منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   الماء العالق (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=8377)

الحزن السرمدي 12-02-2007 10:03 AM

الماء العالق
 


:

:

في حياتنا لحظات نحيا باسترجاعها كل مساء..
خاصة حينما تعترينا نسمة باردة ونبحث عن الدفء فيها... نتدثر بها ...ونحاول أن لا نتجمد... أو يتجمد النبض فينا..!
"يستيقظ الماضي الليلة داخلي ... مربكا. يستدرجني
إلى دهاليز الذاكرة .

فأحاول أن أقاومه, ولكن, هل يمكن لي أن أقاوم ذاكرتي
هذا المساء ؟"

"أغلق باب غرفتي واشرع النافذة ..
أحاول أن أرى شيئا آخر غير نفسي. وإذا النافذة تطل علي...

تمتد أمامي تلك المساحات الزرقاء وتزحف نحوي
ملتحفة ببرودتها الدافئة..وكل تلك التفاصل الدقيقة."


http://up.arab-x.com/pic/7iV14015.jpg

أتذكرذاك المسبح المائي وتلك الصفحة الزرقاء..؟؟
لا أستطيع مقاومة الرعشة التي تنتابني كلما تذكرت
لسعة الماء الباردة

تلك التي توقظ كل إحساس يضطجع لحين لحظة
استنفار..
وتجعلنا نهزُّ رؤوسنا .. لننفض بذلك ماعلق بالذاكرة من جُثث منتنة...!
في محاولة بائسة لمعانقة جسدي الغائب..!

أتذكر يوم أن حملتك على ( كفَّيَ) بإتزان متناهي..

محاولة بذلك تعليمك كيف تُـتـقـن الطفو فوق الماء...؟
وماأجمل براعة الطُهر في عينيك .. حين تُغمِضْهما خوفا من الماء...!
أجوب بك ذاك المسبح.. أقلِّبُك تارة على صدرك وأخرى على ظهرك.. وأقول : تمدد بكامل قوتك..ولاتجعل عضلاتك في ارتخاء.. حتى تتمكن من الطفو..؟!
كنت تضحك لجهلك أمامي .. وصوتي يحتضن صداه بلهفة صمت السنوات العجاف...!
أم تذكر يوم أن حملتك على ظهري أجوب بك تلك
الساحة يُمنة ويُسرى في وسط أمواج كانت تتحرك بقوة
وتدفعنا للجنوب...؟!
أفترش ذراع حلمي بلهفة طفل..كي تنبطح عليه..
وتتمدَّد بإرتباك تلميذ مازال يتهجَّى نبضه في السطر الأول للقراءة.



كنت أقاوم تلك الأمواج...

وأحاول مقاومة حبك الذي جعلني أبدو
كـــ جارية تسعى جاهدة لإحياء سيدها في عمق كل مُتع
الحياة...!


ياطفلي الذي لا يكبر ...!



لم أقاومك ولم أقاومها... كانت المياه عميقة ... !


http://www.oujdacity.net/ejournal/im...da-tsunami.jpg

والأمواج قوية.. وخوفي معها يزداد عليك في كل خطوة
تنزلق بها قدميك للجنوب...!

(رمق أخير ..
وشهيق محتدم قد استقبل من أمره ما استدبر من عمره ..
مسبح قد اصطبغ بزرقة الدفء .. إلا أنه قد حفت جوانبه رعشة حمراء ..
الشوق .. الأمل .. الأقدار .... وأشياء أخرى عام بعضها وغرق بعضها في أمواج مسبح عاتي ...)
وكأنك تُـتمتم : لابد من ارتكاب خيانات لتبقى المدينة واحة حُلم..!
كنت أخاف فقدك .. ذات غدر
"ذلك الموت الذي اخترنا له اسما آخر أكثر إغراءً، لنذهب دون خوف وربما بشهوة سريه, وكأننا نذهب لشيء آخر غير حتفنا "


كان الموت يمشي إلى جوارنا... ويرقبني تحديداً وأنا أشهق في كل مرة تحاول فيها إخافتي كلما توغلت بإتجاه الجنوب..!

كانت الزرقة تعمّ المكان... والسواد بإتجاه الجنوب يزدان بتأرجح الأمواج ...لــعُمق المياه..وخوفي عليك وعلى قلبي في تضخم.. كــ جنين يتمخض مع كل نبضة خوف....!

كان الشوق معنا ... "ينام ويأخذ كِسرَته على عجل.. تماما مثل السعادة المبهمة التي طالما خشيتُ فقدها...!"
"فالجوع إلى الحنان، شعور مخيف وموجع، يظل ينخر فيك من الداخل ويلازمك حتى يأتي عليك بطريقة أو بأخرى"



حتى فقدتها وفقدتك....

لا أعلم كيف..
فلم تجرؤ الموج على سرقتك... أو سرقة سعادتي.. والأمل الجنين الذي لم يولد بعد...!؟
بل كانت آمنة عليك وعلى قلبي المرتعش خوفاً
ولكن من مأمنه يؤتى الحذر!

ولكن الأقدار (الساخرة أبداً) حكمت على اختطافك
.. وخنق الأمل لحظة ولادته ...

فرحلت ورحل معك بلا رجعة..



الحزن السرمدي

خنساء بنت المثنى 12-02-2007 01:06 PM

بعض قُطيرات أظمت الروح لأكثر

وحزنُ يحمل أثمه كتف الماء

بشفافيته ورقرقاته الؤلؤية كانت حروفك اخيتي

مودتي وأحترامي

حنان عسيري 12-02-2007 10:55 PM






,


,



لله دركِ يا رائعة



الـ ح ـــــــــزنـ الـ سـ ـرمـ ـديـ

قدرة فنية رائعة

دخلتْ قلبي وحفظها


سلمت روحكـِ

آفاق 12-02-2007 11:33 PM

.

.


اقتباس:

فالجوع إلى الحنان ..


يآآآآآه غالتي ...وما أقساه من جوع ..!



الرائعة الحزن السرمدي


تختارك الحروف مرفأ لها .. وتركن بين كفيك ..


دمتِ متميزة كما أنت




احتراماتي

قايـد الحربي 12-03-2007 03:22 PM

الحزن السرمدي
ـــــــــــــ
* * *


مؤلمٌ أنْ يكون [ الماء ] هو ما يُذكّرنا بلحظاتنا الأجمل ،
لأنّ الماء لا يفارق لحظاتنا كلّها .. وفي ذلك ألمٌ بكلّ لحظة .

هطولٌ رائع كـ دائم سجيمك الأروع .

سعـد الوهابي 12-03-2007 03:37 PM

.
.
.
الماء العالق أم الذكريات العالقة . .

أيهما كان فهو موجع حد تمني الموت ..

الذكريات المؤلمة وارتباطنا بها يعتمد على الشخوص التي تربطنا بهم تلك الذكريات ..

فـ كلما كان تواجدهم في حياتنا أكثر أهمية

كانت الذكريات أعمق ألماً وأكثر تواجدا في حياتنا بعدهم . .
.
.
.
سيدة الحزن

" الحزن السرمدي "

الوجع العميق في النص خنقني . .

والذكريات العالقة والمرتبطة بالماء كفيلة بأن تضمن لنا رحلة ذهاب للأخرة على وجه السرعة . .

لله درك سيدتي

حرفك مذهل وفكرك راقي

سلم فكرك وحرفك

ودام عطركِ المنساب


( احترامات . . منسابة)

سعـد

الحزن السرمدي 12-03-2007 08:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خنساء بنت المثنى (المشاركة 203334)
بعض قُطيرات أظمت الروح لأكثر

وحزنُ يحمل أثمه كتف الماء

بشفافيته ورقرقاته الؤلؤية كانت حروفك اخيتي

مودتي وأحترامي



أيا تماضر أبعاد

يقين الحزن أزاله غموض الماء

وبشفافية الموج وإنتهاكه لأرواحنا
كان مرورك


فشكرا كثيرا لأنك هنا



الحزن السرمدي

بدر عيسى 12-06-2007 03:05 PM

الحزن السرمدي

موغل الحزن الماء وذكرياته،
الماء لا يندثر .. وإندثاره حزن آخر،
وأيهما أولاً من الأحزان سيأتي ..
الفقد أم ذكريات الفقد وما بينهما :حميم.

بين راحتي النص..
لسعات الماء البارة : هطول ..
نحو جهات الروح .


الحزن السرمدي/
العطر الـ دائم


الساعة الآن 05:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.