أنتِ تجيدين الهمس للشمس، فتحادثك بلغة من نور لا يفهمها الا الملائكة…

قال -يحدثها -في خطواتك يتجسد المعنى المادي لروح الموسيقى، تنطلقين كنغمة من فاه ناي أنيق ينفثه عازف محترف، كطيف يعبر المدى لا أستطيع الإمساك به فإذا ما تجليتِ للظهور رأيتك مستلقية في السماء على شكل نجمة ترسل وميض شعاعها الفضي وتلاطفني بلغة الضوء والألق.

ترحيلين من مواقعك ويبقى اثرك فأظل مستأنسا به غير مدرك أنك قد رحلتِ منذ أزمنة الى ملكوت آخر في حيز الكون الحاضن لوجودك .

يقولون أن النجوم ذكية تمارس الحب بوصوصات ضوءها وتهمس للعابرين بصمت فتسمعها الروح وتهتدي ألم يقل الله “وعلامات وبالنجم هم يهتدون “؟

كان يدرك أنها أنثى مليئة بالجمال كاملة الوعي وناضجة العواطف وخصبة الاحاسيس تأسست على قيم الخير وانتمت الى دوائر الشرف والعفة والكبرياء الجسور، هي من أزمنة الخصب ما إن تجدب الأرض حتى تزرع فيها عناصر الحياة والنمو تحيي الأزمنة العجاف بقدرتها على التنبؤ بالحلم ومساراته الواقعية واكتشاف الرهانات المتدافعة في الحياة…
سأقول لك لماذا أحببتك لأن اعماقك تشبه أعماقي وإن اختلفت مظاهرنا وظواهرنا لأن روحك عرفت روحي فتآلفت معها وانسجمت.

أتدرين ؟

يتمنى المرء فيما لو كان سفينة كي يبقى دائما على سفر ليراك بعد كل غياب وعند كل شوق، الحديث معك يؤنس الروح إنه يعيد ترتيب ما انفرط من الاحلام وينغم عزف أشواقي الراحلة اليك عند كل شروق وغروب.
ليتني كنت طفلا حتى لا تبكيني قسوة الأيام. ولا يؤلمني اختفاء أحلامي أو تبعثرها في ظلام العمر…