طابع بريد
http://im29.gulfup.com/2012-04-05/1333652559311.bmp طابع بريد اندحرَ الاحتلالُ الهمجيُّ الصهيوني , وانتصرنا ! أمـس احـتفـلنا بـنزعِ آخرِ لـُغـمٍ مـن تـرابِ الـوطـن ! غـنائـياتُ الشيخِ إمام ,مارسيل , وأشعارُ نـيرودا ، درويـش ، ومطـر ، وصـور راشـيـل كـوري , جـيفـارا والشيخ ياسين ، كـانت تـملأُ الأجواء ! لم يعُد للجرحِ بقيةٌ . تنفس الكونُ و كـانـت الـجنـةُ قـريـبةً ، قـريـبة جـداً ! طـويـنا دفـاتـرَ المـقـاومـة . لـم نـعُـد جـائـعيـن أمام كـُرومـنا وبـيـاراتـنا، لـم تعد صـفـاراتُ الإنذار تـُطاردنـُا فـي نـومِـنا . تـحررنـا مـن خـوفِـنا اليـومـي ، ومـن الجـري هـربـاً مـن رصـاصـةٍ غـادرة ، أو غـارةٍ ، أو قصـفٍ ، أو اجـتيـاح. لم تعُد مدارسُنا تسُـجـِّل حـالاتِ غـيـابٍ متكرر , خـوفُ أطفالِنا أصبحَ قـادراً علـى الـفـرارِ دون عـودة ! صـوتُ المـفرقعاتِ لا نسـمعه إلا في الأعراس! تـوقـفـت كـاتـربـَلَر عـن طـحـنِ كـرومِ الـزيتـون ، وكـرامـتـِنا وأحلامِنا! دخلنا جهراً شوارعَ الحياة ، وكانت وحدتُنا الوطنيةُ عُكازَنا . أعدنا تـرتـيبَ النـجـومِ فـي السماء و اسـتعـاد الـعـدلُ مـيـزانـَه . أخيرا استـقـامـت الـدنيـا ، واستـدارت الشـمس ! استراح دمُنا بعد ستين جرحا وخمس خيباتٍ , والنحسُ فرَّ من بياراتِنا , كـان إيمانُنا بـعـدالـةِ قـضيـتنا كـبـيرا . كالخيولِ المجنحةِ كنا ! و يـُقـال إن الشـهداءَ مـنذ بـدْءِ الـخـلقِ شـاركـوا مـعنا ، كـطيـورِ الأبابيل كـانـوا, وصـدقـت نـبـوءُة شـجـر الغـرقـد . تـضاريـسُ الأرضِ عـرفـتُـنا ، و الـرمـالُ والأمواجُ والـريحُ والـسمـاء. تـعلـمُ جـيدا أن الـُحريـةَ لا تُـكتـبُ علـى عَـجـل . رسمناها بكامل حائِها تماماً كما أردناها ! سـاسـتـنا تـحولـوا لتـدريـس التـاريـخ . جـمعـياتُ حـقـوقِ الإنسانِ والهـلالِ الأحمرِ لـم يـُعـد لـهم مـقـراتٌ لـديـنا ! فـضـائـيات الشـجـبِ والإدانةِ الـعـربـيةِ والـعالـميةِ التـي كـانـت تـقتـاتُ علـى أخبارِنا لـملـمتْ مـُراسِليها وأقفلتْ مـكـاتـبـَها وغـادرتـنا ! لـم يعد بعضُنا يعيشُ فـي أنفاقٍ تـحت الأرض ! من شَـفَةِ النهار يقطرُ الأمان ، فأصبحَ طـُلابـنا والعـاملـون فـي الـجامـعاتِ يـصلون مقاصدَهم فـي غـضـونِ نـصف سـاعـة . لم يـعـُد هـناك حـواجـزُ ونـقـاطُ تفــتيـش. لـم يـعـودوا مـُضـطريـن لـلسـيـر عـلى الأقدام فـوق طـُرقـاتٍ طـينـيةٍ ومـواجـهةِ التـحرشِ والمـضايـقات ؛ فـقـد أُزيـلـت كـل الحـواجـز ! هـل تـذكـرُ يـوم قـلتُ لـك إن خـمـس سـاعـاتٍ هـو الـوقـت الـذي يـلـزمُ بـعضَـنا لـعبـورِ حـاجـز قـلـنديـا ؟!! لـك أن تـتصـور مـُعـانـاتـنا كـيف كـانـت ! وكـيف كـانـوا يـُجبروننا عـلى الـتعـرِّي إمـعـانـاً في الإذلالِ عـلى حـواجـزهـم الـعسـكـرية بـحجـةِ الـتفـتـيش ! كـل هـذا لـم يـعـد قـائـمـاً ! لـم نـعُـد مـشـرديـن كـريـحِ الـجنـوب ، والأحبةُ الـذيـن يـممـوا شـطـرَ شتاتِ الاغـتراب عـادوا ! الـمخيـم، وكـالـةُ الـغـوث ، الـمسـتـوطـناتُ ، جـدارُ الـفصـل،الأسلاكُ الشـائـكـة ، الـمفـاوضـاتُ ، الاغـتيـالاتُ ، الـحصـارُ , كـل هـذه مـُصطـلحاتٌ لـم نـعُـد نـتداولـها . ألـم أقـل لـك تـحـررنـا !! غـزة ! الـتي قـال عـنها شـامـير يـومـا " لـو أنني أصحو فـأجـدُ الـبحـرَ ابتلعها ! هـذه الـجـريـحـةُ تـعـافـت ! خضـّبْنا صمودَها بالحناء وأصبحت العـاصـمة الـفخـريـةَ لـفـلـسطـين. الـجمـعـة الـماضـية صـليـنا فـي الـمـسجـد الأقصى ! الأعدادُ كـانـت كـبيـرةً، واسم اللهِ كـان يـخـرجُ مـن أنفاسِنا فيـهـتزُّ الـمـكـان . الـعـدلُ أعتلى الــمـآذن . أطـلـنا الـسجـودَ علـى بـرِّ الله حـتى و كـأن صـلاتـَنا كـلها سـجـود! أرسلنا دعــواتٍ لــرابـطـةِ الكـُتابِ الأردنيين ولنقابةِ الفنانين التشكيليين ونقابةِ الصحفيين . تعلم أننا وإياهم كعُروَتين في قميصٍ , دعوناهم ليـُطـرِّزوا مـعنا جـداريـةَ الـنصـرِ عـلى وجـهِ الـتاريـخ . أدعـوك لـزيـارتـِنا أنتَ أيضا ، فـالـسنـابـلُ لـم تـعد خـاويـاتٍ ،والـكـرومُ ، وحـقـولُ اللـوزِ ، ومـوسـمُ قـِطـافِ الـزيـتونِ ، وشـجـرُ الجـُمـيز الـذي يـُثمر سـبعَ مـراتٍ فــي السـنـة ، كـل هـذا جـديـرٌ بـك أن تـراه . الـيـوم مـاطـر ! وأنت تـعرفُ ضـعـفي حيالَ الـمطر ، وكأنه دمع الراحلين ... تعال عبْرَ مطارنا الدولي , تعال لترى البرتقالَ وهو مبلولٌ ، وشـتـلة الـياسـمـين الـمشتـركةَ مـع الـجيـران ! لترى الغيمَ يخرج من عينيّ أمي من سُعالها ، من صوتِها ، من رغيفِها , من شايِها المنعْنع ، من لفَّةِ الزعترِ الصباحي . الله ! الله ! لا حـدَّ لـلسـمـاءِ حـين يـُصبـحُ الـوطـنُ وسـادةَ آمـان . عـندها يصبحُ الـفجر في أيدينا ، ونـنامُ مـلءَ الـجـفـون. أصبحت أمارسُ هـوايتـي مـؤخـرا فـي الـكتابـةِ ، وهـا أنا أكـتبُ إليك. سـأتَّبعُ وسائلَ أيامِ زمان ؛ سأضـعُ الـرسـالـة فـي مـُغلـفٍ ، وأُعـنـْوِنُـه : (دولـةُ فـلسـطيـن – وعـاصـمتـُها الـقدس) ، وسأضـع طـابـعا بـريـديا عـلـيها. ألـم أقـل لـك انتـصـرنـا ، وصـار لـنا طـابـع بـريـد ؟!! |
وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ [ لا تنس شعب الخيامْ] درويش |
وقفوني عا لحدود... قال بدن هويتي قلتلن إنَّ بيافا... مخبايتها ستي , بصوت مارسيل |
طابع البريد
لم يأتِ بشيءٍ جديد سلمتِ يا سهير واعاننا الله |
عبدالإله المالك .. اهلاً بك أختلف معك , نحن نجد أن احلامنا المشروعة هي طريقنا للبقاء على قيد الأمل , طابع البريد حُلم قابل للتحقيق . الشكر لابناء الارض سواء في الشتات او داخل الحصار . |
إسقَاطاتُك ِ جمِيلَه ياسُهير
وللأحلام والبَريد بقيّة! دُمت ِ |
الساعة الآن 02:04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.