منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   بورتريه (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37992)

نازك 04-16-2017 05:01 AM

بورتريه
 
؛
؛
لطالما كنتُ أُغذِّيني بفكرةٍ أسرفتُ في الإطمئنان لها، فكرةُ ولادة البوح من رحم الصمت،واليوم أغيِّر قناعتي؛ كسيلٍ مِن القناعات التي كُسرتْ ريشتي حين رُمتُ رسمها على هيئة تمثال
فما كانتِ الحقيقةُ سوى شكل بلا أبعاد، حائطٌ قابلٌ للطيِّ أو انعكاسٌ بلا ملامح أو أسلاكٌ شائكة تُكوِّنُ غصناً مكسوراً يتدلّى مِنهُ عُشٌ على شَفا سقوط
هكذا بدأتِ الأشياءُ تترآءى لي، مُتّخِذتاً بُعداً جديداً ذو زوايا حادّة وأظنُها ستُدمي فُرشاتي إن رُمتُ منحها شيئاً مِن اللون !
بوسعيَ الأنَ التوكيد لنفسي التي لطالما جادلتني،فالغيابُ ليسَ إلّا عُلبةً ضيّقةً، خاليةً من الأوكسجين،يتغشّاه العمش،حياةٌ باهتة خالية من الألوان !
نبتدعُ في سبيلِ المُضيّ في دهاليزها السبل، فتارةً نُحرِقنا باشعال سيجارة وارتشاف مافي جوفها من النيكوتين، وأُخرى بالصمم،وترك العنان للأوتار، لتقول مالا نجسُرُ على قولهِ،
وثالثةً نعتصِمُ بالكتابة،فنتفاجأ بتخشُّب الأفكار، وتكدُّس التراب!
يالقسوة الحياةِ؛ ويا لعِظم مساومتها،علينا وبِنا
تميلُ اللوحةُ وكفّةُ التوازن،كميل كتفٍ مُثقلٍ برأسِ حبيبٍ هدّهُ الشوقُ ولا مِن لقاء .


تلك اليدُ الحالمة، ربما تُشبهُ يدي حين تتوقُ للرسم،لصُنع حياةٍ تُشبه الحياة
تصنعُ نوافذ لا تدري هل سيتسللها النور يوماً ما،كائناتٌ بلا أفواه، طيورٌ بلا أجنحة، شجرةٌ واحدة تكفي لتمتلىء بها اللوحة، لا حاجة للإسراف في الملامح الشكلية
تتخِذُ الأشياءُ نصفُ شكلٍ،تستعيرُ مِن الحُطام مقطورةً وقصراً وغصناً يابساً
وتذاكرُ سفرٍ، ومصابيحُ ناعسة وخطوات شاردة،تمشي على الحقائق لتدهسها برفقٍ وتُؤدة، فلم يزل في القلبِ زيتٌ يسقي فتيل أُمنيةٍ أخيرة !


حسناً؛ لم تكن مُجرد مُصادفةٍ
وإن كانت،فهذا يعني حتمية وجودها الأثيريّ،
أراكَ هناك،ولا أراك !
لاتشغِلُ حيّزاً، وأمتلىءُ بك!
تنحني كفمِ إناءٍ يستقي مِنهُ الزهرُ، تذوبُ لتتقولب بأيّ صورةٍ،تنداحُ على الأسطر كلمات، وعلى الأوتارِ لحناً يُغذّي مسمعي
كلونٍ داكن يخطِفُ بصري، أنحتُها التفاصيل، بكامل سعادتي المُغيّبة، استحضرك، لم تكن مُجرد بورتريه،
بخفّةٍ نتزلقُ أصابعي،فوجهك مطبوعٌ في بؤرة عيني، ولاتحتاجُ لتتّضح إلى أكثر مِن فراغ !
تُحدّق فيَّ،نتخفّفُ كريشةٍ تُتابِعُ صعودها الدائري إلى أن تخطف البصر نحوها، ونبقى لهُنيهةٍ؛ بلا عيون، يُشيحُ الفراغُ عنّا، يتآمر الصمت،وتطرحُ عقولنا ألغازاً غيرُ قابلة للتأويل،
أتمسّكُ بيدك، وأرى الخريف ينحسر،عُروقُ يدِكَ تُشكِّلُ غُصناً يُقاوم اليباس،شُريانٌ ينبض وحتى لحظتي الراهنة
أحاول فعل مايسمى بالكتابة؛وأتجرّدُ من أدواتها!
ثمةّ ذكرى يسيلُ لعابُها،فأتعثّر؛
هي حظّيَ الخبيءِ من هذا العالم الفاحش،استغلِقُها في أقصى الروح مع صورتي التي تستوحِشُ ... كثيراً !

د. فريد ابراهيم 04-16-2017 05:45 AM

اقتباس:

صنعُ نوافذ لا تدري هل سيتسللها النور يوماً ما،كائناتٌ بلا أفواه، طيورٌ بلا أجنحة، شجرةٌ واحدة تكفي لتمتلىء بها اللوحة، لا حاجة للإسراف في الملامح الشكلية
تتخِذُ الأشياءُ نصفُ شكلٍ،
اقتباس:

فلم يزل في القلبِ زيتٌ يسقي فتيل أُمنيةٍ أخيرة !
اقتباس:

أراكَ هناك،ولا أراك !
لاتشغِلُ حيّزاً، وأمتلىءُ بك!
صور قمة في الروعة و فكرة جميلة جدا
تتأرجح مابين رسم الحبيب من الذاكرة
و تمرد وحي الكتابة
نص أنيق و مبدع
تحياتي و كل التقدير

منى مخلص 04-16-2017 03:26 PM

الله


الله



الله يانــــــــــــــــــــــازك


أمتعتني بكل ماتعنيه المتعة من معنى واحســـــــــــــــــــاس والله :)

أحييك ومن القلب

رشا عرابي 04-16-2017 04:44 PM

نازِكي
مرآتي وانعِكاسي الأحنّ،
تجوّلتُ في نصك دون هَوادة ، وكأنّي بي رِئَةً في ذُروةِ احتِياجها للأنفاس
تغترِفُ هواء



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازك (المشاركة 1004184)
فالغيابُ ليسَ إلّا عُلبةً ضيّقةً، خاليةً من الأوكسجين،يتغشّاه العمش،حياةٌ باهتة خالية من الألوان !

ليتَ يا مرآتي يُدركون، وكم صَرَخَت هذه الـ ليت والسمعُ ( أصمّ )

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازك (المشاركة 1004184)
أراكَ هناك،ولا أراك !
لاتشغِلُ حيّزاً، وأمتلىءُ بك!

حدّ الإنبِهار أولَيتِ لِـ هذا السطر كوناً من رَهافة
جُبِلَت بـ قِلّة حيلة !

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازك (المشاركة 1004184)
فلم يزل في القلبِ زيتٌ يسقي فتيل أُمنيةٍ أخيرة !

إليك بي يا من تعلمينني أكثر منّي في هذه اللّحظة بالذات
قَبَضتُ على قلبي بـ قبضةٍ من المُمكن لَـ طالما أولَيناها حظّها من ثرثراتِنا


نازكي ،
ارتَكبتِ جُرم الكتابة واستَعرتِنا بانعِكاس النّوازِع دَواة

لله أنت وما تلمسين منّي / منّا

بلقيس الرشيدي 04-17-2017 01:30 AM

..
..

كأنَّكِ تقُولِينَ يانازِك فلتُشرقْ الشَمس فَلم يعُد للغدِ زَمانٍ دُونه !
ولَم يعُد ذَاك الضَوء الشَارد من مآقِي الحنِين يحنُّ لعناقٍ أكبَر مِن إتساعِ الإنتظار !

مُذهلَة يانازِك أنا أرى فِي حرفكِ قَلمي وأدبي حيثُ أكوون دَومًا .
حماكِ الله

.

عبدالله مصالحة 04-17-2017 10:17 AM

فلم يزل في القلبِ زيتٌ يسقي فتيل أُمنيةٍ أخيرة !

هو ذا صميم بوح القلب حين يستدرج معانٍ حائرة تزجّ الهّم في كاتدرائية الأوجاع , فتنبت زهرة الحرَّية من أعلى غضاب العين تسقي الرّوح ما بعد بعد الحياة وتمضي حانقة على الغياب وهرم الرَّحيل .

كنتِ في ابتلاع الحيرة قنبلة موقوتة فجَّرها الصَّمت ليتعالى نغم الكلام ضفاف العَنَت , الشوق , الإمتلاء , فالقصائد دون الإفصاح قتيلة وريشة الرَّسام ثاقبة الدِّقة حين يُغلى من الفؤاد نواة التَّدوين


جمالٌ لغويّ معبّرٌ مسجون نَحر إدلاقه , وصور بليغة جميلة الايقاع , تقديري الجمّ .

إبتسام محمد 04-17-2017 05:07 PM

"
.
.





حينما تعزفين على أوتار القلوب تستنهضين تلك المشاعر التي كانت مغيبة في سبات
تأنس الغياب رغبة في النسيان والتغيير غير انها لا تزال تنبض بما كان
رجفة تسكن الأوصال هنا وتستشري كـ طوفان لا نهاية له ولا مآل ..


أبدعتي ي نقاء ...


مودتي ...

نادرة عبدالحي 04-18-2017 05:47 PM

نازك حين أقرأك ِ بعمق أشعر بمدى قوة ما كتبتي

بوحا أت إلينا من الصميم فكيف لا نستقبله بحفاوة عيد .

فعلا يا عزيزتي كل الأمور تتضح في الغياب فالغياب يمنح الإنسان بصرا آخر

ليرى الحقيقة ،ويتقبلها مُرغما .وهُنا يشبه الغياب انه عُلبة ضيقة خالية من الاوكسجين

والآماكن الخالية من الأوكسجين غير صالحة للعيش فيها .

اقتباس:

الغيابُ ليسَ إلّا عُلبةً ضيّقةً، خاليةً من الأوكسجين،يتغشّاه العمش،حياةٌ باهتة خالية من الألوان
العزيزة نازك التنفس وإستنشاق الطيب في رياض الأحبة

ما هو إلا حياة جديدة تُمنح للرئة المستنشقة ، نشتاق لتواجدكِ


الساعة الآن 09:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.