منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   أسلاب..! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=41059)

عثمان الحاج 08-29-2019 10:12 PM

أسلاب..!
 
...,
ثمّة أزمنة تتكوّم علي شِفاه الحرف
فيكُح الفقد,ويشتته كنثار الشظايا
قبل أن يُخلّفه كأسلابِ الشيخوخة..

ثمّة أمكِنة,حاسِرة,مأهولةٌ بالغياب,
تشكو لظلالِها حِيف أوصِياء الغُربة
قبل أن تنوء الترائب بأحمالها الوبيلة,
لتزعَق كصريرِ الرِيح في نهارٍ غائِظ..

الغيمةُ الأرمَاء,
رفيقة الأنجُم الشاحبة,
سليلة المنافي,
تضِجُّ بحشرجتها كالصِلالِ الهائجة,
ثم تمدُّ عرض أكتافِها للوجُوه المألوفة..

اللحظة,مذاقها خادِع,
ينقصها التأهيل,لمساومةِ الفجر,
والشهيق,للتدحرُج من حافّة الغيبوبة..

تتواري كسحابةٍ زرقاء
-كدُخَان اللُفافة- يباغتها الغَسَق,
ليشُوّه ملامحها الممشوقة,
ثم,
يسبغ عليها عباءة قاتِمة من غيهبِ الظِلال..

هذا الوقت لا يشبهني,..
وذاك الغياب الذي جاء لينام علي وسادتي
إجتاز المسافة بأنفاسة الأخيرة,
ثم ألقي بالخارطة في سلةِ المهملات..

هذه المفارقة الحادّة,
المغرُوسة كالخازوق في صدر المألوف
تشكو لشرودها الملفوف بالظنِ والأمل,
كيف جاء ليولِّي ظهره في هذا الظرف الخاطف..؟
وكيف ينشُد التِيه
بهذه القطعة الملوّنة من عمره الموقوت..؟

أيهما تداعَي من هجمةِ النزَق
وثكل المواعيد المتهوّرة..؟
قبل أن آخذنِي معه إلي القاع
ثم أُيممني لوجهة غائرة,
لا تعبأ بالبارقة
ولا تصغَي لزَهاء بهرجها الأخّاذ..

تيقّن أنه,كلما إستدارت الأرض
أضحت كترسٍ حاد,ينبُش الحزن المخبوء,
ويصهر الأغنيات المدسوسة
لموعدٍ طاردناه بأقدامِ المستحيل.!!

سيرين 08-29-2019 10:39 PM

كثيرة هي مفقوداتنا المسلوبة ولا عودة لها والأقدام يعقوبية
رغم الوجع كان النص متألق حد المتعة
ولقطوفه الدانية ان نبصرها بأعين السمو والدهشة انصاتاََ لمدى وقعها بالروح
احترت أي مسلوب اقتبس وجميعهم أختطفني بريقه
لاحرمنا هكذا غدق يزيد شغفنا ولا منه نرتوي
رااائع وجداااا قلمك الطاغى الالق مبدعنا \ عثمان الحاج
شكرا لمساء رُصع بهكذا الجمال المبهر
مودتي والياسمين

\..:icon20:

عمرو بن أحمد 08-30-2019 01:14 AM

محاولاتنا الأخيرة لتضميد جراحنا هي في الواقع نبش لها..
حرف جميل أثقلته بعض الكلمات التي تضطر القارئ للعودة للمعاجم.
خيال خصب وقدرة يرفدان القلم هنا.. فقط دع النهر يجري بسلاسة.
كل التحايا.

سلام الحربي 08-30-2019 03:50 AM


لافرار من الفقد
أستدارت الأرض ام بقيت في سكون
مادامت المساحات خالية
مابقي الحيف والمنافي
والغسق والدخان والظلام

الشاعر :عثمان الحاج
إسلاب
رقي وابداع
دمت بكل خير

نادرة عبدالحي 08-30-2019 08:47 PM



عندما إنتهيت من قراءة أسلاب أستحضرني مقولة الشاعر أدونيس "أنا معَ الحلم، أريدُ أن تكونَ القصيدةُ حلمًا"


تعدُّ الصورة الرمزية في شعر عثمان الحاج عنصر جميل في القصيدة

فمن خلال الصورة الرمزية جسِّد الفكرة يجسِّدَ مفاهيمَ جديدةً ورؤى لا تُرى بالعين المجردة ،


ويحلِّق بإلهامه بمفردات لغوية من إيحاءات وصور. ويستطيع من خلال الصورة الرمزية أن يسافر


يمنح المتلقي . تصوّرات جديدة مغدقًة بمعاني وألفاظ رمزية غائرة معانيها ممتعة .

هذه القصيدة فعلا سلبت فكري لثراءها في الصور الفنية والمعجم اللغوي الذي يسلب اللب ,

اقتباس:

ثمّة أزمنة تتكوّم على شِفاه الحرف

فالقاموس الخاص بالكاتب له علاقة وثيقة بالأسلوبه وثقافته ، لان

المعجم الشعري لغة خاصة به أي عندما أجالس النص الأدبي أقول هذا نص الحاج او غيره .

انْ تصبح مادته الإبداعية حاضنة لكلّ ما يؤشر على تجربته وخصوصيته، وثقافته

جليله ماجد 08-31-2019 10:37 PM

عثمان الحاج..! و ما أدراك ما عثمان الحاج؟
حروفك أشبه بكوب قهوة..
فتتت كل الأسمال في تلابيب مخ عتيق..!
أعترف أنني أمارس عزلتي السنوية..
لكن هذا النص يستحق أن أرتد- عنها - بسببه..!
الغياب.. الفقد.. و الألم
كلها مسوخ تمزق أوردة الروح ..
لا تبقي سوى المرار في الفم..
و ذاك الدمع المكتوم في اللحظ..
حتى المفردة جاءت كصاعقة تهز العقل..
و تنفرد بالإعجاب ..
و بين كل هاذي الأمواج العارمة..
يبقى الحاج ممسكاً بدفته كي لا يغرق..
لكننا نحن من تهنا عن كل الشواطئ..
طوبى لحرفك..!
إذ نزف.. فأمتع..!

إبراهيم بن نزّال 09-13-2019 11:42 PM



أستاذي / عثمان الحاج

حرفك تعلمتُ منه الكثير سابقا والآن ومازلت وسأبقى أتعلم منه،
انتشار الحرف معك له رونقه، التسلسل ( مجدافك ) الفكرة من افتتاح وحتى خاتمة،
بالله عليك لاتطل الغياب، فأين نجد مثل هذا الحرف إن أردنا أن نرتوي نثرا..

رشا عرابي 09-14-2019 01:51 AM

لا زالت الأقدامُ تُمارس الهرولة
رغم أنف الثّبوت،
ولا زلنا نقبِضُ على عقرب الثواني متلبّساً بجرمِ التّباطؤ
غير أننا نُعاقبه مستَبشرين
فإن اللّحظة التي تُنالُ عقب التحاف الزمهرير دفيئةٌ جداً
والعصا لم تنكسر بعد~

الصديق القريب
عثمان الحاج
بارٌ أنت بالسطر حدّ النزف
لقلبك الأفراح فرادى وجماعات
لا تخضع للغياب فإن الدرب يتصحّر


الساعة الآن 03:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.