منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   الإختيار !! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37301)

حسام الدين ريشو 10-09-2016 02:39 PM

الإختيار !!
 
ا
الإختيار !!
=====
حسام الدين بهى الدين ريشو
==============
بين جدران الغرفة الصماء .. التى تستند على حوائطها رفوف الكتب .. أنيسته في وحدته ..
أخذ يروح ويجئ شاردا على وقع أغنية كانت أهدتها اليه .
وتساؤل ..كنصل حاد يعصف به ..
كيف يتصرف بأخلاق الفرسان معها ؟ ..
بأقل الخسائر ..ودون أن تتشوه صورته لديها ..
بعد هذه الأيام التى جمعتهما معا .. حبا وشوقا ,, خصاما وصلحا ... اقترابا وبعدا !!
كان يخشى ألا تتفهم الأمر جيدا بعد هدوء العاصفة ؛ فتعلن عليه الحرب !!
عرَّفتهُ يوما أنها تؤمن بمقولة لأحدى الكاتبات تقول فيها :
" حينما تقف المرأة في مواجهة الرجل تكون خسارتها أفدح منه "
وتؤكد له بعدها انها لا تستسلم بسهولة عندما تشعر بأن أحدا هزمها !
كانت المشكلة التى يريد بأخلاق الفرسان أن يجد لها حلا .. أنها تبدو حائرة في اختيار ما بينه وبين رجل آخر ..
كان حبها الأول .. لكنها اكتشفت ذات يوم أنه لم يكن على مستوى مشاعرها تجاهه ..
بل تمادى حتى سقط سقطة تستدعى ندما قاسيا !
في ظل أزمتها تلك .. كان قد تعرف أليها . أحبته ,احبها باخلاص ورأت فيه عِوضا .
مع تماهى العلاقة .. بينهما اكتشف أنها تحتفظ من الأول بباقة من ثلاث زهور !!
وُلِدَتْ حيرتها عندما أرسل اليها برغبة في العودة الى سابق العهد .. مغلفة بندم شديد واعتذار جامح !
كانت امرأة قوية .. لكن احساسها بالخيبة من فاتحة حبها .. لم تكن تفارقها .. تصارحه أحيانا بذلك .. وشغله مابدا من حيرتها
عز عليه أن تتألم بينهما . ..تطوحها الحيرة ..
فرأى أن يفعل شيئا .. رغم يقينه أنه من الصعب على العاشق أن يُطَوِعَ قلبه لاختيار لا يريده !!
قلَّبَ الأمر من كل وجوهِ .. وانتهى الى أن يمارس معها ألوانا من ثِقل الظل الذي لم تره منه من قبل ...
ظنونا سوداء .. وشكوكا حمقاء .. وغيرة !!
جاهد كجريح يزحف على الرمال
لم يكن ثمة شيئ آخر أمامه ليقطع حبال الوصل بينهما .. حتى يوقفها أمام حائط مسدود تجاهه .. لتتناساه !!
فلا تجد امامها الا طريق العودة الى رجلها الأول !!
فوجئ كما كان متوقعا أن مايفعله أيقظ في نفسها الحائرة والمحبطة .. روح العناد والهجوم ...
كانت أشبه ببركان ثائر
تَحَمَّلَهُ حزينا كجندي أصيب في معركة ولم يجد من يحمله !
آوى الى حجرته .. أغلق الباب
وانخرط في بكاء شديد
مزيج من دموع الفقدان وآلام الفراق
ثم شهامة الأختيار !!

سيرين 10-09-2016 06:27 PM

قمة العشق
حين يصبح الاختيار إيثار وإعلاء سعادة الحبيب علي النفس
ولكن هنا
قد يساورني بعض الشك في هذا الاختيار
نعم قد يكون شهامة وتضحية
وقد يكون فرار من عشق ما زال رماد الماضي مشتعلا به
يا له من سرد قصصي تهجد صلوات الأـلم بخشوع وأسبى الجرح بالمقل
إمتنان لنبض حاك من الحزن عطرا وكافوراََ
مودتي والياسمين


\..:icon20:

حسام الدين ريشو 10-21-2016 10:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 972403)
قمة العشق
حين يصبح الاختيار إيثار وإعلاء سعادة الحبيب علي النفس
ولكن هنا
قد يساورني بعض الشك في هذا الاختيار
نعم قد يكون شهامة وتضحية
وقد يكون فرار من عشق ما زال رماد الماضي مشتعلا به
يا له من سرد قصصي تهجد صلوات الأـلم بخشوع وأسبى الجرح بالمقل
إمتنان لنبض حاك من الحزن عطرا وكافوراََ
مودتي والياسمين


\..:icon20:


سيرين
أيتها الأديبة القديرة
أستاذتي
لقراءتك أبعاد تغوص في ثنايا النص
تستخرج الحكمة
شكرا جزيلا
مع تقديري

نادرة عبدالحي 10-22-2016 04:31 PM

بدأ الكاتب الفاضل بناء القصة بوصف للمكان الذي يعيش فيه أحد شخصيات القصة
( بين جدران الغرفة الصماء .. التى تستند على حوائطها رفوف الكتب .. أنيسته في وحدته ..)
ومعها يشرع الكاتب في الاتجاه مباشرة نحو هدفه، فإن هذه البداية تحمل الكثير من رؤية العمل وروحه؛ بداية مشوِّقة محفزة للقارئ ليواصل القراءة والوصول للب الحدث.
يُسلط الضوء على الصراع النفسي الذي يحصل داخل الشخصية بسبب علاقة عاطفية
تنتهي بإختيار منها رغم مُحاولته لإعادتها إلى حياته .......
فهذا الصراع النفسي كان له تأثير واضح في طريقة السرد التي أتقنها الكاتب ...
الكاتب حُسام الدين ريشو أُسلوب هادئ يَنقل الصورة والحدث على طبيعته
دمتَ دربا بل دروب موصلة للخير ,


رشا عرابي 10-22-2016 04:39 PM

ياااااا لله
وهل يملك القلب المُحب كتمَ شهقات بُكائه
عقب اختيارٍ ساوم النبض على على الإحتفاء
بإيثاره

لله درّ إلهامك العذب الشفيف السامق
أيّها الحسام النبيل
أستاذي الألق
دمتَ والإبداع صنوان


الساعة الآن 09:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.