منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   أنت قوي بالله ضعيف بمن سواه . (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37606)

إبراهيم عبده آل معدّي 01-01-2017 11:13 PM

أنت قوي بالله ضعيف بمن سواه .
 
قال صلى الله عليه وسلم : "انصر أخاك ظالمًا أو مظلوما ، قالوا: هذا ننصره مظلوما ، فكيف ننصره ظالما ؟ قال تأخذ فوق يديه " أي أن تكفوه عن الظلم ، وكف يد الظالم عن ظلمه لوجه الله هي قوة من الله لا يستطيعها أحد .
قال تعالى : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) ، وكظم الغيظ والعفو عمن لم يتعدى حدود الله هي قوة من الله لم تكن لتقوى على فعل ذلك لولا أنك جعلت العمل لوجهه الكريم .
قال صلى الله عليه وسلم : " ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " وكبح لجام النفس عن الغضب في غير تجاوز لحدود الله هي قوة من الله لم توهب للمسلم ليقتل أو يشرد أسرة ، أو أن يصبح طاغية ، ولكن لجم غضبه هي قوة من الله الكبير المتعال .

قال تعالى : ( ولاتقل لهما أف و لاتنهرهما وقلهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي احمهما كما ربياني صغيرا ) فولا إخلاص المؤمن لله عز وجل ، ودعائه الله صادقا بأن يرزقه بر والديه وأن الأمر يحتاج لمصابرة ومجالدة نفس ، خاصة عندما يبلغ أحد الوالدين الكبر أو أحدهما ، فلولا التوفيق والرضا من الله عليك لما أعطاك تلك القوة التي تسهل عليك أمر برك بوالديك ، وشكر الله على نعمة الوالدين والبر بهما ، وصلاح الذرية ، وهذا والله لأمر عظيم يحتاج لقوة من الله حتى يؤدي العبد طاعة شكر النعم ، قال تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) .

وكذلك قوة الشكر الله على نعمائه ومنها نعمة الإسلام والصحة والعافية والقدرة البدنية على أداء فرائض الإسلام ، وهذا هو دأب الأنبياء والصالحين بعدهم ، فقد أعطى الله لسليمان عليه السلام النبوة والملك ، وحكم الجن ، والرياح ، والطير وعلى الرغم من كل هذه النعم كان عبدًا شكورًا شاكر لأنعم الله ردا الفضل لله وحده قال تعالى : (قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيم ) .

وهنا نبي الله موسى عليه السلام بعد أن سقى للفتاتين ، رد فضل قوته لله عز وجل فأثنى على الله ، قال تعالى : (
فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) ، ولم يكن للعاصين والكفرة إلا فقرا لتلك القوة التي لايهبها الله لعاص وجاحد ، فالبعض كلما أتاه الله رزقًا وأنعم عليه من فضله بالمال والولد تجده والعياذ بالله لايشكر الله ولايُنسب إليه الفضل حتى بل تجده يتفاخر أمام الآخرين بأنه هو سبب مافيه من النعم ، حتى يمدد له الله فيأخذه أخذ عزيز مقتدر وهذه سنة الله فيمن يجحد فضل الله كما في قصة قارون رغم نصح الناصحين له ، قال تعالى : ( إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين * قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون * فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون * فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين * وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون * تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) .

إذًا هي قوة الشكر التي لايَنعم بها غير الأنبياء والصالحين ومن وفقه الله محبة منه له ، فانظر إلى نفسك هل وفقك الله ؟ وانسب ما أوتيت من فضل لصاحب الفضل عز وجل ، واجعل ماتفعله لوجه الله خالصًا فهو الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، والحي الذي لايموت وغيره يموتون .

سيرين 01-02-2017 12:24 AM

ونعم بالله
دعوة مضيئة كُللت بآيات البرهان وما له من بيان
بوركت فاضلي وجعله ربي بميزان اعمالك
تحية وتقدير


\..:icon20:

فيصل خليل 01-04-2017 10:57 PM

من كانت حياته لله أصبحت حياته له

كل الشكر والامتنان على ما قدمت من نصح



نوف سعود 01-04-2017 11:06 PM

،
،
شكرًا كبيرة القدير إبراهيم،
لهذه الرسائل الروحانية، والتذكير الوعظي!
امتنان وتحايا.

إبراهيم عبده آل معدّي 01-13-2017 10:24 AM

شكرا من القلب :
سيرين
فيصل خليل
نوف سعود

وجودكم دافع كبير للاستمرار 🌹🌹🌹


الساعة الآن 10:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.