الضلالة بين الإلزام و الإلتزام !
* العقدُ الإجتماعي يتجسّد فيما تنظمهُ منظومة الأخلاق في مجتمعٍ ما ، و نحن في مجتمعنا الإسلامي هذا لنا عقيدة تُملينا عقائد أخلاقية نتمثلّها ، و هذا التمثيل لها يكون وِفْق الإلزام أو الإلتزام ، و الفرق بين الإلزام و الإلتزام أنَّ الإلزام يكون من سُلطة عُليا تأمر و تنهى و بناءً على صوتها نرسم لنا خطوطاً حمراء " تابوهات " لا نتجاوزها لأننا في الإلزام هُنا ، و الإلزام يعني أننا مُلزمون لأن هذه العقائد الأخلاقية يصعب أن نتجرّد منها لأنها حق وعدل كالبر بالوالدين مثلاً أوْ الإحسان للقربى ، و هذه الملزمات الاخلاقية أيضاً تمدح و توبخ إذا ما اقترفنا انتهاك سافر لأحدها ،فهي تراقب وتحاسب المنحرفين في سلوكهم عن الصراع القويم . أما " الالتزام " فهو التقيّد الشخصي و تمثيل فعل ما بناء على ما يقتنع به الشخص لذا يلتزم به لكن لا يُلزم به ، بل يلتزمه هنا ، و الالتزام يُشبه إلى حدٍ بعيد السير على قضبان من حديد تُعيّن للملتزمِ الطريق الذي يسير عليه تماماً كسير القطار، ومن الإلزام والالتزام يتألف مفهوم النظام، و مَنْ تمرّد على الإلزام والواجب فقد خرج عن النظام العادل .. و من هذا أجدني اتساءل سمعنا مؤخراً عن " أم الرباب " هيلة القصير و كيف أنها انصاعت خلف ما تدعيّه " إلزام " لا إلتزام ، لِمَ جاء الإلزام لديها مغايراً تماماً عن الإلزام لدينا ، فالإلزام الأخلاقي لدينا يأمرنا بإنتهاج كل خير و البعد عن كل شر بإمتثال أوامر الله و الإنتهاء عما ينهى إليه عز و جل ، و الله سبحانه و تعالى لا يقرّ هذا الإلزام الذي جعلته هيله القصير " شيء مُلزم عليها " و لم تجعله شيئاً متلزماً ، و الإلتزام يختلف عن الإلزام كفرق السماوات عن الأراضِ .. فهل قد يتخلل العقد الإجتماعي تذبذب بين الإلزام و الإلتزام و نحن المجتمع الذي وضّح لنا الرسول صلى الله عليه و سلم قاعدته العريضه في معنى قوله تركتكم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلّا هالك ؟! " الدين واضح " عبارة مطاطية تُرددْ علينا كثيراً ، و هي تنطوي بذلك على أن الشبهات و الضلالات واضحة و ليست من الدين بشيء ، و هذا حسنٌ جداً ، لكن كيف نستطيع أن نكنس هذه الضلالات المتغمسة بين الإلزام و الإلتزام حتى تختلط علينا فتارة قد نرى كهيلة القصير بضلالة إلزامية كما تدعّي ، أو قد نرى خلطة فكرية كما في بعض مقالات و كتب البعض بضلالة إلتزامية كما يدعّون لا إلزامية ..؟ بين الإلزام و الإلتزام أين عقدنا الإجتماعي ..؟ |
بين الإلزام والإلتزام [ ضلاله ] يتجاذبها عاملان [ التقليد & اليقين ] هذا والله أعلم رد ود |
شاميرام ... أهلاً بكِ و بجان جاك روسو :) لن أتحدث عن الإلزام لأنه يمثل الأحكام الشرعية بحلها و حرامها سننها و واجباتها و مندوبيتها ... و لن أتحدث عن الالتزام لأنه يمثل الضمير / الذات الواعية في بني الإنسان عموماً ... سأتحدث عن سيدة [ القاعدة ] فهي لم [ تُلزم ] بل [ التزمت ] / اعتنقت أحكاماً متطرفة و أقوالاً آثاراً اختلطت بالشبه و آمنت بالمنطق المُلغي للآخر تماماً ... لأن القول بإلزامها فيه ظلمٌ كبيرٌ للدين المتسامح / المعتدل .... أما أمر أين عقدنا بين [ الإلزام ] و [ الإلتزام ] ؟ فهو موجودٌ في إيمان العوام / البسطاء / العجائز ... موجودٌ في إيمان الشريحة [ الوسطية ] السمحة / المعتدلة ... شاميرام ... عقلٌ يفيض بالحكمة ... شكراً لك ... |
اقتباس:
حسناً ، أمّا أنا فأقول بين الإلزام و الإلتزام إرادة و توجّه سلطة و ثقافة مجتمع :) طبعاً أنا احكي عن عقد اجتماعي هنا موب عن عقيدة دينية و إن قصدتها لأننا نربط المجتمع بالدين ، لكن الهيكلة التي أنشدها تهتم بالسياق الأول بالعقد الإجتماعي ليس إلا .. شكراً لك :34: |
اقتباس:
و هي ليست إلا " إلتزامية " لكن ثمة توجّه و قناعة عامة صيّرت " العامة " كلهم مُلزمون ..في مجتمعنا لا يتعيّن لنا أن نحدد الإلزام و الإلتزام لأنهما مميعتان ببعضهما و " سيدة القاعدة الحمقاء " ليست إلاّ مستغلًة لعشوائية هذا التمييع .. اقتباس:
فكيف بها تتقدم و تتفانى بروحها لمجرد هذا الإنتهاك السافر بحق الوطن ! بنظري لم تفعل هكذا إلاّ لأنها وسط جماعات صيّرت الإلتزامي إلزامي .. و هنا استنساخ للفكرة العامية حيث جعل الإلزام إلتزام و لكن بطريقة وقحة أكثر و تسلّق أكثر ... اقتباس:
شكراً لك ، أحب قراءتك :34: |
اقتباس:
ايضاً [ ليس العلم اليقين كـ العين اليقين ] وذلك على نحو [ الدليل يغني عن الدلاله ] من هنا يكون حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم خط رجعة للموضوع [ ليس الخبر كالمعاينة ] وأجد في قول [ عبدالحليم أبو شقة ] ما يجعل العقل في مربى خصب هو يقول في نقد العقل المسلم ـ: هي العقلية التي يتطلبها العصر الذي نعيش فيه، ولا سبيل إلى الحياة على مستوى العصر دون أن نلتبس بهذه العقلية.. وأول ما تفرضه هذه العقلية يقع في صميم شخصية الفرد، وجوهره الإيمان الصادق بالحقيقة والعزم على احترامها، والعمل على رفع لوائها وتغليبها على سواها.. وليس هذا الأمر السهل، فسبيل الوهم أوسع وأيسر من سبيل الفهم والإدراك، وتتبع الحقيقة يقتضى من الجهد أكثر مما يقتضيه اتباع العادة، واتخاذ التنازل عن مصلحة أو الإعراض عن هوى أو التخلي عن تقليد متبع، وهو يتطلب فوق ذلك نقداً صريحاً للذات ومحاسبة مستمرة للنفس . رد ود |
اقتباس:
القريب من النفس حد الإلتصاق بالروح حمد الرحيمي لا ضير ان نصفهم بالعوام وكبار السن كما انه ليس من المعقول ان تكون الوسطية متمثله بهم هم حتى شأنهم لا يتدبرونه في معظم أوقاتهم ؟! بالمقابل [ التشدد في محله وسطية والرفق ان وافق محله كان وسطا] ولن انسب الإخلاص لـ عمل احدنا وإن كان الامام الشافعي هو من جمع بين احكام مالك وابي حنيفة يسدد ويقارب متخذا في إجتهاده هذه الآيه كنبراس (جعلناكم أمة وسطا) سورة البقرة . |
|
الساعة الآن 11:39 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.