لو أني آوي إلى عينيك
لثلاثة ألاف عام وأزداد ألفا فألفا
ناسكا أتعبد في محرابهما
زاهدا بكل خفقة
بكل شهقة وإندهاشة
لا تكون لك
وبكل درب
لا يقودني إليك.

لدي من الحلم ما يكفي
ولكن غيابك يسلبني النوم
كأنما ممنوع علينا أن نلتقي
حتى ولو وهما
ولو كذبا
فتعالي نمثل أننا معا
وبأنك ستكونين لي
قصيدة حب لا تنتهي
ونبع شوق لا ينضب
ورسالة فرح لا تموت
تعالي حتى وجعا
يفترس لحمي ولغتي
المهم أن تكوني معي
عرسا على إمتداد الأبجدية.

هل ظننت أني نسيت؟
هيهات أن أنسى
إني محاصر مغلوب على أمري يا صديقتي
فهذه حقول عطرك تنتشر في كل الأزقة
في كل الدروب، في كل الأمكنة التي تحمل خطاي
وهذا شالك العاجي يداعبه نسيم الليل إذا شهق
ويهدهده هديل الصبح إذا تنفس
وإني بين كل لحظة وأخرى
لا زلت كما أنا، ذبيحك والشوق يحز عنقي
إلا أن الوهم الحلو في كل مرة يفتديني.

وما كان يعلو شفتي
إلا مقطوعة موسيقية أنت أحلى أغانيها
وما عرفت ولن تعرف لغتي
إلا عيناك، إذا كتبتك تتفتح وتعشوشب معانيها
لله درك من قصيدة راقية
تبحر ينابيع إشتياقي إليك فترويها
وترعد سماء حبك مزمجرة
فينهمر مطر سحرك على أرضي ويربيها.

أحيا بك،
ولو أنك الداء والدواء معا
أفرح معك،
ولو أنك الوجع والسعادة معا
أتعلق بك،
ولو أنك الغياب والحضور معا

وغيابك يا صديقتي حضور طاغي.