حوارٌ بينِي وبينِي
الرُوحُ تشتاقُ إلى خالقها لأنها لمُ تُخلْق مِنْ حمَإٍ مَسنُون والجسدُ يعشقُ الأرض لأنّه مِن الطينِ خُلِق والنَفْسُ مَعَ مَنْ غلَبْ فتأمرُ وتنهَى وتلومُ وتطمئنُ وتشقَى وتسعد والقلْبُ مَلِكُ الجوارح فإنْ ضَعُفَ الْمَلِكُ أُنتهِكت مملكته وإنْ كانَ عظيماً لَمْ يُرَى حيثُ يُنتقصُ ويُزدَرى والحَياةُ مَعْبرٌ لِمَا قبلَهَا إلى مابعْدَهَا فإن أنَاخَ السَالِك مطيتُهُ وظَنّ أنّ المعبَرَ هُو المُستقَرُ تجاوزهُ السالكُونَ وتعجّبُوا من سالِكٍ كيفَ بنى وأسّتقر وأن تفطّن وأدلَجَ فإنّهُ عِنْدَ الصباحِ يحمدُ القومُ السُّرى وإنْ تشاغَلَ بالعابِرُونَ فإنّ سيرهُ لابُدَّ وأنْ يفتُرَ وتضعفُ هِمّتهُ فتفوتهُ المَنازِلَ وإن بَلَغَ المنزِلَ فإنّ منزِلهُ لنْ يكُونَ كَمَن بَلَغَ المنزِلَ أولا وَقَدْ رأيتُ الرُوحَ تحزنُ حِيناً وتفرحُ حِيناً فتأملتُ سببَ فرحٍ وحُزن فرأيتُها تفرحُ حِينَ يحثُ الجَسَدَ المسيرَ إلى منازِلها ألأولى وتحزنُ حِينَ تثاقُلٍ وصُدُود وَمَا رأيتُ كَمَا الذِّكرِ وأعظمُهُ كلامُ مَن خلقَها فإنّها تَعرُجُ حيثُ السمواتِ العُلى وَمَا رأيتُ أشَدُّ وجَعاً عَلَيْهَا مِن زُخْرف الحياةِ الدُّنيا حِينَ يخْلِدُ الجَسَد ويلهو وينسى ورأيتُ السالِكُونَ مِنْ حولي فمنهُم مَنْ إن تُطعهُ يِضِلُكَ فتشَقى وتَخْزى ومِنْهُم مَنْ إن ضللتَ هَدَاكَ إلى كلِمةٍ سَوى والعاقِل مَنِ نظَرَ الأثرَ قَبْلَ أنْ يضعِ القدم والآخَرُ هُو من أضاعَ الأثَر فسارَ على غيرِ هُدَى والعِبرَةُ بِآخِرِ الطَرِيق فكم مِمَّن تاهَ في آخِرهِ وقد كَادَ أن يَصِل وَقَدْ عجبتُ مِمّنْ أمِنَ وهُو بَعْدُ لَمْ يَصِل وللهِ الأَمْر مِنْ قَبْل وَمِنَ بَعْد |
الدُّنيا حُلُمٌ قصِير سنصّْحُو مِنْهُ يوماً كَي نَرى الحقيقة |
إيهْ أذكر أنّي نسِيت .... |
بَكىَ ثُمّ أبّْكَى ويحهُ حِينَ بَكى ثُمّ رَحَل وللراحلِين ذِكْرَى لاتسّْكنُ ولا تَنَم وللذِكَرى شَجَن مَدَاهَا ينْتَهِي بِسُكُونٍ وأَلَم وحنَيِنُ الوقْتِ يبقَى وإنْ رَحَلَ الجَسَد لامَفرّ .. إنْ سكَنَ ألألَمُ الرُوحَ وغَادَرَ الجسد فيا .. أُيهَا الغآئبُ فِي ألأَزَل الحَاكِمُ بأمرهٍِ ظَلمَ وَمَا عَدَل إنَّها الأرواحُ تَبقَى وألأجسادُ تَفنَى فِى عَجَل |
الراحِلُون لايعودون إلى يومِ يبْعثُون وإن عادُوا فلّنْ يكُونُوا هُم ! |
أحيَا غُرْبة الجسَد وأَشّْعُرُ بِغُرْبةِ الرُوحِ وفِي الحَنَايَا ألمٌ يَأبَى أنْ يُغَادِر وأبتَسِمُ فِي وجُوهِ العَابِرينَ وأُكِفكِفُ دَمْعاً قَد إمتَلأت مِنهُ المَحَاجِر وأبحثُ عَنِّي فِي ثَنايا الزَمَن فَقَد غَادَرتُ حِينَ غَادَر السّلامُ وحَلّقتْ بعيداً طُيورُ الأَمَل وأسألُنِي مَنْ أَنَا ! وأبحثُ عنّي فِي تَعَارِيجِ الرُوحِ وفِي تِلكَ الطُرُقاتِ التِي أصبحت غريبةً عنَّي كأنَا فأينَ أجِدُني وأنَا مَن أضعتُ أنَا وَأَنَا !! مُفردةٌ بِلا مَعَنَى أضمِيرٌ هِي ! أم مَسَالِكُ دهْرٍ وحكايةٌ تَأبى إنتِهَآء ! أمْ ياتُرى أَنَا ! مَفَازةٌ عَطشى تَبحثُ عَنِ إرتِوآء ! ضِدّانِ والضِّدُ مَعِ الضِّد لايلتقيانِ ولاَ يَجتَمِعَا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( والزوار 1) شكراً وتُصبح على خير |
أسّْموها يوم الأمس جمعة الألآم وَهِي جمعة الصلاةِ على كامِلِ النور صَلَّى الله عليه وسلّم نفرحُ بها وَهُم فِي جهلهِم يسدرُون فطوبى لِمِن فرِحَ بِهَا وعظّم الإله الْوَاحِد الفرّد الصّمد |
الساعة الآن 06:35 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.