منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   يقولون مالا يفعلون ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=26785)

مريم الخالد 03-08-2011 09:59 AM

يقولون مالا يفعلون !
 

كيف للكلمة الآن ألا تعكس دواخل الإنسان وتوشي بمكامنه وأغواره ،
هل يمكن أن نوظف تلك الكلمة لتخدم أغراضاً نبيلة وأخرى ليست كذلك! ،
وتلك الـأتربة التي تتكدس على حروف الكلمة وانعكست عليها تجاعيد نوايانا هل لـريحٍ صرصرٍ عاتية أن تمحي تلك الأتربة فنصبح نميز اللون الداكن من البياض !
كيف للأدب ألا ينبع من ذواتنا ويعكس رقي نفوسنا ،
وإن كانت الكلمة مغايره عما نبطن ، هل يحق لصاحب قلم رفيع أن يستمر بمناقضة نفسه وهل لنا أن نقاضيه وأي قانونٍ ينص على مقاضاته !
هنالك تشابه تام بين شاعرٍ أو كاتب لم يسعفه قلمه ليرقي بنفسه ويهذبها ويحاكي قراءُه بمصداقية وشفافية تعكس ما بداخله
وبين صائم ٍ لم يسعفه صيامه عن هفوات نفسه التي لا تنتهي والتي أصبحت تتحكم بتوجهاته،
وتراه يقوم بأعمال ٍ تناقض آداب الصوم ومنافية لاحترام الشهر الفضيل ، كيف لصوم ٍألا يرقي من نفسه ويسعفه ليوطنها كي يخرجها من مواطن الزلل

يقول الشاعر علي الجازم :
أتى رمضان غير أن سراتنا يزيدون صوما تضيق به النفس‏
يصومون صوم المسلمين نهاره وصوم الحيارى حينما تغرب الشمس‏
****
بالحقيقه هما وجهان لعملة واحدة ويتماثلان بذات الخصائص التي تجعلنا نقوم بوضعهما بذات الدائرة / المقارنة
في ساحة القصيد هنالك شاعر يظهر كالبلسمِ ليضمد بشعره جراحنا وهو الذي ينزف شوقاً لبعض الصفاء والدفء والسكينة
وشاعرٌ تراه في شعره تلوح روحه النقية في الأفق ، وشاعرٌ حالمٌ شاعريٌ لعواطفه جازم ، وشاعر منكسر القلب منشطر اللب ، مشطور الدرب ،
هل هم في واقعهم هكذا !
أم أنه مجرد خيالٌ يجسد لنا إنسان آخر مغاير عما هو عليه ،
عرف كيف يستعين بــالمبالغة الأدبية والشعرية والكنايات والوصف والنزف ويوظف الكلمة
ويرتكز عليها لــمحاصرة عقولنا داخل قوقعة يتحكم بأبوابها ونوافذها أيما تحكم !
****
ولسنا على الأدبارِ تّدمَى كُلومُنا *** ولكن على أقدامِنا يَقْطُرُ الدمُ
قائل هذا البيت هو أول المشركين فرارًا يوم بدر، وقيل هو خالد بن الأعلم حليف لبني مخزوم !
****
نرى بأن تسطير الكلمات أسهل من تنفيذها حيث أن الشاعر يصعب عليه أن يشكل توأما مع ما يكتب وأن يطابقها في المخبر والمنظر.
حينما ترى شاعراً ما ينقد الكاذب والضائع والجاحد في قصيدة محفوفة بالــهجاء، هل تراه في قرارة نفسه يهجو حاله من حيث لا يعلم ، أو من حيث لا يعلم غيره
وتلك الأسماء التي قامت على أنقاض علاقات نسائية أساسها الضلال والتضليل وغرضها الرئيسي هو الحصول على الشهرة المرجوه بأقصر وقت وأقل الخسائل
ولن يهمه إن كان ذلك على غرار مشاعر إحداهن أو على بقايا علاقة مؤقتة تنتهي بانتهاء دورها المرجو في الترفيع والترقيع والمبالغة في المدح والثناء
ليعلو من شأنه ويجلجل صيته على قدر ما تستطيع وتبقى هي تناقض الواقع إلى أن يذوب الثلج ويظهر معالم ذاك المرج المشوه من تحته !
****
هل هذا الناقد وذاك مؤهل أن يكون ناقداً يرمي بنصٍ ما عرض الحائط ويهدم به أحلامَ قلم ٍيخطو خطواته الأولى ومازال في عمر التأهيل
ويهل بامتداح نصاً آخر أو عملاً آخر شحيح بأدواتٍ تؤهله لينتقل من مرحلة إلى مرحلة أسمى وأرقى منها !
من يوقف ذاك الذي يطبل بنشاز ٍعلى مسامع المراءاة والخدمات الخاصة والإتفاقيات التي تجري أحداثها تحت الطاولات
كيف نترجم طلاسم السقوط الاخلاقي لكاتب يهجو الفساد !!!
كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلوا !
****
وشعارات تقذف في الهواء مع تلويح واحمرار يلوك ملامح وجه أحدهم بعصبيةٍ مقنعة،
وهتافات يعلو أوجها وتعهدات منه لإصلاح وترميم ما فسده غيره ودعوة أكيدة للتغيير
وهذه الأصداء الموبوءة بالأكاذيب موسومة بالتصفيق من جمهور غافل تماماً!
وحينما تنقشع الحقائق ويبلج الحق ويلجلج الباطل يبقى من صفق خاوي اليدين إلا من الخيبة
وضبابية الرؤية في عصرالجفاف وزمن المصالح وفي مشاهدٍ كثرت بها الأقنعة التي ما تلبث أن تتساقط واحدة تلو الآخرى .
فرصة ذاك المصفق الوحيد هو أن ينتظر انتهاء دور المصلح الغير مصلح أبدا!
ويجيء غيره كي يصفق مرة أخرى وبحرااااااره !














***
رابط نشرها في جريدة الراي الكويتية اليوم
يقولون مالا يفعلون

بندر الصقر 03-08-2011 12:48 PM

لست شاعرا وإن كتبت الشعر ولم أعتبر نفسي يوما إلاّ متذوقا , لذا فلن أتحدث بإسم الشعر ..

اقتباس:

كيف للأدب ألا ينبع من ذواتنا ويعكس رقي نفوسنا ،
وإن كانت الكلمة مغايره عما نبطن ، هل يحق لصاحب قلم رفيع أن يستمر بمناقضة نفسه وهل لنا أن نقاضيه وأي قانونٍ ينص على مقاضاته !
هنالك تشابه تام بين شاعرٍ أو كاتب لم يسعفه قلمه ليرقي بنفسه ويهذبها ويحاكي قراءُه بمصداقية وشفافية تعكس ما بداخله
وبين صائم ٍ لم يسعفه صيامه عن هفوات نفسه التي لا تنتهي والتي أصبحت تتحكم بتوجهاته،
عجزنا عن محاكمة الشاعر على مخالفة ضميره لايقلّ صعوبة عن عجزنا عن محاكمة الصائم على مخالفة أمر ربه ,,
ربما كان هذا المقال بالنسبة للشاعر بمثابة نصيحة صادقة لصائم تاه عن صيامه .

اقتباس:

هل هم في واقعهم هكذا !
من حاول منهم أن يكون كذلك دخل في حربٍ ضروس لوائها القصور الذي جبلنا عليه كبشر
في كل أمور الحياة نحتاج للصدق مع أنفسنا والعمل على أن يكون ظاهرنا للناس يحكي مابداخلنا .. لكنّها درجة من الكمال عجزت البشريّة قبلنا عن الوصول إليها .

كنت أنظر للشعر بعين متذوّقٍ ناقد ولم يكن يعجبني , والنظر بعينكِ أكثر سوادًا يا مريم ..



جميل وأكثر يا مريم .

نوف سعود 03-09-2011 07:24 AM


أحسنتِ ورب محمد ..
قلتِ كثيراً ما بداخلي أيا طُهر ..
فلو وزنت مقالتك هذه لأضفت علي كبيراً من الجواهر والدُرر ..
أما الشعر فيا أسفاه أصبح بلا لون ولا رائحه ولا طعم رغم وزنيته الا ان مساراته غير مرضية أبداً ذاك ينوح على حبيبه اقام العلاقات معها وهجرته وآخر يسب ويشتم شخصاً اخطأ عليه ..!
أين كتاباتكم يالشعراء في حب الله وحب الرسول والذب عن اعراض امهات المؤمنين والصحابة رضوان الله عليهم ..؟
أين كتاباتكم في حب الأبوين الأنقى والأخوة و الأبقى ونصائح وتوجيهات ورسائل ودية وابجديات سامية ..
بل تعدى الأمر الى ان الشعر أصبح يباع ويشترى كسلعه تعرض للبيع ..!
وأما من يقول مالا يفعل فأعتقد لديه بما يسمى ( أنفصام شخصية ) وذاته قائمة على النقص ليعوض ذلك بمفردات ..!
عجباً والله .. أيعقل يقول ما لا يعكس نفسه يبدو انه يحمل مرآه القلم مقلوبه ..؟

شكراً ألف عزيزتي / مريم الخالد ..
نور قلمك أضاء الفضاء أيا صفاء .. :icon20:



سلطان الوثر 03-11-2011 06:12 AM

مقال رائع يامريم

نعم يقول الشاعر مالا يفعل أحياناً

لأن مايقوله قد يكون تمنيّاً
او حُلماً يود تحقيقه
ولم يفعله بعد
وقد لايسعفه الوقت أو التوفيق لفعله

وليس فقط الشاعر هو من يقول مالا يفعل
بل غير الشاعر أيضاً
والفرق بينهما
أن الشاعر قد يفعل أكثر من غيره

لأنّه لازال يتذكَّر ماقال
ولازال يحاول ان يفعل ذلك أو يكون كذالك

الشعر يامريم دستور
قد يُخالف مرَّة ولكن ليس دائماً
والشعراء بشر مثل غيرهم
قد تشعرين بانَّه مثالي عندما تقرأين له
وهو ليس كذالك أبداً
بل يحاول ان يكون
هذه قدرته فقط




شكرا لكِ


الساعة الآن 06:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.