منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   خُرَافَةٌ اِسْمُهَا الْكِتَابَةُ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=34506)

نازك 11-22-2014 10:54 PM

خُرَافَةٌ اِسْمُهَا الْكِتَابَةُ
 
ارتأيناَ -أنا، وأصدقائي- أن نكونَ هُنا؛ لغرض(الكتابة) الخَلّاقة،
فكما هو راسخٌ لدينا، ومنذُ بَدءِ الخليقةِ، وكما تواتر إلينا؛ عن طريق الأحاديث الصحيحة؛ على لسان الصادق الأمين:
(أول ما خلق الله القلم، ثم خلق النون، وهي الدواة).
فكان لزامًا علينا الحِفاظَ على إرث أبينا آدم (عليه السلام)، وحَتى الفَناء،
فهَلُموا؛ لنكتُبَ عَنِ الفِكرةِ؛ كما هي بكامِلِ جَلائِها الُمنعكسِ في مَرايا أرواحِنا، ودُونمَا بَهرجةٍ أو طَمسٍ لمعالمِ مَلامِحها؛ وَلِيدةَ اللَحْظة،
ننبشُ الخَبايا، ونُيقِظُ مناخَاتِ الكَاتب المُبدع الشَاعر، لا المُتَّبع ولا المُتشاعِر، نُريدُها سَماءً ثامنةً؛ لا سَقفَ لها ولا قاعَ،
نُريدُ استلهَامَ الإبداع وتلاقُحَ القَرَائح .

؛
؛
عن الكتابةِ سنكتُبُ، والكُتَّاب هم (حسب التسلسل):
نازك
انبعاث
البلوي
شماء


*ملاحظة
سنتيح المجال لكم، ونفتح باب المداخلات، في الوقت المناسب.


نازك 11-22-2014 11:11 PM

_لطَالَما كَانَ قَلمِي مِعْولاً، ويَدايَ تبذرُ النّجومَ ، وحُروفي أجِنّةً تتكوّمُ في ظُلماتٍ ثَلاث،
_أعْطِني أُذُناً أعطِكَ صَوتاً،
ومِنَها كانت نُقطةُ الإنطلاقةِ، فكانتِ العُيونُ مُبصرةٌ والآذانُ بِها صَممٌ، فأدرتُ ظهري لهذَا العَالمِ المُتزلِّفِ، وشرعتُ في الكتابةِ .

_ أتعلمُ ياصديقي لمَ صادقتُها، وكيف يتحقّقُ بِها الشّفاءُ وزوالُ الوجعِ ؟
أخالُهَا ورقةَ تَبغٍ أحشوها ببوحِي، ألفُّها بإحكامٍ ثُم أُشعِلُها، وأُدخِّن!
أمتصُّ مابداخِلِها مِن وَجعٍ وأزفرهُ رَمــــــــــــــاد!

_ذاتَ عَصفٍ لأنواءِ الوِحْدةِ وصَريرُ الأقلامِ التي لا تُرى إلّا ظِلالُها المُتحرّكَةِ على مَسرحِ الظِلّ كشخصياتٍ غارقةٍ في سَحابةٍ طافيةٍ مِن أدخِنةِ أنفاسِهم المَشُوبةِ برائِحةِ التَبعيةِ!
كانَ للمَقهى نَكهتُهُ العتيقةِ وللقَهوةِ المُرّة مُتعتُها، فإذا بـ الذائقةِ تتناسخُ حتى بهُتْ الصَوتُ الكلثومِيُّ في حَناجرِ المُقلّدين !
ثُمّ ماذا ؟!
؛
؛
نازك

انبعاث شاكر 11-23-2014 03:46 PM

ثم أحملُ أنفاسي على ظهرِ راحتِي أقيسُ بهَا سطورُ الكراريسِ، أقلبها يمنةً ويُسرةً، لعلّني أضعُهَا موضعها الذي تحبّهُ وتستحقّهُ!
ويسألُني الفضوليّون: ما هذَا ؟
فأجيبُ: الكتابةُ !
فيُردفونَ: وما الكِتابةُ ؟!
الكتابةُ يا قومُ روحٌ تطلعُ من نواحيهَا، حسناءُ اكتملَ جمالُها فتُظهرُ ما يجوزُ أن يظهرَ على استحياءٍ، وتخفي الباقي إلى يوم القرانِ !
وأنا يا قوم حبّبَ إليَّ من دنياكم الكتابة، فجعلتُ منها عصًا أتكئ عليهَا ماشيًا في دروبِ الحياةِ.
بل جعلتُها شرفةً أطلُّ عليكم منهَا، فكنتُ لكم قيصَرًا من غيرِ روما !
وما يضيركم إن كانَ ليسَ ثمّة تاجٌ على رأسي ؟! ما دامَ بيدي قلم. فما يضيركم ؟!
الكتابةُ الوطنُ الذي لا حدودَ لهُ ولا أعراق، ولا كرسيّ فيه ولا انقلابٌ !
الكتابةُ وطنُ من لا وطنَ لهُ، بل خارطةُ جميع الأوطان.
الكتابةُ تفحّصٌ طويلٌ لأعماقِ النفسِ، سبرٌ متأنٍّ لمكنوناتهَا، واستخراجٌ لدقائقِ أحوالها بمناقيش الزمنِ الكشّافِ.
هيَ شعوذةٌ من نوعٍ خاصٍ! فلا يكفيكَ أن تُخرج الحمامةَ من باطنِ المنديلِ، بل السحرُ يكمنُ في طريقةِ الإخراجِ.
وأنا الهائمُ في درب الحرفِ، أعالجُ لأوائي بهَا. أعالجُ غيابي بها أحيانًا، وأعالجُهَا بالغيابِ أحيانًا أخرَى.
فهيَ المصلُ الذِي أرقي بهِ نفسِي من أدوائيَ المُزمنةِ، وهيَ أيضًا الألمُ؛ استفراغٌ للأمعاءِ، نزيفٌ متواصلٌ دون هوادةٍ.
حمّى تقودني في ليالي الشتاءِ المُعتمةِ للهذيانِ، لاختزالِ مواقفِ الحياةِ في سطرينِ أو سطرٍ، أو كلميتنِ أو كلمةٍ !
أو في صمتٍ هو بمثابةِ الكتابةِ أو أبلغَ وأبينَ أحيانًا !

الكتابةُ باختصارٍ يا قوم: مأزقٌ؛ إذْ كل شيء فيها ممكنٌ، ولا شيء ممكنٌ في نفسِ الوقتِ.

محمد سلمان البلوي 11-23-2014 06:12 PM

مَرْحَبًا بِكُم، وَشُكْرًا لَكُمْ. :icon20:


أَنَا الْيَرَاعُ، أَنَا الثِّقَابُ؛ الْـ سَيُحْرِقُ الْغَابَةً قَبْلَ أَنْ يَحْتَرِقَ؛ ثمَّ بِمَوْتِه سَيَعْتَذِرُ لِلْحَيَاةِ. أَمَّا الْكَلِمَاتُ؛ فإنَّهَا –بِاشْتِعَالِهَا الْحَانِي- لَا تُحْرِقُ وَلَا تَحْتَرِقُ وَلَا تَقْتُلُ وَلَا تُقْتَلُ. وَأَمَا الْكِتَابَةُ؛ فَإِنَّها حِيْلَةٌ وَحَالَةٌ؛ بِهَا نَكُوْنُ وَفِيْهَا كُتَّابًا، أَوْ لَا نَكُوْنُ، وَكَثِيْرًا مَا نَكُوْنُ -بِالْكِتَابَةِ- الْكَاتِبَ وَالْمَكْتُوْبَ في آنٍ؛ الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُوْلِ بِهِ مَعًا، وكَثِيْرًا مَا تَكُوْنُ الْكِتَابَةُ مِنَ الْكَآبَةِ، وَأَظُنُّهَا -بِابْتِسَامَاتِهَا الْمَاكِرةِ- تَسْخَرُ مِنَّا وَبِنَا تَسْتَهْزِئُ؛ تَسْحَرُنَا؛ ثُمَّ بِعِصِيِّهَا السَّاعِيَةِ وَحِبَالِهَا الْفَاغِرَةِ تَأْسِرُنَا وَتَسْتَحْوِذُ عَلَيْنَا؛ ثُمَّ تَسْتَدْرِجُنَا؛ لِتُوَرِّطَنَا فِي الْمَزِيْدِ مِنَ الْغِوَايَةِ، أَوْ هِيَ مِنَ الْغِوَايةِ ذَاتِهَا؛ تَقُوْلُ؛ فَنُصَدِّقهَا، وَتَعِدُنَا بِالْجَنَّةِ؛ فَنَتَّبِعهَا، وَتُمَنِّيْنَا بِالْنَّجَاةِ؛ فَنَعْتَنِقهَا، وَتُغْرِيْنَا بِالرَّاحَةِ وَالْمُتْعَةِ وَالْخَدَرِ الشَّهِيِ اللَّذِيْذِ؛ فَنَسْتَسْلِم –طَوَاعِيَةً- لَهَا، بَعْدَ طُوْلِ كَدٍّ وَكَبَدٍ وَكَدَرٍ وَكَمَدٍ وَكَبْتٍ وَحِرْمَانٍ وَانْتِظَارٍ، ثُمَّ هِيَ -بَغْتَةً- تُغَرِّرُ بِنَا، وَتَنْقَلِبُ عَلَيْنَا؛ فَلَا نَجِدُ -فِي خِدْرِهَا- غَيْرَ الْوَهْمِ وَالسَّرَابِ، وَلَا نَرْجِعُ -مِنْ مَخْدَعِهَا- بِغَيْرِ خُفَّيِّ الْوَجَعِ والْحِيْرَةِ وَالْخَيْبَةِ وَالْعَنَاءِ.

وَهَا إِنَّا نَكْتُبُ، عَلَى كُلِّ حَالٍ، رُبَّمَا لِأَنَّهُمُ الْأَمْوَاتُ لَا يَكْتُبُوْنَ، وَلَا الْقَتَلَةُ يُحِبُّوْنَ الْقِرَاءَةَ، وَرُبَّمَا لِأنَّهَا الْكِتَابَةُ قَدَرُنَا الْعَجِيْبُ؛ لَا مَنَاصَ مِنْهَا وَلَا عَنْهَا مَحِيْصَ، وَلَوْ بَعْدَ حِيْنٍ، وَرُبَّمَا لِأَنَّهَا الْكِتَابَةُ تَوْأَمُ الْقِرَاءَةِ؛ كِلْتَاهُمَا مَوْهِبَةٌ مِنَ اللهِ وَنِعْمَةٌ أَوْ نِقْمَةٌ، وَكِلْتَاهُمَا تَمْتَحِنَانَا بِمِقْدَارِ مَا تُرِيْحَانَا، وتَمْتَحَانِ مِنَّا بِمِقْدَارِ مَا تَمْنَحَانَا؛ أَوْ أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ؛ بَلْ أَكْثَر، بَلْ أَكْثَر؛ فَكَمْ مِنْ كِتَابَةٍ جَدَعَتْ رَأْسَ كَاتِبِهَا أَوْ بِالْجُنُوْنِ عَطَبَتْهَا أَوْ عَطَّلَتْهَا بِالظُّنُوْنِ! وَكَمْ مِنْ قِرَاءةٍ زَجَّتْ بِقَلْبِ صَاحِبِهَا فِي أُتُوْنِ الظُّلْمِ والظَّلَامِ والظُّلَّامِ! أَوْ أَوْقَعَتْهُ فِي الْحِيْرَةِ وَالشَّتَاتِ! أَوْ قَادَتْهُ إِلَى الضَّلَالِ وَالضَّيَاعِ أَوْ إلَى الْمُجُونِ وَالِانْحِلَالِ! إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ.

نَكْتُبُ، وَبَعْضُنَا يَتَسَاءَلُ: لِمَاذَا نَكْتُبُ؟ وَكَأنَّهُ يَتَسَاءَلُ: لِمَاذَا نَحْيَا؟ وَلِمَاذَا نُحِبُّ؟ وَلِمَاذَا نُفَكِّرُ وَنُحِسُّ وَنَحْدُسُ وَنَهْجُسُ وَنَتَفَرَّسُ وَنَتَوَسَّمُ؟ وَلِمَاذَا نَرْسُمُ وَنَعْزِفُ وَنُغَنِّي وَنَرْقُصُ...؟ وَرُبَّمَا كَانَ السُّؤالُ الْأَقْرَبُ إِلَى الْجَدِّ وَالْجَدْوَى مِنْهُ إِلَى الْهَزْلِ وَالْعَبَثِ: لِمَاذَا لَا نَكْتُبُ؟ لِمَاذَا نَتَمَنَّعُ أَوْ نَتَرَفَّعُ أَوْ نَتَضَعْضَعُ أَوْ نَتَلَكَّعُ؟ وَقَدْ "رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ"، وَكَانَتْ مَشِيْئَةُ اللهِ: (اكْتُبْ)؛ بَعْدَ مَشِيْئَتِهِ: (اِقْرَأْ)؛ اِقْرَأْ بِاسْمِ الَّذِي خَلَقَ وَعَلَّمَ...، وَاكْتُبْ بِاسْمِ الَّذِي شَاءَ وَقَدَّرَ... .

اِقْرَأْ، ثُمَّ –إِنْ أَذِنَ اللهُ لَكَ- فَاكْتُبْ؛ لَعَلَّهَا الْكِتَابَةُ تَشْفَعُ أَوْ تَنْفَعُ أَوْ تَرْفَعُ أَوْ تَدْفَعُ، وَاضْرِبِ الْقَوْلَ بِالْقَوْلِ؛ حَتَّى يَسْتَوِي الْكَلَامُ، وَيَسْتَقِيْمَ الْمَعْنَى، وَتَسْتَقِرَّ الْفِكْرَةُ، وَيَسْطَعَ الْحَقُّ، أَوْ تَسْقُطَ أَقْلَامُنَا، دُوْنَ ذَلِكَ، أَوْ كِتَابَاتُنَا تُمْحَق.


مَحَبَّتِي، وَهَذِهِ :icon20:

شمّاء 11-23-2014 08:00 PM



وأنــــــا ،
أنا القادِمة مِن أزمِنَة عِجاف ، يَرتوي فيها الحرف بالدمِ ،
فيسكب الآهات في زجاجة الرضّع ، لينضجوا جيدًا بطريقَةٍ ساخنة !
قولوا بربّكم : لو اغتالوا صوتي ، وكمموا فَمي ،
واقتادوني لفوضى أزليّة ، وطلبوا منّي الّصبر ، حتّى حين ،
فمن بَعدها يأخذني لدنيا أرتَجيها ؟!
وأنا التي آمنت بأن للقلم قُدّسية ، وبهِ تَعلَمَ الإنسان مالم يَعلم ،
أجدني لاأكترث كثيرًا للمارّين فوق أرصفتي !
،قد أنزف تعبًا ،قد أتشظى ، قد أمضي وأقتات على طيف النّقاء العتيد ،
أنشغلُ برتقِ أحّلامي ، كأنّني قادمةٌ مِنَ الزّمن البعيد ،
أرتشف المعاني ارتشافًا وأصطفي من نبضي ما ينفعني لــ : ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
وأدع الآخر ليوم الجزاء !
تشدّني قوّة تُخرجُني مِن صَدأ العتمة إلى دُنيا سماوية ، أعيشها بمفردي
تَسبقني خُطاي نحوها ،
تغرسني فيها ، وتَتركني عاجِزة عَن العودةِ ،
فأنا لاأتقنُ فنَّ الإياب حيثُ الأبواب المُوصَدة!
مِن مَخدعي أُحلّق معها ، كأني أُخرى تَسكنني ،
تَسلبني الـ "أنا " ، وتَتركني
أنزوي في أقصى ليل بَربَري ، لايعترف بقانون الغفوّة والسنة! .
أحتمي بأمسي من حاضري وبقلمي مِن وَقع كلمات كانت كالسّوط على قلبي
فَهل يَجلد القلم ، القلم ؟
وقد أيّقنت أنها سَتائر نُخفي بها نَوافذ مُشرعة نَحو الأمل الغارق بالبعدِ دائمًا ،
وللقريب حَكايا لاتَحتويها السّطور ،
فَحسبي بالكتابةِ وقد جَعلتني أغّفو على أعتاب حلم!
فَهل عَرفتمُوها مَن تَكون ؟

نازك 11-24-2014 05:44 PM

؛
؛
بِسْمِ الباري أبدأُ، خالقُ السّبعِ الطّباقِ والأراضين،بسْم ِالواهبِ لعِبادِهِ الأبْجَدُ، أتّكِىءُ ابتداءً بِها ،
وأُحِيكُها فضاءً ورُواءً يسْقِي الرُوحَ مِن نَميرِ بيَانهِ،قطوفاً يانِعةً مِن مَواسمِ مَطرٍ ثجّاجٍ غَدِقٍ ،
تنتعِشُ قريحتي وأخالُني واليراعُ مِلكُ يَدي، وكأنّي قَبضتُ عَلى خَرائطِ الكُنوُزِ وقد انْصَهرَ في أدِيمِهَا لذيذُ المَعرفَةِ ونَفيسُ الفِكْرِ،وقيِّم العِبَرِ ،
تنسكِبُ مِن وِجْدَاني كالهذَيانِ مِن فَرطِ التوحُّدِ بها والإنتماءِ لَها ،
هي العِشْقُ السيّالُ الـ يَهمَى فيختلِطُ بها رحيقُ البوحِ المُنطويِ في الحَنايا،هِي التّوقُ لإرتكابِ جريمةِ الكَلامِ،هي الـ هُنا حِين تلفظُنا دروب الـ هُناكَ،
فنطَأُ جَزائِر الّلازَمان،ونَنعمُ بالسّلامِ .
أَمضي مُتخفِّفةَ مِن الأسقامِ،ومن ثِقَلِ الهَواجِسِ،ومِن شَزرِ العُيونِ،ومن لعَلّ وعَسى،
البدرُ يُسامرُني،والظلامُ يلفُّني بغُلالَتهِ السْوداءِ ويسترُني مِن كُلِّ ما يفّتِكُ بِي مِن صِرٍّ وقرّ ،
هَاقد أُطلِقَ سَراحي،وتحقّقَتْ في قَلبِ الكِتابةِ الرُّؤى النائمةِ ومُنذ عُقودٍ خَلتْ إلّا مِن طُولِ الأملِ ،مَكثتُ غَير َبعيدٍ، فأحطْتُ بمَا لمْ أُحِط وجَائني الخَبر ُاليقِينُ،
في زُمرةِ الماضيين إلى حيثُ لا وُجهةٍ كُنتُ، أمضِي والقلبُ بَوصَلتِي،والدِرايةُ دَيدنِي،وبينَ جَعجعةِ الجَمعِ كانَ !
كَانوا ثُلةً وكنّا قِلةٌ يا رفِيقي،وليسَ مِن ضَعفٍ تُهنا يومَئذٍ ،بَل مِن تَضعضعٍ وطُولِ تِرحَالٍ !
وفِي عَرآءِ انْتظارِنَا دثّرنا الحَرفُ بـ عَباءةٍ مِن قَصبٍ، وأحْتوتنَا شَمسُها برعْشةٍ مِن لَهبٍ ومساءآتُها فاضَت علينَا بألوانِ الضّياء،فدعْنَا نُهىّءُ لموائِدِهَا هَذا الفَضاء .

؛
؛

شمّاء 11-25-2014 11:26 AM



بِها أستَطيعُ أن أواسيَّ البؤساء وَأقيم الثّورات وأخمدها ، وأقف بصف المضطهدين ،
وأنا حيثُ أنا ، أفترشُ سجّادة ، تضُم بَعضي وَكلي وأنتَ وكُلهم فيكَ!
بِها أستطيعُ الصّراخ بعنفٍ دونَ أن أضّطر للكلامِ ،
ودونَ أن يَكون صَوتي بِضاعة مُزّجاة للعابرين على شواطيء اللهو وَالعبث!
بِها أستطيعُ أن أشعِركم ، بِنبضاتِ قلبي وِعتاب عَقلي ،
وإيماءة خَجولة مِنّي تُخبِركم بِأني : اكتفيت بِعزلتي عَن الجميع .
بِها أستطيعُ أن أحملَ رِسالة وَأقود أمّة وأحيي فَضيلة
وَأغرس غرسًا ، أقَطفه بعد حين !


بِها أستطيع اختِلاس النَّظر مِن بَعيد وإرسال التَحايا مغلفة بِصمتٍ مَهيب ،
تَختزنه الحروف لدهرٍ مِن عمر الزمان المُتّرع بالوجعِ .ا

بِها أكَلِمُكَ أيَّها البَعيد ، أبُوح بِألمي بإباء ، أصدِر القوانين وأجرِيها ، ففيها أنا الجلّاد وأنا الضحيّة ،
وأخبركَ بأن الحروف – ذاتها - التي شغفت بك َ ، سَترحل بالكَفّ الرَّجعيّ إلى نقطةِ انطلاقها ،
لتتزود لسباقٍ دنيوي لاينتهي !

بِها أبّكي دون دُموع ، أحترقُ دون لهيب ، أحتسي المعاني ،
دون فنجان يَحمل الكثير من النبوءات على يدِ عرّافة كاذبة ، وإن صَدَقَتْ !
بِهاأرسمُ الفَرَحَ شَجرة ، تَساقط رطبًا على الأطفال الصّغار ليتعلّموا أن الدُنيا تُؤخذُ غلابا !

بها أتّقي أوار المشاعر السّاكنة ، قعر الفُؤاد
أسكُبها على الورقِ فَتَحلّق كسحابة بَيضاء ، قد تُمطر يومًا هُنا أو هُناك ،
رُبما على كُوخ ريفِي أوعلى بسمة غَجرية ، أوعلى أمير نَبيل ، قهره نبله !
أوعلى شيخ فقيهِ يتّقيَّ العالم بصمتهِ ، أو على عيون أبي التي ابيّضت مِن الحزن ،
أو على بيداء تَشّكو غَدر أهلها .
رُبَما
تُزّهر عِند َهؤلاء ، وعِند غيرهم ، ويوم الحصاد لابد وأن أقطفَ الثّمرا
لأنها لي ، رئة ثالثة
بها أتنفس
أنا أتَنَفسُها
وَدونَها
شَمّاء لاتَعيش
!

محمد سلمان البلوي 11-26-2014 09:37 PM




الْحَيَاةُ تَكْتُبُ،
تَكْتُبُنَا،
وَتَمْحُوْنَا،
وَمُخْطِئٌ مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ الْكَاتِبُ!
نَحْنُ الْأَدَاةُ وَالدَّوَاةُ؛
لَا أَكْثَرْ.

















الساعة الآن 11:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.