منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   امرأة بخافقين ...! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38073)

منى مخلص 05-06-2017 08:44 AM

امرأة بخافقين ...!
 

ترقص الحروف على موسيقا السَّامبا والرُّومبا وترفض أنْ تَتمهَّل في حَضرتك - أو أنْ تُصغي للغةِ الهدوء وضمير الحِكمة....!!
كُفِّي ياهذهِ عن اللَّعِبِ بأعصابي والرَّسم الأحمق المجنون بأناملي فماعاد في دفّة الشعر بقايا من بقايا نبضٍ
لكنه الحنين الذي يشدّ المعاني إلى ذات الزاوية التي رقصتْ بها معنا - رقصة الهوى الغجري
بِجُنون....!!

هوَ الحنين ولاشىء سواه فماكانَ للحبِّ أنْ يقفَ صامتاً وهو يَئِّنُ بوجعِ الشَّوق - والحَاجة..!!
هوَ الحَنين الذي أعادَ المَقطع مرَّة تِلوَ المَرَّة - وفي كلِّ مرَّة كانَ اللحنُ يَتناقص شيئاً فشيئاً - حتى بِتنا نغمة نشاز في آخر الأغنية نغصًّ عندها -
في (ثورة ِحنين )

كانت الطبول كلها تقرع مُهلِّلة معي - كانت المعاني كلها تَتمايل معي برقصةٍ نادرة - كانت الدماء تَتَجَمَّع كلها وتتدَّفق بسخونة الإلتحام عندما أنبس بحروفِ إسمهِ الأربعة على شفتي
كانت النجوم كلها تَأتلق في ملامحي ووسط قلبي وصَدري
وكانَ حَازماً
حَارقاً
حَادقاً
كحرفِ الحَاء الذي يُسقطني في هوِّةٍ من الخوف الذي أتجمدُ فيه - ومن ثم أتكَّسر عندَ وَقعِ خُطواته الهاربة من موقعِ الشوق
ووقعة ِ الجَمل الذي فَرَّ بِمشاعري إلى اللاعودة وأنا أرجوها البقاء أكثر فأكثر
فلعلَّها عندَ اليوم الرابع-
الحرف الرابع -
تُشفق على ماتبقى مني وتُبقيني في حضنهِ المَغدور..!!!

مغدورٌ هوانا عندما لعبنا بهِ لعبة الحياة - تلكَ التي لاتَحتمل التأجيل
لاتَقبل الخوف
أو القِسمة على أربعة - فقدنا واحداً وبقينا نمشي على ثلاث - فعَرجنا
والعرجُ شقيٌ- والعمرُ شقيٌ- والإنتظارُ شقيٌ ’ وكلانا شقيَ بآخره - ومازلنا (نَحِنّْ)؟

والحنينُ وجع - يخَفت شيئاً فشيئاً حتى باتَ كالمصيبة بعد دهر
وشنق نفسه على رفِّ الذكريات المُصنَّفة ببرودٍ شديد - هاهنا يَقطن قلبٌ قد ماتَ وجعاً
ماتَ صمتاً
ماتَ انتظاراً لقادمٍ - لايأتي
وحين جاء - لم ْ ترقص الأماني عند قدميه
لم ْ ترتمي الفساتين اِحتفاءً
ولمْ يَندلق العطر العتيق اِنتشاءً - لم تتسارع دقات القلب وتتسابق خفقاً - إليه..!!
لم تنهض تلك الغافية من فراشها بل نظرت حولها ببرود ٍ شديد وكأنها فقدت حاسة الرؤى - فأغمضتها من جديد
فالحلم مازالَ مُستمراً هنـاك
بألوانٍ زاهية - تُغريها بالبقاء حيث تكون
فلاشىء َ في الواقع يَحملها على الهروب - إليهِ من جديد!!!

لمْ يَكنْ سوى
رجلٌ- بِـ طابقين
طابقٌ علويٌ لايَملك قدرةَ التمَّاس
وطابقٌ سفليٌ يئِّنُ بوهمِ إلتماس’ وكلاهما يسير باتجاهٍ مُختلف
ليَتقاطعا عند حروف اسمها النادر الذي قرع أجراس الصلاة على قِبلة طويلة الأمد ’غريبة الإتجاه - مُستحيلة الإنحناء
فالإنحناء لغير الله - مَذلة

ولمْ تكنْ سوى إِمرأة - بِــ خَافقين
خافقٌ يئِّنُ بوجعِِ الخِيانة - وخافقٌ يَفرُّ من لوثةِ جُنون ...!!!




منى مخلص
6-12-2008

حسن زكريا اليوسف 05-06-2017 09:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى مخلص (المشاركة 1008817)

ترقص الحروف على موسيقا السَّامبا والرُّومبا وترفض أنْ تَتمهَّل في حَضرتك - أو أنْ تُصغي للغةِ الهدوء وضمير الحِكمة....!!
كُفِّي ياهذهِ عن اللَّعِبِ بأعصابي والرَّسم الأحمق المجنون بأناملي فماعاد في دفّة الشعر بقايا من بقايا نبضٍ
لكنه الحنين الذي يشدّ المعاني إلى ذات الزاوية التي رقصتْ بها معنا - رقصة الهوى الغجري
بِجُنون....!!

هوَ الحنين ولاشىء سواه فماكانَ للحبِّ أنْ يقفَ صامتاً وهو يَئِّنُ بوجعِ الشَّوق - والحَاجة..!!
هوَ الحَنين الذي أعادَ المَقطع مرَّة تِلوَ المَرَّة - وفي كلِّ مرَّة كانَ اللحنُ يَتناقص شيئاً فشيئاً - حتى بِتنا نغمة نشاز في آخر الأغنية نغصًّ عندها -
في (ثورة ِحنين )

كانت الطبول كلها تقرع مُهلِّلة معي - كانت المعاني كلها تَتمايل معي برقصةٍ نادرة - كانت الدماء تَتَجَمَّع كلها وتتدَّفق بسخونة الإلتحام عندما أنبس بحروفِ إسمهِ الأربعة على شفتي
كانت النجوم كلها تَأتلق في ملامحي ووسط قلبي وصَدري
وكانَ حَازماً
حَارقاً
حَادقاً
كحرفِ الحَاء الذي يُسقطني في هوِّةٍ من الخوف الذي أتجمدُ فيه - ومن ثم أتكَّسر عندَ وَقعِ خُطواته الهاربة من موقعِ الشوق
ووقعة ِ الجَمل الذي فَرَّ بِمشاعري إلى اللاعودة وأنا أرجوها البقاء أكثر فأكثر
فلعلَّها عندَ اليوم الرابع-
الحرف الرابع -
تُشفق على ماتبقى مني وتُبقيني في حضنهِ المَغدور..!!!

مغدورٌ هوانا عندما لعبنا بهِ لعبة الحياة - تلكَ التي لاتَحتمل التأجيل
لاتَقبل الخوف
أو القِسمة على أربعة - فقدنا واحداً وبقينا نمشي على ثلاث - فعَرجنا
والعرجُ شقيٌ- والعمرُ شقيٌ- والإنتظارُ شقيٌ ’ وكلانا شقيَ بآخره - ومازلنا (نَحِنّْ)؟

والحنينُ وجع - يخَفت شيئاً فشيئاً حتى باتَ كالمصيبة بعد دهر
وشنق نفسه على رفِّ الذكريات المُصنَّفة ببرودٍ شديد - هاهنا يَقطن قلبٌ قد ماتَ وجعاً
ماتَ صمتاً
ماتَ انتظاراً لقادمٍ - لايأتي
وحين جاء - لم ْ ترقص الأماني عند قدميه
لم ْ ترتمي الفساتين اِحتفاءً
ولمْ يَندلق العطر العتيق اِنتشاءً - لم تتسارع دقات القلب وتتسابق خفقاً - إليه..!!
لم تنهض تلك الغافية من فراشها بل نظرت حولها ببرود ٍ شديد وكأنها فقدت حاسة الرؤى - فأغمضتها من جديد
فالحلم مازالَ مُستمراً هنـاك
بألوانٍ زاهية - تُغريها بالبقاء حيث تكون
فلاشىء َ في الواقع يَحملها على الهروب - إليهِ من جديد!!!

لمْ يَكنْ سوى
رجلٌ- بِـ طابقين
طابقٌ علويٌ لايَملك قدرةَ التمَّاس
وطابقٌ سفليٌ يئِّنُ بوهمِ إلتماس’ وكلاهما يسير باتجاهٍ مُختلف
ليَتقاطعا عند حروف اسمها النادر الذي قرع أجراس الصلاة على قِبلة طويلة الأمد ’غريبة الإتجاه - مُستحيلة الإنحناء
فالإنحناء لغير الله - مَذلة

ولمْ تكنْ سوى إِمرأة - بِــ خَافقين
خافقٌ يئِّنُ بوجعِِ الخِيانة - وخافقٌ يَفرُّ من لوثةِ جُنون ...!!!




منى مخلص
6-12-2008

مـنـى
صباح الورد
صباحك أنغـام العاصي
بصدق وأمانة وموضوعية
هذا النص من أروع ما خطه نبضك
الجميل في نصوصك هو الروح الشاعرية وأنفاسها العـاطرة
أثملني العـبق
طوبى لأرض تحتويك
وسلمت أناملك النورانية
مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

فيصل خليل 05-06-2017 09:50 AM

الحنين يلوذ بالقلب طمعا في بث الأمل وزرع لحظات إنتظار لغائب نتمنى عودته.
يملأنا شغف إنتظار حبيب تعاهدنا وإياه على حب أبدي
تدور الأرض دورتها للحياة ،، فيغادرنا إلى عالم المجهول
وعلى قارعة الإنتظار يذوي الحب شيئا فشيئا ويذوب الحنين كذوبان شمعة الأمل ...
وتجري مقادير النسيان مجراها وتتبدل أولويات الشوق والفؤاد ..
ما إن يعود .. حتى لا يجد لها مكاناً إليه يعود ،، فالفؤاد نسيه والذكريات تتضائل رغم تشبثه ببقايا قصص جميلة تنازع الزمن لتغادر ذاكرتنا للأبد...
يعود إلى عالم لم يعد كما كان .. فهل الفؤاد سيرمم الحب من بقايا القصص العالقة في ذاكرة الفؤاد.
أم سيكمل مسيرته في عالم النسيان ،،، كأن الغائب عاد شكلا ولم يعد فعلا.

لفاضلة منى
جمعك الله مع من تحبين
قوة الحب تفرض علينا خيارات شتى لا نتحكم بها
القرار للفؤاد وما يهوى

نثرية سردية جميلة
أبدعت بحروف تلألأت بجمال رهيب

دمت بخير وعافية



د. فريد ابراهيم 05-06-2017 04:50 PM

جميل ما سطرت يا منى
دمت مبدعة..
تحياتي و كل التقدير

رائد المطيري 05-07-2017 03:46 AM

هذا نص يلامس الوجدان بشكل أنيق.
شُكراً استاذة مُنى

عَلاَمَ 05-08-2017 12:57 AM

تبارك الرب , ما أبهى حبرُكِ .. جميله جدا
انتظر جديدُك ..


رشا عرابي 05-09-2017 04:25 PM

الخيانة / الفقد
قطعةٌ من عتمة لفظتها المواقيت على سبيل الإختبار،

وراية البياض هي العُليا

منى مخلص
مكتنزٌ حرفك بأبجديةٍ خصبة
لا تفقه فصول الجدب

جليله ماجد 05-09-2017 04:47 PM



الأنثى كائن رقيق ..
مخلوق من ضلع و ماء ..
شفاف جدا ..
و بنقاء حرفك يا منى ...
تغزلين عوالم الأنثى عندما تحب ..
لا تستطيع أن تكره ..
مهما كابرت تبقى أرق من ريشة ...
أبدعت يا ذات الخافقين ...


*


الساعة الآن 02:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.