|
غرباء هكذا الأحرار في دنيا العبيد!
هذا اقتباس من أحد الأناشيد " الاسلامية " عجزه أم صدره لا أدري لكنه مرافق لشطر أخر هو ( غرباء و أرتضيناها شعاراً للحياة )، شجي صوت المنشد و أصوات الكورال من بعده ، تدخل معه نوبة من الجوى و تبدأ في جمع خيوط غربتك، لتنسج منه تاريخاً ترتضيه، طبعاً ان كنت ممن يشعر بغربه، و أنا على يقين أنّ لكل ابن آدم غربته الخاصة سواء ظهرت على ملامحه و في تصرفاته أم واراها بروح السخرية أو بطريقة أخرى اختارها، و لا أعترض على هذه الغربة فهذا تفكيره و هو حُرّ ، نعم حُرّ هكذا خلقه الله، و أظن الغربة تتناسب عكسياً مع حرية صاحبها. المشكل لدي أنّ هناك من يعظم غربته و يجعلها مركز الكون، من خلال نفخ الروح فيها بكل ما يحيطه مما تتوافر فيه عناصر تزيد نار غربته سعيراً، حتى هاهنا يبقى حراً فهذا ما يريده هو ، لا يكتفي بغربة نفسية بل يطوع لها الكون و لا يهدأ حتى يسمع الصدى من حوله يتردد : غرباء هكذا الأحرار في دنيا العبيد ، تبدأ المشكلة في تعديه على هذا الكون، و بدئه في تطويع باقي البشر ليصيروا أيضاً جزءاً من غربته ، و كأن عقله قد أحاط بما كان و ما سيكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون. الغربة هي تباين حاد مع المحيط، أشبه بمرض الذهان، لكنها تبدأ بالاختيار عموماً - الغربة التي أتكلم عنها - و تتطور الى أن تصل الى الانغلاق و التقوقع و الانفصال عن الحياة المحيطة، و هي اما تقديس للذات أو تجريم للمحيط و تقزيم له، و هذا هو حجر زاوية الغربة . من قال هلك الناس فهو أهلكهم ، و الذئب انما يأكل من الشاة القاصية، و المجرم يعزل ضحيته ليسهل عليه التغلب عليها. مؤمن أن الأفكار العظيمة تولد يتيمة، فيتبناها شواذ عصرها ، ليذكرهم التاريخ عظماءاً آمنوا بأنفسهم، و وثقوا في صحة ما يعتقدون، و لكن قد يكونوا مخطئين أيضاً و يغتربون مع الوهم فقط ، و لا فيصل لذلك في نظري الا للشك و الايمان. جميلٌ أن نراجع أنفسنا، و نتعلم من أخطائنا و أخطاء من سبقونا، و نبدأ من حيث أنتهوا ، و كما قال غوته : ان من لم يستفد من تاريخ ثلاثة الاف سنة مضت فهو يعيش حياته من يوم الى يوم ، و من المعلوم بالضرورة أن الواثق من مبادئه لا يختبئ بها و يحرسها بل يجعلها تحتك بمحيطه لأن البقاء للأصح و الأقوى ، العزلة و الانغلاق بيئة خصبة لنمو الأوهام و الوساوس و الكوارث الفكرية و هي المعنى لكلمة التخلف . الزمن يمضي ، رضي من رضي و أبى من أبى ، و كل شيءٍ يتغير مرغوماً، لذا يجب ألا نسبح عكس التيار و أن نبحر مع الزمن و نحمل فقط الجواهر الثمينة معنا، لأن التاريخ لا يبقى و لا ينتظر أحد هو فقط يعيد نفسه ، و جوهر الحياة واحد ، فقط قشورها مختلفة . |
اقتباس:
أخي سعد بن علي جميل ماكتبته ، من ألفه إلى ياءه ، وما تؤمن به نفسي ما اقتبسته من هذه المقالة الجميلة . كل الشكر أخي . |
سعد بن علي
ــــــ * * * من يختار غُربته سيعظّمها حدّ مركزيتها .. أمّا من تختاره الغُربة فهي من تعظّمه حدّ استيطاننا به . شكراً للمُبهر من حرفك . |
اقتباس:
بما أن القدر حمله إلى عالم غريب .. فـ هو َ بذلك يعيش التناقض بين معرفته لنفسه .. وجهل المكان به , الذي قد يتشكل إلى معالم لا يستسيغها , معالم ٌ محزنه .. مما حدى به لقول اعترافا ً لا يعتنقه .. / إنّي غريب ٌ ولا أبالي من شأن هذا الإحساس الـ لا اعتيادي أن يغير نظرة الإنسان فيمن حوله كائنات ٌ أم جمادات .. وفي أحيان َ أخرى يعجزُ عن التفريق بينهم .. أو خلق رابط يصله بهم .. و في آخر سواد ٍ يلبسه الليل .. يتذكر ماقد كان .. و تقام لـ ثورة الغربه , مأدبة ُرثاء . تعرف ُ من أين تؤكل الكتف .. والأضلاع كلها .. يا سعد أحيي فكرك َ الراقي هنيئا ً لك َ به لـ كلك َ وردا ً يتئد . |
سالم بن عايش حضورك أسعدني شكراً لك |
اقتباس:
أختصرت مقالي في جملتين حضورك أسعدني أستاذي جزيل الشكر |
سعد علي ... أهلاً بك أستاذي الكريم ... وسعداء بهكذا حضورٍ بهي ... ربما كان افتعال الغربة بهذه الأنات الشجية نوعٌ من جلد الذوات وربما تأليب الضمائر على ذواتها يمارسه البعض بدعوى إيقاظ النُوّمِ وتحريك السُكّن... هُم يحملون هَمّ الجمع ويرون أن عليهم مسؤولية قرع أجراس الخطر ... سعد علي .. جميلٌ أن يكون بيننا من يلتقط إشارات الاغتراب ولمحاته الأبعد ... مودتي ... |
وشاح
أطربتني مقطوعتك شكراً لك على هكذا حضور أخجلني اطراؤك سلمتي |
| الساعة الآن 12:25 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.