منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المكشف (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   أحمد مطر (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=4435)

سلطان ربيع 03-07-2007 01:18 AM

أحمد مطر
 
ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة . وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته ، وهو في مرحلة الصبا ، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي .

وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر ، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية ، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب ، فألقى بنفسه ، في فترة مبكرة من عمره ، في دائرة النار ، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت ، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم ، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الاحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة ، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة ، تصل إلى أكثر من مائة بيت ، مشحونة بقوة عالية من التحريض ، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش . ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام ، الأمر الذي اضطر الشاعر ، في النهاية ، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت ، هارباً من مطاردة السُلطة .

وفي الكويت عمل في جريدة ( القبس ) محرراً ثقافياً ، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره ، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً ، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد . وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة ، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر ، فكانت ( القبس ) الثغرة التي أخرج منها رأسه ، وباركت انطلاقته الشعرية الانتحارية ، وسجّلت لافتاته دون خوف ، وساهمت في نشرها بين القرّاء .

وفي رحاب ( القبس ) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي ، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً ، فقد كان كلاهما يعرف ، غيباً ، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب ، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة ، دون اتّفاق مسبق ، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة ، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية .

وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى ، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة .

ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر ، حيث أن لهجته الصادقة ، وكلماته الحادة ، ولافتاته الصريحة ، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية ، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي ، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت ، حيث ترافق الاثنان من منفى إلى منفى . وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي ، ليظل بعده نصف ميت . وعزاؤه أن ناجي ما زال معه نصف حي ، لينتقم من قوى الشر بقلمه .

ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن ، ليُمضي الأعوام الطويلة ، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال ، قريباً منه على مرمى حجر ، في صراع مع الحنين والمرض ، مُرسّخاً حروف وصيته

سلطان ربيع 03-07-2007 01:19 AM

إني المشنوق أعلاه

**********

ما قبل البدايـة
********
كُنتُ في ( الرّحـْمِ ) حزينـاً


دونَ أنْ أعرِفَ للأحـزانِ أدنى سَبَبِ !


لم أكُـنْ أعرِفُ جنسيّـةَ أُمّـي


لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي


لمْ أكُـنْ أعرِفُ أنّـي عَرَبـي !


آهِ .. لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري


كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي ( حَبْـلَ سِـرّي )


كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّـي غَضَـبي


خَـوفَ أنْ تَمخُضَ بي


خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَـنِ المُغتَرِبِ


خَوْفَ أنْ تـَحْـبـَل مِن بَعْـدي بِغَيْري


ثُـمّ يغـدو - دونَ ذنبٍ –


عَرَبيـّاً .. في بِلادِ العَرَبِ !

سلطان ربيع 03-07-2007 01:20 AM

حبيب الشعب

ـــــــــــــــــ

صورة الحاكم في كل اتجاه
أينما سرنا نراه
في المقاهي
في الملاهي
في الوزارات
و في الحارات
و البارات
و الأسواق
و التلفاز
و المسرح
و المبغى
و في ظاهر جدران المصحات
و في داخل دورات المياه
أينما سرنا نراه
صورة الحاكم في كل اتجاه
باسم
في بلد يبكي من القهر بكاه
مشرق
في بلد تلهو الليالي في ضحاه
ناعم
في بلد حتى بلاياه
بانواع البلايا مبتلاه
صادح
في بلد معتقل الصوت
و منزوع الشفاه
سالم
في بلد يعدم فيه الناس
بلآلاف يوميا
بدعوى الإشتباه
صورة الحاكم في كل اتجاه
نعمة منه علينا
اذ نرى حين نراه
أنه لما يزل حيا
و ما زلنا على قيد الحياة

سلطان ربيع 03-07-2007 01:21 AM



صاحبة الجهالة

ــــــــــــــــــ

مرة فكرت في نشر مقال
عن مآسي الإحتلال
عن دفاع الحجر الأعزل
عن مدفع أرباب النضال
و عن الطفل الذي يحرق في الثورة
كي يغرق في الثورة أشباه الرجال
قلب المسؤول أوراقي و قال
اجتنب أي عبارات تثير الإتفعال
مثلا
خفف (مآسي)
لم لا تكتب(ماسي)
أو (مُواسي)
أو (أماسي)
شكلها الحاضر إحراج لأصحاب الكراسي
إحذف الأعزل
فالأعزل تحريض على عزل السلاطين
و تعريض بخط الإنعزال
إحذف ( المدفع)
كي تدفع عنك الإعتقال
نحن في مرحلة السلم
و قد حرم في السلم القتال
إحذف ( الأرباب)
لا رب سوى الله العظيم المتعال
إحذف ( الطفل)
فلا يحسن خلط الجد في لعب العيال
احذف ( الثورة)
فالأوطان في أفضل حال
احذف ( الثورة) و ( الأشباه)
ما كل الذي يعرف يا هذا يقال
قلت إني لست إبليس
و أنتم لا يجاريكم سوى ابليس
في هذا المجال
قال لي كان هنا
لكنه لم يتأقلم
فاستقال


سلطان ربيع 03-07-2007 01:21 AM



الغريب

ــــــــــــــــــــ

كل ما في بلدتي
يملأ قلبي بالكمد
بلدتي غربة روح و جسد
غربة من غير حد
غربة فيها الملايين
و ما فيها أحد
غربة موصولة
تبدأ في المهد
ولا عودة منها للأبد
شئت أن أغتال موتي
فتسلحت بصوتي
أيها الشعر لقد طال الأمد
أهلكتني غربتي أيها الشعر
فكن أنت البلد
نجني من بلدة لا صوت يغشاها
سوى صوت السكوت
أهلها موتى يخافون المنايا
و القبور انتشرت فيها على شكل بيوت
مات حتى الموت
و الحاكم فيها لا يموت
ذر صوتي أيها الشعر بروقا
في مفازات الرمد
صبه رعدا على الصمت
و نارا في شرايين البلد
ألقه أفعى
الى أفئدة الحكام تسعى
و افلق البحر
و أطبقه على نحر الأساطيل
و أعناق المساطيل
و طهر من بقاياهم قذارات الزبد
إن فرعون طغى أيها الشعر
فأيقظ من رقد
قل هو الله أحد
قل هو الله أحد
قل هو الله أحد
قالها الشعر
و مد الصوت و الصوت نفد
و أتى من بعد بعد
واهن الروح محاطا بالرصد
فوق أشداق دراويش
يمدون صدى صوتى على نحري
حبلا من مسد
و يصيحون مدد


سلطان ربيع 03-07-2007 01:22 AM

ما بعد النهاية

ــــــــــــــــــ

إنني المشنوق أعلاه
على حبل القوافي
خنت خوفي و ارتجافي
و تعريت من الزيف
و اعلنت عن العهر انحرافي
و ارتكبت الصدق كي أكتب شعرا
و اقترفت الشعر كي أكتب فجرا
و تمردت على أنظمة خرفى
و حكام خراف
و على ذلك
و قعت اعترافي

سلطان ربيع 03-07-2007 01:23 AM

مدخل

ــــــــــــــ


سبعون طعنة هنا موصولة النزف

تبدي ولا تخفي

تغتال خوف الموت في الخوف

سميتها قصائدي

و سمها ياقارئي حتفي

و سمني منتحرا بخنجر الحرف

لأنني في زمن الزيف

و العيش بالمزمار و الدف

كشفت صدري دفترا

و فوقه

كتبت هذا الشعر بالسيف

سلطان ربيع 03-07-2007 01:24 AM

قطع العلاقة

ـــــــــــــــ


وضعوا فوق فمي كلب حراسة

و بنوا للكبرياء

في دمي سوق نخاسة

و على صحوة عقلي

أمروا التخدير أن يسكب كاسه

ثم لما صحت

قد أغرقني فيض النجاسة

قيل لي

لا تتدخل في السياسة

تدرج الدبابة الكسلى على رأسي

إلى باب الرئاسة

و بتوقيعي بأوطان الجواري

يعقد البائع و الشاري مواثيق النخاسة

و على أوتار جوعي

يعزف الشبعان ألحان الحماسة

بدمي ترسم لوحات شقائي

فأنا الفن

و أهل الفن ساسة

فلماذا أنا عبد

و السياسيون أصحاب قداسة

قيل لي

لا تتدخل في السياسة

شيدوا المبنى و قالوا

أبعدوا عنه أساسة

أيها السادة عفوا

كيف لا يهتز جسم

عندما يفقد راسه


الساعة الآن 03:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.