منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   [ .. كـَ قطعَة جَليد .. ] (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=12890)

م.ماجد محمد 08-24-2008 07:31 AM

[ .. كـَ قطعَة جَليد .. ]
 


http://www.emasters.co.uk/userfiles/...son-flickr.jpg

.. Special Music ..

إرتِكَاب الخَطيئة أمرٌ طَبيعي ، ومُحَاولة تَكفيرها أمرٌ عَظيم يَقوم بهِ العُظمَاء ، حَتى الأشيَاء ترتَكب الخَطايا ولكنَها لا تَقوم قَصداً بالتَكفير عن ذنبَها ! تُذنب الشمعَة بضَوءها حتّى تَعلم بأنها تُنير غُرفَة مَشبوهة فتنطَفئ ، يُخطئ الجَليد بتجَمدهِ في القُطب الشمَالي فيذوب ليقتل الضَحايا بِإنهيَارٍ جَليدي ، يُحب الشَخص شيئاً و يشعر بالذَنب فَ يَقوم بتكفير ذنبهِ بكُرهه له ليخدعَ نَفسه بالرَاحَة ، سأحَاول أن أكون كقطعَة الجَليد هُنا ، سأقوم بإذابَة بعضاً مني للتَكفير عن ذُنوبي التي جمّدتها الأيَام ، فقد عشتُ أيَاماً طَويلة ببردٍ قَارس ، مُحبط ، كَئيب ، سأكون صريحاً بخجَل ، سأخطو فوقَ ذلكَ السَطح الجَليدي لأرسمَ لكم آثَاري و وُجهةَ إنتقَالي الجَديدَة ، سأكون مُخادعاً جداً لـِ أصنعَ المتاهات لكم ، لستُ شريراً ابداً ولكني أفعل هذا لأجلكم ، فمُتَابعة مَاجِد أصعَب من كَونها آثَاراً لأقدَامٍ تستَطيع أن تُوصلكم لكيَاني .. !

خُلِقَت الأشيَاء الروحيَة " البشَرية " للإستعمَال مرةٍ وَاحِدَة فقَط بكَامل لذتها !! حُبي بلذّة مُعَّمِره بالمَرة الأولَى سيُفقِد أي حُبٍ آخَر طعمَه الشَهي و إن كَان التَالي ألذ بالحَقيقَة ! فُقدَاني للصَداقَة الحَميمة مع أحدهم سَـ تَسلب حرَارة كُل صداقَةٍ أخرَى ، عشقي لإحدَى الأمَاكن سيَكون لأول لقَاء بمكنونهِ ، عودَتي له تُفقدني عشقهُ شَيئاً فشيئاً حَتى يُمسي كأي مكَانٍ آخَر ، أستَطيع القَول بأن أشيَاءنا البشَرية بعدَ الإستخدَام الأول تتنَاسب طردياً معَ المَلل الوَقتي حتماً ، سأحَاول الحِفَاظ على أشيَائي بعدَ أن فقَدت الكَثير منها ، حَاولت ترميمها بعد أن أسقطتها المملكَة البشريَة و لم يُجدي التحَالف مع اليخَاندرو شيئاً كَما فعلَ مَعي بالسَابق ! أخبرتَه بأنّ أمخَاخ البشَر كَقطعَة سيرَاميك ، وأنّ الأفكَار والمُعتقدَات كالغرَاء تَماماً ، إمّا أن تنجَح بتثبيتهَا بالمَرة الأولَى لتبقَى حتَى المَوت أو تفشَل بذلك ، أخبرتَه أيضاً بأن لا يُحَاول مُعاودة تثبيتها مُجدداً ، فـَ الغرَاء إن لم يثبَت بالمرَة الأولى بعدَ إنتقَال كيميَائية تثبيتهِ ، فإنه سيكون ضعيفاً جداً بالمره الثَانيه و إمكَانية ترسيخه من رَابع المُستَحيلات ! لَستُ كبقيّة الفَلاسفَة على الإطلاق ! الكَثير منهم مُجّرد أدوَات لصُنع طُرق جَديدة للمفَاهيم الأسَاسيَة ، و أنَا أصنَع مَفهومي ليبدَأ بالسبَاحة في فضَاء العَقل و أبدأ بإنشَاء أفكَار وُصوله بعد ذلك ، الفَرق فقَط ! هو إني أحَاول الغَرق في منطقةٍ نَائية لأكتشف اسمَاكها إن نَجوت ، و هُم يسبَحوا بقُرب قَوارب النجَاة فإن رأوا مَوتهم هَربوا ! المَنطق أحبَتي هو النُقطَة الأخيرَة للحيَاة ، هُو الطَعم الذي نُدركه مُنذ أول ارتشَافٍ لأحدَاثه ، هُو الدَرب الإفترَاضي الذي يصنعَه الفِكر البشَري للنَاس ، إمسَاكي لقَارورَة مَاء و كولا يجعَلني قَادراً على رُؤيَة نِهَاية كُلٍ منهُمَا ! بنهَاية المَاء مَلامح وَاضحة الرؤيَة ، ونهَاية الكولا مَلامح ضبَابية الرؤيَة ، وكطبيعة بشريَة ، معرفَتنا للنِهَايَات إمّا يُقّلل أو يَزيد من نسبَة الإندفَاع لَها ، فوضوحَنا يجعلنا نُكثِر من شُرب المَاء ، وضبابيتَنا تُؤمن بالكولا شَراباً لها ! مَاذا لَو مَزجنا المَاء بعينّه مُقّدرة من الكولا ؟ هَل سنَحصل على الوُضُوح القَادر على جَعلنا مُندَفعين لـِ لُقيَا نهَايَتهِ ؟ تختَلف الأجوبَة من شَخص لآخَر ، ولعلّ الجَواب الأبرَز هُو نَعم ، فالبشَر أكبَر مُمَثلين بمسرحيَة المثَالية و ارتدَاء الزيّ الوَطني و التَنشيد له وهُم ثَائرون ! أهَم مَبدأ بالخيَانة هُو أن تُشعِر الضَحيَة بالأمَان و الدِفء ، فهُمَا عِبَارة عن سَلسلتَين تَربط الضحيَة في لَوحكَ الخَاص ، تتنقَل لأي مكَان والضحيَة تُطَاردك وإن كُنتَ تَهرب منها ، ستُصبح لكَ كالظِل تَماماً ، إن كُنتَ وَغداً مُحترفاً ستَجد العَديد من الظِلال حينَ تَقف تحتَ أشعَة شَمسك ! كُلّما أصبحَت سلاسلكَ أثخَن ، كُلمَا طَال نَهارك لذلكَ الظِل ، ستشتَاق لليَل الجَميل ، ستشتَاق أيضاً لمخدتكَ النَاعمَة ، بصفتِكَ كَائناً بشَرياً ، تحتَاج إلى أن تَشكو حَالكَ للرّب وأن تستَغفره بالثَانية ألفَ مَرّة ، فمن لا يذوب من ذُنوبهِ كـَ قطعَة جَليد في النهَار ، فإن شمسَ تَوبتهِ ستُكسَف كُلياً وسيعيش في الكُهوف كالخَفافيش الضَعيفَة ، مصّاصَة دِمَاء ! سودَاء المَلامح ! سيكون كذلك حَتى تُشرق شمسه من مَغربها و حينَها لا ينفَع النَدم لِبدء حيَاة بشريَة هَادئة !


http://up3.m5zn.com/get-8-2008-8f45xopot0u.gif


إغفاءة حلم 08-24-2008 08:20 AM



الفلسفة .. المغموسة بأشياء الروح ..
والقنديل المجهري .. المُعلق على رمش الحرف ..
راق لي كثيراً هنا ...

م.ماجد محمد
شكراً مرنة خالية من عثرات العُقد كما الفلسفة هنا


حمد الرحيمي 08-24-2008 02:09 PM


م . ماجد محمد ...



ثِق بأني ممن سيقتفي [ أثر ] روحك الجميلة ... حتى و إن كنت مخادعاً ...

مثلك لا بد و أن يُقتفى [ أثره ] و إن كان على أصم الحجارة و أملسها / أنعمها ...




تُفلسفُ اللقاءات المسروقة على طريقة العشاق المغامرين ...



رائعٌ يا م . ماجد محمد ...





مودتي ...

سمية عبد الله 08-24-2008 02:59 PM

م ماجد..

أقرؤك بكل الوجوه.............. هنا وهناك

سأحمل في جواربي.. حلما / وورقة بسطر معلق / وأغنية صامتة / كأسا مملوءة بالهواء / مرآة مكسورة كي أرى نفسي على حقيقتها الطفولية
.

.

.
وأظل أتبعك












ودّ وياسمين

أمل السرحان 08-24-2008 06:39 PM



م. ماجد المهندس ..
ستطول الثواني هنا ..
فخلف النص إبداع يثمل القارئ..
ووجوه طرقتها بحنكة فيلسوف متمرس ..
هنا كنت مختلفاً بتفرد ..
وهنا قرأت وقرأت ..وبهرت ..

لروجكَ النقاء سيدي ..

قايـد الحربي 08-24-2008 07:25 PM

ماجد محمد
ـــــــــــ
* * *



وَ كـ قطعة سُكّرٍ : حَرفك .

هذه اللغة : هطول
هذا الفكر : ذهول

:

أستحقّ الكثير من الشكر ،
لأقول : شكراً لك .

د.نوف العبدالله 08-24-2008 10:40 PM

.
.

الحَرفُ هُنا.. لايَعْتَرف بـِ حَضَانةِ كَونْ!

.
.

الْمَاجِد:رُوحك سَماءٌ عَالية

.

العـنود ناصر بن حميد 08-24-2008 10:52 PM



يا إلهي
أين كنت عن هنا !!
نعم
كنت هدية هذا اليوم
م . ماجد
حرفك يتسرب للقلب عنوة
كن بسلام





الساعة الآن 12:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.