|
الجزار البشع وحكم الإعدام ...
اسمها أمل ..29 ..أم لطفل في الخامسة من عمره .. قلب لايمكن إلا أن نحبه .. وصلت إلينا بالأمس .. في عينيها حزن لاتترجمه الأحرف . بقلبها أنين وألم عبرت الحدود تبحث عن طبيب ماهر .. ورافقتها .. العيادة في الطابق الثالث مكاننا كان على السلالم وفي الطابق الأول .. وبانتظار ولهفة جاء دورنا دخلنا /عيادته / على الثالثة فجرا .. لم نمكث إلا دقائق .. فحص سريري سريع .. ونظرة أسرع تصفح خلالها الملف .. تبعها بنظرة أخافتني قبل أن تخيفها تبعها صوت أشبه بتلاوة حكم بالإعدام ((أين كنت طوال الفترة الماضية .. أنت مريضة (سرطان صدر ) وفي مرحلة متأخرة جدا .. ألا تلاحظين العقد اللمفاوية المنتشرة .. ستموتين قريبا ..متى ستتعلمون .. ...... )) طار صوابي فقاطعته سألت عن حل ((عملية سريعة نسـتاصل مايمكن استئصاله )) هل تعطينا الأمل ..؟؟ ((لاأتوقع .. تؤخر الوفاة قليلا ..)) ((هذه الصورة كانت حية عشناها قبل الأمس ونحن ننشد الأمل على أبواب طبيب مشهور من أطبائنا (الجزارين )........)) من الباب عدت إليه وحدي وسألته كيف لطبيب أن يقتل مرضاه بكل هذه البشاعة؟؟ أجابني أنا لم أقتلها .. هي قتلت نفسها ..هي تأخرت .. قلت له أكرهك ومن على شاكلتك فالطب رحمة ورأفة وعلاج للنفس قبل الجسد مادامت في مراحلها النهائية فلم تكلمت ولم تصمت متى يحق للطبيب أن يصارح مريضته أو مريضه بل هل يحق له ذلك ؟؟ |
هل كان يراها إنسانه؟؟ أم جثّة ميّته؟؟,مالفائدة من تلك الشهادة التي تخرّج لنا إنسانا "مِِسخا"لاتشبهه إلا الآلة ميّتة الإحساس,لاأدري إلى أي درجة وصل علمه ووصلت شهادته ليجزم بموتهاالقريب !!,لو أتينا بطبيب حائز على جائزة نوبل لن يقول ذلك
من حقّ المريض أن يصارحهه طبيبه وقد يكون الطبيب مجتهدا ولايصارحه وقد أوافقه على ذلك,وكـ شعور شخصيّ أكره الأطبّاء ربّما أكون مخطئا لكن المواقف التي أعرفها تجعلني أكرههم ولست مطالبا بحبّهم طالما أنّه يؤدّي وظيفة لاأكثر على حدّ فِعله "الله يخلف" قد لاأكتفي بقولها وشكرا يانورا |
العزيزة نورا : موضوعكِ حسّاسٌ جدّاً , فالأمرُ برمّتهِ معقّد , أنتَ كطبيب واجبكَ أن تكونَ صادقاً مع مرضاك و قد أقسمت اليمين على ذلك مع حفظ أسرارهم , و لكنّك بنفس الوقت مطالبٌ بمراعاةِ الجانبِ النّفسيّ لهم . هل تصدّقينَ يا نورا أنّنا في الجامعة نتدرّبُ باستمرار على حالاتٍ مُشابهة ؟ كيفَ تقولُ لمريضٍ أنّهُ مصابٌ بمرضٍ خطير ؟ كيفَ تقولُ لهُ انَّ أيّامه باتت معدودة ؟ و كيفَ تُخبر أهله بموتِه مثلاً ؟ لا تظنّي يا نورا أنّ الامر سهل على الطّبيب , و لكنّهُ بمرور الوقت يُصبحُ شبه روتيني , اي أنّهُ يعتادُ الامر فيستطيعُ قولَ ذلك , و هنا تختلفُ الطّريقةُ من طبيبٍ لآخر , حسب قدرته على التعامل مع الحالات النفسيّة المختلفة للمرضى . ليسَ من السّهل يا نورا أن يتعامل الانسان طوال نهاره مع المرضِ و الألم , تخيلي ذلك فقط ! في النّهاية برأيي يجبُ على الطّبيبِ مصارحةُ مريضهِ دوماً بالحقيقة و لكن يجبُ ان يكونَ متأكداً أولا , و ما قمتِ بكتابته عن هذه المريضة , قصة تثير العجب بصدق , فانتشار العقد اللمفاوية و أعتقدُ في الفمِ ليس دليلا على سرطان الصدر أبداً , و من أجل تشخيصٍ كهذا يحتاجُ الطبيب إلى فحوصاتٍ و تحاليل وصور فليس من السهل أبدا القول بهذا القول عبثا و من خلال فحصٍ سريري قصير ! شُكراً يا نورا . |
اقتباس:
لم أخطىء عندما قلت (جزار ) عندما يتحول الطبيب إلى آلة ويفقد الجانب الإنساني .. ماذا يتبقى منه إلا المشرط والدماء نورت أخي الكريم وأهلا بتواجدك العطر |
اقتباس:
وهي جاءت تنشد بصيصا من أمل والعقد اللمفاوية انتشرت إلى ماتحت الإبط بصورة ظاهرة جدا يامنال لامانع في أن يعرف المريض مرضه فالهدف من ذلك مساعدته لنفسه ليسير في طريق العلاج لكن متى نسكت..(ويسكت الطبيب ) ونحاول أن نكثف من جرعات الأمل موقف مؤلم جدا.. أذكر أن إحدى قريباتنا ماتت دون أن تعرف مرضها كانت الأسرة حولها إلى آخر لحظة وأولا وأخيرا الله الشافي والمعافي ((ياعزيزتي .. الواقع حولي يقول ماكتبت وأكثر )) شكرا يامنال صباح الخير .. |
كما أن الطبيب مُطالب بالصِّدق مع مريضِه ! بل إن ذلك من صميم عَمله ../ أيضاً هو مُطالب وبِشده بمراعَاة الجانب النَّفسي للمريض إذ هو جُزءٌ مِن العلاج .. وما أعلمُه أن ذلك قد يكون داعِماً لأجهزة المناعة والوقاية في البدن وأن يكُون حكيماً في ذلك .. إذ لكُل حالةٍ لبوسُها .. فهناك من تزداد حالتهُ سوءاً إن علِم حقيقة مرضه ../ وهناكَ من يستطيع مُجابهة المرض بنفس قوية راضية أعلمُ ان الصدق هو المنهج الذي رسمهُ الدين حتى في التّعامل مع المريض .. / ولكن أيُّ صِدقٍ يتحدَّثُ عنه وهو لا يَعلمُ متى ينتهي أجل مرِيْضِه ؟؟!! الصِّدق يكون في شرح المُشكلة المرضية .. وليس في تقدير الأجل وتحديده !! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل ; فإنه لا يرد من قضاء الله شيئاً , وهو يطيِّب نفس المريض ) هذا هو هديُ النبي صلى الله عليه وسلم .. مالذيُ يضير الطبيبُ إن بيّن للمريض حقيقة مَرضهِ وغلّف ذلك بالحِكمةِ والرّحمة ثمَّ نفَّس له في أجله ورفع معنوياتهِ وعلق قلبه بالأمل بـ ربه ؟! _ وليس أمرُ شفاءه بعزيزٍ على الله _ أنا أيضاً أكرههُم . . |
اقتباس:
صباحكِ ورد يا عزيزتي , إن كان الملف مكتملا فهذا يعني بأنّها كانت تعرفُ باصابتها قبلاً , و بصيصُ الأملِ يا نورا في مرضِ السّرطانِ ضئيلٌ جدّاً , من الواجبِ مصارحةِ المريضِ اذن بالحقيقة , مع أنني ضدُّ أن نقولَ للمريض : بقي لكَ 6 أشهر مثلاً , و لكن يجب مصارحةا لمريض بمدى سوء حالته الصحيّة , لكي يراعي ذلك بحيثُ تخفُّ عندهُ أعراضُ المرضِ بشكلٍ يسمحُ لهُ بالحياةِ بعيداً عن الالم قدر الامكان , تخيلي مثلا أن مريضة بالسرطان لم تعلم أنها كذلك أو ظنّت أنها ستشفى ,ثمَّ حملت ! ماذا سيكونُ مصيرُ الطّفلِ , هذا إن تحمّلَ جسدها المريضُ ذلك ؟ نعم الرأفة يجبُ أن تكونَ موجودة و ذلك بالتمهيد النفسي للمريض قبل مواجهته بالحقيقة و مساعدته بعد ذلك على تجاوز الأزمة و التعايش مع الحقيقة . : للعزيزة جمان أقول : إن ّ الأجل بيدَ الله عز وجلّ حتماً , و لكنَّ الطّبّ حين يحدّدُ العمر المتبقي لمريضٍ ما , إنّما هو لا يحدّد ساعةَ موتهِ , بقدرِ ما يخمّن قدرة الجسمِ على التعايشِ مع المرض و قدرة الخلايا على تحمله . و أجدُ أيضاً أنّ القولَ لمريضٍ ما : بقي لك كذا و كذا من العمر , مرفوض طبيّا و انسانيّاً ! شُكراً مرةً أخرى . |
اقتباس:
بإمكان الطبيب أن يوضح حقيقة المرض للمريض ويكتم تخمين قدرة الجسم على التعايش مع المرض عنه.. أعني بإمكانه ان يُخبر ذوي المريض بـ ذلك لـ مصلحة المريض سَبق أن أصيب أخي بـ ِمرض السرطان مُنذُ سنوات وذكر الطبيب أن المرض انتشر وأنه لن يعيش أكثر مِن ستة أشهر _ إن طالت المُدة _ والأعمارُ بيد الله لم نُخبر أخي بكلام الطبيب الآنف بل كان يعلم فقط حقيقة مرضه .. أخي الآن شُفي تماماً من المرض وأجزم لو كان يعلم بـ [ الستة أشهر ] والتي قد تكون هي القاتله ../ لانهار جهازه المناعي وتغير الحال ما أعنيه أن تحديد المدة لن تكون أبداً في صالح المريض .. هي تزيدُ من وهنهِ فحسب إن كان ولا بد فيُكتم الأمر عنه ويُفضى بِه لأقاربِه فقط أجزِم أن الناحية النفسية للمريض لها أثر كبير في علاجه . . |
| الساعة الآن 02:37 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.