منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   عندما يتحول الوطن إلى خيمة (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=36729)

محمد الفاضل 05-06-2016 09:11 PM

عندما يتحول الوطن إلى خيمة
 
1 مرفق
عندما يتحول الوطن إلى خيمة – محمد الفاضل

لا تملك أمام هذا الصبي الذي شاخ قبل أوانه ، سوى أن تعجب به ، يتوقد ذكاءاً وفطنة ، وأنت في حضرته تشعر وكأنك أمام فيلسوف ، عركته الحياة وسبر كل أغوارها ، يحلل الوضع ويضع يده على الجرح . عقل راشد ، حبيس في جسد طفل ، كان سعيد يعيش مع عائلته في مدينة حلب ، وهو أصغر إخوته ، ولكنه أكثرهم وعياً ، أصبح الوضع في المدينة لا يطاق ، القصف يومي ، ويطال كل شئ ، بالأمس القريب ودعوا جيرانهم الطيبين بعد أن سقطت قذيفة فوق رؤوسهم ، فحولت منزل الأحلام ، وملاعب الصبا أثرا بعد عين.

جمعت العائلة بعض الأغراض على عجل وقررت الرحيل واللجوء إلى مخيم الكمونة ، الواقع قرب مدينة سرمدا ، في ريف إدلب ، قرب الحدود ، وهو يضم اَلاف النازحين من المناطق السورية ، لحظات وداع الأقارب والجيران كانت مؤثرة ، تخللتها دموع ودعوات بالتوفيق ، المخيم يضم مجموعة خيام بلاستيكية ، يقطنه حوالي عشرون ألف لاجئ ، جلهم من النساء والأطفال ، الذين اضطرهم القصف الهمجي إلى اللجوء إليه ، برغم الهدنة المعلن عنها.
تعرف سعيد على صبي في الخيمة المجاورة ، وتوطدت الصداقة بينهم ، مع مرور الأيام ، فأصبح صديقه المفضل ، ومستودع أسراره ، أحمد يكبر سعيد بعامين ، لجأ مع عائلته إلى المخيم ، بعد أن فقد والده.

- سعيد ! ولكن أين والدك ، لماذا لم يلحق بكم ؟ سأل أحمد .
- لقد سبقنا إلى الجنة ، أجاب سعيد .
- هل ترى نهاية لهذه الحرب المجنونة ، ياسعيد ؟ هل يمكن أن نعود في يوم ما ، إلى مدينتنا وننسى كل هذه الأهوال والأحزان ؟ أشعر بالحنين .
- الوضع أصبح في غاية التعقيد ، لست متفائلاً .
- هل يمكن أن يطالنا القصف ، ياسعيد ؟
- محال ياصديقي ، فكما تعلم هناك هدنة ، علاوة على أن المكان قرب الحدود ، ومعروف للجميع بأنه مخيم للنازحين ، وليس موقع عسكري . اطمئن .

شعر أحمد ببعض الارتياح بعد تأكيد سعيد ، ولكن كان يساوره بعض القلق، استيقظ سعيد فزعاً على صوت انفجارات مدوية ، وكأنها يوم القيامة ، في البداية لم يع ماحدث ، تحامل على جراحه وبدأ يبحث بين الركام والدخان عن أفراد أسرته ، عشرات الجثث المتفحمة تملأ المكان ، تم تدمير المخيم بشكل شبه كامل ، واحتراق عشرات الخيام.
لقد فقد جميع أفراد اسرته ، بدأ يقفز كالمجنون ، وهو يبحث عن أحمد ، على مقربة من بقايا خيمة محترقة ، كان يرقد صديقه، والدماء تغطي وجهه البرئ ، لقد فارق الحياة.
- اَه يا صديقي ! سامحني ! لقد وعدتك بأن لا يصيبك مكروه ، ولكنهم سفاحون ، قتلة ، لايعترفون بالهدنة !

السويد – 6 / 5 / 2016

سيرين 05-10-2016 02:19 PM

طاغية الألم حد شتات زفرة مكلومة بالآه وغصه لم تلتئم مداها
سرد قصصي كان أبلغ رسالة لعالم صُمت أذانه عن إدانة الإبادة
سلمت يمناك اديبنا المبدع وسلم أوطاننا من كبوتها التي طالت ولم تزل
مودتي والياسمين






\..:icon20:

محمد الفاضل 05-10-2016 03:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 948140)
طاغية الألم حد شتات زفرة مكلومة بالآه وغصه لم تلتئم مداها
سرد قصصي كان أبلغ رسالة لعالم صُمت أذانه عن إدانة الإبادة
سلمت يمناك اديبنا المبدع وسلم أوطاننا من كبوتها التي طالت ولم تزل
مودتي والياسمين






\..:icon20:


شاكر حضورك المضمخ بأجمل العطور سيدتي
مع خالص التقدير
محبتي

رشا عرابي 05-10-2016 05:39 PM

ليسَ أوفى من الحياة كَـ معلّم يَعرُكُ التّجارُب
ويُحيل كاهِل الطفل كما ساعِد كَهلٍ صَقَلتْهُ الآلام بِـ تعاقُبِ تَجارِبِها !

هي الحياةُ ومُجرياتُها أيّها الفاضل

مائِز السرد سَكبُك يا طيّب
لهُ الدّيمومة ولنا ذائقة ترنو للمزيد

لك التّحايا من وريد الآن بيلسان

إيمان محمد ديب طهماز 05-10-2016 07:06 PM

هذه الحكاية المكررة يوميا في حلب

أصبح للموت حكايات أبطالها الأطفال و المنازل

بات يجتث الأُسر كاملة و يترك للألم شاهد عليه بكل صفاقة

مابين قذيفة و أخرى تموت حياة و تولد أخرى

أجل ياصديقي

أنا من خضمّ هذا البحر الدامي أقول لك

إن ما يحدث لأشد شناعة من قصتك و أشدّ قسوة

مشكور ياطيب أن جسدت بعضا من الآلام اليومية المكررة بؤرة الموت ( حلب )

نسأل الله العفو و العافية

و نسأله فرجاً قريبا

محمد الفاضل 05-10-2016 09:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عَرّابي (المشاركة 948162)
ليسَ أوفى من الحياة كَـ معلّم يَعرُكُ التّجارُب
ويُحيل كاهِل الطفل كما ساعِد كَهلٍ صَقَلتْهُ الآلام بِـ تعاقُبِ تَجارِبِها !

هي الحياةُ ومُجرياتُها أيّها الفاضل

مائِز السرد سَكبُك يا طيّب
لهُ الدّيمومة ولنا ذائقة ترنو للمزيد

لك التّحايا من وريد الآن بيلسان


يامرحبا بعطر حضورك سيدتي
مع خالص الشكر والتقدير
ودي

محمد الفاضل 05-10-2016 09:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان محمد ديب (المشاركة 948192)
هذه الحكاية المكررة يوميا في حلب

أصبح للموت حكايات أبطالها الأطفال و المنازل

بات يجتث الأُسر كاملة و يترك للألم شاهد عليه بكل صفاقة

مابين قذيفة و أخرى تموت حياة و تولد أخرى

أجل ياصديقي

أنا من خضمّ هذا البحر الدامي أقول لك

إن ما يحدث لأشد شناعة من قصتك و أشدّ قسوة

مشكور ياطيب أن جسدت بعضا من الآلام اليومية المكررة بؤرة الموت ( حلب )

نسأل الله العفو و العافية

و نسأله فرجاً قريبا


اللهم اَمين
أشكر حضورك العطر سيدتي
دمت بخير وعافية


الساعة الآن 12:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.