبها وبكل المواويل التي لم نستطع نسيانها فينا.. !
شوش .. تذكري لكي نتذكر ويتذكروا من نسى ومن تذكر '
حروفك وشم الذكرى .

جليله ماجد 08-26-2017 08:54 PM



في العروق أغنية تمرد ..
زرعها الأجداد و اهتزت و ربت ..
و لما آن قطافها يا زهرتي المحلقة ..
لكل أوان ..
و لكل ذكرى لون و مزاج و رائحة ..
مهما حوصرت - حبيبتي - بالخيبات ..
دعي دواخلك تنير ..
و هي كثيرا ما تفعل ..
لكنك تصمين قلبك عنها ..
يكفي أن تكوني ( رشا ) لتزهري !
فعطرك فلسطيني حتما ...
و نعم ..
أحبك !





نوال الشمراني 08-26-2017 10:13 PM








يالرشا

لله در هذا الفكر النيًّر

في حرفكِ شجن رغم الآه...


العين تدمع والحزن العميق لا ينضب
ومآسينا لا تنتهي ومآقينا لا تجف
و...


عندما تكتب الرشا
أشعر بالدفء والامتلاء _والارتواء _


أقرأ بصمت وأرحل بوجل !!!


ياغالية

متابعة
تحياتي
@جاهله@

د. فريد ابراهيم 08-27-2017 03:02 AM

شهادتي سـ تكون مجروحة .. لانني من دراويش حرفك و من معجبي محبرتك حد الادمان
و رغم ذلك لا يمكنني الصمت و تجاهل هذا الابداع الادبي الانيق
فـ حين تكتبين أشعر و ک أنني لم أقرأ شيئا من قبل و لم اكتب شيئا من قبل
تشعريني بـ مدى جهلي و مدى صغري اذا ما قورنت بـ هذا الحرف السامق
أقرب ما يكون للكمال هذا النص .. اذا كان للكمال أن يوجد في عالمنا هذا
فـ لك مني التحايا و جل التقدير

الربيع ابن الحمدان 08-27-2017 03:08 AM






هِمتُ بالضياع في رحلة
اختطفت قلبي من حريته
إلى فلك مهيب
ونطقت روحي ولكن مبتهلة
في وجه الرجاء أن يحنو علي
شغب الجوارح يصرع الحس
وأنا كزورق يغرق من ثقب مبهم
وأفقتُ على صوت حروف مميزة
تحمل المعنى فوقيها وتحتيها
احتوت بلاغة الأبجدية
وطارت فوق قممنا وحطت
على الإيفرست

تحياتي وتقديري
دمتي بألف خير



رشا عرابي 08-27-2017 07:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلكية (المشاركة 1021916)
.....
ولكي لاتذبل تلك البلاد التي زرعنا بذورنا فيها ، وإذ أعشبت سممتنا بحبها وبكل المواويل التي لم نستطع نسيانها فينا.. !
شوش .. تذكري لكي نتذكر ويتذكروا من نسى ومن تذكر '
حروفك وشم الذكرى .



أوتذبل...!!
وسقياها من صميم الروح حبّاً ياحبيبة

ليلكية يا رفيقة الروح والوجع والضحكات
ريشتك صوّرت حرفي كأجمل/أوجع / أوفى ما يكون

بحبك يا بنت

بلقيس الرشيدي 08-28-2017 03:25 PM


...
...

الخَطوة غَير قَادِرة عَلى الخَطوة وحَدهُ اللَّاشَيء يُعِيدُنا لـ كُل شَيء !
تبقَينَ صَوت السكُون العمِيق بِهَمسِ الرُوح يارُوح دُمتِ أنِيقة كما عَهدتُكِ وأكثر .

أسعدكِ الله وأرضاك

.


الساعة الآن 04:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.