منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   سَدُوم .. وأشياءٌ أُخَرْ ..! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=11324)

محمود هرموش 06-02-2008 01:27 AM

سَدُوم .. وأشياءٌ أُخَرْ ..!
 


(1)
ثمّةَ فراغٌ مسلوب الامتداد..!
وفي جعبةِ الفطام فرصة مذاقٍ أخيرة تصفّدُ آخر هذيانات نخلة تُزيّنُ المسافة ما بين ضفة الرُّطب وخصر سعفةٍ تستريح تحت قنطرة رقص الظلال ..
الحرفُ يتيم الغواية ..
يُسابق شغف الشهيق .. ويُهندس زخارف العتمة
وثمة سؤالٌ مغرور الوريد ضاجعهُ نعاسُ الإحتواء على بيدر التجلي
فنتفتْ قبراتُ الرحيل أرياش الجناح
وبتّكتْ آذان الشرود
وقصقصتْ مناقير التَّشعب عند امتلاء حواصل الفكرة بحشو التعرّي
حين غادرني حبرُ السؤال وراح يصرخ في وجه البوح ..
كان صمتي يتوهم أن رمق العاصفة الكسير هو معبد ٌ لأنثى الغبار
كانت براثن الرمل تتزندق على هواها
وكان المدّ يقايضُ صغار المحار بفتات غناء نورسة أدمنت التسكع على شاطئ السجود
كان رذاذ الموج مغايراً ذاك المساء ..
ينام وفي دمه شيء ما ..
وزخمُ الملوحةِ مثخنٌ بالانصياع والتوجس
ثمة كلامٌ وفير يهرب نحو السطور ويبحث عن وسادة منسية
كي يغفو ..
ويخبئ تحتها ما تبقى من فوضى قصائدٍ بلغت أرذل شقاواتها
.
ولم تنزلق في هاوية الخديعة

(2)

أيها المخبوء فينا
تمرّدْ على ظل الغبار ..
على ريحٍ لجوجٍ بحياءٍ خلبي تيممتْ بهسيسٍ يغسل أدران رمالٍ
ولدت ذات سفاحٍ كثباناً زائلة

تمرّدْ على هامشٍ يقترف الانزواء تحت قميص نباحٍ
يتربص بالقافلة

كل الذي كان محضُ هباب
ولهفاتٌ سابغاتٌ ضجّتْ بها نهنهاتُ العويل على سراج الذهول
وأراقتْ كؤوسَ عفّتها الصّاهلة

ياسخفنا
عندما نقلّمُ أشجار القصائد
ثم نقرعُ كأساً بكاس ٍ
وندشّنُ تمثالاً للنزوةِ السافلة

للظلام أنشودة يتجلى فيها التلاشي
يتكاثر فيها عشب النعاس
وتتجدولُ الرغبات تحت وسائد اللحظةِ ..
تردّدُ نشيدها السري
وتغزل شرانق الإنتظار لحافاً لوعولِ الاشتهاءات الذابلة

ثمة أمداء دانية القطوف
ولهيبٌ يرفو ثقوب الحطب الذي تسربل بصمتهِ
ولوّح برايات الرماد الغافلة

وقد تنبت كمأة العمر فجأة
قبل مواسم الرذاذ..
تتضمّخ بهذيان العراء وتبلّلُ مسامات المطر
وعلى ضفة المساء قد تنبت الصحوة
وتتمدد ..
على رصيف الاسئلة العاقلة ...!!


(3)

للضباب ابتهالاتٌ تؤهّلهُ كي يضاجع سغب الفداحة
ويستردّ انسياب الريح من جراب العاصفة
للغابة سذاجة ُ شهيق أرهقه همس طحالب يحاصرها شواظ النغولة
ولبعض القصائد عروش من عتمٍ مهزوم الفوانيس
ومراكب مثقوبة الشراع
تلوح للشواطئ الهاربة بمجداف وهمي ..!

ثمة مطرٌ يتحفز ويتساءل
هل يستحق ذاك اليباس هطوله .؟
إن آخرة الحقول مناجل ثلمتها ظنون البيادر ورؤى الحاصدين الزائفات
ثمة مسافة وبيداء بين مرايا النقاء
وبين اختلاج السطور التي آثرت رحلتها الى قمم القصائد
وانزوت تنخر قاعدة الجبل
لاتكترثي يا أصابع الانتظار ..
ما بين وعورة الريح وفداحة الرمل سرير من الشوك تغفو تحته فراخ النعام
تعزف على قصب الإفلاس مقام ظنون تتربص بما يباح من الحفيف
وعندما يجوع الضوء
يحرث حقول العتم ويطمر فيها بذور الافلاس
ويبحث في دفاتره القديمة عن سنابلٍ فارغاتٍ شوامخ
تحترف الحداد في وجع الخواصر والزوايا

عندما يحاصر الأسى لذاذات المواجع
وتخطر على بال الظهر تأوهات السياط التي تجترُّ فتات الأماني
تُراق على مداخل الأهواء قارعات الوقار
ويجور المرجفون
فنكشف للألم الآتي مؤخرة السطر وأدبار الكلام ..
.
.
ونمضي..!!
.
.



مصافحة أولى .. أتمنى أن تنال إجابكم ..

سلطان ربيع 06-02-2008 01:40 AM

محمد هرموش
أهلاً بهطولك
الذي منحنا فرصة كافية للتمعن بجمال حرفك وروعه الحضور وأشياء أُخَر

شكراً لهذا الصباح الجميل
الذي أزهر منذ هطولك الأول .

مشعل الحربي 06-02-2008 01:54 AM

محمد هرموش


أعجبتني هذه العبارة..

ثمّةَ فراغٌ مسلوب الامتداد..!


أعجبني ما كتبت وأول الغيث قطرة..فلا تتأخر.

احـترامـي.

عاصفة الشمال 06-02-2008 03:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود هرموش (المشاركة 287703)


لاتكترثي يا أصابع الانتظار ..
ما بين وعورة الريح وفداحة الرمل سرير من الشوك تغفو تحته فراخ النعام

تعزف على قصب الإفلاس مقام ظنون تتربص بما يباح من الحفيف
وعندما يجوع الضوء
يحرث حقول العتم ويطمر فيها بذور الافلاس
ويبحث في دفاتره القديمة عن سنابلٍ فارغاتٍ شوامخ
تحترف الحداد في وجع الخواصر والزوايا

عندما يحاصر الأسى لذاذات المواجع
وتخطر على بال الظهر تأوهات السياط التي تجترُّ فتات الأماني
تُراق على مداخل الأهواء قارعات الوقار
ويجور المرجفون
فنكشف للألم الآتي مؤخرة السطر وأدبار الكلام ..
.
.
ونمضي..!!





. ..



نثرية أعجبتني ...

أعجبتني حتى ألجمتني عن الرد الذي يليق بها ...

سأتوقف عندها طويلاً لكي يرتوي الفكر من هكذا أدب..

أستاذي ـ

جُلَّ التقدير لكَ و لـِ مداد قلمك .






ساره عبدالمنعم 06-02-2008 07:27 AM

http://www7.0zz0.com/2008/06/02/04/409393725.jpg

جميل ..
ما سطره قلمك ..
في ربوع الصفحة والقلم
باح بأول قطرة الإبداع حتى يُحقق
التفرد والتميز ..

لله درك
دمت بكل الخير
شمس الغلا

م.عبدالله الملحم 06-02-2008 02:25 PM



هذه اللغة لا يسعني
إلا أن أقف و أتأمل و لا أمل التصفيق ها هُنا

محمود هرموش
الحضور ها هنا يجب أن يتكرر و كثيراً

فلسفة و تصور و تصوير رائعات
تجعلني أنتظر منك كل جديد دائِماً ... سجلني متابعاً لــ فكرك


كل التقدير ..


:
:

عبد الله العُتَيِّق 06-02-2008 03:01 PM

في محراب الكمالِ أضعُ قلنسوةً ..
تقديراً و إجلالاً ..
ممتعٌ حرفك ..
نبيلٌ وصفُكَ ..
جميلٌ سبكُكَ ..
متتابعٌ سَكبُكَ ..
أقفُ على عتبةِ البابِ مُستمنحاً نوالاً دائماً ..
و أصفُّ قدماً رافعاً كفاً مُستنزِلاً غيثَ إبداعك ..
تحيتي لك أستاذ / محمود ..
[ تنبيهٌ / في موضوعِ الراقي / صالح الحريري ترحيباً بك ، كتبتُ اسمَكَ محمداً ، فأعتذرُ فما هو إلا وهمٌ ]

عبد الله

لمى الناصر 06-02-2008 03:15 PM

عزف الصمت.. وأغرق بصمته في لجي السدوم.

فكان العزف غارقا بنورسه..ومستعمرة في الرأس تضم مئة فكرة تحلق في بوح القلم واسراره فترضعنا إياه مصقولة ببالونة أكسجين يسبح في أعناق الحروف..في مقهى الروح تتشايه الحروف على الورق وأيضا حركة الأصابع عندما ترسمها انت.

قطفت من العمر ميعاد وتركت المساء في عزلة السؤال.
سكبت حروفا كشلالات طرزتها بمرارة الحيرة.
أظنني سأقيم هنا طويلاااا.

مساؤك فيروزي.


الساعة الآن 09:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.