منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   آسف ياصديقي (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37799)

فاطمه الغامدي 03-03-2017 03:50 PM

آسف ياصديقي
 
الشريط الحدودي بينهما يكاد لا يذكر ،جبهتان متقابلتان ،عينان حائرتان في كل جبهة،مسلمان عربيان ،يقف كل منهما مقابلا الآخرواضعا يده على سلاحه الناري على أهبة الاستعداد ليقذف به في وجه الجندي الآخر حينما تنطلق الشرارة الأولى..

كان أحدهما يشرب ماء ،والآخر ينظر إليه ..حدث نفسه لعله عطشان ولا ماء لديه ،نفسه الأمارة بالسوء حدثته بحدة وماشأنك ؟ هي الحرب ..والعدو ..لكنه سرعان ماتمرد عليها اقترب من الجندي الآخر، ناوله زجاجة الماء ،شرب حتى ارتوى . سأله ماسمك قال علي ،وأنت قال محمد ،ابتسم كل منهما للآخر وعاد إلى موقعه.

يأتي اليوم التالي متسربلا بالحنين ،وجوه الأحبة تضخ الذكريات ،يتأمل محمد صورة أسرته الصغيرة ،زوجتة الجميلة وطفليه ..وشوشات الصباح الفاتنة ،وجه زوجته المتعب حين أنجبت طفلها الأول ،اعياد الميلاد ،والدته التي رحلت قبل عام ،أباه الذي يشعر بالوحدة والحزن ،دموعه التي لاتكف ..

يقترب الجندي محمد من الجندي علي يريه صورة طفليه ،يقبلهما علي. ويدعو لمحمد بأن يعود لأحبته سالما..

يذرف علي الدمع الغزير ،يتململ ،يقف ثم يجلس ،صوت أمه ،دموعها،خشوعها ،،عروسه المنتظرة ،كان الصيف موعد الزواج… رسائلها التي ينتظرها ،لواعج الشوق وذكريات الطفولة والأحلام المنتظرة يا علي ،،كم أقسمنا لنبذر الأرض أطفالا..

تظلم الدنيا في عيني علي ،يرتفع صوته بالبكاء.. يقترب محمد يربت على كتفه ثم يتعانقان ..

حين تأوي المسافات إلى حضن الظلام ،تزداد وحشة الأمكنة والبرد… الحياة حلوة ..ثم ضحكا بصوت واحد ،

محمد يتأمل الأشياء التي لم تكن تعني له شيئا،أهو نضج التجربة؟ لاشيء كالموت يجعلك. كببرا ..ارغب أن أشتم زهرة حديقتنا المنزلية ..أن يدغدني المطر.. استمع إلى شغب الطرقات وعودة طلاب المدارس بثيابهم البيضاء الزاهية..

صخب يا محمد.. صخب ..

الأسواق ياعلي تضخ الأصدقاء في دمي وجوه أساتذتي تلوح لي ..

أهو الموت يا علي ؟

الموت يا محمد يزحف ..يقترب منا يقتات أطرافنا نتآكل بسرعة هنا ..أسرع من محصول

قمح قديم ،

تناولا عشاءهما كما اعتادا منذ اسبوع،

ضحك علي بهستيريا عندما قال له محمد هل يمكنني أن أدعوك *صديقي *؟

يفتح الصباح فاه ،يتسع اشراقا وأخباراصاخبة .ماقيمة اشراقة تحمل الموت في خيوط أشعتها ؟!

الليل أكثر صدقا حين يغتالنا دون أن نشعر ودون أن نرى الشرور في وجوهنا ..أو أن يشعر بنا أحد ..

صفارات الانذار تشتعل في الجبهتين المتقابلتين ،الجنود يهرولون

يتبادلان النظرات يضع كل منهما يده على سلاحه الناري يصوبه كل منهما صوب الآخر يسقطان متعانقين ..

فاطمة

حسام الدين ريشو 03-03-2017 04:25 PM

عادت بي هذه اللوحة
الي ذكريات زيارة لسور برلين
الفاصل بين شطريها
ربما نفس الجنديين
لكن بأسماء مختلفة

انها الحرب
استاذتي القديرة
أبدعت
في الرسم بالكلمات
لك تحياتي

فيصل خليل 03-03-2017 04:27 PM

ما أصعب من تعارك الأخوة من أجل إرضاء السياسة

إخوة ولدوا وتربوا على إخوة العرق والدين وتقارب الأرض يجدوا أنفسهم فجأة أعداء ، يدمرون أحلام بعضهم البعض.

ذكرتيني بقصة حدثت في الحرب العالمية الأولى .. أثناء هدنة عيد الميلاد خرج المتحاربون من خنادقهم يتبادلون التهاني والهدايا.
وما أن علمت قيادتهم حتى عنفتهم وعاوا بعد فترة ليخوضوا بعضهم أعنف المعارك.

أخت فاطمة الغامدي
كتبت فأبدعت بتصوير مشاعر المتحاربين (عبثا)
نثر جدير بالثناء والتقدير

دمت بخير وعافية





رشا عرابي 03-03-2017 05:18 PM

لله أنت !

ثمّة ومضات حكيمة منحت النص هالةً من المهابة


حين تأوي المسافات إلى حضن الظلام ،تزداد وحشة الأمكنة والبرد

لاشيء كالموت يجعلك. كببرا



الليل أكثر صدقا حين يغتالنا دون أن نشعر ودون أن نرى الشرور في وجوهنا


ما أحيلاكِ سرداً يا فاطم ♥

منى مخلص 03-15-2017 10:05 AM

ابكيتني ياغاليةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة


واقعنا المرير اليوم يغص بهذه الحكايات الموجعة وغيرها اكثرررر
لااقول سوى

حسبنا الله ونعم الوكيل :(

نادرة عبدالحي 03-16-2017 05:12 PM

ووراء كل مُحاربا حياة يحب أن يعيش ويكمل أحلامه ويُحقق ألأماني الغالية

قصة أسف يا صديقي لها عدة أبعاد ثمينة ،تأخذ القارئ لأرض المعركة وتأخذ القارئ للعائلات المنتظرة عودة إنها البطل

الذي يُحارب من أجل اإستقرار وطنه الحبيب.وتبين الواجب الوطني في الدفاع لا الهروب والفرار وترك الوطن يحترق لوحده .

برغم مرارة الموقف إلا أن أسلوب السرد كانَ شيقا وقريب جدا من اللغة البسيطة التي يحبها القارئ التي لا تكتنز بغموض

وأسرار تدخل القارئ لمتاهات لا داعي لها ...

الكاتبة الغامدي ننتظر القادم بشوق ثرثار يود المزيد ليشحن الذهن بما لذ وطاب من الأدب الرائع ،

يوسف الأنصاري 03-28-2017 08:14 PM

"
لاشيء كالموت يجعلك. كببرا

"

فعلاً ..
ولا أكثر حماقة من صراعات ..
يكون ضحيتها الإنسان ..

سحقاً لنا ..
تلتهم الظروف منا أغلى ما نملك ..
ونظل نأمل رغد العيش ..

لذا سحقاً للظروف التي يمكن أن نغيرها بكلمة واحدة .. ( لا ) ..
فقط علينا أن نقولها في الوقت المناسب ..
لنحيا أو نموت ونحن نحاول ..



كبيرة بقلمك فاطمة ..

سعاد 04-12-2017 09:43 AM

السهل الممتنع ...هكذا هي كتابة القصة القصيرة ...
وهنا يا عزيزتي أبدعتي في أبراز ملكاتك وموهبتك القصصية
ورسمتي لنا لوحة بألوان الحروب تكاد تقطر دما لما تحمله من صدق ...
(أسف يا صديقي ) عنوان طبع في ذاكرتي
وفاطمة الغامدي .. أسم يحسب له حساب
محبتي


الساعة الآن 10:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.