منتديات أبعاد أدبية

هو الاحتضار حينما تموت الأماني وحتى الحلم مع الغياب
منذ غادرتني بالأمس وأنا أعلم من قبلها أنك ستتركني يوما وسأبكيك بقدر كل الحب الذي أحببتك إياه
وسأكره من بعدك حتى لحظات صمتي حين يكف عن التفكير بك
يخيل إلي أن ماحدث مجرد لحظات مجنونة انتهت بعد أن أفقت وما أدركت أن حقيقة غيابك كجرح غائر غير قادر على أن يلتئم
بالأمس غفلت أن حقيقة وجودك كوهم حتى لو كان ذاك البعد بمسافات بعيدة أو حلم مستحيل ورضيت أن تكون لي صوتا أعيش به وأحلام أثق أني بعدها أحترق ألف مرة بل أكثر
وأدركت مع غيابك اليوم أني مجرد دمعة لن تكف أبدا وأنك قصة قلبي الحزين
أتلوها كل ليلة ليطلع علي هذا الفجر وأنا أحتضنك كطفلة مازالت تحتاج إلى الحب
أتذكر يوم قلت لك أحتاجك
أشتاقك
فرحلت بعيدا
وتركتني وأنا أموت ضحكا لأني عرفت أنه لن يكون أمامي سوى وجع الصمت الذي كرهته فيك وفيني
بالأمس عرفت لماذا أحب اللون الأسود
ولم تركتني كأوراق مهملة وكرماد محترق
بالأمس رجعت سنين طويلة لماضي القديم كنت أسيرة الأحزان فقلت لي لا
أريد منك أن تقهري كل الأحزان في داخلك أن تحولي تلك الدمعة لفرحة تمحو كل ما مضى
كنت أنتظر منك هدية تحمل عبيرك لي لأضمك من بينها
أتعرف ماذا أهديتني ؟
تابوت أتنظر فيه موتي
لأدرك حقا أن الحياة بعدك لا تصلح لشيء وأن ملامح تلك الصورة التي رسمتها على جدران غرفتي قد تمزقت وأن ليال البرد طويلة
طويلة جدا يا سيدي
بالأمس شربت من كأس المرارة ما يكفي ليليقني هناك حيث الأماكن التي التقيت بك فيها
وكأني أشيكك إليها وأبكيني مع كل خطوة مشيتها معك
بالأمس كان يخيل إلي أني المرأة الوحيدة التي ستجعلك تنسى معها كل العالم
وأن الحب لم يخلق إلا ليكون أنا وأنت فقط
كتبتك مجنونة عاشقة وأحببتك حتى مع قطرات المطر وهي تتساقط كنت أدعو الله أن تبقى لي
كنت أعلم أن عالمك مملوءا بغيري لكنك كنت كل عالمي
بالأمس أدركت حجم الغباء الذي أنا فيه وأنا أحاول أن أتذكر كم من مرة طلبت منك أن تكتبني كقصيدة شعر أنتظرها وكرسالة من محب عاشق
لتأتيني وأنا قد ذبحني صمتك وتجاهلك لي
بالأمس أحببتك حتى أكثر من نفسي ومازلت أحبك أكثر من وجعي الآن
بالأمس عدت للحظة الحزن الأولى ورجعت ألملم أوراقي المهترئة منذ زمن مضى
كان اسمك جميلا لم استطع أن احتفظ بغيره في قلبي
كانت حروفك خلف صورتي أملا أهرب إليها من دموعي وحتى وقتها أجدني أبكي
ولا أعرف متى سيتوقف هذا الدمع يوما ؟
بالأمس عرفت لما هذا الحظ العاثر مكتوبا على أبوابي ؟
بالأمس علمت أن لا الأيام ولا السنين ولا الحب ولا حتى أشواقي استطاعت أن تزرعني حقيقة في قلبك وإلا لما كان الغياب