|
للمرةِ الأخيرةِ وحدها |
فرحٌ لقلبكَ .. و الآخَر أحفظُ صوتَه جيداً في جيبي . انتظِرُ بدايَة العُمر الجَديد .. انتظِرُ وصُولَ المُبتغَى و انطِلاق مِيلادٍ آخر ، ألم أقُل لكَ يا حبِيبي أن اجتِماعي بِك ليسَ آخرُ المُراد؟ إنمَا هُو الصَوتُ الذي أنادِيه فلا يعُود أبداً على هيئَة صدَى . هُو ابتِسامُ الدُنيا دُون أن تُظهِر سِنها بالحظِ العاثِر ، هُو أن نمحوَ معاً ملامِح اجتمع فِيها الخوفُ على سكينَةِ قلبَيْنَا ... و ركُدَت على نغمهِ أمنياتُنا البِيض . هُو أن نملأَ كلّ واحدٍ مِنا بصاحِبهِ فلا يعُودُ للفراغِ ضَبابٌ بينَنا ، هكذا ... يديَ في يدُك .. و يُدكَ في يدِي .. لا شيء زائدٌ ولا شيء ناقِص ، تزِيدُ بي و أزيدُ بك ، و نمضِي إلى سبيلٍ هيئهُ الله لَنا .. لأن نكونَ معاً أبدا. الآن وَ في وقعةِ اليقِين علِمتُ أنَ الطريق الذي ألقَيتُ فيه أُمنيتِي ومشِيتُ سُراعاً كظلٍ يهرُب لمنفاهُ قبلَ أن يحصُره الرفضْ .. كَان طريقاً وديِعاً . أمسكَ ببناصِرنَا .. تركَ جناحينِ فيهِما .. وَ أودعَ العصفُورة قلبكَ . هذه العصفُورة التي تمسحُ على عيني الآن ، تُطيلُ التغرِيد .. تتعمدُ أن انسَ عوارضاً كانتْ . هذه العصفُورةُ التِي تحُوم حولِي .. تغزِلُ غيمةً تحملُ عني كُل آثَار البُكاء ، هذه الصغيرةَ التِي رعتنَا .. التِي جعلتِْ مني من يعوَجُ لها ضِلعك . هذه العصفُورة التي تضحك .. لأني حِين أُغنِي .. أذكرُكَ و أضحك . فِي تمامٍ الأبيضِ يا حبيِبي ، أدّخرُ كل نَفَسٍ راغِبٌ بك ، أُسكِتُ كُل خَوفٍ بقلبٍ يأمنُك ، أنوءُ عن جانبٍ أسوَد و أهُزُ خلخَالِي . أُعطِلُ سمعِي عن الأصواتِ حولِي ، أضعهُ في قلبِي الذي تأتِيه رِيحُك فيحيَا . أبتَسمُ كثِيراً لأني أعلم أن هجعَة اليومَ ستكُون آمنةً بصوتِ نبضِك الذي اشتَريتُ بِه راحَة قلبِي . نعم يا أهلِي .. آمنةٌ بكَ .. و المأمون بي أنت . أنا التِي تُتم نعمتَها بك .. و تحمِدُ ربهَا في سعي الدوَام . هُنا يا حَبِيبي و قَبلَ أن تبكيَ أمي لأجلِي .. و قَبل أن يُوصِيك بِي أبِي .. و قبلَ أن انظُر للساعةِ في توقٍ يتمنى أن يُسرع الوقتُ بكَ إلي .. قبلَ أن أتملمَل وجُوه الفرحِين بِنا .. وقبل " زغروطة " أُمك . قبل كُل هَذا يا حبيبي أقفُ فتمُر بِي الدُنيا .. و تلتفُ حولي الأرضُ التِي لا أرى مِنها شيئاً بوضوحٍ غير وجهك الذي تنتعشُ روحِي له .. فإنه لايُنهكَها المشي نحوَك . هنا : هذا نبضِي يسيرُ على غير عَادتِه باطمئنانٍ رتِيب ، يُمليءُ كل لحظاتِ الحنين بـ " لبيكَ " ، و هذه أنا التِي أودعتُها روُحك .. ألوذُ بك .. فلا أعُود منك . و هذه آخر الخُطى .. فِيها أرتبكُ و أترتبُ .. أرتبكُ و أترتبْ ، أدعو الله بكل الدعواتِ .. " يا حبيبي يا الله .. " ، أشعُر برغبةٍ كبيرةٍ في الضحِك .. و أقرصُ كفِي حتى أُحس بالواقعِ ، هل حقاً كُنا فالحَيْن حتى نصِلَ اليومَ لهذا ؟ " حفظكِ الله يا بنتي " قالتْهَا أمي .. وَ دفعتنِي لبابِ الخروج . :34: |
البوح هذا الكائن الذي يفترش داخلكِ يا وَرد أحببناهُ بكامل عفويته وعيشه الرغيد .
جميع الصور في هذا النص إحتفظتُ بها لعلني في يوم ما أصل لبحيرة المحبة وأُقلد جميعها عرائس توهب الطبيعة أبناء من أمل أن نصل إلى مبتغانا فهو نصر بحد ذاتهُ . وخاصة عندما نود نحنُ ونحقق نحنُ. أتيتِ إلينا يا وَرد من جميع الجهات وغمرتنا نخيل وأغنيات أكليل من المحبة لقلبكِ |
شكرا لك .. شكرا لك كثيرا .. منحتني صباحا بنكهة مختلفة ..
وطعم الشاي أمامي أشهي من أي يوم آخر .. والوقت أصبح له أرصفة تلثم شفاه الشجر وتضحك .. منذ زمن بعيد وأنا أتوق للقراءة لحرفك .. وقضاء وقتا جميلا معه .. لك حس أدبي راق .. ينساب بعاطفة جميلة .. تصل نبضاتها للقارئ ، ويكاد يعيشها .. لن أكتفي بقراءة نصك لمرة واحدة .. لن أجعلها المرة الأخيرة ألف تحية وتقدير |
جعلتيني أسيرة لنبض حروفك وكلماتك وسأعود مرارا ياورد
تحياتي لك |
حينما فتح الباب لهذا النص أن يدخل الباحة الأدبية ، كانت تلك التحية ( فرحٌ لقلبك ) وثمة حزن مدسوس صوتهُ في الجيب /.. قربت ساعة الانتقال من العهد القديم إلى العهد المأمول الجديد ..
لعلّها سنة جديدة ، ما أن فتحت عيناها حتى رأت العصفورة تلك .. هي لك وأنت منها ، لها تغريد داخله ، وما فات كان قد انتهى ، قالت لها الأم في حفظ الله ثم رحلت معه .. ورد عسيري .. هنا نص ليس بعادي أبدًا يحمل عذوبة الحرف وفن الكلمة وسحر المعنى .. كل الشكر لك على هذا الإمتاع المدهش .. ودمتِ بهذا العطاء |
نص يجعلك تراجع نفسك...
تقف امام مرآة ذاتك... تحاول مرغما الغوص في أعماق هذه الذات شكرا لمرآة من حروف جعلتني أراجع نفسي تحياتي وتقديري |
اقتباس:
|
| الساعة الآن 12:25 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.