منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النقد (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   سِجَال.. (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=43248)

عَلاَمَ 09-17-2021 08:56 PM

سِجَال..
 





يُخبرنا فيصل درّاج:




بعثت ملاحظة عارضة، أصابت عملًا لإميل حبيبي أخطأ النجاح. فبعد روايته [ الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل ] ، التي حظيت بتصفيق واسع، حاول الأديب الفلسطيني، الذي بقي في مدينة حيفا، أن يعطي "متشائله" اسمًا جديدًا: لكع بن لكع .
بنى روايته الجديدة بمواد تشبه ما بنى منه روايته الشهيرة، ارتكن إلى لغة تراثية صقلتها الصحافة، زخرفها بسخرية سوداء، ودعمها بإشارات سياسية، تخز العرب ولا تقتصد في هجاء الاحتلال الإسرائيلي. غير أن ما سعى إليه ضلّ طريقه، ترسّب في محصول فقير، عاينته مع الأردني غالب هلسا بلا إعجاب كبير.

سألني هلسا بنبرة متلكئة كأنها لتلميذ خجول: هل قرأت عمل إميل الأخير؟ أجابه وجهي بنفي بلا كلمات، وردّ بكلام موجز: " قلّد ما كتبه ولم يحسن التقليد ".
تشاركنا الرأي في حوار مشترك، اقترحته جريدة السفير اللبنانية، في أوائل عام 1978م، أوحى بتواطؤ موتور ضد أديب فلسطيني ذائع الشهرة. لم نكن ندري، حينها، أن نقدًا محدود الكلمات يمكن أن يستدعي غضبًا لافحًا..

ظهرت بدايات الرد في مجلة الجديد، التي كان يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح بلغة تلك الأيام بكلمات من نار بلا نور:" البرجوازيون الصغار يهاجمون رفيقنا في بيروت"؟ كان هذا عنوان مقالة كتبها المؤرخ الرصين الدكتور إميل توما. كان "الإميلان"، كما كان يقال، عضوين في الحزب الشيوعي.

صدّ الرفيق المؤرخ الهجوم الذي وقع على الرفيق الروائي، اعتصما بحبل "الطبقة العاملة"، وواجها طبقة ضالة تدعى: البرجوازية الصغيرة. بدا المؤرخ اللطيف، قاضيًا عنيف الإدانة، ينكر على الذين هاجموا رفيقه معرفة الأدب والنقد، وبدا الرفيق الروائي مبدعًا معصومًا عن الخطأ، تضمن حزبيته إبداعه القويم.

ما ترسّب في الذاكرة لا يعود إلى "برجوازيين صغار"، تطاولوا على النقد الموضوعي وهم يتطاولون على رفيق روائي، ولا إلى خلاف أدبي يدور بين الرذيلة والفضيلة، بل عاد إلى ظاهرة: ( القبيلة الحزبية ) ، التي إن اشتد غضبها دعت إلى معايير قبلية في الكتابة والقراءة، واستنفرت أفراد القبيلة للإجهاز على خصومها.

لم يتبقّ، تقريبًا، رفيق يحسن الكتابة، أو لا يحسنها، إلا شارك في "معركة الحق"، مسلحًا بتهم جاهزة، تبدأ بالعماء الفكري والسياسي وتنتهي بالتآمر على الأدب المقاتل، حتى اقترب عدد المشاركين، من فلسطينيين وعرب، من العشرين أو جاوز ذلك.

قال لي هلسا ببراءة لازمته حتى رحل: ( ألا ترى معي أن الرفاق يشخصنون الحقيقة، ويختصرونها في أدباء حزبيين؟ لماذا يساوون بين الاختلاف و"الشذوذ"، ويسرفون في الاتهام حتى تعييهم الكلمات؟).

ارتكن الاتهام في تلك الواقعة إلى "معايير جماعية في النقد والإبداع"، وإلى نبذ المفرد والتفريد والاحتكام إلى "واحد مجهول"، يباركه تعميم، هو تجهيل، لا فرق إن كان "الواحد" معمّمًا، أو حاسر الرأس، يطمئن إلى "مادية جدلية" مفترضة، أو إلى اتّباع موروث يجهض المفاهيم الحديثة، التي يدّعي الانتساب إليها.



يُتبع..

عَلاَمَ 09-18-2021 03:26 PM





.. مع "رفيق" آخر،
أظهر الواقع أن المواقف الفكرية النسبية، التي تحترم الرأي ونقيضه، مقبولة عند مثقفين لا قبائل لهم، يحترمون الكتابة ولا تستدعيهم البطولة، أكانت إيجابية أم سلبية. نقدت، في تلك الحقبة النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي روايات جبرا إبراهيم جبرا "بأسلوب غليظ" في دراسة نشرت في مجلة شؤون فلسطينية عنوانها: ( بين فلسطيني الوهم وفلسطيني الواقع ) أو ما يشبه ذلك.
كان "الرفاق" يرون ذاك الأديب الفلسطيني المستقر في بغداد "ليبراليًّا"، بلغة مخفّفة، أو رجعيًّا برجوازي الأهواء، بلغة من حطب. توقعت حين التقيته للمرة الأولى في بيروت أن يستنفر حاشيته، وكان له معجبون؛ كي يفصّلوا بين الأحكام العادلة والمعايير الجائرة. لكنه اكتفى بعتاب ساخر وبإنارات هادئة، دافعت عن الإبداع والفرديات المستقلة.

اعتبر جبرا أن الكتابة بعد من تجربة ذاتية، مرجعها ذات حرّة متعددة الهواجس والذكريات والرموز. قال ضاحكًا: ( إنني أكتب عن قدس عرفها شبابي، وعن شباب حاشد بالأسرار، وبنيت "وليد مسعود" بأحلامي وبتذكّر بشر عايشتهم، وضعت فيه ما أذكر من أبي وأمي وطفولتي…)، وتابع: ( لا يحق لأية تعاليم نظرية أن تكسو ذكرياتي بألوان غريبة عنها. لا يصف دقائق الجسر إلا من سار فوقه…) ، ولم يشر إلى جسره، وإن كنت أدرك أن جسره ذاتيته المتعددة المصادر، اجتمعت فيها أطياف طفولة في بيت لحم، وصبا مقدسي، ومعاناة اغتراب ولجوء، ومنظور رومانسي للعالم جاء من شعراء إنجليز مثل بايرون وكيتس وكوليردج، وتمثّل قصائدهم حين كان طالبًا في جامعة أكسفورد في بريطانيا.

أحال جبرا، في حديث صباحي مشمس، إلى ثقافة المكان، فلا ثقافة حقة تكتفي بالكتب، وإلى طفولة غزيرة الرموز، وإلى طفل لامع قديم أراد أن يكون أبًا لأبيه، كما يقول الرومانسيون. كان بإمكانه، دون أن يعاقب أحدًا، أن يلمّح إلى ناقد مغربي قرأ دراستي الظالمة بعنوان عادل: [قراءة جبرا ومشانق الإيديولوجية]، لكنه أثار حوارًا أنيسًا يحتفي بالبشر ولا يقاصصهم.
بعد لقاءات عدة في عمّان ومرور ثلاثة عقود، تقريبًا، على رحيله، أسمح لنفسي أن أدعوه: "النفس الرحيبة الأنيقة"، التي أسعدني اقتراح صديقي عبدالرحمن منيف بالإشراف، معًا، على كتاب جماعي أهدي إلى جبرا بمناسبة بلوغه السبعين عنوانه: القلق وتمجيد الحياة 1995م.

انتهى.

قايـد الحربي 09-19-2021 08:58 PM

:
:

حين يختلف الكبار يصغر الاختلاف ، وحين يختلف الصغار يكبر الاختلاف ..
والنقد : وعاءٌ نقيّ إن دخلت عليه شائبة كدرت صفوه.

علام
متعة ما تأين به بؤكد أنك فائقة الذائقة ،
فشكراً تتلوك آناء الليل وأطراف النهار.

عَلاَمَ 09-20-2021 04:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي (المشاركة 1200805)
:
:

حين يختلف الكبار يصغر الاختلاف ، وحين يختلف الصغار يكبر الاختلاف ..
والنقد : وعاءٌ نقيّ إن دخلت عليه شائبة كدرت صفوه.

علام
متعة ما تأين به بؤكد أنك فائقة الذائقة ،
فشكراً تتلوك آناء الليل وأطراف النهار.



.

استاذي: وفائق التقدير لحضرتك
نورت وآنست
وأنا أشكرك..


خالد صالح الحربي 09-20-2021 06:50 PM

:
شخصيًا لا تفوتني أبدًا مواضيع علامَ ..ولا متصفحاتها أبدًا
سواءً شاركت بتعليقٍ أم لم أشارك ؛ أنا هنا لأقول واصلي الكتابة
والشطب أيضًا..
🌹

عَلاَمَ 09-21-2021 03:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد صالح الحربي (المشاركة 1200840)
:
شخصيًا لا تفوتني أبدًا مواضيع علامَ ..ولا متصفحاتها أبدًا
سواءً شاركت بتعليقٍ أم لم أشارك ؛ أنا هنا لأقول واصلي الكتابة
والشطب أيضًا..
🌹

.


استادي: وأنا أكبرك وأقدرك وأعذرك
لذلك حُضورك "شَرف" بكُل أشكاله..
شكراً جزيلاً لحضرتك


سيرين 09-24-2021 02:21 PM

إنتقاء يثري الذائقة
وربطها بتراث هو بمثابة كنوز تستحق تسليط الضوء عليها
شكرا على كل هذا الضوء وماتمنحينا من حياه الرائعة علام
مودتي والياسمين

\..:34:

عَلاَمَ 09-25-2021 03:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 1200984)
إنتقاء يثري الذائقة
وربطها بتراث هو بمثابة كنوز تستحق تسليط الضوء عليها
شكرا على كل هذا الضوء وماتمنحينا من حياه الرائعة علام
مودتي والياسمين

\..:34:

.

النازك سيرين ربي يسعدك
شرفتي وآنستي
شكراً لنورك



الساعة الآن 02:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.